الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: أبو حميد هذا مجهول وقيل هو عبد الرحمن بن سعد المقعد، وثقه النسائي،
والله أعلم. ورواه ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة به مختصرا بلفظ: " تنقون كما ينقى التمر من حثالته ".
أخرجه ابن حبان (1833) .
قلت: وابن أبي العشرين اسمه عبد الحميد بن حبيب، قال الحافظ: " صدوق ربما
أخطأ ". قلت: فأخشى أن يكون خطأه في إسناده حين قال: سعيد بن المسيب، مكان
أبي حميد كما في رواية يونس بن يزيد وهو ثقة. والله أعلم. وبالجملة فحديث
الترجمة حسن بحديث أبي هريرة، ولا عكس لأن الشاهد فيه ما ليس في المشهود له،
فتأمل.
1782
- " تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، ولا تكونوا كرهبانية النصارى ".
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى "(7 / 78) من طريق ابن عدي، وهذا في
" الكامل "(ق 329 / 1) عن محمد بن ثابت البصري عن أبي غالب عن أبي أمامة
مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد حسن في الشواهد، فإن محمد بن ثابت البصري وهو العبدي قال
الحافظ: " صدوق لين الحديث ".
وسائر رجاله موثوقون غير أحمد بن عبد الرحيم
الثقفي البصري شيخ ابن عدي فيه، أورده الخطيب في " تاريخه "(4 / 269)
وكناه بأبي عمرو وقال: " روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني في " معجمه "
وذكر أنه سمع منه ببغداد ". ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقد تابعه
الروياني الحافظ الثقة، فقال في " مسنده " (30 / 216 / 1) : أخبرنا أبو حفص
عمرو بن علي قال: سمعت شيخا سنة ثمان وسبعين ومائة يقول: أخبرنا أبو غالب
به إلا أنه قال: " النبيين " مكان " الأمم " وزاد: قال أبو حفص: وصفت هذا
الشيخ، فقالوا: هذا محمد بن ثابت العصري:
قلت: هو العبدي نفسه كما في " التهذيب ". وللحديث شواهد يتقوى بها، أما
الشطر الأول منه، فقد ورد عند أبي داود وغيره من حديث معقل بن يسار، وصححه
ابن حبان (1229) . وعنده من حديث أنس أيضا (1228) وهو مخرج في " آداب
الزفاف " (ص 16) و " الإرواء " (1811) . وأما الشطر الثاني فيشهد له ما
روى ابن سعد في " الطبقات "(3 / 395) عن معاوية بن (أبي) عياش الجرمي عن
أبي قلابة: أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه، فبلغ ذلك النبي صلى
الله عليه وسلم، فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه، فقال: " يا
عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية، (مرتين أو ثلاثا) وإن خير الدين عند
الله الحنيفية السمحة ".
قلت: وهذا إسناد مرسل لا بأس به في الشواهد، ورجاله ثقات رجل الشيخين غير
الجرمي هذا، فقد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه (4 / 1 / 380) ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا، وقد روى عنه ثلاث من الثقات. وما روى الدارمي (2 / 133) من طريق ابن إسحاق حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال:
" لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء، بعث إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا عثمان إني لم أومر بالرهبانية، أرغبت عن سنتي.
" الحديث.
قلت: وسنده حسن. وما روى أحمد (6 / 226) من طريق عروة قال: " دخلت امرأة
عثمان بن مظعون - أحسب اسمها خولة بنت حكيم - على عائشة وهي باذة الهيئة
…
(
الحديث وفيه) فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان فقال: يا عثمان إن
الرهبانية لم تكتب علينا، أفما لك في أسوة؟ فوالله إني أخشاكم لله وأحفظكم
لحدوده ".
قلت: وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين، وهو وإن كان ظاهره الإرسال، فإن
الغالب أن عروة تلقاه من خالته عائشة وكأنه لذلك وقع مثله لعروة عند البخاري.
والله أعلم. وروى أبو نعيم في " أخبار أصبهان "(2 / 245) من طريق محمد بن
حميد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: " إني لم
أبعث بالرهبانية.. " الحديث. وفيه قصة. لكن محمد بن حميد وهو الرازي قال
الحافظ: " حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه ". وما روى ابن قتيبة
في " غريب الحديث "(1 / 102 / 1) من طريق ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن
طاووس مرفوعا بلفظ: " لا زمام ولا خزام ولا رهبانية ولا تبتل ولا سياحة في
الإسلام ". وهذا إسناد رجاله ثقات، وهو مرسل. وقد عزاه في " الجامع
الصغير " لعبد الرزاق عن طاووس مرسلا. وغالب الظن أنه عنده من طريق ابن جريج
به.