الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست عشرة وتسعمائة
فيها كما قال في «النور» : انقض كوكب عظيم من نصف الليل آخذا في الشام وأضاءت الدّنيا لذلك إضاءة عظيمة حتّى لو أن الإنسان حاول رؤية الذرّ لم يمتنع عليه ثم غاب في الجهة الشامية وبقي أثره في السماء ساعة طويلة [1] .
وفيها زلزلت مدينة زبيد زلزالا شديدا ثم زلزلت مرة أخرى ثم ثالثة وانقض في عصر ذلك اليوم كوكب عظيم من جهة المشرق آخذا في جهة الشام ورئي نهارا وحصل عقبه رجفة عظيمة كالرّعد الشديد وزلزلت مدينة موزع ونواحيها زلزالا عظيما ما سمع بمثله واستمرت تتردد ليلا ونهارا زلازل صغار وزلازل [2] كبار، وقد أضرّت بأهل الجهة إضرارا عظيما حتى تصدعت البيوت، ولم يسلم بيت من تشعّث، وتشقّقت الأرض المعدّة للزراعة، وتهدّمت القبور واختلطت الآبار.
انتهى [3] .
وفيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عون بن مسلم بن مكّي بن رضوان الهلالي الدمشقي الحنفي، المعروف بابن عون [4] مفتي الحنفية بدمشق.
ولد سنة خمس وخمسين وثمانمائة. وأخذ الحديث عن جماعة منهم الحافظان السخاوي والدّيمي، وترجمه الثاني في إجازته بالشيخ الإمام الأوحد المقرئ المجوّد العالم المفيد، وتفقه بجماعة منهم ابن قطلوبغا، وأخذ عنه ابن طولون.
[1] انظر «النور السافر» ص (93) .
[2]
في «أ» : «زلزال صغار وزلزال كبار» وهو خطأ.
[3]
انظر «النور السافر» ص (93) .
[4]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 101) .
وتوفي ليلة الأحد سادس عشر شوال بدمشق ودفن بباب الصغير قبلي جامع جرّاح.
وفيها شهاب الدّين [1] أحمد بن شعبان [بن علي بن شعبان][2] الإمام العلّامة العمدة.
قال في «الكواكب» : أخذ العلم والحديث عن الشهاب الحجازي والشرف المناوي والجلال أبي هريرة وعبد الرحمن القمصي والمسند الشمس الملتوتي [3] الوفائي، وتلقّن الذكر من العارف بالله زين الدين الحافي الشبريسي، والجمال بن نظام الشيرازي بجامع الأزهر وغيرهما، ولبس الخرقة القادرية والسّهروردية والأحمدية من جماعات.
وتوفي بغزة.
وفيها السلطان العادل المجاهد أبو الفتح أحمد [4] بن محمد [5] ، صاحب كجرات من بلاد الهند.
قال السخاوي في «الضوء» : ولد سنة ثمان وأربعين وثمانمائة تقريبا.
أسلم جدّه [6] مظفّر على يد محمد شاه صاحب دلي وكان عاملا له على فتن من كجرات، فلما وقعت الفتن في مملكة دلي وتقسمت البلاد كان الذي خصّ مظفرا كجرات، ثم وثب عليه ابنه وسجنه، ولم يلبث أن استفحل أمر الأب بحيث قتل ولده، ثم بعد سنين انتصر أحمد لأبيه وقتل جدّه واستقر في كجرات. وخلفه ابنه غياث الدّين، ثم ابنه قطب الدّين، ثم أخوه داود، فلم يلبث سوى أيام، وخلع واستقر أخوهم أحمد شاه صاحب الترجمة، وذلك في سنة ثلاث وستين حين كان ابن خمس عشرة سنة ودام في المملكة إلى الآن وأخذ من الكفّار قلعة
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 134) .
[2]
ليس ما بين القوسين في «آ» .
[3]
في «ط» : «الملتوني» وهو تحريف.
[4]
ترجمته في «الضوء اللامع» (2/ 91- 10/ 144) و «النور السافر» (92) .
[5]
في «الضوء اللامع» : «محمود» .
[6]
في «الضوء اللامع» : «أسلم جد جده» .
الشبابانير [1] فابتناها مدينة [2] وسماها أحمد أباد، ومن جملة ممالكه كناية. انتهى وقال في «النور» : قال جار الله بن فهد أقول: وعمّر بمكة رباطا مجاور باب الدربية عرف بالكنباتية [3] ، وقرّر به جماعة ودروسا وغير ذلك، وكان يرسل لهم مع أهل الحرمين عدة صدقات، ثم قطعها لما بلغه استيلاء النظار عليها، واستمر على ولايته إلى أن توفي يوم الأحد ثاني رمضان بأحمد أباد.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن محمد الفرغاني [4] الإمام العلّامة الصّالح القاضي.
توفي يوم الأربعاء ثامن عشري المحرم بمدينة تعز.
وفيها محبّ الدّين أبو بكر أحمد بن شرف الدّين أبي القاسم محمد [5] بن محمد بن أحمد بن محمد الشيخ الإمام خطيب الخطباء بالمسجد الحرام، وإمام الموقف الشريف القرشي الهاشمي العقيلي النّويري المكي الشافعي.
أخذ عن أبي الفتح المراغي، وسمع «ثلاثيات البخاري» على جدّته لأمّه أم الفضل خديجة وتدعى سعادة بنت وجيه الدّين عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن فهد المكّي، وعلى العلّامة البرهان الزّمزمي وعلى أخيه المحبّ الزّمزمي كلهم عن أبي [6] إسحاق إبراهيم بن محمد الرّسام عن الحجّار، وله شيوخ آخرون، وأجاز البرهان العمادي في السنة التي قبلها.
وتوفي في هذه السنة ظنا.
وفيها القاضي بدر الدّين حسن بن القاضي زين الدّين أبي بكر بن مزهر [7] كاتب أسرار القاهرة.
[1] في «الضوء اللامع» : «الشيابانية» .
[2]
تكررت اللفظة في «أ» .
[3]
في «النور السافر» : «باب المدينة عرف بالكبنابيتية» .
[4]
ترجمته في «النور السافر» (92) .
[5]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 126) .
[6]
في «أ» : «ابن» وهو تحريف.
[7]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (176) .
قال في «الكواكب» [1] : صودر وحبس، ثم ضرب بحضرة السلطان الغوري، ثم عصر ثم لف القصب والمشاق على يديه وأحرقت، ثم عصر رأسه ثم أحمي له الحديد ووضع على ثدييه [2] وقطع ثديه، وأطعم لحمه، واستمرّ في العذاب إلى أن مات بقلعة مصر، وعذّب عذابا شديدا رحمه الله تعالى.
وكانت وفاته يوم الأربعاء رابع رجب سنة ست عشرة وتسعمائة. انتهى قلت: الصحيح موته في اليوم المذكور من الشهر المذكور لكن سنة عشر، والله أعلم.
وفيها بدر الدّين أبو علي حسن بن علي بن عبيد بن أحمد بن عبيد [3] بن إبراهيم المرداوي [4] ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي.
حفظ القرآن العظيم، وعدة كتب واشتغل على جماعة من آخرهم الشيخ زين الدّين بن العيني، وقرأ عليه شرحيه على «الألفية» و «الخزرجية» وأخذ الحديث عن ابن السّلمي، وابن الشريفة، والنظام بن مفلح، ورحل مع الجمال بن المبرد إلى بعلبك، فسمع بها غالب مسموعاته، وسمع على جماعة كثيرين، وكان له خط حسن، وكان يتكسب بالشهادة وهو من شيوخ ابن طولون ومجيزيه.
توفي يوم الخميس تاسع رمضان.
وفيها رضي الدّين الصّدّيق بن عبد العليم [5] إقبال القرتبي [6] .
قال في «النور» : كان فقيها، نبيلا، سريا.
توفي عصر يوم الثلاثاء من عشر ذي الحجّة ودفن بمجنة باب القرتب بجوار مشهد الفقيه أبي بكر بن علي الحداد. انتهى
[1] في «أ» : «الكوكب» وهو خطأ.
[2]
في «ط» : «يديه» وهو تحريف.
[3]
ترجمته في «متعة الأذهان» (ق 36) و «الكواكب السائرة» (1/ 178) .
[4]
في «الكواكب السائرة» : «المرادي» وهو تحريف.
[5]
ترجمته في «النور السافر» (1/ 93) .
[6]
في «ط» : «القربتي» وهو تحريف.
وفيها شمس الدّين علي بن موسى المشرع [1] عجيل.
كان فقيها خيّرا.
توفي بزبيد ليلة الاثنين خامس جمادى الأولى.
وفيها- تقريبا- زين الدّين عبد الرحيم بن صدقة المكّي الشافعي [2] .
كان إماما، علّامة، ورعا، زاهدا، قرأ عليه البرهان العمادي الحلبي [3] أحاديث من الكتب الستة، وأجازه برباط العباس تجاه المسجد الحرام في العشر الأول من الحجّة سنة خمس عشرة وتسعمائة. قاله في «الكواكب» .
وفيها القاضي [4] جلال الدّين محمد بن عمر بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن هبة الله النّصيبي [5] الحلبي الشافعي سبط المحبّ أبي الفضل بن الشّحنة.
ولد في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بحلب، وحفظ «المنهاجين» و «الألفيتين» و «جمع الجوامع» وعرض ذلك على الجمال الباعوني وأخيه البرهان، والبدر بن قاضي شهبة، والنجم بن قاضي عجلون وأخيه التقوي، وأخذ الفقه عن أبي ذرّ، والأصول والنحو عن السّلامي، وولده الزّيني عمر ثم قدم القاهرة على جدّه لأمه سنة ست وسبعين وثمانمائة، فأخذ عن الجوجري [6] وغيره، وقرأ «شرح الألفية» لابن أم قاسم على الشّمنيّ، وقرأ على السخاوي بعض مؤلفاته، وبرع، وتميّز، وناب في القضاء بالقاهرة ودمشق وحلب، وولي قضاء حماة وقضاء حلب أنشد فيه بعضهم لما ولي قضاء حماة:
حماة مذ صرت بها قاضيا
…
استبشر الداني مع القاصي
[1] ترجمته في «النور السافر» (93) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 235) .
[3]
في «آ» : «الحنبلي» .
[4]
في «أ» : «قاضي» .
[5]
ترجمته في «در الحبب» (2/ 1/ 236) ، و «الكواكب السائرة» (1/ 69) .
[6]
في «أ» : «الجوهري» وهو تحريف.
وكلّ من فيها أتى طائعا
…
إليك وانقاد لك العاصي
وكان ذا فطنة، وحافظة مع رفاهية، وجمع تعليقا على «المنهاج» سماه «الابتهاج» في أربع مجلدات، واختصر «جمع الجوامع» وجمع كتابا كبيرا فيه نوادر وأشعار. وله شعر حسن منه تخميس الأبيات المشهورة لابن العفيف:
غبتم فطرفي من الهجران ما غمضا
…
ولم أجد عنكم لي في الهوى عوضا
فيا عذولا بفرط اللّوم قد نهضا
…
للعاشقين بأحكام الغرام رضا
فلا تكن يا فتى بالعذل معترضا
…
أنا الوفيّ بعهد ليس ينتقض
وإن هم نقضوا عهدي وإن رفضوا
…
فقلت لما بقتلي بالأسى فرضوا
روحي الفداء لأحبابي وإن نقضوا
…
عهد الوفاء الذي للعهد ما نقضا
أحبابنا ليس لي عن عطفكم بدل
…
وعن غرامي ووجدي لست أنتقل
يا سائلي عن أحبّائي وقد رحلوا
…
قف واستمع سيرة الصّبّ الذي قتلوا
فمات في حبّهم لم يبلغ الغرضا
…
قد حمّلوه غراما فوق ما يسع
وعذّبوا قلبه هجرا وما انتفعوا
…
دعي أجاب توالى سهده هجعوا
رأى فحبّ فرام الصبر فامتنعوا
…
فسام صبرا فأعيا نيله فقضى
وتوفي في ثالث عشر رمضان.
وفيها بدر الدّين محمد بن محمد الشّهير بابن الياسوفي [1] الدمشقي الشافعي المفتي المدرّس.
ولد سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وسافر إلى القاهرة مرارا آخرها مطلوبا مع جماعة مباشري الجامع الأموي [2] في جمادي الآخرة سنة ست عشرة
[1] ترجمته في «متعة الأذهان» (101) و «الكواكب السائرة» (1/ 20) .
[2]
في «أ» : (الأموي الجامع) وفوق كل لفظة منهما حرف ميم.
وتسعمائة، فحصل له قبل دخول القاهرة توعك، واستمرّ إلى رابع يوم من وصوله إليها فتوفي يوم الاثنين تاسع رجب منها.
وفيها شرف الدّين موسى بن عبد الله بن عبد الله [1] ، الشّهير بابن جماعة المقدسي [2] الشافعي الإمام العلّامة خطيب المسجد الأقصى.
ولد في حادي عشري رجب سنة خمس وأربعين وثمانمائة، وأجازه الشيخ زين الدّين بن الشيخ خليل وغيره.
قال في «الأنس الجليل» : اشتغل في العلم على والده وغيره وخطب بالمسجد الأقصى، وله نحو خمس عشرة سنة، واستقرّ في الخطابة مشاركا لبقية الخطباء هو وأخوه الخطيب بدر الدّين محمد. قال: وأعاد الخطيب شرف الدّين بالمدرسة الصلاحية وفضل وتميّز، وصار من أعيان بيت المقدس، وهو رجل خيّر من أهل العلم وعنده فصاحة في الخطبة وعلى صوته الأنس والخشوع والناس سالمون من لسانه ويده. انتهى ودخل دمشق مع والده حين أسمع والده بها غالب مسموعاته، وكان والده من الأكابر يرحل للأخذ عنه، وكان صاحب الترجمة رجلا مهيبا.
وتوفي ببيت المقدس في رجب أو شعبان.
[1] ترجمته في «متعة الأذهان» (ق 104) ، و «الكواكب السائرة» (1/ 309) .
[2]
في «ط» : «القدسي» وهو تصحيف.