الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وستين وتسعمائة
فيها توفي- تقريبا- برهان الدّين إبراهيم بن بخشي [1]- بالموحدة- ابن إبراهيم الحنفي، المشهور بدادة خليفة [2] مفتي حلب، قيل: كان في الأصل دباغا، فمنّ الله تعالى عليه بطلب العلم، حتّى صار من موالي الرّوم، وهو أول من درّس بمدرسة خضر باشا بحلب، وأول من أفتى بها من الأروام.
قال ابن الحنبلي: صحبناه، فإذا هو مفنّن ذو حفظ مفرط، ترجمه عبد الباقي العربي وهو قاضيها لأنه انفرد في المملكة الرّومية بذلك، مع غلبة الرطوبة على أهلها، واستيلاء النسيان عليهم بواسطتها.
قال: وذكر هو عن نفسه أنه كان بحيث لو توجّه إلى حفظ «التلويح» في شهر لحفظه إلّا أنه كان واظب على صوم داود عليه السلام ثمان سنوات، فاختلف دماغه، فقلّ حفظه، ولم يزل في حلب على جدّ في المطالعة وديانة في الفتوى، حتى ولي منصب الإفتاء بأزنيق [3] من بلاد الرّوم.
وكان يقول: لو أعطيت بقدر هذا البيت ياقوتا ما حلت عن الشرع شبرا.
وألّف رسالة في «تحريم اللّواط» وأخرى في «أقسام أموال بيت المال وأحكامها ومصارفها» وثالثة في «تحريم الحشيش والبنج» . انتهى
[1] ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 1/ 90- 93) و «الكواكب السائرة» (2/ 79) .
[2]
تحرفت في «ط» إلى «خيلفة» .
[3]
قلت: وتعرف الآن ب «أزنيك» وقد ورد ذكرها في «تاريخ الدولة العلية العثمانية» ص (118 و 124 و 150) طبع دار النفائس ببيروت.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن القاضي برهان الدّين إبراهيم الأخنائي الشافعي [1] أحد أصلاء دمشق.
كان قليل المخالطة، ملازما للأموي.
توفي يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول ودفن عند والده بالقرب من جامع جرّاح.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن عبد الأول القزويني، المشهور في دياره بالسعيدي [2] الإمام العلّامة المفنّن المحقّق.
سئل عن مولده فأخبر أنه ولد سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة، وأن له نسبا إلى سعيد بن زيد الأنصاري أحد العشرة [3] رضي الله تعالى عنهم [3] . وذكر أنه ختم القرآن وهو ابن ست سنين وأربعة أشهر وأربعة أيام، وأنه أخذ الفرائض عن أبيه، وأفتى فيها صغيرا سنة إحدى وتسعمائة.
وله مؤلفات، منها:«شرح ايساغوجي» ألّفه ببلاده، ثم دخل بلاد العرب، واستوطن دمشق، وحجّ منها، ثم سافر إلى حلب فأكرم مثواه دفتردارها إسكندر بيك، ثم سافر معه، وجمعه بالسلطان سليمان، وأعطي بالقسطنطينية تدريسا جليلا، وسافر مع السلطان إلى قتال الأعاجم، وعاد معه، وألّف هناك كتبا، منها:«حاشية على شرح فرائض السّراجي» للسيد، ناقش فيها ابن كمال باشا، ثم عاد إلى دمشق سنة أربع وستين، واشترى بيت ابن الفرفور، وعمره عمارة عظيمة، وجعل فيها حمّاما وبيوتا كثيرة، بالسقوف الحسنة، والأرائك العظيمة، وغرس أشجارا، ومات وأرباب الصنائع يشتغلون عنده في أنواع العمائر.
وتوفي ليلة الأحد رابع عشر شعبان، ودفن بباب الصغير بالقلندرية. قاله في «الكواكب»
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 101) .
[2]
ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 1/ 274- 278) و «الكواكب السائرة» (2/ 110- 111) و «معجم المؤلفين» (1/ 259- 260) .
[3]
ما بين الرقمين زيادة من «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.
وفيها بدر الدّين حسن بن يحيى بن المزلق الدمشقي الشافعي [1] العالم الواعظ.
قال الشيخ يونس العيثاوي: كان من أهل العلم والدّيانة، ولي تدريس الأتابكية بالصالحية، وتفقّه على الشيخ تقي الدّين القاري أي، وعلى الشيخ يونس العيثاوي، وأخذ عن القاضي زكريا، والتّقوي بن قاضي عجلون، والبدر الغزّي.
وتوفي يوم الأربعاء سادس عشري صفر، ودفن بتربة أهله خارج باب الجابية بدمشق في المحلّة المحروقة تجاه تربة باب الصغير، وخلّف كتبا كثيرة، اشتراها جدّ الشيخ إسماعيل النابلسي.
وفيها حسين چلبي [2] متولي تكية السلطان سليم خان بالصالحية بدمشق.
قال في «الكواكب» : شنق هو وسنان القرماني يوم الخميس رابع عشر شوال، صلبا معا بدار السعادة، وشاشاهما وعمامتاهما على رؤوسهما، وهما ذوا شيبتين نيرتين، رحمهما الله تعالى. انتهى وفيها سنان القرماني [3] نزيل دمشق.
قال في «الكواكب» : هو والد أحمد جلبي ناظر أوقاف الحرمين الآن بدمشق.
ولي نظارة البيمارستان، ثم نظارة الجامع الأموي، وانتقد عليه أنه باع بسط الجامع وحصره، وأنه خرّب مدرسة المالكية التي بقرب البيمارستان النوري وتعرف بالصّمصامية، وحصل به الضّرر بمدرسة النورية، فشنق بسبب هذه الأمور هو وحسين چلبي. انتهى ملخصا وفيها كريم الدّين عبد الكريم بن الشيخ الإمام قطب الدّين محمد بن عبادة الصالحي الحنبلي [4] الأصيل العريق الفاضل.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 136- 137) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 139) .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 149) .
[4]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 177) و «النعت الأكمل» ص (128) .
قال في «الكواكب» : توفي في أواخر ذي القعدة عن بنتين ولم يعقّب ذكرا، وانقرضت به ذكور بني عبادة، ولهم جهات وأوقاف كثيرة. انتهى وفيها فاطمة بنت عبد القادر بن محمد بن عثمان، الشهيرة ببنت قريمزان [1] الشيخة الفاضلة الصالحة الحنفية الحلبية، شيخة الخانقين العادلية والدجاجية معا.
كان لها خطّ جيد، ونسخت كتبا كثيرة، وكان لها عبارة فصيحة وتعفّف وتقشف وملازمة للصلاة، حتّى في حال المرض.
ولدت في رابع محرم سنة ثمان وسبعين وثمانمائة، ثم تزوجها الشيخ كمال الدّين محمد بن مير جمال الدّين بن قلي درويش الأردبيلي الشافعي نزيل المدرسة الرواحية بحلب، الذي قيل: إن جدّه أول من شرح «المصباح» .
قالت وعن زوجي هذا أخذت العلم، وكان يقول: ملّكني الله تعالى ستة وثلاثين علما.
وتوفيت في هذه السنة وأوصت أن تدفن معها سجادتها.
قال ابن الحنبلي: وقد ظفرت بشهود جنازتها وحملها فيمن حمل، رحمها الله تعالى.
وفيها ناصر الدّين محمد بن سالم الطّبلاوي الشافعي [2] الإمام العلّامة أحد العلماء الأفراد بمصر.
أجاز العلّامة محمد البيلوني كتابة في مستهل جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة. قال: فيها تلقيت العلم عن أجلّة من المشايخ، منهم قاضي القضاة زكريا، وحافظو عصرهم الفخر بن عثمان الدّيمي، والسيوطي، والبرهان القلقشندي بسندهم المعروف، وبالإجازة العالية مشافهة عن الشيخ شهاب الدّين
[1] ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 1/ 21- 22) و «الكواكب السائرة» (2/ 238) و «الأعلام» (5/ 131) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 33) و «معجم المؤلفين» (10/ 17) .
البيجوري شارح «جامع المختصرات» نزيل الثغر المحروس بدمياط بالإجازة العالية، عن شيخ القراء والمحدّثين محمد بن الجزري.
وقال الشعراوي: صحبته نحو خمسين سنة، فما رأيت في أقرانه أكثر عبادة لله تعالى منه، لا تكاد تراه إلّا في عبادة، وانتهت إليه الرئاسة في سائر العلوم بعد موت أقرانه، وكان مشهورا في مصر بكثرة رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأقبل عليه الخلائق إقبالا كثيرا بسبب ذلك، فأشار عليه بعض الأولياء بإخفاء ذلك فأخفاه. قال: وليس في مصر الآن أحد يقرئ في سائر العلوم الشرعية وآلاتها إلّا هو، حفظا. وقد عدّوا ذلك من جملة إمامته، فإنه من المتبحرين في التفسير، والقراآت، والفقه، والنحو، والحديث، والأصول، والمعاني، والبيان، والحساب، والمنطق، والكلام، والتصوف، وما رأيت أحدا في مصر أحفظ لمنقولات هذه العلوم منه، وجمع على «البهجة» شرحين جمع فيهما ما في «شرح البهجة» لشيخ الإسلام وزاد عليها ما في «شرح الروض» وغيره.
وولي تدريس الخشابية وهي من أجلّ تدريس في مصر، وشهد له الخلائق بأنه أعلم من جميع أقرانه، وأكثرهم تواضعا، وأحسنهم خلقا، وأكرمهم نفسا، لا يكاد أحد يغضبه.
وتوفي بمصر عاشر جمادى الآخرة، ودفن في حوش الإمام الشافعي رضي الله عنه، وعمّر نحو مائة سنة.
وفيها شمس الدّين محمد الجعيدي الدمشقي الشافعي [1] رئيس دمشق في عمل الموالد.
كان من محاسن دمشق التي انفردت بها. قاله في «الكواكب» وفيها يونس بن يوسف الطّبيب [2] رئيس الأطباء بدمشق، الشيخ الفاضل، وهو والد الشيخ شرف الدّين الخطيب.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 74) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 263) .
قال الشيخ يونس العيثاوي: كان ذكيا، فطنا، انتهت إليه رئاسة الطب بدمشق، وأقبلت عليه الدنيا. انتهى وأخذ عنه الطبّ ولده الشيخ شرف الدّين، والشيخ محمد الحجازي.
وتوفي يوم الاثنين رابع عشر شعبان أو خامس عشره
.