الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى زمن مديد الله أعلم به، فالشرع
والعقل معا يقتضيان أن يقوم بهذا الواجب المخلصون من المسلمين، حتى إذا خرج
المهدي، لم يكن بحاجة إلا أن يقودهم إلى النصر، وإن لم يخرج فقد قاموا هم
بواجبهم، والله يقول: * (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) *.
ومنهم - وفيهم بعض الخاصة - من علم أن ما حكيناه عن العامة أنه خرافة ولكنه
توهم أنها لازمة لعقيدة خروج المهدي، فبادر إلى إنكارها، على حد قول من قال:
" وداوني بالتي كانت هي دواء "! وما مثلهم إلا كمثل المعتزلة الذين أنكروا
القدر لما رأوا أن طائفة من المسلمين استلزموا منه الجبر!! فهم بذلك أبطلوا ما
يجب اعتقاده، وما استطاعوا أن يقضوا على الجبر! وطائفة منهم رأوا أن عقيدة
المهدي قد استغلت عبر التاريخ الإسلامي استغلالا سيئا، فادعاها كثير من
المغرضين، أو المهبولين، وجرت من جراء ذلك فتن مظلمة، كان من آخرها فتنة
مهدي (جهيمان) السعودي في الحرم المكي، فرأوا أن قطع دابر هذه الفتن، إنما
يكون بإنكار هذه العقيدة الصحيحة! وإلى ذلك يشير الشيخ الغزالي عقب كلامه
السابق! وما مثل هؤلاء إلا كمثل من ينكر عقيدة نزول عيسى عليه السلام في آخر
الزمان التي تواتر ذكرها في الأحاديث الصحيحة، لأن بعض الدجاجلة ادعاها، مثل
ميرزا غلام أحمد القادياني، وقد أنكرها بعضهم فعلا صراحة، كالشيخ شلتوت،
وأكاد أقطع أن كل من أنكر عقيدة المهدي ينكرها أيضا، وبعضهم يظهر ذلك من
فلتات لسانه، وإن كان لا يبين. وما مثل هؤلاء المنكرين جميعا عندي إلا كما
لو أنكر رجل ألوهية الله عز وجل بدعوى أنه ادعاها بعض الفراعنة! (فهل من مدكر
) .
1530
- " أكثروا الصلاة علي، فإن الله وكل بي ملكا عند قبري، فإذا صل علي رجل من
أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة ".
الديلمي (1 / 1 / 31) عن محمد بن عبد الله بن صالح المروزي حدثنا بكر بن خداش
عن فطر بن خليفة عن أبي طفيل عن أبي بكر الصديق مرفوعا. بيض له الحافظ،
وبكر بن خداش ترجمه ابن أبي حاتم (1 / 1 / 385) برواية اثنين آخرين عنه ولم
يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وأورده الحافظ في " اللسان " برواية جمع آخر عنه
وقال: ربما خالف. قاله ابن حبان في " الثقات ". ومحمد بن عبد الله بن صالح
المروزي لم أعرفه. والحديث قال السخاوي في " القول البديع "(ص 117) :
" أخرجه الديلمي، وفي سنده ضعف ". لكن ذكر له شاهد من حديث عمار بن ياسر رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملكا أعطاه أسماع
الخلائق، فهو قائم على قبري، إذا مت، فليس أحد يصلي علي صلاة إلا قال: يا
محمد صلى عليك فلان بن فلان، قال: فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك بكل
واحدة عشرا ". وقال (ص 112) : " رواه أبو الشيخ ابن حيان وأبو القاسم
التيمي في " ترغيبه "(209 / 2 - مدينة) والحارث في " مسنده " وابن أبي
عاصم والطبراني في " معجمه الكبير " وابن الجراح في " أماليه " بنحوه وأبو
علي الحسن بن نصير الطوسي في " أحكامه " والبزار في " مسنده " وفي سند الجميع
نعيم بن ضمضم، وفيه خلاف عن عمران بن الحميري، قال المنذري: لا يعرف.
قلت: بل هو معروف، ولينه البخاري، وقال:" لا يتابع عليه ". وذكره ابن
حبان في " ثقات التابعين " قال صاحب الميزان