الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وتسعمائة
فيها طلع من مشرق نجد نجم ذو ذؤابة، وكان طلوعه من برج الحمل، وذؤابته في اليمن، وسيره في الشام، فسبحان القادر على ما يشاء [1] .
وفيها القاضي شهاب الدّين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبية المقدسي الأثري الشافعي، الشهير بابن عبية [2] نزيل دمشق.
ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، واشتغل بالقدس الشريف، وحصّل وولي قضاء بيت المقدس، وامتحن بسبب القمامة، ثم رحل إلى دمشق وقطن بها، ووعظ وذكر الناس، وكان إماما عالما.
ومن شعره:
وناعورة أنت فقلت لها اقصري
…
أنينك هذا زاد للقلب في الحزن
فقالت أنيني إذ طننتك عاشقا
…
ترقّ لحال الصّبّ قلت لها إنّي
توفي بدمشق ليلة السبت ثالث جمادى الأولى ودفن بباب الصغير شمالي ضريح الشيخ حمّاد، رحمه الله تعالى.
وفيها أبو العبّاس أحمد بن محمد الغمري الصّوفي [3] .
كان، رضي الله عنه، جبلا راسيا وطودا راسخا في العلوم والمعارف، وكان
[1] قاله في «النور السافر» ص (41) .
[2]
ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (17) و «الكواكب السائرة» (1/ 124) .
[3]
ترجمته في «حسن المحاضرة» (1/ 521) و «الكواكب السائرة» (1/ 148) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (2/ 121- 122) .
يحب بناء المساجد والجوامع، حتى قيل: إنه بني خمسين جامعا، منها جامعه المعروف به بمصر المدفون فيه، وكان معانا على نقل العمد والرخام [1] وغيرها من الكيمان والبلاد الكفرية، حتّى إن عمد جامعه بمصر والمحلّة يعجز عن نقلها سلطان.
ذكر عنه إمام جامعه بمصر الشيخ أمين الدّين بن النجّار أنه أقام صفّ العمد التي على محراب الجامع المذكور كلّها في ليلة واحدة، والناس نائمون.
وذكر المناوي: أنه عمّر هذا الجامع من عثماني وضعه تحت سجادته، وصار يؤخذ منه ويصرف. وكراماته، رضي الله عنه، كثيرة مستفيضة، وأطنب الشعراوي في ذكره.
وتوفي بالقاهرة في رابع عشر صفر، ودفن في جامعه.
وفيها سراج الدّين أبو بكر بن علي بن عمران اليمني [2] .
كان إماما علّامة، وولي قضاء قضاة تعزّ.
وتوفي بزبيد يوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الأولى.
وفيها بركات بن حسين الفيجي [3] المقرئ.
أخذ عن والده وغيره، وأجازه البدري حسن بن الشويخ.
وتوفي في هذه السنة ظنا.
وفيها زين الدّين خالد بن عبد الله بن أبي بكر المصري الأزهري [4] الوقّاد به النحوي.
اشتغل بالعلم على كبر، قيل كان عمره ستّا وثلاثين سنة فسقطت منه يوما فتيلة على كراس أحد الطلبة فشتمه وعيّره بالجهل، فترك الوقادة وأكبّ على
[1] في «ط» : «الرقام» وهو خطأ.
[2]
ترجمته في «النور السافر» ص (41) .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 167) .
[4]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 188) و «الضوء اللامع» (3/ 171) و «معجم المؤلفين» (4/ 96) و «متعة الأذهان» الورقة (37) .
الطلب، وبرع وأشغل الناس، وصنّف شرحا حافلا على «التوضيح» ما صنّف مثله، و «إعراب [1] ألفية بان مالك» ، وشرحا على «الجرومية» نافعا، وآخر على «قواعد الإعراب» لابن هشام، وآخر على «الجزرية» في التجويد، وآخر على «البردة» و «المقدمة الأزهرية» وشرحها، وكثر النّفع بتصانيفه لإخلاصه ووضوحها.
توفي ببركة الحاج [2] خارج القاهرة راجعا من الحجّ.
وفيها زين الدّين خطاب بن محمد بن عبد الله الكوكبي ثم الصالحي الحنبلي [3] .
حفظ القرآن في مدرسة الشيخ أبي عمر، وأخذ عن الشيخ صفر، والنّظام بن مفلح، والشّهاب بن زيد، وغيرهم. واشتغل في العربية على الشّهاب بن شكم وحلّ عليه «ألفية العراقي» في علم الحديث، واعتنى بهذا الشأن، وأنشد له ابن طولون:
بطشت يا موت في دمشق
…
وفي بنيها أشدّ بطش
وكم بنات بها بدورا
…
كانت فصارت بنات نعش
وقال: عرض له ضعف في بعض الأحيان، وكان عند الناس إنه فقير، فأوصى بمبلغ من الذّهب له كمية جيدة، ثم برأ من ذلك الضعف فشنق نفسه بخلوته بالضّيائية في سابع عشر جمادى.
وفيها الملك العادل [4] سيف الدّين طومان باي [5] .
كان من أعيان مماليك قايتباي بويع بالسلطنة بعد خلع جان بلاط الآتي ذكره في السنة التي بعد هذه [6] في الشام، وجلس على السّرير بعد ظهر يوم السبت ثامن
[1] في «آ» : «وأعرب» .
[2]
قلت: ويقال لها أيضا «بركة الجب» . انظر «التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية» ص (6) .
[3]
ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (38) و «السحب الوابلة» ص (163) .
[4]
ليست اللفظة في «آ» .
[5]
ترجمته في «مفاكهة الخلان» (1/ 230) و «متعة الأذهان» ق (43) .
[6]
انظر ص (41) من هذا المجلد.
عشري جمادى الآخرة من هذه السنة، وكانت مدته من حين تغلّبه بالشام أربعة أشهر، وخمسة عشر يوما، ومن حين بويع بقلعة الجبل ثلاثة أشهر وثلاثة وعشرون يوما، وبنى مدرسة العادلية، وتربته خارج باب النّصر، ثم هجم عليه العسكر وقتلوه. قاله في «نزهة الناظرين» .
وفيها علاء الدّين علي بن يوسف بن أحمد الدمشقي العاتكي الشافعي الشهير بالبصروي [1] الإمام العلامة.
ولد سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وثمانمائة واشتغل في العلم على الشيخ رضيّ الدّين الغزي، ولازمه وأخذ عن غيره، وبرع في الفقه وغيره. وهو والد الخطيب جلال الدّين البصروي.
وتوفي في نهار الأربعاء سادس عشر شهر رمضان.
وفيها شمس الدّين محمد بن عثمان بن إسماعيل البابي، المعروف بابن الدّعيم [2] قاضي قضاة حلب، وكاتب سرّها، وناظر جيوشها.
كان ذكيا، فقيها، متموّلا. قاله النّجم الغزّي.
وفيها نور الدّين محمود بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيوب بن محمد الحمصي ثم الدمشقي الشافعي، الشهير بابن العصباني [3] الإمام العلّامة.
ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة، وأخذ عن والده، والتّقي بن [4] الصّدر الطرابلسي. وقدم دمشق سنة تسعمائة فاستوطنها، ووعظ بالجامع وغيره.
وتوفي راجعا من الحجّ بمنزلة رابغ يوم الجمعة مستهل المحرّم.
[1] ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (67) .
[2]
ترجمته في «در الحبب» (1/ 2/ 319) و «الكواكب السائرة» (1/ 57) .
[3]
ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (102) و «الكواكب السائرة» (1/ 302) .
[4]
لفظة «ابن» سقطت من «آ» .