الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمانين وتسعمائة
فيها كما قال في «النور» [1] أخذ السلطان أكبر بن همايون كجرات، وهو من ذرّية تيمورلنك بينه وبينه أربعة آباء، وكان عظيم الشأن، ورزق السّعد، وطالت أيامه، واتسع ملكه جدا، وكان عادلا إلا أنه كان [2] يميل إلى الكفرة، ويستصوب أقوالهم، ويستحسن أفعالهم.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وألف، وكانت مدة سلطنته خمسين سنة، وتولى بعده ولده سليم شاه. انتهى وفيها توفي الشيخ بالي الخلوتي، المعروف بسكران [3] .
قال في «العقد المنظوم» : نشأ في طلب العلم وتحصيل الفضائل، حتى صار ملازما من المولى خير الدّين معلّم السلطان سليمان، ودرّس في عدة مدارس، ثم رأى مناما كان سببا لتركه ذلك وإقباله على طريق التصوف.
وتلقّن الذّكر، وسلك الطريق، وفوضت إليه زاوية داخل قسطنطينية، فاشتغل بالإرشاد والإفادة وتربية المريدين.
وكان عالما، فاضلا، عابدا، صالحا معرضا عن أبناء الدّنيا غير مكترث بالأغنياء لم يدخل قط إلى باب أمير ولا صاحب منصب، غاية في [الحبّ و] الميل إلى الخيل، الجياد ويرسل بعضها إلى الغزو، صاحب جذبة عظيمة.
[1] انظر «النور السافر» ص (349- 350) .
[2]
لفظة «كان» سقطت من «آ» .
[3]
ترجمته في «العقد المنظوم» ص (426- 427) .
وله في تعبير الرؤيا ما يدهش.
وتوفي في ذي القعدة ودفن بقسطنطينية.
وفيها زينب بنت محمد بن محمد بن أحمد الغزّي الشافعية [1] .
قال في «الكواكب» : كانت من أفاضل النساء، من أهل العلم والدّين والصّلاح.
مولدها في القعدة سنة عشر وتسعمائة، وقرأت على والدها وعلى أخيها شقيقها الشيخ الوالد كثيرا، وكتبت له كتبا بخطّها، ومدحته بقصيدة تقول فيها:
إنما العالم الذي
…
جمع العلم واكتمل
قام فيه بحقّه
…
يتبع العلم بالعمل
سهر اللّيل كلّه
…
بنشاط بلا كسل
فهو في الله دأبه
…
أبد الدّهر لم يزل
حاز علما بخشية
…
وبدنياه ما اشتغل
حاسديه تعجّبوا
…
ليس ذا الفضل بالحيل
ذاك مولاه خصّه
…
بكمال من الأزل
من يرم مشبها له
…
في الورى عقله اختبل
أو بلوغا لفضله
…
فله قطّ ما وصل
فهو شيخي وسيّدي
…
وبه النّفع قد حصل
وشعرها في المواعظ وغيرها في غاية الرّقة والمتانة، اتصلت بمنلا كمال، وبعده بالقاضي شهاب الدّين البصروي. انتهى وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي الغزّي الأزهري الشافعي [2] الإمام العلّامة المعمّر.
[1] ترجمتها في «الكواكب السائرة» (3/ 154- 155) و «الأعلام» (3/ 67) و «أعلام النساء» (2/ 112- 113) .
[2]
لم أعثر على ترجمته فيما بين يدي من المصادر والمراجع.
أخذ عن القاضي زكريا وغيره.
وكان إماما، محدّثا، مسندا، جليل القدر، وافر العلم، رحمه الله تعالى.
وفيها المولى مصلح الدّين، المشتهر بمعلّم زاده الحنفي [1] ، ينتهي نسبه إلى السلطان إبراهيم بن أدهم [2] رضي الله عنه [2] .
قرأ على سعد الله بن عيسى بن أمير خان، وتنقّل في المدارس إلى أن ولي قضاء حلب، ثم قضاء برسه، ثم قضاء العسكر الأناضولي، ثم الرّوم إيلي، ودام فيه خمس سنين.
وكان بينه وبين عطاء الله معلّم السلطان مصاهرة واتصال، فلذا حصلت له الحظوة وعظم الشوكة، ولما مات عطاء الله اغتنم أعداؤه الفرصة، وسعوا به حتّى عزل.
وكان عالما، فاضلا، محقّقا، كاملا، مجيدا للكتابات على الفتاوى، لين الجانب مجبولا على الكرم وحسن المعاشرة، غير أن فيه طمعا زائدا وحرصا وافرا.
وتوفي في ربيع الأول وقد أناف على سبعين سنة، ومات وهو متوض وصلّى ركعتين، وأخذ سبحته بيده واضطجع، فخرجت روحه، ودفن بفناء مسجده الذي بناه في مدينة برسه.
[1] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (425- 426) .
[2]
ما بين الرقمين لم يرد في «آ» .