الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" صدوق ". زاد الثاني: " يهم ".
قلت: فالحديث حسن، لاسيما وله شواهد من حديث عمرو بن الجموح وسعد بن أبي
وقاص وأسماء بنت يزيد، عند أبي نعيم في " الحلية "(1 / 6) .
1647
- " قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ".
أخرجه أبو نعيم في " الطب "(12 / 1 نسخة السفرجلاني) وفي " أخبار أصبهان "
(1 / 195 و 353 و 2 / 69) من طرق عن أبي داود الطيالسي حدثنا عمران القطان عن
قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير عمران القطان وهو كما قال
الحافظ: صدوق يهم. وله طريق أخرى يرويه الطبراني في " الأوسط " (رقم - 2725
ج 1 / 3 / 1) عن كثير بن مروان عن يزيد أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد
الله بن أبي طلحة عن أنس به. وقال: " لم يروه عن أبي خالد إلا كثير بن مروان
".
قلت: قال الحافظ في " الفتح "(11 / 58) : " وهو متروك ".
قلت: وشيخه الدالاني ضعيف. لكن قد توبع، فأخرجه أبو نعيم في " الطب " (12
/ 1 - 2) والخطيب في " الموضح "(2 / 81 - 82) من طريق عباد بن كثير عن
سيار الواسطي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به، وزاد في أوله: " لا
تصبحوا ".
قلت: لكن سيار الواسطي لم أعرفه. وعباد بن كثير إن كان الرملي فضعيف، وإن
كان البصري فمتروك. وله شاهد موقوف أخرجه ابن نصر في " قيام الليل "(ص 40)
عن مجاهد: " بلغ عمر رضي الله عنه أن عاملا له لا يقيل، فكتب إليه: أما بعد
فقل، فإن الشيطان لا يقيل ". ولم يذكر مختصره المقريزي إسناده لننظر في
رجاله، وهو منقطع بين مجاهد وعمر، وقد سكت عنه السخاوي في " المقاصد
الحسنة " (ص 56) .
(تنبيه) لقد ظلم هذا الحديث من قبل من خرجه من العلماء قبلي، ممن وقفت على
كلامهم فيه كالحافظ بن حجر في " الفتح "، وتلميذه السخاوي في " المقاصد "،
ومقلده العجلوني في " كشف الخفاء "(1 / 120) ، فإنهم جميعا عزوه للطبراني فقط
وأعله الأولان منهم بكثير بن مروان، وتبعهم على ذلك المناوي فقال في " فيض
القدير ": رمز المصنف لحسنه، وليس كما ذكر، فقد قال الهيثمي: فيه كثير بن
مروان وهو كذاب. اهـ، وقال في " الفتح ": في سنده كثير بن مروان متروك "
قلت: والمناوي أكثرهم جميعا بعدا عن الصواب، فإن كلامه هذا الذي يرد به على
السيوطي. تحسينه إياه صريح أو كالصريح في أن هذا المتروك في إسناد أبي نعيم
أيضا، وليس كذلك كما عرفت من هذا التخريج، ولذلك فالمناوي مخطئ أشد خطأ،
والصواب هنا في هذه المرة مع السيوطي لأن الإسناد الأول حسن إما لذاته كما
نذهب إليه، وإما لغيره وهذا أقل ما يقال فيه، وشاهده الذي يصلح للاستشهاد
إنما هو حديث عمر، وهو وإن كان موقوفا فمثله لا يقال من قبل الرأي، بل فيه
إشعار بأن هذا الحديث كان معروفا عندهم، ولذلك لم يجد عمر رضي الله عنه ضرورة
للتصريح برفعه. والله أعلم.