المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة تسع وعشرين وتسعمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ١٠

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌سنة إحدى وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعمائة

- ‌سنة عشر وتسعمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وتسعمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وتسعمائة

- ‌سنة أربع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة خمس عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ست عشرة وتسعمائة

- ‌سنة سبع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وتسعمائة

- ‌سنة تسع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة عشرين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ست وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة أربعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة خمسين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ست وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ستين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وستين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وستين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وستين وتسعمائة

- ‌سنة ست وستين وتسعمائة

- ‌سنة سبع ستين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وستين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وستين وتسعمائة

- ‌سنة سبعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمانين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ست وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة تسعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ألف

- ‌خاتمة التحقيق

الفصل: ‌سنة تسع وعشرين وتسعمائة

‌سنة تسع وعشرين وتسعمائة

فيها توفي شهاب الدّين أحمد بن إسكندر بن يوسف، وقيل ابن يوسف بن إسكندر، المعروف بابن الشيخ إسكندر الحلبي [1] نزيل دمشق الشافعي.

قال النجم الغزّي: هو جدّ أخي لوالدي لأمّه الشيخ العلّامة العارف بالله تعالى شهاب الدّين أحمد الغزّي.

أخذ عن جماعة، منهم جدّي، ووالدي، وكان علّامة.

قال والدي: وكان له يد في علم الهيئة، والمنطق، والحكمة، وغير ذلك، وكان مدرّس السيبائية بتقرير من واقفها سيباي نائب الشام [2] ، وناظرا على وقف سيدي إبراهيم بن أدهم، رضي الله عنه.

قتله اللّصوص بدرب الرّوم. انتهى وفيها شهاب الدّين أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بالحاج الشافعي بأفضل [3] .

قال في «النور» : ولد يوم الجمعة خامس شوال سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وتفقه بوالده، وبالفقيه محمد بن أحمد فضل، وأخذ عن قاضي، القضاة يوسف بن يونس المقرئ وغيره، وبرع، وتميّز، وتصدّر للإفتاء والتدريس في زمن والده،

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 131) .

[2]

كذا في «آ» و «الكواكب السائرة» : «نائب الشام» وفي «ط» : «نائب دمشق» .

[3]

ترجمته في «النور السافر» ص (135) و «الأعلام» (1/ 160) .

ص: 225

وكان إماما، عالما، علّامة، فقيها، حسن الاستنباط، قوي الذهن، شريف النفس، وكان والده يعظّمه ويثني عليه، وحجّ مرارا، واجتمع في حجّته الأخيرة بسيدي محمد بن عراق، فصحبه ولازمه، وتسلّك على يديه، وكان سخيا، كثير الصدقة وفعل المعروف، محبّا للصالحين والفقراء، حسن العقيدة، ولم يزل على ذلك حتّى استشهد في معركة الكفّار لما دخل الإفرنج الشحر، وقتلوا وأسروا ونهبوا، وذلك بعد فجر يوم الجمعة عاشر ربيع الثاني، ودفن عند والده.

وله من التصانيف: «نكت على روض ابن المقري» [في مجلدين][1] و «نكت على الإرشاد» و «مشكاة الأنوار» .

قال مؤلّفه: عليك بالأوراد التي علقتها في كراريس سمّيتها «مشكاة الأنوار» فإني ضمنتها والله الاسم الأعظم الذي هو إكسير الأولياء.

وله وصية مختصرة.

ومن كلامه من كان همّه المعالف فاتته المعارف. انتهى وفيها شهاب الدّين أحمد البحيري المصري المالكي [2] العلّامة المفنّن، السالك، الشاعر المعمّر.

حفظ القرآن العظيم، وسلك في شبوبيته على الشيخ العالم أبي العبّاس الشّربيني، وأخذ عن الشيخ مدين، واشتغل في العلم، وأمعن في العربية ولا سيما التصريف، وألّف فيه شرحا جيدا على «المراح» وأخذ الفقه عن الشيخ يحيى العلمي، وكتب بخطّه كثيرا.

وله نظم جيد وألغار، وكان قانعا، متقللا، وتزوج وهو شاب ثم تجرّد.

وتوفي في خامس شوال.

وفيها إدريس بن عبد الله [3] .

[1] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 155) .

[3]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 160) .

ص: 226

قال في «الكواكب» : الشيخ الفاضل اليمني الشافعي، نزيل دمشق. كان من أصحاب شيخ الإسلام الوالد. حضر دروسه، وشملته إجازته، وكان قد عزم على قراءة «المنهاج» عليه وعلى غيره فعاجلته المنية.

وفيها المولى الفاضل بالي الإيديني الرومي الحنفي [1] .

أخذ العلم عن علماء عصره، واتصل بخدمة المولى خطيب زاده، ثم بخدمة المولى سنان جلبي، ثم تنقّل في التدريس حتّى صار مدرسا بإحدى الثمانية، ثم تقاعد عنها بثمانين عثمانيا، ثم أعطي قضاء بروسا، ثم أعيد إلى إحدى الثمانية، ثم ولي قضاء بروسا ثانيا، ثم أعيد إلى إحدى الثمانية، واستمر بها إلى أن مات.

وكانت له مشاركة جيدة في سائر العلوم، قادرا على حلّ غوامضها. قويّ الحفظ، مكبا على الاشتغال، حتّى سقط مرّة عن فرسه فانكسرت رجله، فاستمر ملقى على ظهره أكثر من شهرين، ولم يترك الدرس، وألّف رسالة أجاب فيها عن إشكالات سيدي الحميدي.

وتوفي في هذه السنة ودفن عند مسجده بالقسطنطينية.

وفيها زين الدّين بركات بن أحمد بن محمد بن يوسف، الشهير بابن الكيّال الشافعي [2] الصّالح الواعظ.

كان في ابتداء أمره تاجرا، ثم ترك التجارة بعد أن ترتّبت عليه ديون كثيرة، ولازم الشيخ برهان الدّين النّاجي زمانا طويلا، وانتفع به.

قال الحمصي: قرأ عليه «صحيح البخاري» كاملا، وكتبا من مصنّفاته، ودرّس بالجامع الأموي في علم الحديث، وكان متقنا، محرّرا، وخرّج أحاديث «مسند الفردوس» وانتفع الناس به وبوعظه وحديثه.

وقال ابن طولون: رأس بعد موت شيخه، ولازم الجامع الأموي تجاه

[1] ترجمته في «الطبقات السنية» (2/ 227- 228) و «الكواكب السائرة» (1/ 163- 164) .

[2]

ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (30/ ب) و «الكواكب السائرة» (1/ 165- 167) و «الأعلام» (2/ 49) .

ص: 227

محراب الحنابلة، ووعظ بمسجد الأقصاب، وجامع الجوزة، وغيرهما، وخطب بالصّابونية سنين، وحصّل دنيا كثيرة، وصنّف عدة كتب أي، منها كتاب «حياة القلوب ونيل المطلوب» في الوعظ، ومنها «الكواكب الزاهرات [1] في معرفة من اختلط من الرواة الثقات» [2] ومنها «أسنى المقاصد في معرفة حقوق الولد على الوالد» و «الجواهر الزواهي في ذم الملاعب والملاهي» و «الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر» .

وتوفي يوم الأحد ثامن ربيع الأول بسبب أنه خرج من بيته لصلاة الصبح بالجامع الأموي فلقيه اثنان فأخذا عمامته عن رأسه وضربه أحدهما على صدره، فانقطع مدة ثم أراد الخروج إلى الجامع فما استطاع، فتوضأ وصلى الصبح والضحى.

وتوفي بعد صلاة الضحى، ودفن بمقبرة باب الصغير.

وفيها منلا بدر الدّين حسن بن محمد الرّومي الحنفي [3] .

قدم دمشق مع الدفتردار الزّيني عمر الفيقي. وكان يقرئ ولده، فأخذ له تدريس الحنفية بالقصاعية فدرّس بها، وكان أولاد العرب منهم القطب بن سلطان مدرّس الظاهرية الجوانية، وحجّ في السّنة التي قبلها.

وتوفي يوم الأربعاء ثامن عشري جمادى الآخرة قادما من الحجّ.

وفيها زين الدّين عبد الرحمن شيخ الصوابية [4] بصالحية دمشق.

كان صالحا مسلّكا.

توفي بها يوم الخميس ثامن عشري رجب.

[1] وقد عنون في المطبوع منه ب «الكواكب النيرات» .

[2]

حققه صديقنا الدكتور عبد القيوم عبد ربّ النّبيّ، ونشرته جامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة (1401) هـ، وهي طبعة جيدة متقنة.

[3]

ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (37/ آ) و «الكواكب السائرة» (1/ 175) .

[4]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 233) .

ص: 228

وفيها علاء الدّين علي بن أبي القاسم الإخميمي القاهري [1] قاضي قضاة الشافعية العدل العفيف السخي.

قال العلائي: كان له انقطاع عن الناس وانجماع بالكلية، وكان له معرفة في الصناعة وتصميم [2] في [3] المهمات، وإن كان قليل العلم.

توفي سادس عشر القعدة، وصلّي عليه بالأزهر.

وفيها علاء الدّين علي بن حسن السّرميني ثم الحلبي [4] الشافعي الفرضي الحيسوب.

كان يعرف بالنّعش المخلع، وهذا على عادة الحلبيين في الألقاب أخذ الفرائض والحساب عن الجمال الإسعردي، ومهر فيهما، واشتهر بهما، وكان له في الدولة الجركسية مكتب على باب دار [5] العدل بحلب يطلب منه لكتابة الوثائق، ثم لما أبطلت الدولة العثمانية مكاتب الشهود أخذ في كتابة المصاحف والانتفاع بثمنها وتأديب الأطفال بمكتب داخل باب أنطاكية بحلب، وبه قرأ عليه ابن الحنبلي [6] القرآن العظيم سنة سبع وعشرين وتسعمائة.

وتوفي صاحب الترجمة في رمضان هذه السنة بحلب.

وفيها- تقريبا- نور الدّين أبو الحسن علي الأشموني [7] الشافعي الفقيه الإمام العالم العامل الصّدر الكامل المقرئ الأصولي.

أخذ القراءات عن ابن الجزري.

قال الشعراوي: ونظم «المنهاج» في الفقه وشرحه، ونظم «جمع الجوامع»

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 267) .

[2]

في «آ» : «وتعميم» وهو تحريف.

[3]

لفظة «في» سقطت من «آ» .

[4]

ترجمته في «در الحبب» (1/ 2/ 921- 922) و «الكواكب السائرة» (1/ 268- 269) .

[5]

لفظة «دار» سقطت من «ط» .

[6]

وقد صرح بذلك في «درّ الحبب» .

[7]

ترجمته في «الضوء اللامع» (6/ 5) و «الكواكب السائرة» (1/ 284) و «الأعلام» (5/ 10) .

ص: 229

في الأصول وشرحه، و «شرح ألفية ابن مالك» شرحا عظيما. وكان متقشفا في مأكله وملبسه وفرشه. قاله في «الكواكب» .

وفيها أمين الدّين أبو الجود محمد بن أحمد بن عيسى بن النّجار الشافعي الدمياطي ثم المصري [1] الإمام الأوحد العلّامة الحجّة.

ولد سنة خمس وأربعين وثمانمائة، وأخذ العلم عن صالح البلقيني، والتّقي الشّمنّي، وزينب بنت عبد الرحيم العراقي، وغيرهم.

وأخذ عنه النحو [2] النجم الغيطي، والبدر الغزّي، وغيرهما. وكان ممن جمع بين العلم والعمل، إماما في علوم الشرع، وقدوة [3] في علوم الحقيقة، متواضعا، يخدم العميان والمساكين ليلا ونهارا، ويقضي حوائجهم وحوائج الأرامل، ويجمع لهم أموال الزكاة، ويفرّقه عليهم، ولا يأخذ لنفسه منه شيئا، ويلبس الثياب الزرق والجبب السود، ويتعمم بالقطن غير المقصور، ولا يترك قيام الليل صيفا ولا شتاء، وكان ينام بعد الوتر لحظة ثم يقوم وينزل إلى الجامع الغمري فيتوضأ ويصلي، والباقي للفجر نحو سبعين درجة، ثم يصعد الكرسي ويتلو نحو ربع [4] القرآن سرّا، فإذا أذّن الصبح قرأ جهرا قراءة تأخذ بجوامع القلوب.

ومرّ نصراني من مباشري القلعة يوما في السحر فسمع قراءته فرق قلبه وأسلم على يديه، وكان يأتيه الناس للصلاة خلفه من الأماكن البعيدة لحسن صوته، وخشوعه، وكثرة بكائه، حتّى يبكي غالب الناس خلفه، وكان الشيخ أبو العباس الغمري يقول: الجامع جثة والشيخ أمين الدين روحها.

وكان يقري ويضيف كل وارد ويخدم بنفسه، ومع هذا فله هيبة عظيمة يكاد من لا يعرفه يرعد من هيبته.

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 33- 35) .

[2]

لفظة «النحو» سقطت من «ط» .

[3]

في «آ» : «قدوة» .

[4]

لفظة «ربع» سقطت من «ط» .

ص: 230

وانتهت إليه الرئاسة بمصر في علوم السّنّة بالكتب [1] الستة وغيرها، ويقرأ للأربعة عشر، ومناقبه كثيرة.

وتوفي ليلة السابع والعشرين من ذي القعدة.

وفيها أبو السعود محمد بن دغيم الجارحي القاهري [2] الفقيه الصّوفي المتعبد المتنسك، المعتقد عند الملوك فمن دونهم.

وكان والده من أعيان كوم الجارح والمتسببين به في أنواع المتاجر، فنشأ الشيخ أبو السعود على خير، وحفظ القرآن العظيم، واشتغل في الفقه والنحو، ثم أقبل على العبادة والمجاهدة، ومكث عشرين سنة صائما لا يدري بذلك أهله.

وكان يصلي مع ذلك بالقرآن في ركعة أو ركعتين في تلك المدة، وأخذ في التقليل من الأكل، فانتهى أكله إلى لوزة وربما تركها.

قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» : هو عارف، علومه [3] جمّة، وصوفي ذو أحوال وكرامات بين الأمة، قدوة في علمه ودينه، فريد في عصره وحينه، اجتهد وترقى في المقامات، وأخذ عن الشيخ أحمد المرحومي عن الشيخ مدين عن الزاهد، وارتفعت روحه، وسمت عن مقعر فلك القمر، وارتفع إلى الحضرة التي لا ليل فيها ولا نهار، وضوءها وضّاح كحال أهل الجنّة في الجنّة.

ولما دخلها صار يكتب الكراريس العديدة حال ظلمة الليل كما يكتب نهارا بغير فرق، وكان له قبول تام عند الأكابر، تقف الأمراء بين يديه فلا يأذن لهم بالقعود، وحملوا في عمارة زاويته الحجر والتراب، وشق السلطان طومان باي وعليه جبّة من جبب الشيخ.

وكان يقول: لا يفلح الفقير القانع بالزي أبدا لقصور همته.

وكان يقول: ينبغي للعارف أن يجعل في بيته دائما شيئا من الدنيا ولو كيميا خوفا أن يقع في رائحة الاتهام لله في أمر الرزق.

[1] في «ط» : «في الكتب» .

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 47- 48) .

[3]

في «ط» : «علوم» .

ص: 231

وكثيرا ما كان ينظر للمريد بحال فيتمزق لوقته.

ومحاسنه وكراماته أكثر من أن تحصر.

وتوفي ليلة الأربعاء مستهل جمادى الأولى، وصلّي عليه بجامع عمرو بن العاص، ودفن بزاويته بكوم الجارح بالقرب من جامع عمرو في السرداب الذي كان يتعبّد فيه، وقبره مشهور يزار.

وفيها المولى [1] محيى الدّين محمد بن علي بن يوسف بالي الفناري الإسلامبولي [2] الحنفي العالم الكامل، قاضي قضاة العساكر بالولاية الأناضولية ثم بالولاية الرّوميلية، المشهور بمحمد باشا.

قال في «الشقائق» : كان- رحمه الله تعالى- ذا أخلاق حميدة، وطبع ذكيّ، ووجه بهي، وكرم وفي، وعشرة حسنة، ووقار عظيم، وله «حواش» على «شرح المواقف» و «شرح الفرائض» كلاهما للسيد الشريف، و «حواش» على أوائل «شرح الوقاية» لصدر الشريعة.

توفي وهو قاضي العسكر الروم إيلي، ودفن عند قبر جدّه المولى شمس الدّين بمدينة بروسا.

وفيها جمال الدّين أبو المحاسن يوسف بن محمد أو ابن أحمد الشهير بابن المبيّض الحمصي الأصل ثم المقدسي ثم الدمشقي [3] الشافعي أحد الوعاظ بدمشق، العلّامة المحدّث.

[و] من شعره ما كتبه عنه ابن طولون من إملائه عاقدا للحديث المسلسل بالأولية:

جاءنا فيما روينا أنّنا

يرحم الرحمن منّا الرّحما

[1] لفظة «المولى» سقطت من «آ» .

[2]

ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (229) و «الكواكب السائرة» (1/ 21- 22) و «معجم المؤلفين» (11/ 72) .

[3]

ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (107/ آ) وسماه فيه: «يوسف بن أحمد بن أبي بكر» و «الكواكب السائرة» (1/ 314- 315) .

ص: 232

فارحموا جملة من في الأرض من

خلقه يرحمكم من في السّما

توفي بدمشق يوم الاثنين ثاني عشر شوال ودفن بباب الصغير.

وفيها قاضي القضاة جمال الدّين أبو المحاسن يوسف بن إسكندر بن محمد بن محمد الحلبيّ [1] الحنفي، المشهور والده بالخواجا ابن الجق [2] ، وهو ابن أخت المحب بن أجا كاتب السّر.

اشتغل بالفقه وغيره على الزّيني عبد الرحمن بن فخر النساء وغيره، وسمع على الجمال إبراهيم القلقشندي، وعلى المحبّ أبي القاسم محمد بن جرباش «سيرة ابن هشام» وأجاز له كل منهما ما يجوز له وعنه. روايته وتولى القضاء بحلب بعناية خاله، ثم ولي في الدولة، الرّومية تدريس الحلاوية ووظائف أخرى، ثم رحل إلى القاهرة وتولى مدرسة المؤيدية بها، وسار فيها السيرة المرضية، وكان له شكل حسن، وشهامة، ورئاسة، وفخامة، وألّف رسالة في تقوية مذهب الإمام الأعظم في عدم رفع اليدين قبل الركوع وبعده.

وحجّ من القاهرة ثم قدمها موعكا، فتوفي بها ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر.

وفيها شرف الدّين يونس بن محمد، المعروف بابن سلطان الحرافيش [3] بدمشق.

قال ابن طولون: كان علّامة من المتعقلين في المجالس، ولكن حصل به النفع في آخر عمره بملازمته المشهد الشرقي بالجامع الأموي لإقراء الطلبة، وكان في ابتداء أمره شاهدا تجاه باب المؤيدية.

وتوفي يوم الأربعاء حادي عشري جمادي الآخرة، ودفن بباب الصغير، رحمه الله تعالى.

[1] ترجمته في «در الحبب» (2/ 2/ 596) و «الكواكب السائرة» (1/ 315- 316) .

[2]

تنبيه: كذا في «آ» و «ط» و «المنتخب» : «ابن الجق» والذي في «در الحبب» : «ابن أبجق» والذي في «الكواكب السائرة» : «ابن البجق» فليحرر.

[3]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 320) .

ص: 233