المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ثلاث وستين وتسعمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ١٠

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌سنة إحدى وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعمائة

- ‌سنة عشر وتسعمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وتسعمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وتسعمائة

- ‌سنة أربع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة خمس عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ست عشرة وتسعمائة

- ‌سنة سبع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وتسعمائة

- ‌سنة تسع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة عشرين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ست وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة أربعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة خمسين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ست وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ستين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وستين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وستين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وستين وتسعمائة

- ‌سنة ست وستين وتسعمائة

- ‌سنة سبع ستين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وستين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وستين وتسعمائة

- ‌سنة سبعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمانين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ست وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة تسعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ألف

- ‌خاتمة التحقيق

الفصل: ‌سنة ثلاث وستين وتسعمائة

‌سنة ثلاث وستين وتسعمائة

فيها توفي أحمد بن حسين بن حسن بن محمد، المعروف بابن سعد الدّين الشامي القبيباتي الجبائي [1] الصّالح القدوة، العارف بالله تعالى، شيخ بني سعد الدّين بدمشق.

قال في «الكواكب» : كان له أوقات يقيم فيها الذكر والسّماع، ويكتب النشر والحجب على طريقة أهله المعروفة، وكان له الكشف التام والكرامات الكثيرة، وكان له سخاء وقرى للواردين على عادتهم.

وتوفي يوم الجمعة من شهر شعبان، ودفن بتربة الشيخ تقي الحصني خارج باب الله وخلفه في المشيخة أخوه الشيخ سعد الدّين.

وفيها- تقريبا- شهاب الدّين أحمد بن حسين بن حسن بن عمري البيري الأصل الحلبي الشافعي [2] العلّامة الصّوفي.

ولد سنة سبع وتسعين وثمانمائة، ولقّنه الذكر وهو صغير الشيخ علاء الدّين الأنطاكي الخلوتي سنة ست وتسعمائة، وألبسه الخرقة والتاج الأدهميين الشيخ عبد الله الأدهمي، وكان عنده وسوسة زائدة في الطهارة، ولا يلبس الملبس الحسن.

قال في «الكواكب» : ذكره شيخ الإسلام الوالد في «فهرست تلاميذه» وأثنى عليه كثيرا، وذكر أنه اجتمع به في رحلته من حلب إلى دمشق، وقرأ عليه مدة في

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 103) .

[2]

ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 1/ 221- 223) و «الكواكب السائرة» (2/ 104- 105) .

ص: 484

الفقه، والنحو، والأصول، والحديث شيئا كثيرا، وكتب له إجازة حافلة بما قرأه، وبالإذن بالإفتاء والتدريس. انتهى ملخصا وفيها شهاب الدّين أحمد بن الشيخ مركز [1] الإمام العالم العامل.

قرأ في العربية، والتفسير، والحديث، على والده، واشتغل بالوعظ والتذكير، فانتفع الناس به، وله رسائل في بعض المسائل. قاله في «الكواكب» .

وفيها صدر الدّين إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن سيف الدّين بن عربشاه [2] الشافعي، ولد منلا عصام البخاري، المشهور ب «الحواشي على شرح الكافية» للجامي.

قدم حلب سنة ثمان وأربعين، وقرأ شيئا من «البخاري» على شيخ الشيوخ الموفق بن أبي بكر، وأجاز له، وظهر له فضل حسن.

وتوفي بين الحرمين الشريفين وهو ذاهب من المدينة إلى مكّة.

وفيها أقضى القضاة سعد الدّين الأنصاري ابن القاضي علاء الدّين علي بن محمد بن أحمد بن عبد الواحد الأنطاكي الحلبي الدمشقي [3] .

قال ابن طولون: لازم شيخنا العلاء المرحّل في قراءة «قطر الندى» و «الوافية» و «عروض الأندلسي» وغير ذلك، واشتغل على الجلال النّصيبي وغيره، وعني بالأدب، وتولّع ب «مقامات الحريري» فحفظ غالبها، وخطّ الخط الحسن، وأخذ في صنعة الشهادة، وناب في القضاء بأنطاكية فلم يشك منه أحد، وتزّوج، ثم ترك التزوج، مع الدّيانة والصّيانة.

ومن شعره:

نظري إلى الأعيان قد أعياني

وتطلّبي الأدوان قد أدواني

من كل إنسان إذا عاينته

لم تلق إلّا صورة الإنسان

انتهى.

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 115) .

[2]

ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 1/ 318- 320) و «الكواكب السائرة» (2/ 122) .

[3]

ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 1/ 657- 660) و «الكواكب السائرة» (2/ 146- 147) .

ص: 485

وكان فاضلا، ناظما، ناثرا، يعرف باللسان التركي والفارسي.

وكان ساكنا في خلوة بالسميساطية، فأصبح مخنوقا ملقى على باب الخانقاة المذكورة يوم السبت ختام صفر، ودفن بباب الفراديس.

وفيها بدر الدّين أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد السيد الشريف العبّاسي الشافعي القاهري ثم الإسلامبولي [1] .

ولد في سحر يوم السبت رابع عشري شهر رمضان سنة سبع وستين وثمانمائة بالقاهرة، وأخذ العلم بها عن علمائها، فأول مشايخه الشمس النشائي، وأخذ عن محيي الدّين الكافيجي، وأمين الدين الأقصرائي، والمحب بن الشّحنة، والشرف [2] بن عيد، والبرهان اللقاني، والسّراج العبادي، والشمس الجوجري، والجلال البكري، والشمس بن قاسم، والفخر الدّيمي، والبرهان بن ظهيرة، والمحب بن الغرس [3] البصروي.

وسمع «صحيح البخاري» على المسندين: العزّ الصحراوي، وعبد الحميد الحرستاني بالأزهر، وقرأه على البدر بن نبهان، ثم لازم آخرا الرّضي الغزّي.

قال في «الشقائق» : كانت له يد طولى، وسند عال في علم الحديث، ومعرفة تامة بالتواريخ والمحاضرات والقصائد الفرائد.

وكان له إنشاء بليغ، ونظم حسن، وخط مليح.

وبالجملة كان من مفردات العالم، صاحب خلق عظيم، وبشاشة، ووجه بسّام، لطيف المحاورة، عجيب النادرة، متواضعا، متخشعا، أديبا، لبيبا، يبجّل الصغير ويوقّر الكبير، كريم الطبع، سخي النفس، مباركا، مقبولا. انتهى باختصار

[1] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (246- 247) و «الكواكب السائرة» (2/ 161- 162) و «معجم المؤلفين» (5/ 205- 206) .

[2]

في «ط» : «والشريف» وهو خطأ.

[3]

في «ط» : «ابن الفرس» وهو خطأ.

ص: 486

وأتى إلى القسطنطينية في زمن السلطان با يزيد ومعه شرح له على «البخاري» أهداه إلى السلطان، فأعطاه بايزيد جائزة سنية ومدرسته التي بناها بالقسطنطينية ليقرئ فيها الحديث فلم يرض، ورغب في الذهاب إلى الوطن، ثم لما انقرضت دولة الغوري أتى القسطنطينية وأقام بها، وعيّن له كل يوم خمسون عثمانيا على وجه التقاعد.

ومن مؤلفاته «شرح البخاري» شرحه في القاهرة، وآخر مبسوط ألّفه بالرّوم، والظاهر أنه لم يتم، وشرح على «مقامات الحريري» حافل جدا، وقطعة على «الإرشاد» في فقه الشافعي، وشرح على «الخزرجية» في علم العروض، وشرح على «شواهد التلخيص» واختصره في مختصر لطيف جدا.

ومن شعره:

إن رمت أن تسبر طبع امرئ

فاعتبر الأقوال ثم الفعال

فإن تجدها حسنت مخبرا

من حسن الوجه فذاك الكمال

ومنه:

حال المقلّ ناطق

عمّا خفي من عيبه

فإن رأيت عاريا

فلا تسل عن ثوبه

ومنه:

يا من بنى داره لدنيا

عاد بها الربح منه خسرا

لسان أقوالها ينادي

عمّرت دارا لهدم أخرى

ومنه:

دع الهوى واعزم على

فعل التّقى ولا تبل

فآفة الرأي الهوى

وآفة العجز الكسل

ومنه:

أرعشني الدّهر أي رعش

والدّهر ذو قوة وبطش

ص: 487

قد كنت أمشي ولست أعيا

والآن أعيا ولست أمشي

وتوفي- رحمه الله تعالى- في هذه السنة.

وفيها- تقريبا- عزّ الدّين عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز المكّي الزّمزمي الشافعي [1] الإمام العالم المفنّن.

ولد سنة تسعمائة، ودخل بلاد الشام مارا بها إلى الرّوم سنة اثنتين وخمسين، وله مؤلفان سمّى أحدهما ب «الفتح المبين» والثاني ب «فيض الجود على حديث شيّبتني هود» .

ومن شعره وفيه تورية من ثلاثة أوجه:

وقال الغواني ما بقي فيه فضلة

لشيء وفي ساقيه لم يبق من مخّ

وفي ظلّ دوح [2] المرخ مرخى غصونه

فحيث انثنى أعرضن عن ذلك المرخي

قال في «الكواكب» : هو والد شيخنا شيخ الإسلام شمس الدّين محمد الزّمزمي.

أخذت عنه، واستجزت منه لنفسي ولولدي البدري والسعودي في سنة سبع وألف.

وتوفي سنة تسع وألف.

أخذ عن والده المذكور، وعن العلّامة شهاب الدّين بن حجر المكّي.

انتهى وفيها محيي الدّين عبد القادر بن أحمد القصيري [3] البكراوي شهرة الشافعي [4] .

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 170) و «معجم المؤلفين» (5/ 254) .

[2]

في «آ» : «دمع» وقد سقطت اللفظة من «الكواكب السائرة» المطبوع فلتستدرك.

[3]

تحرفت في «ط» إلى «القيصري» .

[4]

ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 2/ 837- 838) و «الكواكب السائرة» (2/ 174) .

ص: 488

تفقه بالسيد كمال الدّين بن حمزة، والبرهان العمادي الحلبي، وأخذ عن غيرهما أيضا.

وكان علّامة، عارفا بالفقه والفرائض والأصول، ولي مشيخة خانقاه أمّ الملك الصّالح بحلب، ودرّس بالفردوس، وولي تدريس الجامع الكبير بها.

وتوفي وهو يذكر اسم الله تعالى ذكرا متواليا، ودفن بمقابر الصّالحين بحلب.

وفيها سعد الدّين علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عراق [1] ولد سيدي محمد الفقيه المقرئ الشامي الحجازي الشافعي.

ولد كما ذكره والده في السفينة العراقية سنة سبع وتسعمائة بساحل بيروت، وحفظ القرآن العظيم وهو ابن خمس سنين في سنتين، ولازم والده في قراءة ختمة كل جمعة ست سنين، فعادت بركة الله تعالى عليه، وحفظ كتبا عديدة في فنون شتّى، وأخذ القراآت عن تلميذ أبيه الشيخ أحمد بن عبد الوهاب خطيب قرية مجدل معوش، وعن غيره، وكان ذا قدم راسخة في الفقه، والحديث، والقراآت، ومشاركة جيدة في غيرها، وله اشتغال في الفرائض، والحساب، والميقات، وقوة في نظم الأشعار الفائقة، واقتدار على نقد الشعر.

وكان ذا سكينة ووقار، لكنه أصم صمما فاحشا.

وولي خطابة المسجد النبوي، ودخل دمشق وحلب في رحلته إلى الروم.

قال ابن طولون: وعرض له الصّمم في البلاد الرّومية.

قال: وذكر لي أنه عمل شرحا على «صحيح مسلم» كصنيع القسطلاني على «صحيح البخاري» وشرع في شرح على «العباب» [2] في فقه الشافعية.

قال وسافر من دمشق في عوده من الرّوم لزيارة بيت المقدس يوم الخميس

[1] ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 2/ 1004- 1010) و «الكواكب السائرة» (2/ 197- 198) و «الأعلام» (5/ 12) و «معجم المؤلفين» (7/ 218) .

[2]

قلت: «العباب» في فقه المذهب الشافعي، نظمه القاضي شهاب الدّين أبو العباس أحمد بن ناصر ابن الباعوني، المتوفى سنة (810 هـ) . انظر «كشف الظنون» (2/ 1122) .

ص: 489

ثالث جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين، ثم انصرف إلى مصر، وذكر أنه في مدة إقامته بدمشق كان يزور قبر ابن العربي ويبيت عنده، وأنه أشهر شرب القهوة بدمشق، فكثرت من يومئذ حوانيتها.

قال: ومن العجب [1] أن والده كان ينكرها، وخرّب بيتها بمكة.

وتوفي المترجم بالمدينة المنورة وهو خطيبها وإمامها.

وفيها قاضي القضاة شمس الدّين محمد بن عبد الأول السيد الشريف الحسيني الجعفري التّبريزي الشافعي [2] ثم الحنفي، صدر تبريز، وأحد الموالي الرّومية، المعروف بشصلي أمير.

اشتغل على والده، وعلى منلا محمد البرلسي الشافعي، وغيرهما، ودرّس في حياة أبيه الدرس العام سنة ست عشرة، ثم دخل الرّوم، وترقّى في مدارسها، إلى أن وصل إلى إحدى الثمان، ثم ولي قضاء حلب في أواخر سنة تسع وأربعين، ثم قضاء دمشق، فدخلها في ربيع الثاني سنة اثنتين وخمسين، ووافق القطب بن سلطان، والشيخ يونس العيثاوي في القول بتحريم القهوة، ونادى بإبطالها، ثم عرض بإبطالها إلى السلطان سليمان، فورد أمره بإبطالها في شوال سنة ثلاث وخمسين، وأشهر النداء بذلك.

وكان عالما، فصيحا، حسن الخط.

قال ابن الحنبلي: وكان له ذؤابتان يخضبهما ولحيته بالسواد.

وذكر ابن طولون: أنه كان محمود السيرة، له حرمة زائدة.

وتوفي بالقسطنطينية.

وفيها- تقريبا- شمس الدّين محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر العلقمي الشافعي [3] الإمام العلّامة.

[1] في «ط» : «ومن العجيب» وما جاء في «آ» موافق لما في «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.

[2]

ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 1/ 221- 225) و «الكواكب السائرة» (2/ 39- 40) .

[3]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 41) و «الأعلام (6/ 195) و «معجم المؤلفين» (10/ 144) .

ص: 490

ولد خامس عشر صفر سنة سبع وتسعين وثمانمائة، وأخذ عن جماعة، منهم البدر الغزّي، والشّهاب الرّملي، وغيرهما، وأجيز بالتدريس والإفتاء، وكان أحد المدرّسين بجامع الأزهر، وله حاشية حافلة على «الجامع الصغير» للحافظ السيوطي، وكتاب سمّاه «ملتقى البحرين» [1] .

وكان متضلعا من العلوم العقلية والنقلية، قوّالا بالحقّ، ناهيا عن المنكر، له توجه عظيم في قضاء حوائج إخوانه، وعمر عدة جوامع في بلاد الرّيف، رحمه الله تعالى.

وفيها محمد بن عبد القادر [2] أحد الموالي الرّومية.

أخذ عن جماعة منهم المولي محيي الدّين الفناري، وابن كمال باشا، والمولى حسام جلبي، والمولى نور الدّين، ثم خدم خير الدّين معلّم السلطان سليمان، ثم تنقل في المدارس حتى أعطى إحدى الثمان، ثم ولي قضاء مصر، ثم قضاء العساكر الأناضولية، ثم تقاعد بمائة عثماني لاختلال عرض له برجله منعه من مباشرة المناصب، ثم ضم له في تقاعده خمسون درهما.

وكان عارفا بالعلوم العقلية والنقلية، وله ثروة بنى دارا للقراء بالقسطنطينية، ودارا للتعليم في قرية قوملة [3] ، رحمه الله تعالى.

وفيها شمس الدّين محمد بن محمود الطّنّيخي المصري [4] الشافعي الإمام العلّامة المجمع على جلالته، إمام جامع الغمري.

[1] ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (2/ 1816) وسمّاه: «ملتقى البحرين في الجمع بين كلام الشيخين» ولكنه اضطرب في سنة وفاة مؤلّفه فذكر أولا أنها كانت سنة (670) ثم ذكر بأنها كانت سنة (929 هـ) ، والصواب أن وفاته كانت سنة (963 هـ) كما في كتابنا.

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 43) و «الشقائق النعمانية» ص (289- 290) وقال عنه:

«المشتهر بالمعلول» .

[3]

كذا في «آ» : قوملة» وفي «ط» : «قرملة» وفي «الشقائق النعمانية» : «قملة» وفي «الكواكب السائرة» : «قرمانة» وعلّق محققه بقوله: «كذا في الأصل» ، وفي «ج» :«قرمات» .

[4]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 58) .

ص: 491

أخذ عن الشيخ ناصر الدّين اللّقاني، والشّهاب الرّملي، والشمس الدواخلي، وأجازوه بالإفتاء والتدريس، وكان كريم النّفس، حافظا للسانه، مقبلا على شأنه، زاهدا، خاشعا، سريع الدمعة، لم يزاحم قطّ على شيء من وظائف الدنيا، رحمه الله تعالى.

وفيها المولى محمد بن محمود المغلوي الوفائي الحنفي [1] أحد الموالي الرّومية، المعروف بابن الشيخ محمود.

خدم المولى سيدي القرماني، وصار معيدا لدرسه، وتنقّل في المدارس، ثم اختار القضاء، فولي عدة من البلاد، ثم عاد إلى التدريس، حتّى صار مدرّسا بإحدى الثمان، ثم أعطي قضاء القسطنطينية، ثم تقاعد بمائة عثماني إلى أن مات.

وكان عارفا بالعلوم الشرعية والعربية، له إنشاء بالتركية، والعربية، والفارسية، يكتب أنواع الخطّ، وله تعليقات على بعض الكتب.

وكان له أدب ووقار، ولا يذكر أحدا إلّا بخير، رحمه الله تعالى.

وفيها قاضي القضاة جلال الدّين أبو البركات محمد بن يحيى بن يوسف الرّبعي التّادفي الحلبي الحنبلي ثم الحنفي [2] .

ولد في عاشر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وثمانمائة، وأخذ عن أحمد بن عمر البارزي، وأجاز له، وعن الشمس السّفيري، والشمس بن الدّهن المقرئ بحلب، والشهابي بن النّجار الحنبلي بالقاهرة، وغيرهم، وبرع، ونظم، ونثر، وولي نيابة قضاء الحنابلة بحلب عن أبيه، وعمره ست عشرة سنة إلى آخر الدولة الجركسية، ثم لم يزل يتولى المناصب السّنية في الدولتين بحلب وحماة ودمشق، فإنه تولى بها نظر الجامع الأموي عن والده، ثم ضم إليه نظر الحرمين الشريفين، ثم سافر إلى القاهرة، فناب للحنابلة بمحكمة الصالحية النجمية، ثم بباب

[1] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (287- 288) و «الكواكب السائرة» (2/ 58- 59) .

[2]

ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 1/ 289- 298) و «الأعلام» (7/ 140) و «معجم المؤلفين» (12/ 112) .

ص: 492

الشعرية، ثم ولي نظر وقف الأشراف بالقاهرة، ثم استقلّ بقضاء رشيد، ثم تولى قضاء المنزلة مرتين، ثم ولي قضاء حوران من أعمال دمشق، ثم عزل عنه سنة تسع وأربعين، فذهب إلى حماة، وألّف بها «قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر» وضمّنه أخبار رجال أثنوا عليه وجماعة ممن لهم انتساب إليه من القاطنين بحماة وغيرهم.

ومن شعره:

يا ربّ قد حال حالي

والدّين أثقل ظهري

وقد تزايد ما بي

والهمّ شتّت فكري

ولم أجد لي ملاذا

سواك يكشف ضرّي

فلا تكلني لنفسي

واشرح إلهي صدري

وعافني واعف عنّي

وامنن بتيسير أمري

بباب عفوك ربّي

أنخت أنيق فقري

فلا تردّ سؤالي

واجبر بحقّك كسري

وتوفي بحلب.

قال ابن عمه ابن الحنبلي في «تاريخه» : ولم يعقّب ذكرا.

وفيها- تقريبا- يحيى بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جلال الدّين الخجندي المدني الحنفي [1] قاضي الحنفية بالمدينة الشريفة وإمامهم بها بالمحراب الشريف النبوي.

كان عالما، عاملا، فاضلا، عالي الإسناد، معمّرا، ولي القضاء بغير سعي، ثم عزل عنه فلم يطلبه، ثم عزل عن الإمامة. وكان معه ربعها فصبر على لأواء المدينة، مع كثرة أولاده وعياله، ثم توجه إلى القاهرة، فعظّمه كافلها وعلماؤها،

[1] ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 2/ 559- 560) و «الكواكب السائرة» (2/ 258) .

ص: 493

وأخرج له من حواليها شيئا، ثم عرض له بحيث يستغني عن القضاء، ثم قدم حلب في حدود سنة ثلاث وخمسين والسلطان سليمان بها، واجتمع به ابن الحنبلي وغيره من الأعيان.

قال ابن الحنبلي: وكنت قد اجتمعت به في المدينة عائدا من الحجّ وتبركت به. انتهى

ص: 494