الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وستين وتسعمائة
قال في «النور» [1] في ليلة ثلاثة عشر من ربيعها الأول قتل السلطان محمود شاه بن لطيف شاه صاحب كجرات شهيدا، وسببه أن بعض خدمه سوّلت له نفسه قتله، فدبّر الحيلة، وواطأ بعض الوزراء والحرس، فقيل: دسّ له سمّا في شرابه أو في [2] حلواه، فشكا السلطان عقب تناوله حرارة عظيمة اشتعلت بباطنه، فاستغاث، فقيل: بل له سكرا نباتا، ودسّ له سمّا ليعجّل موته قبل أن يشعر به، وقيل: بل طلب السلطان الطبيب، فبادر ذلك الشقيّ وذبح السلطان والطبيب، ولم يشعر أحد، ثم أرسل رسل السلطان المعتادين إلى وزرائه وطلبوهم على لسان السلطان، فقدم كلّ على انفراده من غير شعور له بشيء، فكل من دخل من الوزراء قتلوه، فلما كثر القتل وقع الإحساس ببعض ما جرى. انتهى وفيها توفي شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الشّمّاع الحلبي الشافعي، الشهير بابن الطّويل [3] العالم الزاهد.
قرأ في سنة سبع عشرة وتسعمائة على الحافظ عبد العزيز بن فهد المكّي شيئا من كتب الحديث، وسمع عليه غالب «البخاري» وأجاز له، وألبسه خرقة التصوف.
وكان شيخا، صالحا، حسن السمت، يميل إلى كلام القوم، وكتب الوعظ، وكان يأكل الخبز اليابس منقوعا بالماء، وإذا حصل له مأكل نفيس آثر به الفقراء،
[1] انظر «النور السافر» ص (252) .
[2]
في «ط» : «وفي» .
[3]
ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 1/ 179- 180) و «الكواكب السائرة» (2/ 101) .
وترك أكل قوت حلب قدر ست عشر سنة لما بلغه من بيع ثمرها قبل بدو صلاحه.
وفيها السيد أحمد بن أبي نمي [1] صاحب مكة.
قال في «النور» : وهو الذي داس بساط سلطان الرّوم سليمان ولم يدس غيره من سلاطين مكة، وشوكته استقوت في حياة أبيه، وحكاياته مشهورة. انتهى وفيها السلطان بايزيد بن سليمان العثماني [2] .
قتله شاه طهمان بأمر أبيه السلطان سليمان.
وفيها برهان نظام شاه [3] سلطان الدّكن.
وفيها سليم شاه بن شير شاه [4] .
قال في «النور» : فهؤلاء خمسة سلاطين، أي محمود شاه، وابن أبي نمي، وهؤلاء الثلاثة اتفق موتهم في هذه السنة، فقال بعضهم مؤرّخا لذلك زوال خسروان [5] . انتهى وفيها بشر المصري الحنفي [6] الإمام العلّامة الصّالح.
أخذ العلم عن البرهان، والنّور الطرابلسيين، وعن شيخ الإسلام عبد البرّ بن الشّحنة، وأجازه بالإفتاء والتدريس، فدرّس وأفتى، وانتفع به خلائق، وغلب عليه، في آخره محبّة الخفاء والخمول، وعدم التردّد إلى الناس، وناب في القضاء مدة، ثم ترك ذلك، وأقبل على العبادة، وكان يديم الصّيام والقيام، رحمه الله تعالى.
وفيها حسن الدنجاوي [7] .
[1] ترجمته في «النور السافر» ص (253) .
[2]
ترجمته في «النور السافر» ص (253) و «تاريخ الدولة العلية العثمانية» ص (247) .
[3]
ترجمته في «النور السافر» ص (253) .
[4]
ترجمته في «النور السافر» ص (253) .
[5]
أي سنة (961) في حساب الجمّل.
[6]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 128) .
[7]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 138) .
ذكره الشعراوي وأشار إلى أنه كان من أصحاب النوبة والتصرف بمصر.
وتوفي في جمادى الأولى.
وفيها- تقريبا- سليمان الخضيريّ المصري الشافعي [1] الشيخ الصالح الفاضل العارف بالله تعالى.
أخذ العلم عن الجلال السيوطي، والقطب الأوجاقي، وأخذ الطريق عن الشّهاب المرحومي، وأذن له أن يربّي المريدين ويلقّنهم الذّكر، فتلمذ له خلائق لا يحصون.
وكان زاهدا، ديّنا، لا ينتقص أحدا من أقرانه، ويقول: لا يتعرض لنقائص الناس إلّا كل ناقص.
قال الشعراوي: أدركت الأشياخ وهم يضربون به وبجماعته المثل في الاجتهاد في العبادات.
وصحب بعد موت شيخه مشايخ لا يحصون، كسيدي محمد بن عنان، وسيدي علي المرصفي، وسيدي محمد المنزلاوي، وغيرهم، وكانوا يحبّونه، وغلب عليه في آخر عمره الخفاء لعلو مقامه.
وكان له مكاشفات وكرامات.
قال الشعراوي: أخبرني في سنة تسع وخمسين وتسعمائة، أن عمره مائة سنة وثمان سنين. انتهى وفيها زين الدّين عبد الرحمن الأجهوري [2] المالكي الشيخ الإمام العلّامة، الزاهد الخاشع، مفتي المسلمين.
تلا على الشّهاب القسطلاني للأربعة عشر، وحضر عليه قراءة كتابه «المواهب اللدنية» وأخذ الفقه وغيره عن شمس الدّين اللقاني، وعن أخيه ناصر
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 149) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 160) .
الدّين، وغيرهما، وأجازوه بالإفتاء والتدريس فأفتى ودرّس، وصنّف كتبا نافعة، منها «شرح مختصر الشيخ خليل» وسارت الرّكبان. بمصنّفاته، حتّى إلى المغرب والتّكرور، وكان الشيخ ناصر الدّين اللقاني إذا جاءته الفتيا يرسلها إليه من شدة إتقانه وحفظه للنقول.
وكان كريم النّفس، قليل الكلام واللغو، حافظا لجوارحه، كثير التّلاوة والتهجد.
قال الشعراوي: لما مرض دخلت إليه فوجدته لا يقدر يبلع الماء من غصة الموت، فدخل عليه شخص بسؤال، فقال: أجلسوني. قال: فأجلسناه وأسندناه، فكتب على السؤال ولم يغب له ذهن مع شدة المرض، وقال: لعل ذلك آخر سؤال نكتب عليه، فمات تلك الليلة ودفن بالقرافة.
وكان كلما مرّ على موضع قبره يقول: أأنا أحب هذه البقعة، فدفن بها، وقبره ظاهر يزار.
وفيها علي البرلسي المجذوب المصري [1] .
قال في «الكواكب» : كان نحيف البدن، يكاد يحمله الطفل. وكان يتردّد بين مدينة قليوب ومصر، لا بد له كل يوم من الدخول إلى قليوب ورجوعه إلى مصر.
وكان من أصحاب الخطوة، وكثيرا ما يمر عليه صاحب البغلة الناهضة وهو نائم تحت الجيزة [2] بقليوب فيدخل مصر فيجده ماشيا أمامه وكان كثيرا ما يغلقون عليه الباب فيجدونه خارج الدار. قالوا [3] : وما رؤي قط في معدية، إنما يرونه في ذلك البرّ وهذا البرّ، وربما رأوه في البرلس، وفي دسوق، وفي طندتا، وفي مصر في ساعة واحدة، وهذه صفة الأبدال. وأما رؤيته بعرفة كل سنة فكثير.
توفي في ربيع الأول، ودفن في زاويته المرتفعة داخل باب الشعرية.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 223) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (2/ 187) .
[2]
كذا في «آ» و «الكواكب السائرة» : «تحت الجيزة» وفي «ط» : «الجميزة» .
[3]
في «ط» : «قال» .
وفيها شمس الدّين محمد بن سيف [1] الحلبي ثم القسطنطيني الشافعي [2] الإمام العلّامة إمام عمارة محمود باشا.
أخذ عن البدر السيوفي وغيره من علماء حلب، ثم توطن القسطنطينية حتّى مات.
وكان حسن السّمت والملبس.
وكان يعظ المواعظ الحسنة، وله حظوة تامة عند أكابر الدولة.
وذكر ابن الحنبلي أن أباه كان جمّالا.
[1] في «آ» و «ط» و «إعلام النبلاء» : «ابن يوسف» والتصحيح من «درّ الحبب» و «الكواكب السائرة» .
[2]
ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 1/ 90- 91) و «الكواكب السائرة» (2/ 35) و «إعلام النبلاء» (6/ 21- 22) .