الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وسبعين وتسعمائة
فيها كما قال في «النور» [1] : توفي السلطان بدر بن السلطان عبد الله بن السلطان جعفر الكثيري سلطان حضرموت.
ولد سنة اثنتين وتسعمائة، وولي السلطنة وهو شاب، وطالت مدته، وحسنت سيرته، وكان جميل الأخلاق، جوادا، وافر العقل، جميل الصورة، كان كاسمه بدرا منيرا مقداما، هزبرا محظوظا جدا، بحيث لا يقصد بابا مغلقا إلّا انفتح، ولا يقدم [2] على أمر مهم [3] إلا اتضح.
وتوفي في آخر شعبان بعد أن قبض عليه ولده السلطان عبد الله وحجر عليه حتى مات، وتولى بعده.
وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن محمد بن عبد السّلام بن أحمد البتروني ثم الطرابلسي ثم الحلبي الشافعي ثم الحنفي [4] الإمام العلّامة الصّوفي، واعظ حلب ووالد مفتيها الشيخ أبي الجود.
قرأ على الشيخ علوان الحموي وغيره من علماء عصره، وجدّ واجتهد، فبلغ ما قصد، ونظم «تصريف الزّنجاني» في أرجوزة، وشرح «الجزرية» وكتب على «تائية ابن حبيب» تعليقة استمد فيها من شرح شيخه الشيخ علوان.
[1] انظر «النور السافر» ص (327- 329) .
[2]
في «ط» : «ولا يتقدم» وهو خطأ.
[3]
في «النور السافر» الذي بين يدي: «على أمر مبهم» وهو خطأ.
[4]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 163) و «درّ الحبب» (1/ 2/ 768- 773) و «معجم المؤلفين» (5/ 180) .
وفيها محيي الدّين يحيى بن عبد القادر بن محمد النّعيمي الشافعي [1] الفقيه المحدّث الإمام العلّامة.
ولد سنة اثنتين وتسعمائة، وأخذ عن والده وغيره، وعني بالحديث أتمّ عناية، وبرع في الفقه وغيره، وأخذ عنه الشيخ شمس الدّين الميداني وغيره، وكان من محاسن الدّنيا، رحمه الله تعالى.
وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الوهاب الأبّار الدمشقي العاتكي الشافعي الخطيب التبريزي [2] الشيخ الإمام العالم الصّالح.
كان من العلماء العاملين، والورثة الكاملين، والجلّة المتعبدين، رحمه الله تعالى.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمد الشّربيني القاهري الشافعي [3] الخطيب الإمام العلّامة.
قال في «الكواكب» : أخذ عن الشيخ أحمد البرلسي الملقّب عميرة، والنّور المحلّي، والنّور الطهواني، والشمس محمد بن عبد الرحمن بن خليل النشلي [4] الكردي، والبدر المشهدي، والشّهاب الرّملي، والشيخ ناصر الدّين الطّبلاوي، وغيرهم، وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فدرّس وأفتى في حياة أشياخه، وانتفع به خلائق لا يحصون، وأجمع أهل مصر على صلاحه، ووصفوه بالعلم والعمل، والزهد والورع، وكثرة النّسك والعبادة.
وشرح كتاب «المنهاج» و «التنبيه» شرحين عظيمين، جمع فيهما تحريرات أشياخه بعد القاضي زكريا، وأقبل الناس على قراءتهما وكتابتهما في حياته، وله على «الغاية» شرح مطول حافل.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 219) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 64) .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 79- 80) و «معجم المؤلفين» (8/ 269) .
[4]
في «ط» : «النشكي» وهو خطأ.
وكان من عادته أن يعتكف من أول رمضان فلا يخرج من الجامع إلّا بعد صلاة العيد.
وكان إذا حجّ لا يركب إلّا بعد تعب شديد، وإذا خرج من بركة الحاج لم يزل يعلّم الناس المناسك وآداب السّفر ويحثّهم على الصّلاة، ويعلّمهم كيف القصر والجمع. وكان يكثر من تلاوة القرآن في الطريق وغيره، وإذا كان بمكّة أكثر من الطواف، ومع ذلك، فكان يصوم بمكّة والسفر أكثر أيامه، ويؤثر على نفسه، وكان يؤثر الخمول ولا يكترث بأشغال الدنيا.
وبالجملة كان آية من آيات الله تعالى، وحجّة من حججه على خلقه.
وتوفي بعد عصر يوم الخميس ثاني شعبان سنة سبع وسبعين وتسعمائة، وهي سنة ميلادي. انتهى ملخصا وفيها شمس الدّين محمد بن مسلّم- بتشديد اللام المفتوحة- المغربي التونسي الحصيني- نسبة إلى حصين مصغّرا طائفة من عرب المغرب- المالكي ثم الحنفي [1] نزيل حلب.
كان إماما، عالما، صالحا.
توفي بحلب في هذه السنة.
وفيها المولى مصلح الدّين المشتهر بمعلّم السلطان جهانكير [2] .
قال في «ذيل الشقائق» : طلب العلوم، وشمّر عن ساق الاجتهاد، وأخذ عن جوي زادة، والمولى عبد الواسع، وصار ملازما منه، ثم [3] تنقلت به الأحوال إلى أن صار معلّم السلطان جهانكير بن سليمان خان، واستمر على تعليمه إلى أن توفي، فلم تطل مدة المترجم أيضا.
[1] ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 1/ 128- 135) و «الكواكب السائرة» (3/ 74- 75) .
[2]
ترجمته في «العقد المنظوم» ص (393- 394) .
[3]
لفظة «ثم» لم ترد في «آ» .
وكان عالما، عاملا، ورعا، ديّنا، سريع الفهم، قوي الذهن، حسن الأخلاق.
وتوفي في المحرم. انتهى وفيها المولى مصلح الدّين الشهير ببستان الحنفي [1] .
قال في «العقد المنظوم» : ولد بقصبة تيرة [2] سنة أربع وتسعمائة، وطلب العلم، ورحل في الطلب، وأخذ عن علماء عصره، كالمولى محيي الدّين الفناري، والمولى شجاع، وابن كمال باشا، وتخرّج به وصار ملازما من المولى خير الدّين معلّم السلطان سليمان، ثم تنقّل في المدارس وقضاء القصبات، إلى أن قلّد قضاء برسة، ثم قضاء أدرنة، ثم قضاء قسطنطينية، ثم قضاء عسكر أناضول، ثم بعد عشرة أيام قضاء روم إيلي لموت جوي زاده، فاستقرّ فيه خمس سنين، ثم عزل، وعيّن له مائة وخمسون درهما كل يوم.
وكان من أكابر العلماء وفحول الفضلاء إذا باحث أقام للإعجاز برهانا وأصمت ألبابا وأذهانا، وكان المشاهير من كبار التفاسير مركوزة في صحيفة خاطره، وأما العلوم العقلية فإليه فيها المنتهى.
وكتب «حاشية على تفسير البيضاوي لسورة الأنعام» ثم سلك مسلك الزّهد والصلاح.
وكان يحفظ القرآن العظيم ويختمه في صلاته كل أسبوع.
وتوفي في العشر الأخير من شهر رمضان، ودفن بقرب زاوية السيد البخاري خارج قسطنطينية.
[1] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (395- 398) و «هدية العارفين» (2/ 435) و «معجم المؤلفين» (12/ 280- 281) واسمه: «مصطفى بن محمد علي الرّومي» .
[2]
في «آ» : «تيرة» في «ط» : «نيرة» والتصحيح من «العقد المنظوم» و «معجم المؤلفين» .