الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وتسعمائة
فيها توفي غرس الدّين أبو القاسم خليل بن خليل الفراديسي الصّالحي [1] الحنبلي.
قال ابن طولون: حفظ القرآن، ثم قرأ «المحرّر» للمجد بن تيميّة، وأخذ عن النّظام بن مفلح، والشّهاب بن زيد، والشيخ صفي الدّين، ولازم شيخنا القاضي ناصر [2] الدّين بن زريق، وأكثر من الأخذ عنه، ثم أقبل على الشهادة والمباشرة لأوقاف مدرسة أبي عمر وغيرها، وأجاز لنا، وكتبنا عنه.
وتوفي في حبس كرتباي الأحمر [3] ملك الأمراء بدمشق.
وفيها زين الدّين شعبان الصّورتاني الحنبلي [4] ، أحد عدول دمشق.
سكن الصالحية، وولي قضاء صفد، وأخذ عن النّظام بن مفلح، وابن زيد، وأكثر عن أبي البقاء بن أبي عمر، وكان لا بأس به.
وتوفي في شوال.
وفيها الملك النّاصر أبو السعادات محمد بن قايتباي [5] .
[1] ترجمته في «التمتع بالإقران» ص (123) و «متعة الأذهان» (ورقة 38) ، و «الكواكب السائرة» (1/ 190) و «السحب الوابلة» (164) .
[2]
في «آ» : «نار الدّين» وهو تحريف.
[3]
له ترجمة في «إعلام الورى» (85- 94) و «الكواكب السائرة» (1/ 300) و «متعة الأذهان» (73) .
[4]
ترجمته في «التمتع بالإقران» (126)، و «متعة الأذهان» (ورقة 42) وفيه:«شعبان بن محمد» ، و «الكواكب السائرة» (1/ 214) و «السحب الوابلة» (177- 178) .
[5]
ترجمته في «النور السافر» (40) ، و «متعة الأذهان» (72) .
بويع بالسلطنة قبل [1] موت أبيه بيوم واحد وهو في سنّ البلوغ، فأقام ستة أشهر، ويومين ثم خلع.
وتولى الملك الأشرف قانصوه مملوك قايتباي، فأقام نحو أحد عشر يوما، وتحرّك عليه العسكر، فهرب إلى غزّة، ثم فقد في وقعة خان يونس، ولم يعرف موته ولا حياته، ثم عاد الملك الناصر بعد ثبوت رشده، فأقام سنة وستة أشهر ونصف شهر، ثم شرع في اللهو، واللعب، والشعبذة، ومخالطة الأوباش، وارتكاب الفواحش، وأمور لا يليق ذكرها، فقتل شرّ قتلة قبل غروب شمس يوم الأربعاء خامس عشري ربيع الأول.
قال القطبي في «تاريخ مكة» : يحكى عنه أمور قبيحة، منها: أنه كان إذا سمع بامرأة حسناء هجم عليها وقطع دائر فرجها ونظمه في خيط أعده لنظم فروج النساء.
ومنها أن والدته- وكانت من أعقل النساء وأجملهن هيئة- هيّأت له جارية جميلة جدا، وجمعتها به في بيت مزيّن أعدّته لهما، فدخل بها وقفل الباب على نفسه وعليها وربطها وشرع بسلخ جلدها عنها كالجلادين وهي حيّة، فلما سمعوا صوت بكائها أرادوا الهجوم عليه فما أمكنهم لأنه قفل الباب من داخل، فاستمر كذلك إلى أن سلخها وحشا جلدها بالثياب، وخرج يظهر لهم أستاذيته في السّلخ، وأن الجلّادين يعجزون عن كماله في صنعه. انتهى وفيها المولى لطف الله، الشهير بمولانا لطفي التّوقاني [2] الرّومي الحنفي [3] العالم الفاضل.
قال في «الكواكب» : تخرّج بالمولى سنان، وقرأ على القوشجي [4] العلوم الرياضية بإشارة المولى سنان. ولما كان المولى سنان وزيرا عند السلطان
[1] في «ط» : «بعد» .
[2]
في «آ» : «الناقاتي» وفي «ط» : «التوقاني» وما هنا عن مصدريه.
[3]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» (169- 171) و «الكواكب السائرة» (1/ 301) و «الضوء اللامع» (9/ 253) .
[4]
في «ط» : «القوشنجي» وهو تحريف.
محمد خان جعله السلطان أمينا على خزانة الكتب، فاطلع على الغرائب منها، ثم لما ولي السلطان أبو يزيد أعطاه مدرسة السلطان مراد بمدينة بروسا، ثم أعطاه إحدى الثمان، ثم ولاه مدرسة مراد خان ثانيا. وأقام ببرسا، وكان ذكيا، عالما، خاشعا، قرئ عليه «صحيح البخاري» إلى آخره، وكان حال الإقراء يبكي حتّى تسقط دموعه غير أنه كان يطيل لسانه على أقرانه حتّى أبغضه علماء الرّوم ونسبوه إلى الإلحاد والزّندقة، وفتّش عليه، واستحكم في قتله المولى أفضل الدّين فلم يحكم، فحكم المولى خطيب زاده بإباحة دمه فقتلوه، وكان يكرّر كلمتي الشهادة وينزّه عقيدته عمّا نسبوه إليه من الإلحاد، حتّى قيل: إنه تكلّم بالشهادة بعد ما سقط رأسه على الأرض، وقيل في تاريخه ولقد مات شهيدا.
وله من المؤلفات «شرح المطالع» و «حواشي على شرح المفتاح» للسيد الشريف، ورسالة سمّاها ب «السبع الشّداد» ، مشتملة على سبعة أسئلة على السيد الشريف في بحث الموضوع، ولو لم يؤلّف إلّا هذه الرسالة لكفته فضلا، ورسالة ذكر فيها أقسام العلوم الشرعية والعربية، بلغ فيها مقدار مائة علم أورد فيها غرائب وعجائب، رحمه الله تعالى.
وفيها قاضي القضاة نور الدّين أبو الفضل محمد بن محمد بن يوسف الخزرجي الدمشقي الحنفي الصالحي، المعروف بابن منعة [1] .
ولد بصالحية دمشق رابع شعبان سنة ست وثلاثين وثمانمائة، وحفظ القرآن العظيم، و «درر البحار» للقونوي، و «المنار» للنسفي، وسمع بعض «مسانيد أبي حنيفة» على قاضي القضاة حميد الدّين و «تصحيح القدوري» على الشيخ قاسم قطلوبغا، وتفقه بالشيخ عيسى الفلوجي [2] وولي تدريس الجمالية، وكانت سكنه وبها ميلاده، والجوهرية، والشّبلية الجوّانية، والمرشدية، وأفتى ودرّس، وناب في الحكم زمانا، وكانت سيرته فيه حسنة يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر أمينا صابرا وحصل كتبا، وانفرد في آخره برئاسة مذهب أبي حنيفة بدمشق، وولي في
[1] ترجمته في «متعة الأذهان» (ورقة 97) و «الكواكب السائرة» (1/ 19) .
[2]
في «آ» : «القلوجي» وهو تحريف.
أواخر عمره قضاء قضاة الحنفية بعد أن أكره عليه، واعتقل بقلعة دمشق، ثم أطلق.
وتوفي مطعونا بقرية الفيجة [1] في مستهل الحجّة.
وفيها الأخوان قوام الدّين أبو الخير محمد، وشهاب الدّين أبو المكارم أحمد ابنا القاضي رضي الدّين الغزّي [2] .
قال حفيده في «الكواكب السائرة» : الشابان الفاضلان توفيا شهيدين بالطّاعون في دمشق ثانيهما وهو الأصغر قبل أولهما [3] وهو الأكبر، وكان بينهما اثنان وعشرون يوما، وكان والدهما إذ ذاك بمصر ولم يبق له بعدهما [4] ولد، فبشّره القطب كما قيل بأن يعوضه الله تعالى بولد صالح، فعوضه الوالد الشيخ بدر الدّين ولد في هذه السنة.
وفيها كمال الدّين موسى بن عبد المنعم الضّجاعي اليمني [5] ، الفقيه العلّامة الخطيب.
مرض طويلا، ودفن إلى جنب قبر جدّه الفقيه الصالح علي بن قاسم الحكمي.
وفيها كمال الدّين موسى بن أحمد اليمني الدوالي، المعروف بالمكشكش [6] .
قال في «النور السّافر» : كان إماما علّامة.
توفي قرب مدينة تعز ليلة الأربعاء سلخ ربيع الأول، ودفن بمقبرة زبيد.
[1] الفيجة: قرية في غوطة دمشق الغربية على طريق الزّبداني ينبع منها نبع الماء الذي تشرب منه دمشق وماؤه من أطيب مياه الدنيا. وانظر «معجم البلدان» (4/ 282) .
[2]
ترجمتهما في «الكواكب السائرة» (1/ 23) .
[3]
في «ط» : «قيل أولها» وهو خطأ.
[4]
في «ط» : «بعدها» وهو خطأ.
[5]
ترجمته في «النور السافر» ص (40) .
[6]
ترجمته في «النور السافر» ص (40) .