الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة
فيها توفي تاج الدّين إبراهيم بن عبد الله الحميدي الحنفي [1] .
قال في «العقد المنظوم» : اشتغل بالعلوم، وأفنى عنفوان شبابه في ذلك، وتلقى من الأفاضل كالمولى صاروكرز [2] ، وصار منه ملازما، ثم تنقل في المدارس، وكتب حاشية على صدر الشريعة ردّ فيها على المولى ابن كمال باشا في مواضع كثيرة، ثم كتب رسالة وجمع فيها من مواضع ردّه عليه ستة عشر موضعا.
وقال في أول ديباجتها: اعلموا معاشر طلاب اليقين، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، إن المختصر الذي سوّده الحبر الفاضل والبحر الكامل، الشهير بابن كما باشا، رحمه الله، وسمّاه بالإصلاح والإيضاح مع خروجه عن سنن [3] الفلاح والصّلاح باشتماله على تصرفات فاسدة واعتراضات غير واردة، من السهو والزّلل، والخبط والخلل، لإتيانه بما لا ينبغي وتحرزه عما ينبغي، مشتمل على كثير من المسائل المخالفة للشرع، بحيث لا يخفى بعد التنبه [4] للأصل والفرع، ولا ينبغي الانقياد لحقيقتها للمبتدي ولا العلم بها للمنتهي، لوجود خلافها صريحا في الكتب المعتبرات من المطوّلات والمختصرات، ثم كتب منها نسختين دفع إحداهما إلى الوزير محمد باشا الصّوفي وكان ينتسب إليه، والثانية إلى الوزير الكبير رستم باشا، فلما أخذها طلب قراءتها، فلما وصل إلى تشنيعه على المولى
[1] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (371- 373) و «معجم المؤلفين» (1/ 52) .
[2]
في «آ» : «صادكوز» وفي «ط» : «صار كوز» وما أثبته من «العقد المنظوم» مصدر المؤلف.
[3]
لفظة «سنن» لم ترد في «آ» .
[4]
في «ط» : «بعد التنبيه» .
المزبور تغيّر غاية التغيّر بسبب أنه كان قرأ على المولى المزبور، وكان ذلك سببا لخموله ثم تنبه له الدهر، فولي المدارس إلى أن صار مفتيا بأماسية.
وكان بحر المعارف، ولجّة العلوم، بارعا في العلوم العقلية والنقلية، خصوصا الفقه، قانعا باليسير، سخيا، وأخذ عنه الأجلاء، وكثر الازدحام عليه، وكتب حاشية على بعض المواضع من «شرح المفتاح» للسيد يردّ فيها على المولى ابن كمال باشا في المواضع التي يدّعي التفرّد فيها، وله عدة رسائل على مواضع من «شرح التجريد» للشريف، وله «شرح لمتن [1] المراح» .
وتوفي في أول الربيعين. انتهى وفيها أحمد بن علوي بن محمد بن علي بن جحدب [2] بن عبد الرحمن [2] ابن محمد بن عبد الله بن علوي بن باعلوى اليمني الزاهد.
قال في «النور» : كان يعدّ في حكم رجال الرسالة لشدة ورعه وتقشفه واستقامته وحسن طريقته، وله في الزهد والتّقلل من الدنيا حكايات لعلها لا توجد في تراجم كبار الأولياء، ولم يتقدموه إلّا بالسبق في الزمان.
ومن كراماته أنه لما حجّ رؤي يشرب من ماء البحر، فقيل له في ذلك، فقال: أليس كل أحد يشربه، فأخذ بعضهم ما بقي في الإناء فشربه، فإذا هو حلو، وكفّ بصره في آخر عمره، وحصل عليه قبل انتقاله بأربعة أيام جذبة من جذبات الحقّ اندهش بها [3] عقله، وتحيّر لبّه، وانغمر بها سرّه، وأخذ عن نفسه، فكان يقوم إلى الصلاة بطريق العادة وهو مأخوذ عن حسّه، وربما صلى إلى غير القبلة.
وتوفي ببلده تريم يوم الثلاثاء ثامن عشر شهر رمضان.
وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن
[1] في «ط» : «على متن» .
[2]
في «ط» : «ابن جحدب بن محمد» وفي «آ» : «ابن جحدب اليمني بن محمد» وما أثبته من «النور السافر» .
[3]
في «ط» : «دهش بها» .
حجر- نسبة على ما قبل إلى جدّ من أجداده كان ملازما للصمت فشبّه بالحجر- الهيتمي السّعدي الأنصاري الشافعي [1] الإمام العلّامة البحر الزاخر.
ولد في رجب سنة تسع وتسعمائة في محلّة أبي الهيتم من إقليم الغربية بمصر المنسوب إليها، ومات أبوه وهو صغير، فكفله الإمامان الكاملان شمس الدّين بن أبي الحمائل، وشمس الدّين الشّنّاوي، ثم إن الشمس [2] الشّنّاوي نقله من محلّة أبي الهيتم إلى مقام سيدي أحمد البدوي، فقرأ هناك في مبادئ العلوم، ثم نقله في سنة أربع وعشرين إلى جامع الأزهر، فأخذ عن علماء مصر، وكان قد حفظ القرآن العظيم في صغره.
وممن أخذ عنه شيخ الإسلام القاضي زكريا، والشيخ عبد الحق السنباطي، والشمس المشهدي، والشمس السّمهودي، والأمين الغمري، والشّهاب الرّملي، والطبلاوي، وأبو الحسن البكري، والشمس اللقاني الضيروطي، والشّهاب بن النّجار الحنبلي، والشّهاب بن الصائغ في آخرين.
وأذن له بالإفتاء والتدريس وعمره دون العشرين، وبرع في علوم كثيرة من التفسير، والحديث، والكلام، والفقه أصولا وفروعا، والفرائض، والحساب، والنحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والمنطق، والتصوف.
ومن محفوظاته «المنهاج الفرعي» ومقروءاته لا يمكن حصرها، وأما إجازات المشايخ له فكثيرة جدا استوعبها في «معجم مشايخه» وقدم إلى مكة في آخر سنة ثلاث وثلاثين، فحجّ وجاور بها، ثم عاد إلى مصر، ثم حجّ بعياله في آخر سنة سبع وثلاثين، ثم حجّ سنة أربعين، وجاور من ذلك الوقت بمكة، وأقام بها يدرّس ويفتي ويؤلّف.
[1] ترجمته في «النور السافر» ص (287- 292) ووفاته فيه سنة (974) و «الكواكب السائرة» (3/ 111- 112) و «الأعلام» (1/ 234) و «معجم المؤلفين» (2/ 152) ومقدمة التحقيق لكتاب المترجم «تحرير المقال في آداب وفوائد يحتاج إليها مؤدبو الأطفال» ص (13- 15) تحقيق الأستاذ محمد سهيل الدّبس بإشرافي، طبع دار ابن كثير.
[2]
في «آ» : «ثم إن الشيخ» .
ومن مؤلفاته «شرح المشكاة» و «شرح المنهاج» وشرحان على «الإرشاد» و «شرح الهمزية البوصيرية» و «شرح الأربعين النواوية» و «الصواعق المحرقة» و «كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع» و «الزواجر عن اقتراف الكبائر» و «نصيحة الملوك» و «شرح [مختصر] الفقيه» [1] عبد الله بأفضل الحاج المسمى «المنهج القويم في مسائل التعليم» و «الأحكام في قواطع الإسلام» و «شرح العباب» المسمى ب «الإيعاب» ، و «تحذير الثقات عن أكل الكفتة والقات» وشرح قطعة صالحة من «ألفية ابن مالك» و «شرح مختصر أبي الحسن البكري» في الفقه، و «شرح مختصر الروض» و «مناقب أبي حنيفة» وغير ذلك.
وأخذ عنه من لا يحصى كثرة، وازدحم الناس على الأخذ عنه وافتخروا بالانتساب إليه.
وممن أخذ عنه مشافهة شيخ مشايخنا البرهان بن الأحدب.
وبالجملة فقد كان شيخ الإسلام خاتمة العلماء الأعلام، بحرا لا تكدره الدّلاء، إمام الحرمين كما أجمع عليه الملأ، كوكبا سيّارا في منهاج سماء الساري، يهتدي به المهتدون تحقيقا لقوله تعالى: وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ 16: 16 [النحل: 16] واحد العصر، وثاني القطر، وثالث الشمس والبدر، أقسمت المشكلات ألا تتضح إلّا لديه وأكدت المعضلات أليتها أن لا تنجلي إلا عليه، لا سيما وفي الحجاز عليها قد حجر، ولا عجب فإنه المسمى بابن حجر.
وتوفي- رحمه الله تعالى- بمكّة في رجب، ودفن بالمعلاة في تربة الطّبريين.
وفيها المولى صالح بن جلال الحنفي [2] .
قال في «العقد المنظوم» : كان أبوه من كبار [3] ، قضاة القصبات، ونشأ هو مشغولا بالعلم وأربابه، واهتم بالتحصيل، وقرأ على الأجلاء، وصار ملازما من
[1] في «آ» و «ط» : «ألفية» وما أثبته من «النور السافر» مصدر المؤلف ولفظة «مختصر» مستدركة منه.
[2]
ترجمته في «العقد المنظوم» ص (368- 370) و «معجم المؤلفين» (5/ 5) .
[3]
لفظة «كبار» لم ترد في «آ» .
المولى خير الدّين معلّم السلطان سليمان، ثم تنقّل في المدارس والمناصب، إلى أن ولي قضاء حلب، ثم قضاء دمشق، ثم قضاء مصر، ثم كفّ فتقاعد بمدرسة أبي أيوب الأنصاري بمائة درهم.
وكان مشاركا في أكثر العلوم، له منها حظّ وافر، زكي النفس، كثير السخاء، محسنا متفضلا، كتب حواشي على «شرح المواقف» وعلى «شرح الوقاية» لصدر الشريعة، وعلى «شرح المفتاح» للشريف الجرجاني، وجمع «لطائف علماء الروم ونوادرهم» .
وله «ديوان شعر» و «ديوان إنشاء» كلاهما بالتركي. انتهى وفيها الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراوي الشافعي [1] .
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» : هو شيخنا الإمام العالم [2] العامل العابد الزاهد الفقيه المحدّث الأصولي الصوفي المربّي المسلّك، من ذريّة محمد بن الحنفيّة.
ولد ببلده ونشأ بها، ومات أبواه [3] وهو طفل، ومع ذلك ظهرت فيه علامة النجابة ومخايل الرئاسة والولاية، فحفظ القرآن و «أبا شجاع» [4] و «الأجرومية» وهو ابن نحو سبع أو ثمان، ثم انتقل إلى مصر سنة إحدى عشرة وتسعمائة وهو مراهق، فقطن بجامع الغمري، وجدّ واجتهد، فحفظ عدة متون، منها «المنهاج» و «الألفية» و «التوضيح» و «التلخيص» [5] و «الشاطبية» و «قواعد ابن هشام» بل حفظ «الروض إلى القضاء» وذلك من كراماته.
وعرض ما حفظ على علماء عصره، ثم شرع في القراءة، فأخذ عن الشيخ
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 176- 177) و «الأعلام» (4/ 180- 181) و «جامع كرامات الأولياء» (2/ 134- 139) و «معجم المؤلفين» (6/ 218- 219) .
[2]
لفظة «العالم» لم ترد في «ط» .
[3]
في «ط» : «أبوه» .
[4]
أي «متنه» .
[5]
لفظة «والتلخيص» سقطت من «آ» .
أمين الدّين إمام جامع الغمري، قرأ عليه ما لا يحصى كثرة، منها الكتب الستة، وقرأ على الشمس الدواخلي، والنّور المحلّي، والنّور الجارحي، ومنلا على العجمي، وعلى القسطلاني، والأشموني، والقاضي زكريا، والشّهاب الرّملي ما لا يحصى أيضا.
وحبّب إليه الحديث، فلزم الاشتغال به، والأخذ عن أهله، ومع ذلك لم يكن عنده جمود المحدّثين، ولا لدونة النقلة، بل هو فقيه النظر صوفي الخبر، له دربة بأقوال السّلف ومذاهب الخلف، وكان ينهى عن الحطّ على الفلاسفة وتنقيصهم، وينفّر ممن يذمهم، ويقول هؤلاء عقلاء، ثم أقبل على الاشتغال بالطريق، فجاهد نفسه مدة، وقطع العلائق الدنيوية، ومكث سنين لا يضطجع على الأرض ليلا ولا نهارا، بل اتخذ له حبلا بسقف خلوته يجعله في عنقه ليلا حتى لا يسقط، وكان يطوي الأيام المتوالية، ويديم الصوم، ويفطر على أوقية من الخبز، ويجمع الخروق من الكيمان فيجعلها مرقعة يستتر بها، وكانت عمامته من شراميط الكيمان وقصاصة الجلود، واستمر كذلك حتى قويت روحانيته، فصار يطير من صحن الجامع الغمري إلى سطحه، وكان يفتتح مجلس الذكر عقب العشاء فلا يختمه إلّا عند الفجر، ثم أخذ عن مشايخ الطريق، فصحب الخواص، والمرصفي، والشناوي فتسلّك بهم، ثم تصدى للتصنيف، فألّف كتبا، منها «مختصر الفتوحات» و «سنن البيهقي الكبرى» و «مختصر تذكرة القرطبي» و «الميزان» و «البحر المورود في المواثيق والعهود» و «كشف الغمّة عن جميع الأمة» و «المنهج المبين في أدلة المجتهدين» و «البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير» و «مشارق الأنوار القدسية في العهود المحمدية» و «لواقح الأنوار واليواقيت» و «الجواهر في عقائد الأكابر» و «الجوهر المصون في علوم الكتاب المكنون» و «طبقات ثلاث» و «مفحم الأكباد في مواد الاجتهاد» و «لوائح الخذلان على من لم يعمل بالقرآن» و «حدّ الحسام على من أوجب العمل بالإلهام» و «البرق [1] الخاطف لبصر من عمل بالهواتف» و «رسالة الأنوار» في آداب
[1] في «ط» : «والبراق» .
العبودية، و «كشف الرّان عن أسئلة الجان» و «فرائد القلائد في علم العقائد» و «الجواهر والدّرر» و «الكبريت الأحمر في علوم الكشف الأكبر» و «الاقتباس في القياس» و «فتاوى الخواص» و «العهود ثلاثة» وغير ذلك.
وحسده طوائف، فدسوا عليه كلمات يخالف ظاهرها الشرع، وعقائد زائغة، ومسائل تخالف الإجماع، وأقاموا عليه القيامة، وشنّعوا وسبّوا، ورموه بكل عظيمة فخذلهم الله وأظهره عليهم.
وكان مواظبا على السّنّة، مبالغا في الورع، مؤثرا ذوي الفاقة على نفسه حتى بملبوسه، متحملا للأذى، موزعا أوقاته على العبادة ما بين تصنيف وتسليك وإفادة، واجتمع بزاويته من العميان وغيرهم نحو مائة، فكان يقوم بهم نفقّه وكسوة.
وكان عظيم الهيبة، وافر الجاه والحرمة، تأتي إلى بابه الأمراء. وكان يسمع لزاويته دويّ كدوي النحل ليلا ونهارا.
وكان يحيي ليلة الجمعة بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم يزل مقيما على ذلك، معظما في صدور الصدور، إلى أن نقله الله تعالى إلى دار كرامته.
ومن كلامه: دوروا مع الشرع كيف كان لامع الكشف، فإنه قد يخطئ وقال: ينبغي إكثار مطالعة كتب الفقه عكس ما عليه المتصوفة الذين لاحت لهم بارقة من الطريق فمنعوا مطالعته وقالوا: إنه حجاب جهلا منهم.
وقال: كل إنسان لا يعذّب في النار إلّا من الجزء الناري الذي هو أحد أركان بدنه [1] .
وقال: ذهب بعض أهل الكشف إلى أن جميع الحيوان لهم تكليف إلهي برسول منهم في ذواتهم لا يشعر به إلّا من كشف عن بصره، فإن لله الحجّة على خلقه، فلا يعذّب أحدا إلا جزاء، فلا إشكال في إيلام الدواب.
وقال: الجبر آخر ما تنتهي إليه المعاذير، وذلك سبب مآل أهل الرحمة إلى الرحمة.
[1] قلت: ليس على ذلك دليل من الكتاب والسّنّة وآراء الجمهور من السّلف والخلف.
وتوفي- رحمه الله في هذه السنة، ودفن بجانب زاويته بين السورين.
وقام بالزاوية بعده ولده الشيخ عبد الرحمن لكنه أقبل على جمع المال ثم توفي في سنة إحدى عشرة بعد الألف. انتهى ملخصا وفيها المولى كمال الدّين، المعروف بدده خليفة الحنفي [1] الإمام العلّامة.
قال في «ذيل الشقائق» : كان من أولاد الأتراك، ومن أصحاب البضائع، وعالج صنعة الدباغة سنين حتى أناف عمره على العشرين، مقيما ببلدة أماسية على ذلك، فاتفق أن صنع لمفت من علماء العصر وليمة ببلده، فذهب متطفلا، فلما باشروا أمر الطعام طلبوا من يجمع لهم الحطب، فرأوا صاحب الترجمة قائما بزي الدّباغين، فأشار المفتي إلى صاحب الترجمة، وقال: ليذهب هذا الجاهل، فعلم حينئذ وخامة الجهل، وتأثر تأثيرا عظيما من الإزدراء به، ثم تضرّع إلى الله تعالى وطلب منه الخلاص من ربقة الجهل، وباع حانوته، واشترى مصحفا، وذهب إلى باب المفتي، وبدأ في القراءة، وقام في الخدمة، حتّى ختم القرآن العظيم، وتوجهت همّته إلى طلب العلم، فأكب على الاشتغال، حتّى صار معيدا للمولى سنان الدّين، المشتهر باقلق [2] ، ثم تولى عدة مدارس، ثم عيّن مفتيا ببعض الجهات، ثم تقاعد.
وكان عالما فاضلا، آية في الحفظ والإحاطة، له اليد الطولى في الفقه والتفسير، وكتب «حاشية على شرح تصريف العزي» للتفتازاني، وبسط فيه الكلام، وله منظومة في الفقه وعدة رسائل في فنون عديدة. انتهى ملخصا وفيها المولى محيي الدّين الشهير بابن الإمام [3] .
نشأ طالبا للعلم، مكبّا عليه، وقرأ على جماعات، منهم المولى كمال
[1] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (374- 375) .
[2]
ترجمته في «العقد المنظوم» : «المشتهر بالق» .
[3]
ترجمته في «العقد المنظوم» ص (370) .
وغيره، ثم تنقّل في الوظائف إلى أن قلّد قضاء حلب بلا رغبة منه في ذلك ولا طلب، فباشره قدر سنتين، ولم يتلفّظ بلفظ حكمت، ثم صار مفتيا بأماسية.
وكان من العلماء العاملين، والفضلاء الكاملين، يحقّق كلام القدماء، ويدقّق النظر في مقالات الفضلاء، وقد علّق على أكثر الكتب المتداولة حواشي إلا أنه لم يتيسر له جمعها وتبييضها.
وتوفي في أول الرّبيعين.