الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وأربعين وتسعمائة
وفيها توفي القاضي تقي الدّين أبو بكر بن شهلا الأسمر الشافعي الدمشقي [1] المتصوف.
تولى نيابة القضاء مرارا، وصار له صيت عند قضاة الأروام خصوصا ابن إسرافيل، ثم انحرف عليه وعزله، واستمرّ معزولا إلى أن توفي يوم الخميس ثاني صفر ودفن بتربة الشيخ أرسلان وخلّف دنيا كثيرة، قيل: إنها سبعة عشر ألف دينار.
وفيها المولى أحمد، وقيل: عبد الأحد بن عبد الله، وقيل: ابن عبد الأحد الحنفي، الشهير بقراأوغلي [2] الفاضل أحد الموالي الرّومية.
قال صاحب «الشقائق» : كان من عتقاء السيد إبراهيم الأماسي أحد الموالي، فقرأ على مولاه المذكور، ثم درّس ببعض نواحي أماسية، ثم بمدرسة أماسية، ثم بأبي أيوب الأنصاري، ثم بإحدى الثمانية، ثم أعطي قضاء دمشق، ودخلها في أحد [3] الجمادين سنة أربعين وهو شيخ كبير، وكان الغالب عليه محبّة الصوفية والفقراء، ونادى بدمشق أن لا تخرج امرأة طفلة إلى الأسواق.
قال: وكان محبّا للعلماء وقورا، صاحب شيبة حسنة، صحيح العقيدة، محمود الطريقة، أديبا لبيبا.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 91) .
[2]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (284) و «الكواكب السائرة» (2/ 109- 110) .
[3]
في «ط» : «في إحدى» .
وقال ابن طولون: بعد أن وصفه بالعلّامة وسمّاه أحمد بن عبد الأحد: وكان منوّر الشّيبة، محبا للصالحين، غير أن فوق يده أيديا، فكان ذلك يمنعه من سماع كلمته ونفوذ أمره.
وتوفي وهو قاض بدمشق يوم الثلاثاء حادي عشري ذي الحجّة، ودفن بباب الصغير عند سيدي بلال.
وفيها السيد تاج الدّين عبد الوهاب الصّواف الدمشقي الشافعي [1] الشريف المقرئ.
قال ابن طولون: سمع معي بمكّة على محدّثها الشيخ عزّ الدّين بن فهد وغيره، وبدمشق على مؤرّخها القاضي محيي الدّين النّعيمي وغيره، وكان يقرأ للأموات خصوصا بتربة باب الصغير، وكان يدعو في المحافل أدعية لطيفة.
وكان صالحا، فقيرا.
توفي يوم الثلاثاء ثاني عشر شوال ودفن بباب الصغير.
وفيها نور الدّين علي البحيري الشافعي [2] أحد علماء القاهرة.
قال في «الكواكب» : بلغني أن المولى ابن كمال باشا لما كان بمصر كان يباحثه ويشهد له بالفضل التام، ويقول: لا تقولوا البحيري فتصغّروه [3] ولكنه البحري، يشير إلى تبحره في العلم.
توفي بمصر في شعبان، وترجمه ابن طولون بأنه آخر شيوخ المصريين.
وفيها المنلا عماد بن محمود الطّارمي [4] .
قال في «النور» : مولده بطارم [5] قرية من خراسان، ونشأ بها، واشتغل
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 188) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 216) .
[3]
لفظة «فتصغروه» سقطت من «ط» .
[4]
ترجمته في «النور السافر» ص (204- 205) .
[5]
استوفى الكلام عليها صاحب «بلدان الخلافة الشرقية» ص (260) .
بتحصيل فنون العلوم، حتى برع، ثم جاء إلى كجرات، وأقام بها إلى أن مات.
وكان بارعا في كثير من العلوم، سيما العقليات، وكانت له يد طولى في علم السيمياء، ويحكى عنه فيها حكايات مشهورة.
وممن أخذ عنه من الأعلام مولانا وجيه الدّين، ومولانا العلّامة القاضي عيسى. انتهى وفيها بهاء الدّين محمد بن محمد بن علي الفصي البعلي الشافعي [1] مفتي بعلبك، الإمام العلّامة المدقّق الفهّامة.
ولد ببعلبك سنة سبع وخمسين وثمانمائة، وعرض «المنهاج» على البدر بن قاضي شهبة، ثم جدّ في الاشتغال في سنة إحدى وسبعين على جماعة، منهم الزين خطاب، ونجم الدّين، وتقي الدّين ابنا قاضي عجلون، وأذن له الشيخ تقي الدّين بالإفتاء والتدريس، وقرأ على القاضي زكريا الأنصاري، وأذن له أيضا بالإفتاء والتدريس في سنة خمس وثمانين، وكان عنده ذكاء، وشاب سريعا، وكان ألثغ. قاله النّعيمي.
وقال في «الكواكب» : كان من إخوان شيخ الإسلام الجدّ: وشيخ الإسلام الوالد، ومشاركيهما في الشيوخ، وإن كان الشيخ الوالد دونه في السنّ.
وتوفي ببعلبك يوم الأربعاء رابع عشري [2] المحرم.
قال ابن طولون: ولم يخلّف بعده مثله، ولا في دمشق في فقه الشافعية.
وفيها محيي الدّين محمد بن بير محمد باشا الحنفي [3] أحد موالي الرّوم، الإمام العلّامة.
قرأ على والده، ثم خدم المولى ابن كمال باشا، ثم المولى علاء الدّين
[1] ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (93/ ب) و «الكواكب السائرة» (2/ 11) .
[2]
في «آ» : «رابع عشر» .
[3]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (273- 274) و «الكواكب السائرة» (2/ 15) .
الجمالي، وصار معيدا لدرسه [1] ، ثم درّس بمدرسة مصطفى باشا بالقسطنطينية، ثم بإحدى الثمان، ثم صار قاضي أدرنة، ومات قاضيا بها.
وكان عالي الهمّة، رفيع القدر، ذا أدب ووقار وحظ وافر من العلوم المتداولة.
[1] في «ط» : «لدروسه» .