الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه
خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها
السلام من ربها عز وجل ومني، وبشرهها ببيت
…
" الحديث مثله بتمامه. أخرجه
البخاري (3 / 14 و 4 / 979) ومسلم أيضا وأحمد (2 / 230) ومن طريقه
الحاكم أيضا وقال: " صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه "! كذا قال وهو من
أوهامه الكثيرة التي تابعه عليها الذهبي في الاستدراك على الشيخين، وقد
أخرجاه!
4 -
وأما حديث ابن أبي أوفى. فيرويه إسماعيل بن أبي خالد قال: " قلت لعبد
الله بن أبي أوفى: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجة ببيت في الجنة
؟ قال: نعم بشرها ببيت
…
" الحديث. أخرجه الشيخان وأحمد (4 / 355 و 356
و357 و 381) .
(القصب) هو هنا: الدر الرطب المرصع بالياقوت.
1555
- " أمرني جبريل أن أقدم الأكابر ".
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد "(9 / 97 / 1) : حدثنا أبو حفص عمر بن
موسى التوزي أخبرنا نعيم بن حماد أخبرنا ابن المبارك أخبرنا أسامة بن زيد عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، علته نعيم بن حماد فإنه ضعيف، واتهمه بعضهم وبقية
رجاله ثقات معروفون غير التوزي بفتح المثناة من فوق وتشديد الواو. ترجمه
الخطيب
(11 / 214) برواية اثنين آخرين عنه، ولم يذكر فيه جرحا. ولا
تعديلا. قال ابن قانع: مات سنة (284) . وقد توبع، فأخرجه أبو نعيم في
" الحلبة "(8 / 174) : حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله
حدثنا نعيم بن حماد به إلا أنه قال: " أن أكبر ". وقال: " رواه عبد الله بن
المبارك وعبد الله بن وهب جميعا عن أسامة ".
قلت: وفيه إشعار بأن الحديث لم يتفرد به نعيم ولا ابن المبارك، إنما تفرد
به أسامة بن زيد. وهو حسن الحديث، إن كان الليثي مولاهم المدني، وأما إن
كان العدوي مولى عمر المدني فهو ضعيف، وكلاهما يروي عن نافع. وعنهما ابن
المبارك وابن وهب فلم أدر أيهما المراد هنا. ثم وجدت لنعيم أكثر من تابع واحد
، فأخرجه أحمد (2 / 138) والبيهقي (1 / 40) من طريقين آخرين عن عبد الله
ابن المبارك به. وفيه بيان سبب وروده، ولفظه: " رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو يستن، فأعطاه أكبر القوم، ثم قال:" فذكره بلفظ " الحلية ".
وعلقه البخاري في " صحيحه "(1 / 284 - فتح) من طريق نعيم بن حماد. وذكر
الحافظ أن أسامة هو ابن زيد الليثي المدني. ولا أدري ما مستنده في هذا؟ وإن
تبعه عليه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند. نعم لعل ذلك إنما هو النظر
إلى جلالة الإمام عبد الله بن المبارك وعلمه، فإنه لو كان يعني العدوي الضعيف
لبينه. أو لعل له عادة إذا روى عن الليثي الثقة أطلق ولم ينسبه، وإذا روى
عن الآخر الضعيف قيده فنسبه. والله أعلم. وقد توبع عليه في الجملة. فأخرجه
البخاري تعليقا والبيهقي وغيره موصولا من طريق عفان حدثنا صخر بن جويرية عن
نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أراني أتسوك بسواك فجاءني
رجلان أحدها أكبر من الآخر. فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبر،
فدفعته إلى الأكبر منهما ".
قلت: وهذا إسناد صحيح وهو بظاهره يدل على أن القضية وقعت مناما خلافا لرواية
أسامة. لكن الحافظ جمع بينهما فقال: " إن ذلك لما وقع في اليقظة أخبرهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم بما رآه في النوم تنبيها على أن أمره بذلك بوحي متقدم
، فحفظ بعض الرواة لما لم يحفظ بعض. ويشهد لرواية ابن المبارك ما رواه أبو
داود بإسناد حسن عن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن
وعنده رجلان فأوحي إليه: أن أعط السواك الأكبر ". قال ابن بطال: فيه تقديم
ذي السن في السواك، ويلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام. وقال
المهلب: هذا ما لم يترتب القوم في الجلوس. فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقديم
الأيمن، وهو صحيح. وسيأتي الحديث فيه ".
قلت: وحديث أبي داود صحيح الإسناد عندي، كما بينته في " صحيح أبي داود " رقم
(45)
. ويشهد للحديث أيضا، ما أخرجه الشيخان والنسائي وغيرهم في حديث (
القسامة) من رواية رافع بن خديج وسهل بن أبي حثمة قالا: " فذهب عبد الرحمن
ابن سهل - وكان أصغر القوم - يتكلم قبل صاحبيه. فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم " كبر الكبر في السن " وفي رواية للنسائي: " الكبر، ليبدأ الأكبر
، فتكلما ". يعني رافعا وسهلا.
قلت: فهذا خاص في الكلام، وحديث الترجمة ونحوه في السواك وأما في الشرب