الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى عشرة وتسعمائة
فيها كما قال في «النّور السافر» [1] حصل بمدينة زبيد وسائر جهاتها ريح شديدة اقتلعت أشجارا كثيرة، وكسرتها وهدمت بعض البيوت.
وفيها توفي بامخرمة أحمد بن عبد الله بن أحمد اليمني [2] .
ولد بعدن بعد وقت طلوع فجر يوم الأربعاء أول يوم من صفر سنة ست وستين وثمانمائة. وأخذ عن والده، وبرع في الفقه وغيره من العلوم لا سيما الفرائض والحساب، فإنه لم يكن له فيهما نظير حتى إن والده مع تمكّنه من هذين الفنّين. كان يقول: هو أمهر مني فيهما. وكان يحفظ جامع المختصرات في الفقه.
وممن أخذ عنه من الأئمة الأعيان الفقيه العلّامة محمد بن عمر باقضام وانتفع به كثيرا.
توفي عشية الجمعة عاشر جمادى الآخرة.
وفيها قاضي القضاة شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمود بن عبد الله بن محمود الشهير بابن الفرفور [3] الدمشقي الشافعي.
ولد في نصف شوال سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. وأخذ عن البرهان الباعوني، وأبي الفرج بن الشيخ خليل، والنّجم بن قاضي عجلون، والشّمس محمد بن محمد السعدي، وأبي المحاسن بن شاهين، وغيرهم وفضل [4] وبرع وتميّز على أقرانه، وكان جامعا بين العلم والرئاسة، والكرم وحسن العشرة، بحيث إن الحمصي قال: إنه ختام رؤساء الدنيا على الإطلاق وسلطان الفقهاء والرؤساء.
[1] انظر «النور السافر» ص (60) .
[2]
ترجمته في «النور السافر» (60) .
[3]
تقدمت الاشارة إلى مصادره قبل صفحتين.
[4]
ليست اللفظة في «ط» .
ولي قضاء قضاة الشافعية بدمشق، ثم جمع له بينه وبين قضاء مصر، يوم الخميس رابع ربيع الأول سنة عشر وتسعمائة، وأبيح له أن يستنيب في قضاء دمشق من يختار، فعين ولده القاضي ولي الدّين، واستمرت عليه هاتان الوظيفتان إلى أن مات.
وكان له شعر متوسط، منه قصيدته التي مدح بها سلطان مصر الأشرف قانصوه الغوري التي مطلعها [1] :
لك الملك بالفتح المبين مخلّد
…
لأنّك بالنصر العزيز مؤيّد
وأنت العزيز الظاهر الكامل الذي
…
هو الأشرف الغوريّ وهو المسدّد
تملّكته والسيف كاللّحظ هاجع
…
بأجفانه والرمح هاد ممدّد
وهي طويلة [2] . فلما وقف عليها السلطان الغوري ابتهج بها، وقرأها بنفسه على من حضر، وكافأه عنها بقصيدة من نظمه وجهّزها إليه مطلعها [3] :
أجاد لنا القاضي ابن فرفور أحمد
…
مديحا به أثني عليه وأحمد
ومنها:
وقاضي قضاة الشّام جاء يزورنا
…
ويثبت دعوى حبّنا ويؤكد
وهي طويلة [4] أيضا، وأقرب إلى الحسن من الأولى ومدح المترجم علاء الدّين بن مليك وغيره.
وتوفي بالقاهرة في سابع جمادى الآخرة.
قال الحمصي: شرع في وضوء صلاة الصبح فتوفي، وهو يتوضأ، وكان مستسقيا، وحمل تابوته الأمراء وكانت جنازته حافلة ودفن بالقرافة بالقرب من الإمام الشافعي رضي الله عنه.
[1] الأبيات في «الكواكب السائرة» (141) .
[2]
وتقع في (47) بيتا أوردها النجم الغزّي في «كواكبه» (1/ 142- 143) .
[3]
البيتان في «الكواكب السائرة» (1/ 143) .
[4]
وقد بلغت (33) بيتا في «الكواكب السائرة» (1/ 143- 145) .
وفيها أم الهنا [1] بنت محمد الشيخة المباركة الصالحة بنت القاضي ناصر الدين البدراني المصرية.
قال الحمصي: كانت فاضلة، ولها رواية في الحديث.
وتوفيت بالقاهرة في ثامن جمادى الأولى.
وفيها نور الدّين [2] أبو الحسن علي بن القاضي عفيف الدّين عبد الله بن أحمد بن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى بن جلال الدين أبي العلياء بن أبي الفضل جعفر بن علي بن أبي الطاهر بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن حسن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنّى بن الحسن الأكبر بن علي بن أبي طالب الحسني، ويعرف بالسّمهودي، نزيل المدينة المنورة، وعالمها ومفتيها ومدرّسها ومؤرّخها، الشافعي الإمام القدوة الحجة المفنّن.
ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود، ونشأ بها، وحفظ القرآن، و «المنهاج الفرعي» وكتبا، ولازم والده، حتى قرأه عليه بحثا مع شرحه للمحلّي، وشرح «البهجة» و «جمع الجوامع» وغالب «ألفية ابن مالك» وسمع عليه بعض كتب الحديث، وقدم القاهرة معه غير مرة، ولازم الشمس الجوجري في الفقه، وأصوله، والعربية، وقرأ على الجلال المحلّي بعض شرحيه على «المنهاج» و «جمع الجوامع» ولازم الشرف المناوي، وقرأ عليه الكثير، وألبسه خرقة التصوف، وقرأ على النّجم بن قاضي عجلون تصحيحه ل «المنهاج» ، وعلى الشمس البامي «تقاسيم المنهاج» وغيره، وعلى الشيخ زكريا في الفقه والفرائض، وعلى السعد الدّيري، وأذن له في التدريس هو واليامي والجوجري. وقرأ على من لا يحصى ما لا يحصى.
قال السّخاوي: وسمع مني مصنفي «الابتهاج» وغيره، وكان على خير كثير، وقطن بالمدينة المنورة من سنة ثلاث وسبعين، ولازم فيها الشّهاب الإبشيطي، وقرأ
[1] ترجمتها في «الكواكب السائرة» (1/ 163) ، و «أعلام النساء» (5/ 215) .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (5/ 245- 248) و «النور السافر» (58) و «البدر الطالع» (1/ 470- 471) ، و «معجم المؤلفين» (7/ 129- 130) .
عليه تصانيفه وغيرها، وأذن له في التدريس وأكثر من السماع هناك على أبي الفرج المراغي، وسمع بمكة من كمالية بنت النّجم المرجاني، وشقيقها الكمال، والنّجم عمر بن فهد في آخرين. وانتفع به جماعة الطلبة في الحرمين.
وألّف عدة تآليف منها «جواهر العقدين في فضل الشرفين» ، و «اقتفاء الوفا بأخبار دار المصطفى» [1] ، احترق قبل تمامه، و «مختصر الوفا» و «مختصره [2] خلاصة الوفا لما يجب لحضرة المصطفى» [3] وحاشية على «الإيضاح في مناسك الحج» للإمام النووي سمّاها «الإفصاح» وكذا على «الروضة» وسمّاها «أمنية المعتنين بروضة الطّالبين» وصل فيها إلى باب الرّبا، وجمع فتاويه في مجلد، وهي مفيدة جدا وحصّل كتبا نفيسة، احترقت كلّها، وهو بمكة في سنة ست وثمانين.
وزار بيت المقدس، وعاد إلى المدينة مستوطنا، وتزوج بها عدة زوجات، ثم اقتصر على السّراري، وملك الدّور وعمرها.
قال السخاوي: قلّ أن يكون أحد من أهلها لم يقرأ عليها.
وبالجملة فهو إمام مفنّن متميز في الأصلين والفقه، مديم العلم والجمع والتأليف، متوجه للعبادة والمباحثة والمناظرة، قوي الجلادة، طلق العبارة، مع قوة يقين، وعلى كل حال فهو فريد في مجموعه. انتهى وتوفي بالمدينة النبوية يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة.
وفيها الحافظ جلال الدّين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق [4] الدين أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خضر بن أيوب بن محمد بن الشيخ همام الدّين الخضيري السّيوطي [5] الشافعي المسند المحقّق المدقّق، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة.
ولد بعد مغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة،
[1] ويعرف ب «وفاء الوفا» وهو مطبوع بمصر قديما.
[2]
في «ط» : «ومختصر» .
[3]
ويعرف ب «خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى» وهو مطبوع من دون تحقيق.
[4]
في «ط» : «ساق» وهو تحريف.
[5]
ترجمته في «الضوء اللامع» (4/ 65- 70) و «الكواكب السائرة» (1/ 226- 231) و «متعة الأذهان»
وعرض محافيظه على العزّ الكناني الحنبلي فقال له: ما كنيتك؟ فقال: لا كنية لي فقال: «أبو الفضل» وكتبه بخطّه.
وتوفي والده وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر، وقد وصل في القرآن إذ ذاك إلى سورة التّحريم، وأسند وصايته إلى جماعة، منهم الكمال بن الهمام، فقرّره في وظيفة الشيخونية، ولحظه بنظره، وختم القرآن العظيم، وله من العمر دون ثمان سنين، ثم حفظ «عمدة الأحكام» ، و «منهاج النووي» ، و «ألفية ابن مالك» ، و «منهاج البيضاوي» ، وعرض ذلك على علماء عصره وأجازوه، وأخذ عن الجلال المحليّ، والزّين العقبي، وأحضره والده مجلس الحافظ ابن حجر، وشرع في الاشتغال بالعلم من ابتداء ربيع الأول سنة أربع وستين وثمانمائة، فقرأ على الشمس السّيرامي «صحيح مسلم» إلّا قليلا منه، و «الشفا» و «ألفية ابن مالك» ، فما أتمّها إلّا وقد صنّف. وأجازه بالعربية، وقرأ عليه قطعة من «التسهيل» ، وسمع عليه الكثير من ابن المصنّف، و «التوضيح» و «شرح الشذور» و «المغني في أصول فقه الحنفية» ، و «شرح العقائد» للتفتازاني، وقرأ على الشّمس المرزباني الحنفي «الكافية» وشرحها للمصنّف، و «مقدمة ايساغوجي [1] » وشرحها للكاتي، وسمع عليه من «المتوسط» و «الشافية» وشرحها للجاربردي، ومن «ألفية العراقي» ولزمه حتى مات سنة سبع وستين، وقرأ في الفرائض والحساب على علّامة زمانه الشّهاب الشّارمساحي، ثم دروس العلم البلقيني من شوال سنة خمس وستين، فقرأ عليه ما لا يحصى كثرة، ولزم أيضا الشّرف المناوي إلى أن مات، وقرأ عليه ما لا يحصى، ولزم دروس محقّق الديار المصرية سيف الدّين محمد بن محمد الحنفي، ودروس العلّامة التّقي الشّمنّي، ودروس الكافيجي، وقرأ على العزّ الكناني، وفي الميقات على مجد الدّين ابن السّباع، والعزّ بن محمد الميقاتي،
الورقة (44) و «النور السافر» (54) و «مفاكهة الخلان» (1/ 294) و «البدر الطالع» (1/ 328- 335) و «جامع كرامات الأولياء» (2/ 62) و «الأعلام» (3/ 301- 302) و «معجم المؤلفين» (5/ 128- 131) .
[1]
ايساغوجي: لفظ يوناني معناه الكليات الخمس، أي الجنس، والنوع، والفصل، والخاصة، والعرض العام. انظر «كشف الظنون» (1/ 206) .
وفي الطّب على محمد بن إبراهيم الدواني لما قدم القاهرة من الرّوم، وقرأ على التّقي الحصكفي، والشّمس البابي وغيرهم وأجيز بالإفتاء والتدريس.
وقد ذكر تلميذه الداوودي في ترجمته أسماء شيوخه إجازة وقراءة وسماعا مرتّبين على حروف المعجم، فبلغت عدّتهم أحدا وخمسين نفسا. واستقصى أيضا مؤلفاته الحافلة الكثيرة الكاملة الجامعة النّافعة المتقنة المحرّرة المعتمدة المعتبرة، فنافت عدتها على خمسمائة مؤلّف [1] ، وشهرتها تغني عن ذكرها، وقد اشتهر أكثر مصنفاته في حياته في أقطار الأرض شرقا وغربا وكان آية كبرى في سرعة التأليف حتّى قال تلميذه الداوودي: عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس تأليفا وتحريرا، وكان مع ذلك يملي الحديث ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة.
وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه رجالا وغريبا ومتنا وسندا واستنباطا للأحكام منه، وأخبر عن نفسه أنه يحفظ مائتي ألف حديث. قال: ولو وجدت أكثر لحفظته. قال: ولعله لا يوجد على وجه الأرض الآن أكثر من ذلك.
ولما بلغ أربعين سنة أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى والاشتغال به صرفا والإعراض عن الدنيا وأهلها كأنه لم يعرف أحدا منهم، وشرع في تحرير مؤلفاته، وترك الإفتاء والتدريس، واعتذر عن ذلك في مؤلّف سمّاه ب «التنفيس» . وأقام في روضة المقياس فلم يتحوّل منها إلى أن مات، ولم يفتح طاقات بيته التي على النّيل من سكناه. وكان الأمراء والأغنياء يأتون إلى زيارته، ويعرضون عليه الأموال النّفيسة فيردّها، وأهدى إليه الغوري خصيا وألف دينار، فردّ الألف، وأخذ الخصي، فأعتقه وجعله خادما في الحجرة النبوية، وقال لقاصد السلطان: لا تعد تأتينا بهدية قط فإنّ الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك، وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه.
[1] قلت: وقد صنّف في تعداد مؤلفاته مصنف خاص طبع في الكويت. باسم «دليل مخطوطات السّيوطي وأماكن وجودها» صنّفه الأستاذان أحمد الخازندار ومحمد إبراهيم الشيباني وقد بلغت عدة مؤلفاته فيه (981) مؤلفا.
ورؤي النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام، والشيخ السّيوطي يسأله عن بعض الأحاديث والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول له:«هات يا شيخ الحديث» [1] . ورأى هو بنفسه هذه الرؤيا، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول له:«هات يا شيخ الحديث» .
وذكر الشيخ عبد القادر الشّاذلي في كتاب ترجمته أنه كان يقول: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقظة فقال لي: «يا شيخ الحديث» . فقلت له: يا رسول! الله أمن أهل الجنّة أنا؟ قال: «نعم» ، فقلت: من غير عذاب يسبق. فقال: «لك ذلك» .
وقال الشيخ عبد القادر: قلت له كم: رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقظة؟ فقال: بضعا وسبعين مرة.
وذكر خادم الشيخ السيوطي محمد بن علي الحباك: أن الشيخ قال له يوما، وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة: أتريد أن تصلي العصر بمكة بشرط أن تكتم ذلك عليّ حتى أموت. قال: فقلت: نعم قال:
فأخذ بيدي وقال غمّض عينيك فغمّضتهما فرمى [2] بي نحو سبع وعشرين خطوة.
ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بباب المعلاة [3] فزرنا أمّنا خديجة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة، وغيرهم، ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم، وجلسنا خلف المقام، حتى صلينا العصر، وطفنا وشربنا من زمزم، ثم قال لي:
يا فلان ليس العجب من طي الأرض لنا وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا، ثم قال لي: إن شئت تمضي معي وإن شئت تقيم حتى يأتي الحاج قال فقلت: أذهب مع سيدي، فمشينا إلى باب المعلاة [3] وقال لي: غمّض عينيك، فغمضتهما، فهرول بي سبع خطوات. ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بالقرب من الجيوشي، فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض.
وذكر الشعراوي عن الشيخ أمين الدّين النجار إمام جامع الغمري، أن الشيخ أخبره بدخول ابن عثمان مصر قبل أن يموت، وأنه يدخلها في افتتاح سنة ثلاث
وعشرين وتسعمائة، وأخبره أيضا بأمور أخرى، فكان الأمر كما قال.
ومناقبه لا تحصر كثرة، ولو لم يكن له من الكرامات إلّا كثرة المؤلفات مع تحريرها وتدقيقها لكفى ذلك شاهدا لمن يؤمن بالقدرة.
وله شعر كثير، جيده كثير، ومتوسطه أكثر، وغالبه في الفوائد العلمية والأحكام الشرعية، فمنه [1] وأجاد فيه [2] :
فوّض أحاديث الصّفا
…
ت ولا تشبّه أو تعطّل
إن [3] رمت إلّا الخوض في
…
تحقيق معظله فأوّل
إنّ المفوّض سالم
…
مما تكلّفه المؤوّل
وقال [4] :
حدّثنا شيخنا الكناني
…
عن أبه صاحب الخطابة
أسرع أخا العلم في ثلاث
…
الأكل والمشي والكتابة
وقال [4] :
أيّها السائل قوما
…
ما لهم في الخير مذهب
اترك الناس جميعا
…
وإلى ربّك فارغب
وقال [5] :
عاب الاملاء للحديث رجال
…
قد سعوا في الضّلال سعيا حثيثا
إنّما ينكر الأمالي قوم
…
لا يكادون يفقهون حديثا
وقال [5] :
لم لا نرجي العفو من ربّنا
…
وكيف لا نطمع في حلمه
وفي الصحيحين أتى إنّه
…
بعبده أرحم من أمّه
وتوفي في سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى في منزله بروضة
[1] في «ط» : «فمه» وهو تحريف.
[2]
الأبيات في «الكواكب السائرة» (1/ 229) .
[3]
في «ط» : «إلا» .
[4]
البيتان في «الكواكب السائرة» (1/ 229) .
[5]
البيتان في «الكواكب السائرة» (1/ 230) .
المقياس بعد أن تمرّض سبعة أيام بورم شديد في ذراعه الأيسر عن إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يوما، ودفن في حوش قوصون خارج باب القرافة.
وفيها علاء الدّين علي بن أحمد الإمام العلّامة الحنفي [1] نقيب أشراف دمشق.
كان عالما مفننا ذكيا بارعا في العلوم العقلية والنقلية.
توفي يوم الاثنين سادس عشري ذي القعدة.
وفيها الشيخ العارف بالله تعالى الصوفي محمد بن سلامة الهمذاني الشافعي [2] .
قال الحمصي: ضرب بالمقارع إلى أن مات بسبب أنه تزوج بامرأة خنثى واضح، ودخل بها وأزال بكارتها، وكان لها ابن عم مغربي أراد أن يتزوجها فلم تقبل عليه، فذهب إلى رأس نوبة الأمير طرباي واشتكى عليهما فأحضرهما، وضربهما بالمقارع، وجرّسهما على ثورين وأشهرهما في القاهرة، فما وصل إلى باب المقشرة حتى مات ولم يسأل عنه ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال: وتأسّف الناس عليه كثيرا، وكان موته في حادي عشر شهر رمضان رحمه الله تعالى.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن أبي بكر الشيخ العلّامة الموقت التّيزيني الدّمشقي الحنفي [3] .
ولد في رجب سنة ثمان وعشرين وثمانمائة، وكان عنده عقل وتؤدة وحسن تصرف، وكان رئيس الموقّتين بالجامع الأموي.
وتوفي يوم السبت ثالث صفر.
وفيها شمس الدّين محمد بن مصطفى بن الحاج حسن [4] ، المولى الفاضل الرّومي الحنفي.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 267) .
[2]
ترجمته في «مفاكهة الخلان» (1/ 297) و «الكواكب السائرة» (1/ 51) .
[3]
ترجمته في «متعة الأذهان» (94) ، و «الكواكب السائرة» (1/ 13) .
[4]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» (97) .
قرأ على علماء عصره، واتصل بخدمة المولى يكان، وولي التدريس والولايات، وتنقلت به الأحوال إلى أن ولاه السلطان محمد بن عثمان قضاء العسكر الأناضولية، ولما تولى السلطان أبو يزيد أقرّه في منصبه، ثم جعله قاضيا بالعسكر الرّوميلية، وبقي فيه حتّى توفي.
قال في «الشقائق» : وكان رجلا طويلا عظيم اللّحية طلق الوجه [متواضعا] محبا للمشايخ، بحرا في العلوم، محبا للعلم والعلماء، ألف «حاشية» على سورة الأنعام من «تفسير القاضي البيضاوي» ، و «حاشية» على «المقدمات الأربع في التوضيح» ، وكتابا في الصّرف سمّاه ميزان التصريف، وكتابا في اللغة جمع فيه غرائب اللغات، ولم يتم وبنى مدرسة بالقسطنطينية ومسجدا ودارا للتعليم وبها دفن وقد جاوز التسعين.
وفيها جمال الدين يوسف الحمامي المصري [1] المالكي القاضي الإمام العلّامة.
قال الحمصي: كان صالحا مباركا وباشر نيابة الحكم العزيز بمصر القاهرة، وتوفي بها سابع عشر شعبان.
وفيها يوسف الحميدي الشهير [2] بشيخ بستان الرّومي [3] الحنفي العالم الفاضل.
اشتغل بالعلم أشد الاشتغال [4] ولم يكن ذكيا، لكن كان طبعه خالصا من الأوهام، وصار معيدا عند قاضي زاده، ثم وصل إلى خدمة خواجه زاده، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، وولي مدرسة أحمد باشا ابن ولي الدين ببروسا، وكان ساكنا ببروسا في بعض رباطاتها متجردا عن العلائق، راضيا بالقليل من العيش، ولم يتزوج، وله حواش على «شرح المفتاح» للسيد مقبولة، وتوفي ببروسا.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 317) .
[2]
كذا في «آ» : «الشهير» . وفي «ط» : «المشهور» .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 317) .
[4]
في «ط» و «آ» : «اشتغال» .