الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وبقية رجاله ثقات على ضعف في هشام بن عمار. وقد خالفه عيسى بن يونس
الرملي فقال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور بلفظ: " حرس ليلة في سبيل الله
أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة، السنة ثلاثمائة وستون يوما،
واليوم كألف سنة ". أخرجه ابن ماجة (2 / 176) . ولكنه باللفظ الأول محفوظ
له شواهد، منها عن عبد الله بن عمرو مرفوعا به. أخرجه أحمد (2 / 177) عن
ابن لهيعة: حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عنه. وهذا إسناد لا بأس
به في الشواهد، رجاله ثقات إلا أن ابن لهيعة سيء الحفظ. ومنها عن سلمان
مرفوعا به. أخرجه أحمد (5 / 440) عن محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن
(ابن) أبي زكريا الخزاعي عنه، ثم أخرجه (5 / 441) من طريق ابن ثابت بن
ثوبان حدثني حسان بن عطية عن عبد الله بن أبي زكريا عن رجل من سلمان. وفي
الطريق الأولى عنعنة ابن إسحاق. وجميل بن أبي ميمونة ترجمه ابن أبي حاتم (1
/ 1 / 519) برواية الليث بن سعد أيضا عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
والطريق الأخرى حسنة لولا الرجل الذي لم يسم ولعله شرحبيل بن السمط، فقد
أخرجه مسلم (6 / 51) والطبراني في " الكبير "(6178) من طريقين عنه عن
سلمان به. وأخرجه الطبراني (6064 و 6077 و 6134) من طرق أخرى عن سلمان به.
1867
- " لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاء الداعي لأجبته، إذ جاءه الرسول فقال:
* (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي
قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم
) * ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد، إذ قال لقومه: * (لو أن
لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) *، وما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة
من قومه ".
أخرجه الإمام أحمد (2 / 232) : حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثنا
أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأخرج الشطر الثاني منه ابن جرير في " تفسيره "(12 / 139) والطحاوي في
" مشكل الآثار "(1 / 136) والحاكم (2 / 561) وقال: " صحيح على شرط مسلم
". وأقره الذهبي، ومحمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة وأخرجه الترمذي
(4 / 129) وتمام (ق 86 / 1 - 2) من طرق أخرى صحيحة عنه بتمامه وحسنه
الترمذي. وخالفهم خالد بن عبد الله في لفظ الحديث، فرواه عن محمد بن عمرو
بتمامه إلا أنه قال: " رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها: (اذكرني عند
ربك) ما لبث في السجن ما لبث ". أخرجه ابن حبان (1747) : أخبرنا الفضل ابن
الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا خالد بن عبد الله به. قال الحافظ ابن
كثير في " تاريخه "(1 / 208) : " هذا منكر من هذا الوجه، ومحمد بن عمرو بن
علقمة له أشياء يتفرد بها، وفيها نكارة، وهذه اللفظة من أنكرها، وأشدها.
والذي في " الصحيحين " يشهد بلفظها " أي بإنكارها.
قلت: ويحتمل عندي أن تكون النكارة من شيخ ابن حبان: الفضل بن الحباب، فإن
فيه بعض الكلام، فقد ساق له الحافظ بن حجر في " اللسان " حديثا آخر بلفظ:
" من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ". ورجاله
كلهم ثقات، فاستظهر الحافظ أن الغلط فيه من الفضل، وقال: " لعله حدث به بعد
احتراق كتبه ". وإنما انصرفت عن نسبة النكارة إلى محمد بن عمرو، لأنه قد
رواه عنه محمد بن بشر باللفظ الأول المحفوظ، وابن بشر ثقة حافظ، وكذلك من
تابعه عند الترمذي وغيره. وعن نسبتها إلى خالد بن عبد الله وهو الطحان
الواسطي لأنه ثقة ثبت. وقد رويت هذه اللفظة من طريق أخرى واهية، أخرجه ابن
جرير (12 / 132) فقال: حدثنا ابن وكيع: حدثنا عمرو بن محمد عن إبراهيم بن
يزيد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: " لو لم يقل - يعني
يوسف - الكلمة التي قال، ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند
غير الله ". قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " (2 / 479) : " وهذا الحديث
ضعيف جدا، لأن سفيان بن وكيع ضعيف، وإبراهيم بن يزيد - هو الخوزي - أضعف منه
". ورواها ابن جرير أيضا بسند صحيح عن الحسن وهو البصري مرسلا نحوه. وكذلك
رواه أحمد في " الزهد "(ص 80)، وفي لفظ له: " يرحم الله يوسف لو أنا
جاءني الرسول بعد طول السجن لأسرعت الإجابة ".