الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وأربعين وتسعمائة
فيها توفي الشيخ تقي الدّين أبو بكر بن محمد بن يوسف القاري ثم الدمشقي [1] الشافعي، الشيخ الإمام العالم العلّامة المحقّق المدقّق الفهّامة، شيخ الإسلام.
أخذ عن البرهان بن أبي شريف، والقاضي زكريا، وغيرهما من علماء مصر. وبالشام عن الحافظ برهان الدّين النّاجي وغيره، وتفقه بالتّقّي بن قاضي عجلون، وابن أخته السيد كمال الدّين بن حمزة، والتّقي البلاطنسي.
وولي إمامة المقصورة بالأموي شريكا للقاضي شهاب الدّين الرّملي، وولي نظر الحرمين وغيره، وتدريس الشامية البرانية آخرا مدة يسيرة، واخترمته المنية، ولزم المشهد الشرقي بالجامع الأموي بعد شيخه ابن قاضي عجلون، وردت المشكلات إليه، وعكف الطلبة عليه.
وممن أخذ عنه الشّهاب الطّيبي، والعلاء بن عماد الدّين، وتزوّج بنت مفتي الحنفية قطب الدّين بن سلطان، ورزق منها ابنا مات بعده بمدة يسيرة.
وكان محقّقا، مدقّقا، واقفا مع المنقول، عالما بالنحو، والقراآت، والفقه، والأصول. نظم أرجوزة لطيفة في عقيدة أهل السّنّة. وله شعر حسن.
وتوفي ليلة الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول ودفن بمقبرة باب الصغير.
وفيها- تقريبا- المنلا أبو بكر العلوي الحنفي [2]- نسبة إلى محمد بن الحنفية رضي الله عنه الحنفي المذهب، المعروف بشيخ زاده.
[1] ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (21/ آ) و «الكواكب السائرة» (2/ 89- 90) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 92) .
كان من كبار الفضلاء الأذكياء، مع ماله من المال والرزق والكتب النفيسة.
وكان صالحا، متواضعا، لا يحب التّصنع من نفسه ولا من غيره.
وكان جليل القدر بسمرقند بواسطة أن خالته كانت زوجا لملكها.
ودخل حلب سنة ثلاث وثلاثين، ورافق ابن الحنبلي في صدر الشريعة على الشّهاب الأنطاكي، ثم سافر إلى مكة وجاور بها سنين، ثم عاد إلى حلب، ثم سافر منها إلى بلده وهي في الهند، وقطن بها إلى أن مات.
وفيها أبو العبّاس الحريثي المصري [1] الشافعي [2] نشأ في العبادة والاشتغال بالعلم، وقرأ القرآن بالسبع، ثم خدم سيدي محمد بن عنان. وأخذ عنه الطريق وزوّجه بابنته، وقرّبه أكثر من جميع أصحابه، ثم صحب بعده سيدي علي المرصفي، وأذن له أن يتصدى للإرشاد ولم يرشد حتّى سمع الهواتف تأمره بذلك، فدعا إلى طريق الله تعالى، ولقّن نحو عشرة آلاف مريد. ولما حضرته الوفاة قال:
خرجنا من الدنيا ولم يصحّ معنا صاحب في الطريق. وبنى له زاوية بمصر وعدة مساجد بدمياط والمحلّة وغيرهما.
قال الشعراوي: ووقع له كرامات كثيرة، منها أنه جلس عندي بعد المغرب في رمضان، فقرأ قبل أذان العشاء خمس ختمات، وطوى أربعين يوما، وكان كثير التحمّل لهموم الخلق، حتى صار كأنه شنّ بال، وكان مع ذلك لا يعد نفسه من أهل الطريق.
وتوفي بثغر دمياط، ودفن بزاوية الشيخ شمس الدّين الدمياطي، وقبره بها [3] ظاهر يزار.
وفيها المولى نور الدّين حمزة، الشهير بأوج باشا الحنفي [4] أحد موالي الرّوم.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 93- 94) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (2/ 170- 171) .
[2]
لفظة «الشافعي» سقطت من «ط» .
[3]
لفظة «بها» سقطت من «آ» .
[4]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (240) و «الكواكب السائرة» (2/ 139- 140) .
اشتغل، وخدم المولى معرّف زاده، ثم درّس بمدرسة مغنيسا، ثم بمدرسة أزنيق، ثم بمدرسة أبي [1] أيوب، ثم بإحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنة، ثم بإحدى الثمان، ثم بمدرسة السلطان بايزيد بأماسية، ونصّب مفتيا بها، وعيّن له كل يوم سبعون عثمانيا بالتقاعد، ومات بها.
وكان حريصا على جمع المال، يتقلل في معاشه، ويلبس الثياب الدنية [2] ، ولا يركب دابة حتى جمع أموالا عظيمة، وبنى في آخر عمره مسجدا بالقسطنطينية قريبا من داره، وبنى بها حجرا لطلبة العلم ووقف عليها أوقافا كثيرة.
قال له الوزير إبراهيم باشا يوما: إني سمعت بأنك [3] تحب المال فكيف صرفته في الأوقاف. قال: هو أيضا من غاية محبتي في المال، حيث لم أرض أن أخلّفه في الدنيا فأريد أن يذهب معي إلى الآخرة [4] . قاله في «الكواكب» .
وفيها سليمان الصّواف [5] الشيخ الصّالح، العارف بالله تعالى، والد الشيخ أحمد بن سليمان.
قال في «الكواكب» : كان قادريا، لحق سيدي علي بن ميمون، وأخذ عن شيخ الإسلام الجدّ، وعدّه شيخ الإسلام الوالد ممن تلمذ لوالده من أولياء الله تعالى، وأخبرني ولده الشيخ أحمد أن ابن طولون كان يتردد إلى والده ويعتقده، وأنه توفي في هذه السنة. انتهى ملخصا وفيها- تقريبا- محيي الدّين عبد القادر بن أحمد بن الجبرتي الدمشقي [6] الشافعي الفاضل.
أخذ عن جماعة منهم البدر الغزّي، قرأ عليه «شرح جمع الجوامع» قراءة
[1] لفظة «أبي» سقطت من «آ» .
[2]
في «آ» : «المدنية» وهو خطأ.
[3]
في «ط» : «بألك» وهو تحريف.
[4]
في «ط» : «إلى الآخرة» وهو خطأ مطبعي.
[5]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 148) .
[6]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 175) .
تحقيق وتدقيق، وشهد له أنه كان من أهل الفضل والذكاء والصّلاح.
وفيها علاء الدّين على التّميمي الشافعي [1] الشيخ العلّامة، عالم بلاد الخليل، أخو القاضي محمود التّميمي، نزيل دمشق.
توفي المترجم ببلد الخليل. قاله في «الكواكب» .
وفيها المولى سعد الدّين عيسى بن أمير خان الحنفي، المعروف بسعدي جلبي [2] الإمام العامل العلّامة، أحد موالي الرّوم المشهورين بالعلم والدّين والرئاسة.
كان أصله من ولاية قسطموني، ثم دخل القسطنطينية مع والده، ونشأ في طلب العلم، وقرأ على علماء ذلك العصر، ووصل إلى خدمة السّاموني، ثم صار مدرّسا بمدرسة محمود باشا بالقسطنطينية، ثم سلطانية بروسا، ثم صار قاضيا بالقسطنطينية، ثم عزل وأعيد إلى إحدى الثمان، ثم صار مفتيا مدة طويلة.
قال في «الشقائق» : كان فائقا على أقرانه في تدريسه وفي قضائه، مرضي السيرة، محمود الطريقة.
وكان في إفتائه مقبول الجواب، مهتديا إلى الصواب، طاهر اللّسان لا يذكر أحدا إلّا بخير، صحيح العقيدة، مراعيا للشريعة، محافظا على الأدب، من جملة الذين صرفوا جميع أوقاتهم في الاشتغال بالعلم الشريف، وقد ملك كتبا كثيرة، واطلع على عجائب منها، وكان ينظر فيها ويحفظ فوائدها، وكان قوي الحفظ جدا، وله رسائل وتعليقات، وكتب «حواشي» مفيدة على «تفسير البيضاوي» وهي متداولة بين العلماء، وله شرح مختصر مفيد للهداية، وبنى دارا للقرّاء بقرب داره بمدينة قسطنطينية. انتهى وكان السيد عبد الرحيم العبّاسي خليلا لسعدي جلبي ولكل منهما بالآخر [3]
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 219) .
[2]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (265) و «الكواكب السائرة» (2/ 236- 237) .
[3]
في «ط» : «بالآخر» وهو خطأ مطبعي.
مزيد اختصاص، وللسيد عبد الرحيم فيه مدائح نفيسة.
وقال ابن طولون: وتوفي عند صلاة الجمعة ثاني عيد الفطر بعلّة النقرس، وأقيم مفتيا عوضه جوي زاده.
وفيها المولى آشق قاسم الحنفي [1] ، أحد الموالي الرّومية.
كان من أزنيق، واشتغل بالعلم، وخدم المولى عبد الكريم، ثم درّس بالحجرية بمدينة أدرنة، وتقاعد بثلاثين عثمانيا.
قال في «الشقائق» : كان ذكيا مقبول القول، صاحب لطائف ونوادر، متجردا عن الأهل والولد كثير الفكر، مشتغلا بذكر الله تعالى، خاشعا في صلاته، بلغ قريبا من المائة.
توفي بأذنة. انتهى وفيها جلال الدّين محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن مولانا جلال الدّين الخالدي البكشي [2] ، ثم السّمرقندي الحنفي، المشهور بمنلا محمد شاه العجمي [3] .
كان شيخا معمرّا، نحيف البدن، محقّقا، متفقها [4] ، متواضعا، سخيا.
قرأ على أكابر علماء العجم، كالمنلا عبد الغفور اللّاري أحد تلامذة منلا عبد الرحيم الجامي، وقدم حلب في هذه السنة هو [5] وولده منلا عبد الرحيم.
قال ابن الحنبلي: اجتمعت به مرارا، وانتفعت به، واستفدت منه.
[1] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (283) وفيه: «باشق» مكان «آشق» و «الكواكب السائرة» .
(2/ 243) .
[2]
تنبيه: كذا في «ط» : و «الكواكب السائرة» : «البكشي» وفي «آ» : «اليكشي» وفي «در الحبب» :
«الكشي» .
[3]
ترجمته في «در الحبب» (2/ 194- 196) و «الكواكب السائرة» (2/ 25) .
[4]
تنبيه: كذا في «ط» : «متفقها» وفي «آ» : «متفهما» والذي في «در الحبب» مصدر المؤلف:
«مدقّقا» .
[5]
لفظة «هو» سقطت من «ط» .
وتوفي بحلب ودفن بمقبرة الصّالحين.
وفيها شمس الدّين محمد بن حسّان الدمشقي الشافعي [1] أحد الفضلاء البارعين.
قال ابن طولون: كان الغالب عليه التنزه.
توفي يوم الاثنين ثالث القعدة، ودفن بباب الفراديس.
وفيها شمس الدّين محمد الداودي المصري الشافعي [2] وقيل المالكي، الشيخ الإمام العلّامة المحدّث الحافظ.
كان شيخ أهل الحديث في عصره.
أثنى عليه المسند جار الله بن فهد، والبدر الغزّي، وغيرهما.
قال ابن طولون: وضع «ذيلا» على «طبقات الشافعية» للتاج السبكي.
وقال النجم الغزّي: جمع ترجمة شيخه الحافظ السيوطي في مجلد ضخم، ورأيت على ظهر الترجمة المذكورة بخطّ بعض فضلاء أهل [3] مصر أن مؤلّفها توفي قبل الزوال بيسير من يوم الأربعاء ثامن عشري شوال، ودفن بتربة فيروز خارج باب النصر.
وفيها شمس الدّين محمد بن مكّية النابلسي الشافعي [4] الإمام العلّامة.
توفي بنابلس في هذه السنة كما قاله في «الكواكب» .
وفيها المولى سنان الدّين يوسف بن المولى علاء الدّين على البكّالي الرّومي الحنفي [5] أحد موالي الرّوم.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 30) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 71- 72) و «الأعلام» (6/ 291) .
[3]
لفظة «أهل» سقطت من «ط» .
[4]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 72) .
[5]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 262) .
قرأ على والده وعلى غيره، وترقى في التدريس، حتى درّس بإحدى الثمان، وتقاعد عنه بثمانين عثمانيا، وبقي على ذلك إلى أن مات.
وكان مشتغلا بالعلم، يحبّ الصوفية، وله لطف وكرم، وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وله «حواش» على «شرح المواقف» للسيد، ورسائل كثيرة، رحمه الله تعالى.