الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" صحيح الإسناد ولم يخرجاه
". ووافقه الذهبي.
قلت: فوهما مرتين: استدراكه على مسلم وقد أخرجه. وتصحيحه تصحيحا مطلقا غير
مقيد بكونه على شرط مسلم. ولعل هذا الوهم هو منشأ تقصير السيوطي في " الجامع
الصغير " في عزوه الحديث للحاكم فقط. وانطلى ذلك على المناوي فلم يستدرك عليه
خلافا لغالب عادته، والغريب أنه قد عزاه في " الجامع الكبير " (1 / 156 / 2
) لمسلم أيضا! فأصاب.
1660
- " الدال على الخير كفاعله ".
ورد من حديث أبي مسعود البدري وعبد الله بن مسعود وسهل بن سعد وبريدة بن
الحصيب وأنس بن مالك وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر.
1 -
أما حديث أبي مسعود فيرويه الأعمش عن أبي عمرو الشيباني: سعيد بن إياس
الأنصاري عنه مرفوعا به. أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار "(1 / 484) وأحمد
(5 / 274) والخرائطي في " مكارم الأخلاق "(ص 16 - 17) وابن حبان في "
صحيحه " (867 و 868) وابن عبد البر في " الجامع " (1 / 16) من طرق عن
الأعمش به. واللفظ للخرائطي، ولفظ ابن حبان: " أتى رجل النبي صلى الله
عليه وسلم فسأله، فقال: ما عندي ما أعطيك، ولكن ائت فلانا، فأتاه الرجل،
فأعطاه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دل على خير فله مثل أجر
فاعله ". ولفظ الطحاوي مثله إلا أنه قال: " الدال على الخير له كأجر فاعله "
. قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم (6 / 41)
باللفظ
الثاني وهو رواية لأحمد (4 / 120) وأبي داود (5129) والترمذي (2 / 112
) وقال: " حسن صحيح ". وخالفهم أبان بن تغلب فقال: عن الأعمش عن أبي عمرو
الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال: فذكره. أخرجه الخرائطي (ص 16) وأبو
نعيم في " الحلية "(6 / 266) .
قلت: وأبان بن تغلب ثقة احتج به مسلم، لكن رواية الجماعة أصح (1) . على أنه
قد روي من طريق أخرى عن ابن مسعود وهو الآتي:
2 -
وأما حديث ابن مسعود، فيرويه عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن فضيل بن
عمرو عن أبي وائل عنه مرفوعا بلفظ الترجمة. أخرجه البزار (رقم - 154) وقال
: " لا نعلمه مرفوعا عن عبد الله إلا بهذا الإسناد ".
قلت: وهو ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى.
3 -
وأما حديث سهل فيرويه العائشي حدثنا عمران بن يزيد القرشي عن أبي حازم عنه
به. أخرجه الطحاوي حدثنا محمد بن علي بن داود حدثنا العائشي به.
قلت: ورجاله ثقات كلهم لكنه منقطع بين القرشي وأبي حازم، فإن روايته إنما
هي عن أتباع التابعين، فلعل الواسطة بينهما سقطت من الطابع أو الناسخ.
(1) ثم رأيت ابن عدي في " الكامل "(93 / 1) والخطيب في " التاريخ "(7 / 383) قد نصا على أن رواية أبان خطأ وأن الخطأ ممن دونه. والله أعلم. اهـ.
4 -
وأما حديث بريدة فيرويه أبو حنيفة في " مسنده "(ص 160 بشرح القاري) عن
علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعا به. ومن طريق أبي حنيفة
أخرجه أحمد (5 / 357) ولكنه لم يسمه عمدا كما قال ابنه عبد الله. قال: كذا
قال أبي لم يسمه على عمد، وحدثناه غيره فسماه، يعني أبا حنيفة. وإليه أشار
الهيثمي بقوله في " المجمع "(1 / 166) : " وفيه ضعيف ومع ضعفه لم يسم ".
قلت: ورواه سليمان الشاذكوني حدثنا ابن يمان عن سفيان عن علقمة به، وزاد:
" والله يحب إغاثة اللهفان ". أخرجه تمام في " الفوائد "(227 / 2) وابن
عدي في " الكامل "(162 / 2) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1 / 333 - 334
) وقال ابن عدي: " لا أعرفه إلا عن الشاذكوني، وهو حافظ ماجن عندي، ممن
يسرق الحديث ".
قلت: كذبه ابن معين وغيره، ورماه غير واحد بوضع الحديث، ومن الغريب أن
أبا نعيم لم يذكر في ترجمته جرحا ولا تعديلا! فكأنه خفي عليه حاله. هذا،
ولقد أبعد الشيخ البنا في شرحه على " الفتح الرباني "(19 / 72) ، فإنه قال
عقب قول الهيثمي المتقدم: " قلت: أبو حنيفة المسمى في السند، قال الحافظ في
" التقريب ": أبو حنيفة الكوفي والد عبد الأكرم مجهول أهـ ".
قلت: وهذا خطأ مزدوج:
الأول: أنه ليس هو هذا وإنما هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت المشهور
وهو ليس مجهولا بل هو معروف بالصدق، ولكنه ضعيف الحفظ كما كنت حققته في
المجلد الأول من " الضعيفة "، وإن لم يرق ذلك لمتعصبة الحنفية، وغيرهم من
ذوي الأهواء! ولذلك لم يسمه شيخ الإمام أحمد إسحاق بن يوسف، وعمدا فعل ذلك
كما تقدم عن أحمد.
والآخر: أنه وهم على الحافظ، فإن تمام كلامه في " التقريب ": " من الثالثة
". أي أنه من الطبقة الوسطى من التابعين الذين لهم رواية عن بعض الصحابة،
وأبو حنيفة الإمام ليس كذلك، فإن الحافظ ذكر في ترجمته أنه من الطبقة السادسة -
أي من صغار التابعين الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة. وأبو حنيفة
الراوي هنا بينه وبين صحابي الحديث راويان: علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة
، فكيف يعقل أن يكون هو والد عبد الأكرم الذي يروي عن بعض الصحابة؟ ! وهذا
يقال إذا ما وقفنا في ذلك عند كتاب " التقريب " فقط، وأما إذا رجعنا إلى "
التهذيب " فستزداد يقينا في خطأ الشيخ المزدوج حين نجده يقول في ترجمة الأول:
" روى عن سليمان بن هود، وعنه ابنه ". وذكر في ترجمة الإمام أنه روى عن جمع
منهم علقمة بن مرثد!
5 -
وأما حديث أنس فيرويه شبيب بن بشر عنه قال: " أتى النبي صلى الله عليه
وسلم رجل يستحمله، فلم يجد عنده ما يتحمله، فدله على آخر فحمله، فأتى النبي
صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال
…
" فذكره بلفظ الترجمة بزيادة: " إن
الدال
…
". أخرجه الترمذي وقال:
" حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن
النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت: وإسناده حسن، رجاله موثوقون، والسبب الذي فيه هو عند مسلم وغيره من
حديث أبي مسعود المتقدم، فهو شاهد قوي له. وقد تابعه على حديث الترجمة زياد
ابن ميمون الثقفي عنه مرفوعا به وزاد: " والله يحب إغاثة اللهفان ". أخرجه
أبو يعلى في " مسنده "(3 / 1063) وابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (ص
78) وابن عبد البر في " الجامع " دون الزيادة.
قلت: وزياد هذا متروك، وكذبه يزيد بن هارون. وأخرجه البزار في " مسنده "
(رقم - 1951) لكن وقع فيه: زياد النميري، وكذا قال المنذري (1 / 72) بعد
أن عزاه إليه: " فيه زياد بن عبد الله النميري وقد وثق، وله شواهد ". كذا
قال والنميري أحسن حالا من الثقفي والله أعلم. وهذه الزيادة رويت من طريق
أبي العباس محمد بن يونس السامي حدثنا أزهر بن سعد حدثنا ابن عون عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (15 / 72 / 2
) .
قلت: والسامي هذا هو الكديمي متهم بالوضع.
6 -
وأما حديث ابن عباس فيرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عنه رفعه وزاد:
" والله يحب إغاثة اللهفان ". أخرجه أبو القاسم القشيري في " الأربعين "
(157 / 2) والبيهقي في " الشعب "(2 / 449 / 2) .