الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وتسعين وتسعمائة
فيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر العلقميّ القاهري الشافعي [1] الإمام العلّامة أخو الشيخ شمس الدّين العلقمي.
ولد سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وهو منسوب إلى بلدة العلاقمة، قرية من كورة بلبيس، ونشأ بها، ثم رحل إلى القاهرة، وتفقّه بأخيه، والشيخ شهاب الدّين البلقيني، وقرأ «البخاري» كاملا، وثلث «مسلم» وجميع «الشفا» على قاضي القضاة شهاب الدّين الفتّوحي، وسمع عليه الأكثر من بقية الكتب الستة، بقراءة الشمس البرهمتوشي، وقرأ جميع «سيرة ابن هشام» على المحيوي يحيى الوفائي قاضي الحضرة، وجميع «رياض الصالحين» على العارف بالله تعالى أحمد بن داود النّسيمي، وجميع «البخاري» و «سيرة ابن سيد الناس» على السيد الشريف يوسف بن عبد الله الأرميوني، وأجازه بالفقه والنحو الشّهاب البلقيني تلميذ القسطلاني، وقرأ الكثير من «حلية» أبي نعيم، على الإمام المحدّث أحمد بن عبد الحقّ.
وكان في ابتداء أمره يلازم دروس الشّهاب الرّملي ويسمعه، وله مشايخ غير هؤلاء.
وبالجملة فقد كان إماما، عالما، عاملا، رحمه الله تعالى.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن قاسم العبّاديّ القاهريّ الشافعيّ [2] الإمام العلّامة الفهّامة.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 87- 88) .
[2]
ترجمته في «تراجم الأعيان» (1/ 62- 64) و «الكواكب السائرة» (3/ 124) و «معجم المؤلفين» (2/ 48- 49) .
أخذ العلم عن الشيخ ناصر الدّين اللقاني، ومحقّق عصره بمصر شهاب الدّين البرلسي المعروف بعميرة، والعلّامة قطب الدّين عيسى الصّفوي.
وبرع وساد، وفاق الأقران، وسارت [1] بتحريراته الرّكبان، وتشنّفت من فرائد فوائده الآذان.
ومن مصنّفاته «الحاشية على شرح جمع الجوامع» المسماة ب «الآيات البيّنات» و «حاشية على شرح الورقات» و «حاشية على المختصر في المعاني والبيان» و «حاشية على شرح المنهج» .
وأخذ عنه الشيخ محمد بن داود المقدسي وغيره.
وتوفي بالمدينة المنورة عائدا من الحجّ.
وفيها- تقريبا- نور الدّين علي بن محمد العسيلي المصري الشافعي [2] الإمام العلّامة الأديب المفنّن في العلوم النقلية والعقلية.
ذكره الشعراوي، وأثنى عليه بالخشية والبكاء عند سماع القرآن والتهجد.
قال: وكان يغلب عليه أحوال الملامية، وأن غالب أعماله قلبية.
وكان إماما، علّامة، له «حاشية» حافلة على «مغني ابن هشام» .
ومن نظمه قوله في صدر قصيدة:
رعى الله ليلة وصل خلت
…
خلوت بها وضجيعي القمر
صفت عن رقيب وعن عاذل
…
فلم تك إلّا كلمح البصر
وقد قصرت بعد طول النّوى
…
وما قصرت مع ذاك القصر
وقوله في عبد له اسمه فرج:
لكلّ ضيق إذا استبطأته فرج
…
وكلّ ضيق أراه فهو منفرج
[1] في «ط» : «وسارات» وهو خطأ.
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 180- 181) .
وكان الشيخ نور الدّين من أخصّ الناس بالشيخ محمد بن أبي الحسن البكري.
وفيها شمس الدّين أبو مسلم محمد بن محمد بن خليل بن علي بن عيسى بن أحمد الصّماديّ الدمشقي القادريّ الشافعيّ [1] .
ولد سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
قال في «الكواكب» : وكان من أمثل الصوفية في زمانه، وله شعر في طريقتهم، إلا أنه لا يخلو من مؤاخذة في العربية، وكان شيخ الإسلام الوالد يجلّه ويقدّمه على أقرانه من الصّوفية ويترجمه بالولاية، وأفتى شيخ الإسلام الوالد تبعا لشيخي الإسلام شمس الدّين بن حامد، والتّقوى بن قاضي عجلون بإباحة طبولهم في المسجد وغيره، قياسا على طبول الجهاد والحجيج، لأنها محرّكة للقلوب إلى الرّغبة في سلوك الطريق، وهي بعيدة الأسلوب عن طريقة أهل الفسق والشرب.
وكان الأستاذ الشيخ محمد البكري يجلّ [2] صاحب الترجمة لأنهما اجتمعا في بيت المقدس، وعرف كل منهما مقدار الآخر.
قال النجم الغزّي: وما رأيت في عمري أنور من أربعة إذا وقعت الأبصار عليهم شهدت البصائر بنظر الله إليهم، أجلّهم والدي، والشيخ محمد الصّمادي، والشيخ محمد اليتيم، ورجل رأيته بمكّة المشرّفة سنة إحدى وألف.
وكان الشيخ محمد الصّمادي [3] معتقدا للخواص والعوام، خصوصا حكام دمشق والواردين إليها من الدولة. وكانوا يقصدونه في زاويته للتبرك وطلب الدّعاء منه.
وبالجملة كان من أفراد الدهر.
[1] ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 1/ 168- 169) و «الكواكب السائرة» (3/ 16- 20) و «جامع كرامات الأولياء» (1/ 185- 187) .
[2]
في «ط» : «يبجل» وهو خطأ.
[3]
في «ط» : «الصماد» .
توفي- رضي الله عنه ليلة الجمعة عاشر صفر، ودفن بزاويتهم داخل باب الشاغور. وكانت دمشق قبل ذلك مزيّنة بثلاثة أيام [1] لفتح تبريز، وقيل في تاريخ وفاته:
لهف قلبي على الصّماديّ دوما [2]
…
الحسيب النّسيب أعني محمّد
مذ توفي أهل النّهى أرّخوه [3]
…
(مات قطب من الرّجال ممجّد)
انتهى باختصار.
وفيها المولى محمد بن عبد الكريم، الملقّب بزلف نكار الحنفي الرّومي القسطنطيني [4] الإمام العلّامة.
قال في «العقد المنظوم» وهو آخر من ترجم فيه.
كان من ملازمي المولى جعفر، وتنقّل في المدارس، وله «حواش» مقبولة على «حواشي التجريد» للشريف الجرجاني، و «رسالة» على أول كتاب العتاق من «الهداية» ورسائل أخر في علم البيان، وغيره.
وكان فاضلا، عالما، عاملا، أديبا، وقورا، خيّرا، صبورا. انتهى
[1] في «ط» : «قبل ذلك بثلاثة أيام مزينة» .
[2]
في «ط» : «يوما» وهو خطأ.
[3]
وفاته في حساب الجمّل سنة (994) .
[4]
ترجمته في «العقد المنظوم» ص (502) .