المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة خمسين وتسعمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ١٠

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌سنة إحدى وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعمائة

- ‌سنة عشر وتسعمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وتسعمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وتسعمائة

- ‌سنة أربع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة خمس عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ست عشرة وتسعمائة

- ‌سنة سبع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وتسعمائة

- ‌سنة تسع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة عشرين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ست وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة أربعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة خمسين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ست وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ستين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وستين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وستين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وستين وتسعمائة

- ‌سنة ست وستين وتسعمائة

- ‌سنة سبع ستين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وستين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وستين وتسعمائة

- ‌سنة سبعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمانين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ست وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة تسعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ألف

- ‌خاتمة التحقيق

الفصل: ‌سنة خمسين وتسعمائة

‌سنة خمسين وتسعمائة

فيها توفي المولى أحمد بن المولى حمزة الرّومي الحنفي، المعروف بعرب چلبي [1] العالم الفاضل.

اشتغل، وحصّل، وخدم ابن أفضل زاده، ثم رحل إلى مصر في دولة السلطان بايزيد، وقرأ على علمائها في الكتب الستة، والتفسير، والفقه، والأصول، والهندسة، والهيئة، وقرأ «المطول» بتمامه، وأجازوه، ودرّس بمصر، وأقرأ «المطول» و «المفصّل» ثم عاد إلى بلاد الرّوم فبنى له الوزير قاسم باشا مدرسة بالقرب من مدرسة أبي أيوب الأنصاري، ودرّس بها مدة عمره.

وكان أكثر اشتغاله [2] بالفقه، و «تفسير البيضاوي» .

وكان عالما، عابدا، صحيح العقيدة، حسن السّمت، انتفع به كثير من الناس، رحمه الله تعالى.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن حمزة القلعي الحلبي [3] الحنفي ثم الشافعي، المشهور بابن قيما.

اعتنى بالقراءات، وتزوج بابنة الشيخ نور الدّين البكري الشافعي خطيب المقام، فانتقل إلى مذهبه، فصار شافعيا بعد أن كان حنفيا هو وأبوه، وقرأ عليه

[1] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (288) و «الكواكب السائرة» (2/ 102) و «الطبقات السّنية» (1/ 343) .

[2]

في «ط» : «أكثر إشغاله» .

[3]

ترجمته في «در الحبب» (1/ 1/ 138) و «الكواكب السائرة» (2/ 106) .

ص: 401

بحلب، وأخذ أيضا بالقاهرة عن النّشّار المقري صاحب التآليف المشهورة.

وتوفي بحلب في أوائل ذي الحجّة.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن عبد الحقّ بن محمد السّنباطي المصري الشافعي [1] الواعظ بالجامع الأزهر، الإمام العالم العلّامة.

أخذ عن والده وغيره، وكان معه بمكّة في مجاورته بها سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة، ووعظ بالمسجد الحرام في حياة أبيه، وفتح عليه في الوعظ حينئذ، وهو الذي تقدّم للصلاة على والده حين توفي بمكة.

قال الشعراوي: لم نر أحدا من الوعّاظ أقبل عليه الخلائق مثله.

وكان إذا نزل عن الكرسي يقتتل الناس عليه.

قال: وكان مفنّنا في العلوم الشرعية، وله الباع الطويل في الخلاف ومذاهب المجتهدين.

وكان من رؤوس أهل السّنّة والجماعة، واشتهر في أقطار الأرض كالشام، والحجاز، واليمن، والرّوم، وصاروا يضربون به المثل، وأذعن له علماء مصر الخاص منهم والعام، وولي تدريس الخشابية بمصر بعد الضّيروطي، وهي مشروطة لأعلم علماء الشافعية كالشامية، البرانية بدمشق، وكان يقول بتحريم قهوة البن، ثم انعقد الآن الإجماع على حلّها في ذاتها.

وتوفي في أواخر صفر.

قال الشعراوي: ولما مات أظلمت مصر لموته، وانهدم ركن عظيم من الدّين، ومات رأيت في عمري كلّه أكثر خلقا من جنازته إلّا جنازة الشّهاب الرّملي.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن عبد الله بن عبد القادر البغدادي الأصل الصّالحي الحنفي، الشهير بابن الحصري [2] .

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 111- 112) .

[2]

ترجمة المترجم في أحد كتب ابن طولون الخطية التي لم أقف عليها.

ص: 402

قال ابن طولون: هو أخونا وابن شيخنا، العلّامة جمال الدّين، حفظ القرآن و «المختار» وغيرهما، وسمع الحديث على شيخنا ابن عبد الهادي، وأخيه الشّهاب أحمد، وولده [1] ، واشتغل، وحصّل، وألّف، ثم سلك طريق السّلف الصّالح، وحضر كثيرا عندي.

وتوفي ليلة الأحد خامس عشر رجب عن نحو خمس وستين سنة، ودفن عند والده- أي بسفح قاسيون- لصيق تربة العمّ من جهة الشرق. انتهى وفيها المولى إسحاق الرّومي [2] أحد موالي الرّوم الطبيب.

كان نصرانيا طبيبا، وكان يعرف علم الحكمة معرفة تامة، وقرأ على المولى لطفي التّوقاتي المنطق، والعلوم الحكمية، وباحث معه فيها، ثم انجرّ كلامهم إلى العلوم الإسلامية، وقرّر عنده حقيقة الإسلام فاعترف وأسلم، ثم ترك الطّب، واشتغل بتصانيف الإمام حجّة الإسلام الغزّالي، والإمام فخر الدّين الرازي، وداوم على العمل بالكتاب والسّنّة، وصنّف شرحا على «الفقه الأكبر» لأبي حنيفة، رضي الله عنه.

وفيها الشيخ شيخ بن إسماعيل بن إبراهيم بن الشيخ عبد الرحمن السّقاف اليمني [3] السيد الجليل، صاحب الكرامات الخارقة والآيات الصادقة.

كان من كبار مشايخ اليمن، حكي عنه أنه قيل له هاهنا رجل تحصل له حالة عظيمة عند السماع، فقال: ليس الرجل الذي يحتاج إلى محرك يحركه، إنما الرجل الذي لا يغيب عنه الشهود حتى في حالة الجماع فضلا عن غيره.

توفي بالشّحر [4] ودفن بها.

[1] في «آ» : «ووالده» .

[2]

ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (321) و «الكواكب السائرة» (2/ 122) .

[3]

ترجمته في «النور السافر» ص (235- 236) .

[4]

جاء في «معجم ما استعجم» (2/ 783) : الشّحر: ساحل اليمن، وهو ممتدّ بينها وبين عمان. وانظر «معجم البلدان» (3/ 327) .

ص: 403

وفيها عبد الرحمن المناوي المصري [1] ، الشيخ، الصّالح، العالم، العابد، الورع، أحد تلامذة سيدي محمد الشّناوي.

كان- رضي الله عنه جميل الأخلاق، كريم النّفس، حمّالا للأذى، صبّارا على البلاء، كثير الحياء، لا يكاد يرفع بصره إلى السماء، ولا إلى جليسه.

أقام في طنتدا، ثم انتقل إلى الجامع الأزهر، فأقام به مدة، وانتفع به خلائق، ثم رجع إلى بلده المناوات، ومات بها.

وفيها زين الدّين عبد اللطيف بن علم الدّين سليمان بن أبي كثير المكّي [2] الإمام العلّامة.

قدم دمشق وأقام بها مدة، وقرأ «الشفا» على الشمس بن طولون الصّالحي في مجلسين في رجب، سنة ثمان وثلاثين، ثم سافر إلى السلطان سليمان حين كان ببغداد، فولّاه قضاء مكّة عن البرهان بن ظهيرة، وأضيف إليه قضاء جدّه، ونظر الحرم الشريف، ثم رجع إلى دمشق، وتوجه إلى مكّة مع الحاج هو والشيخ أبو الفتح المالكي، وتوفي بها.

وكان له شعر حسن منه الموشح المشهور في القهوة الذي مطلعه:

قهوة البن مرهم الحزن

وشفا الأنفس

فهي تكسو شقائق الحسن

من لها يحتسي

وقد عارضه الشيخ أبو الفتح المالكي المغربي بموشح على وزنه وقافيته.

وفيها عبد اللطيف بن عبد المؤمن بن أبي الحسن الخراساني الجامي الأحمدي [3] الهمداني الطريقة، العارف بالله تعالى.

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 161) .

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 179- 181) .

[3]

ترجمته في «در الحبب» (1/ 2/ 846- 855) و «الكواكب السائرة» (2/ 181- 183) و «جامع كرامات الأولياء» (2/ 103) .

ص: 404

خرج من بلاده يريد الحجّ في جمّ غفير من مريديه، فدخل القسطنطينية في دولة السلطان سليمان، فأكرم مثواه هو وأركان دولته، وتلقّن السلطان منه الذّكر، ثم دخل حلب وقرأ بها الأوراد الفتحية على وجه خشعت له القلوب وذرفت منه العيون.

قال ابن الحنبلي: وسألته عن وجه قوله في نسبته الأحمدي، فقال: هي نسبة إلى جدّي مير أحمد أحد شيوخ جام في وقته. قال: ونسبي متصل بجابر بن عبد الله البجلي.

قال: واستخبرته عن شيخه في الطريق فقال: هو حاجي محمد الجوشاني.

قال وسألته تلقين الذكر فلقّنني إيّاه. وكتب لي دستور العمل، ولكن بالفارسية، ثم حجّ، وتوجه إلى بلاده، وتوفي ببخارى.

قال ابن الحنبلي: وكان محدّثا، مفسّرا، مستحضرا للأخبار، معدودا من أرباب الأحوال، والصواب أنه توفي سنة ثلاث وستين [1] .

وفيها عبد اللطيف الخراساني الحنفي [2] العالم العلّامة.

دخل دمشق سنة تسع وثلاثين حاجّا، فنزل بالصالحية، وظهر علمه وعمله خصوصا في التفسير.

وفيها عيسى باشا بن إبراهيم الرّومي [3] الحنفي أمير أمراء دمشق.

كان له أولا اشتغال بالعلم، وصار مدرّسا بعدة مدارس، حتى اتصل إلى إحدى الثمان، ثم صار موقّعا بالديوان السّلطاني، ثم ولي الإمارة في بعض البلاد، ثم إمارة حلب فأحسن فيها السيرة، ثم إمارة دمشق وعزل منها ثم أعيد إليها ورسخ فيها.

[1] يعني وتسعمائة.

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 183) .

[3]

ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (254) و «در الحبب» (1/ 2/ 1056- 1060) و «الكواكب السائرة» (2/ 235) .

ص: 405

وكان عالما بعدة من العلوم، ولم يترك المطالعة أيام الإمارة.

وكان له حسن أدب ولطف معاشرة، إلّا أنه كان إذا اشتد غضبه خمش يديه فيدميها وهو لا يدري، وأبطل كثيرا من الظّلامات، وعاش أهل القرى أيام ولايته عيشة طيبة.

وكان مكرما لأهل العلم ومشايخ الصوفية، ولبس الخرقة القادرية من الشيخ حسن الكيلاني لما قدم دمشق.

[وتوفي بدمشق][1] في يوم الأحد تاسع صفر، وأوصى أن يلقّن فلقّته الشيخ أبو الفتح المالكي، وأوصى أن يسحب على الأرض قبل الدفن إلى قبره تعزيرا لنفسه، فحمل سريره إلى الصالحية، فلما قرّب من قبره سحب على الأرض قليلا تنفيذا لوصيته، ودفن في حوش الشيخ محيي الدّين [بن] العربي عند شبّاكه الشرقي بوصيّة منه.

وفيها قطب الدّين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر بن سلطان الدمشقي الصّالحي الحنفي [2] شيخ الإسلام، مفتي بلاد الشام، الإمام العلّامة.

ولد ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة سبعين وثمانمائة، وأخذ عن القاضي عبد البرّ بن الشّحنة وغيره، وكان بيده تدريس القصّاعية المختصة بالحنفية، وتدريس الظاهرية التي هي مسكنه، والنظر عليها.

وكان له تدريس في الجامع الأموي، وغير ذلك من المناصب العليّة.

وولي القضاء بمصر في زمن الغوري نيابة عن شيخه ابن الشّحنة، وكفّ بصره من بعد مع بقاء جمال عينيه، بحيث يظن أنهما بصيرتان.

وكان حسن الوجه والذات، جليل المقدار، مهيبا، معظّما، نافذ الكلمة عند الدولة، يردون إليه الأمراء في الفتوى، ماسك زمام الفقهاء، وكان يملي من يكتب

[1] ما بين الرقمين سقط من «ط» .

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 12- 14) و «الأعلام» (7/ 57) .

ص: 406

الجواب على الأسئلة التي ترفع إليه، واتخذ ختما منقوشا يختم به على الفتوى خوفا من التلبيس عليه.

وكان يقول بتحريم القهوة.

وصنّف مؤلفا في الفقه، ورسالة في تحريم الأفيون و «البرق اللامع في المنع من البركة في الجامع» وغير ذلك.

وتوفي ليلة الثلاثاء سابع عشري ذي القعدة ودفن داخل تربة القلندرية من باب الصغير في بيت مسقف معدّ للعلماء والصلحاء من الموتى.

وفيها نجم الدّين محمد بن أحمد بن عمر البابي الحلبي الشافعي، المعروف في مدينة الباب بابن صليلة، وفي حلب بالنّجم الإمام [1] لأنه كان إماما لخير بك الأشرفي كافل حلب، الإمام الفقيه الأصولي الخطيب ابن الخطيب.

كانت له قراءة حسنة وصوت جهوري.

وتوفي في أواخر [ذي] الحجة.

وفيها المولى محيي الدّين محمد بن عبد الله، أحد موالي الرّوم الحنفي، الشهير بمحمد بيك [2] .

كان من مماليك السلطان أبي يزيد، ورغب في العلم، وترك طريق الإمارة، وقرأ على جماعة، منهم المولى مظفّر الدّين العجمي، والمولى محيي الدّين الفناري، وغيرهما. ثم خدم ابن كمال باشا، وصار معيدا لدرسه، ثم تنقّل في المدارس، ثم اختل دماغه، ثم برئ، فسافر إلى مصر في البحر، فأسرته النصارى، فاشتراه بعض أصدقائه منهم، ثم عاد إلى قسطنطينية، فأعطاه السلطان سليمان سلطانية بروسا، ثم مدرسة أبي يزيد خان بأدرنة، ثم قضاء دمشق، فدخلها حادي عشر صفر سنة ست وأربعين، وعزل عنها في صفر سنة تسع وأربعين، فعاد

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 26) .

[2]

ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (294) و «الكواكب السائرة» (2/ 38) .

ص: 407

إلى الرّوم، واختل مزاجه غاية الاختلال، وأعطي في أثناء المرض قضاء مصر فسافر إليها في أيام الشتاء، فأدركته المنية في الطريق.

وكان محبّا للعلم وأهله وللصوفية، وله مهارة في العلوم العقلية ومعرفة بالعلوم الرياضية، وله تعليقات على بعض الكتب.

وتوفي في بلدة كوتاهية.

وفيها أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن حسن [1] بن محمد [1] الرّعيني [2] الأندلسي الأصل الطرابلسي المولد المالكي، نزيل مكّة، ويعرف هناك كسلفه بالحطّاب، ويتميّز عن شقيق له أكبر منه اسمه محمد أيضا بالرّعيني، وذلك بالحطّاب، ويعرف في مكّة بالطرابلسي.

ولد في صفر سنة إحدى وستين وثمانمائة بطرابلس، ونشأ بها، فحفظ القرآن و «الرائية» و «الجزرية» وتفقه فيها يسيرا على محمد القابسي، وعلى أخيه، ثم تحوّل مع أبويه وأخيه وجماعتهم إلى مكة سنة سبع وسبعين، فحجّوا ورجعوا، وقد توفي بعضهم، فأقاموا بها سنين، ومات كل من أبويه في أسبوع واحد في ذي الحجّة سنة إحدى وثمانين بالطّاعون، واستمر هو وأخوه بها إلى أن عادا لمكّة في موسم سنة أربع وثمانين، فحجّا، ثم جاورا بالمدينة النبوية التي تليها، وعاد الأخ بعد حجّه منها إلى بلاده وهو إلى المدينة، وقرأ على الشمس العوفي في العربية، وعلى السّراج معمر في الفقه وغيره، وعاد لمكة فلازم الشيخ موسى الحاجبي، وقرأ فيها القراآت على موسى المراكشي، وصاهر ابن حزم على ابنته، وسمع من الحافظ السخاوي، كل ذلك مع الفاقة والعفّة، ونعم الرجل كان.

قال جار الله ابن فهد: وقد فتح الله عليه في آخر عمره وصار من المعتقدين في العلم والدّين، وظهر له ثلاثة من الأولاد هم الجمال محمد، وزيني بركات، والشّهاب أحمد، وزوجهم في حياته، ورأى أولادهم، مع نجابتهم، وصار أكثرهم من المفتين والمدرّسين بحرم الله الأمين، وانقطع بمنزله عدة سنين، وهو يدرّس

[1] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

[2]

ترجمته في «النور السافر» ص (236- 237) .

ص: 408

فيه، ورتّب له مرتّب في الجوالي، واعتقده الناس في الآفاق، وقصد بالفتوحات والودائع، وناله الضّرر من الدولة بسببها وهو متقنع متعفّف مجتهد في عمارة الأوقاف التي تحت نظره، وكذلك ولده الأكبر، وتحمّل لذلك كثيرا من الديون، وقاسى شدّة في مرضه حتى.

توفي ليلة السبت ثاني عشر صفر عن تسعين سنة.

وفيها شمس الدّين محمد بن عبدو الشيخ الصّالح الزاهد المعمّر الخاتوني [1] الأردبيلي [2] الخرقة الحنفي.

ولد بسرة الفرات في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثمانمائة وحملته أمه إلى الشيخ محمد الكواكبي الحلبي، فأمر خليفته الشيخ سليمان العيني أن يربيه، ولم يزل يتعاطى الذكر والفكر، حتى فتح عليه، وكان يتردّد إليه الزوّار فلا يرى نفسه إلا ذليلا، ولا يطلب أحد منه الدّعاء إلا سبقه إلى طلبه منه.

وكان زاهدا، متعففا عما في أيدي الناس، وعن أموال عظيمة، كانت تدفعها إليه الحكام، وكان يؤثر العزلة، وشاع عنه أنه كان ينفق من الغيب، وكانت مكاشفاته ظاهرة، وكان كثيرا يقول لست بشيخ ولا خليفة.

وتوفي بحلب في أواخر شوال.

وفيها المولى محيي الدّين محمد بن مصطفى القوجوي [3] الحنفي الإمام العلّامة.

اشتغل، وحصّل، ثم خدم المولى ابن فضل الدّين، ثم درّس بمدرسة خواجه خير الدّين بالقسطنطينية، ثم آثر العزلة، فترك التدريس، وتقاعد بخمسة عشر عثمانيا، وكان يستكثرها على نفسه، ويقول: يكفيني منها عشرة، ولازم بيته، وأقبل على العلم والعبادة.

[1] في «آ» و «ط» : «الخاقوني» والتصحيح من مصدري الترجمة.

[2]

ترجمته في «در الحبب» (2/ 1/ 186- 186) و «الكواكب السائرة» (2/ 45) .

[3]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 59) .

ص: 409

وكان متواضعا يحبّ أهل الصلاح، [وكان يشتري حوائجه من السوق بنفسه مع رغبة الناس في خدمته فلا يرضى إلّا بقضائها بنفسه تواضعا وهضما للنفس][1] وكان يروي التفسير في مسجده، فيجتمع إليه أهل البلد يسمعون كلامه، ويتبرّكون بأنفاسه، وانتفع به كثيرون، وكان يقول: إذا شككت في آية من القرآن أتوجه إلى الله تعالى فيتسع صدري، حتى يصير قدر الدنيا ويطلع فيه قمران لا أدري هما أي شيء، ثم يظهر نور فيكون دليلا إلى اللوح المحفوظ، فاستخرج منه معنى الآية.

وممن أخذ عنه صاحب «الشقائق» قال: وهو من جلّة من افتخرت به، وما اخترت منصب القضاء إلّا بوصية منه، وله «حواش على البيضاوي» جامعة لما تفرّق من الفوائد في كتب التفسير سهلة قريبة، وشرح على الوقاية في الفقه، و «شرح الفرائض السراجية» و «شرح المفتاح للسكاكي» و «شرح البردة» .

وفيها- تقريبا- شمس الدّين محمد بن يوسف الحريري الأنطاكي ثم الحلبي [2] ، الحنفي، عرف بابن الحمصاني.

ولد بأنطاكية سنة تسعين وثمانمائة، وجوّد القرآن على الشيخ محمد الداديخي وغيره، وقرأ «الجزرية» على البدر السّيوفي، وغيره و «السراجية» على الزين بن فخر النساء، وسمع عليه صدر الشريعة، وقرأ على الشيخ عبد الحق السّنباطي كتاب «الحكم» لابن عطاء الله، وأجاز له إسماعيل الشّرواني، وابن فخر النّساء، وحجّ أربع مرات، منها ثنتان في المجاورة، وزار بيت المقدس، ودخل القاهرة وغيرها، وطاف البلاد، واجتمع بمشاهير العلماء، والصوفية، ثم قطن بعد أسفاره العديدة المديدة بحلب، وصحب بها ابن الحنبلي، ثم توفي بالرّملة.

وفيها المولى محمد، المعروف بشيخي چلبى [3] أحد موالي الرّوم.

كان فاضلا، ذكيا، متواضعا، محبا لأهل الخير، خدم المولى محيي الدّين

[1] ما بين الحاصرتين لم يرد في «آ» و «ط» واستدركته من «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.

[2]

ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (293) .

[3]

ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (293) و «الكواكب السائرة» (2/ 73) .

ص: 410

الفناري، ثم المولى بالي الأسود، ثم درّس بمدرسة مولانا خسرو، ثم بمدرسة ابن ولي الدّين، ثم بمدرسة بيري باشا، ثم بأبي أيوب ثم بإحدى الثمان، ومات على ذلك.

وفي حدودها المولى محمد، وقيل: مصطفى، الشهير بمرحبا [1] أحد الموالي الرّومية.

كان يعرف بابن بيري محمد چلبي، وكان محقّقا مدقّقا، محبا للفقراء.

قرأ على المولى ركن الدّين بن زيرك، والمولى أمير جلبي، ثم خدم المولى خير الدّين معلّم السلطان سليمان، ثم تنقّل في المدارس، حتى درّس بإحدى الثمان، ثم صار قاضيا بدمشق، فدخلها في رابع عشري محرم سنة خمس وأربعين، وعزل عنها في عشري ذي القعدة من السنة المذكورة، وأعطى قضاء بروسا، ومات وهو قاض بها.

وفيها السيد الشريف محمود العجمي الشافعي [2] العلّامة مدرّس الأتابكية بصالحية دمشق.

وكان مقيما بالبادرائية داخل دمشق، وكان مقصدا للطلبة ينتفعون به، وكانت له يد طولى في المعقولات.

وتوفي يوم السبت ثالث عشر ربيع الآخر، ودفن بباب الصغير.

[1] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (290) و «الكواكب السائرة» (2/ 73) .

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 294) .

ص: 411