المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ثلاثين وتسعمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ١٠

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌سنة إحدى وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعمائة

- ‌سنة عشر وتسعمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وتسعمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وتسعمائة

- ‌سنة أربع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة خمس عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ست عشرة وتسعمائة

- ‌سنة سبع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وتسعمائة

- ‌سنة تسع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة عشرين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ست وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وتسعمائة

- ‌سنة أربعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وتسعمائة

- ‌سنة خمسين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ست وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وتسعمائة

- ‌سنة ستين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وستين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وستين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وستين وتسعمائة

- ‌سنة ست وستين وتسعمائة

- ‌سنة سبع ستين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وستين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وستين وتسعمائة

- ‌سنة سبعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمانين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ست وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وتسعمائة

- ‌سنة تسعين وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وتسعمائة

- ‌سنة ألف

- ‌خاتمة التحقيق

الفصل: ‌سنة ثلاثين وتسعمائة

‌سنة ثلاثين وتسعمائة

فيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن عمر بن إبراهيم اليمني الحرازي القحطانيّ الحاتمي الشافعي [1] نزيل دمشق المقرئ الوقور.

أخذ عن شيخ الإقراء بدمشق الشيخ شهاب الدّين الطّيبي وغيره.

قال في «الكواكب» : وتلمذ لشيخ الإسلام الوالد. قرأت بخط والدي- رضي الله تعالى عنه- بعد أن ترجم الشيخ برهان الدّين المذكور ما نصّه: قرأ عليّ «البخاري» كاملا قراءة إتقان، وكتب له به إجازة مطوّلة، وكان أحد المقتسمين ل «المنهاج» في مرتين ول «التنبيه» وأجزته بهما، وقرأ بعض «الألفية» وقرأ عليّ شيئا من القرآن العظيم، وصلى بي وبجماعة التراويح ثلاث سنين بالكاملية، ختم فيها نحو خمس ختمات [2] وحضر دروسا كثيرة، ولزمني إلى أن مات شهيدا بالطاعون ثاني عشر جمادي الثانية، ودفن بباب الفراديس. انتهى.

وفيها تقي الدّين أبو بكر بن محمد بن أبي بكر الحيشي [3] ، ينتهي نسبه إلى زيد الخيل الصّحابي، الحيشي [3] الأصل الحلبي [4] الشافعي البسطامي [5] .

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 109) .

[2]

لفظة «ختمامات» سقطت من «ط» .

[3]

في «آ» و «ط» : «الحبيشي» وهو خطأ، والتصحيح من مصادر الترجمة.

[4]

لفظة «الحلبي» سقطت من «آ» .

[5]

ترجمته في «در الحبب» (1/ 1/ 367) و «الضوء اللامع» (11/ 75) و «الكواكب السائرة» (1/ 112) .

والحيشي: نسبة لقرية حيش قرية من عمل حماة، وتتبع الآن محافظة إدلب من قضاء المعرّة

ص: 234

ذكره السخاوي في «الضوء اللامع» فقال: ولد سنة ثمان وأربعين وثمانمائة في مستهل جمادى الأولى بحلب، ولازم والده في النّسك، وقرأ، وسمع على أبي ذرّ بن البرهان الحافظ، وتدرّب في كثير من المهمات والغريب والرجال، بل وتفقّه به، وبالشمس البابي، وأبي عبد الله بن القيم، وابن الضعيف في آخرين، بل أجاز له ابن حجر، والعلم البلقيني، وغيرهما، وزار بيت المقدس، وحجّ في سنة ست وثمانين، وجاور، ولازم الشمس السّخاوي، وحمل عنه مؤلفاته.

وتوفي في رجب.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن عبد الوهاب بن عبد القادر الدمشقي الحنفي، سبط زين الدّين العيني [1] .

حفظ القرآن العظيم، و «المختار» و «الأجرومية» وغيرها. وقرأ على الشمس ابن طولون بدمشق، وعلى عمّه الجمال ابن طولون بمكّة. وقرأ على القطب بن سلطان بدمشق، وسمع على علماء عصره، وحضر بالجامع الأموي.

وتوفي مطعونا يوم الثلاثاء ثالث عشر رجب، وتقدم للصلاة عليه السيد كمال الدّين بن حمزة.

وفيها صفي الدّين وشهاب الدّين أبو السرور أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الرحمن القاضي ابن القاضي [2] ينتسب إلى سيف بن ذي يزن المذحجي السيفي المرادي الشهير بالمزجّد- بميم مضمومة، ثم زاي مفتوحة [ثم جيم مشدّدة مفتوحة][3] ودال مهملة- الشافعي الزّبيدي العلّامة، ذو التصانيف، المجمع على جلالته وتحرّيه.

قال في «النور» : ولد سنة سبع وأربعين وثمانمائة بجهة قرية الزيدية، ونشأ

وتبعد عنها ستة وسبعون كيلومترا وتتبع ناحية خان شيخون. انظر «الضوء اللامع» (11/ 96)(ترجمة أبو بكر بن نصر بن عمر الطائي) و «در الحبب» (1/ 1/ 367)(حاشية التحقيق) .

[1]

ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (9/ آ) و «الكواكب السائرة» (1/ 138) .

[2]

ترجمته في «النور السافر» ص (137- 143) و «الكواكب السائرة» (2/ 113- 114) .

[3]

ما بين الرقمين سقط من «ط» .

ص: 235

بها، وحفظ «جامع المختصرات» ثم اشتغل فيها على أبي القاسم بن [1] محمد مريغد [2] ثم انتقل إلى بيت الفقيه ابن عجيل، فأخذ فيها على شيخ الإسلام إبراهيم بن أبي القاسم جعمان وغيره، ثم ارتحل إلى زبيد واشتغل فيها بالفقه على العلّامة أبي حفص الفتى، ونجم الدّين المقري بن يونس الجبائي، وبهما تخرّج وانتفع، وأخذ الأصول عن الشيفكي والجبائي، والحديث عن الحافظ يحيى العامري، وغيره، والفرائض عن الموفق الناشري وغيره، وبرع في علوم كثيرة، وتميّز في الفقه، حتى كان فيه أوحد وقته.

ومن مصنّفاته «العباب» في الفقه، وهو كاسمه، اشتهر في الآفاق، وكثر الاعتناء به، وشرحه غير واحد من الأعلام، منهم ابن حجر الهيتمي [3] ، ومنها «تجريد الزوائد وتقريب الفوائد» وكتاب «تحفة الطلّاب» و «منظومة الإرشاد» في خمسة آلاف وثمانمائة وأربعين بيتا، وزاد على الإرشاد شيئا كثيرا، وله غير ذلك.

وتفقه به خلائق كثيرون، منهم أبو العبّاس الطّنبذاوي، والحافظ [ابن] الدّيبع، والعلّامة بحرق.

وله شعر حسن منه:

لا تصحب المرء إلا في استكانته

تلقاه سهلا أديبا ليّن العود

واحذره إن كانت الأيام دولته

لعلّ يوليك خلقا غير محمود

فإنّه في مهاو من تغطرسه

لا يرعوي لك إن عادى وإن عودي

وقل لأيّامه اللاتي قد انصرمت

بالله عودي علينا مرّة عودي

ومنه:

قلت للفقر أين أنت مقيم

قال لي: في محابر العلماء

إنّ بيني وبينهم لإخاء

[وعزيز عليّ قطع الإخاء][4]

[1] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «أبي» والتصحيح من «النور السافر» .

[2]

في «النور السافر» : «ابن مريفد» .

[3]

تصحفت في «ط» إلى «الهيثمي» بالثاء.

[4]

ما بين الرقمين سقط من «آ» .

ص: 236

وتوفي فجر يوم الأحد سلخ ربيع الآخر بمدينة زبيد.

وفيها الشّهاب أحمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله الكناني الحوراني، المقرئ الحنفي الغزّي [1] نزيل مكّة.

ولد في حدود الستين وثمانمائة بغزّة، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، و «مجمع البحرين» و «طيبة النشر» وغيرها. واشتغل بالقراءات وتميّز فيها، وفهم العربية، وقطن بمكة ثلاث عشرة سنة، وتردّد إلى المدينة، واليمن، وزيلع، وأخذ عن جماعة فيها وفي القاهرة.

قال السخاوي: قد لازمني في الدراية والرواية، وكتبت له إجازة، وسمعته ينشد من نظمه:

سلام على دار الغرور لأنّها

مكدّرة لذّاتها بالفجائع

فإن جمعت بين المحبين ساعة

فعمّا قليل أردفت بالموانع

قال: ثم قدم القاهرة من البحر في رمضان سنة تسع وثمانين، وأنشدني في الحريق والسّيل الواقع بالمدينة وبمكة قصيدتين من نظمه، وكتبهما لي بخطه، وسافر لغزّة لزيارة أمّه، وأقبل عليه جماعة من أهلها. انتهى أي، وتوفي بها.

وفيها أبو العبّاس أحمد بن محمد المغربي التّونسي المشهور بالتّبّاسي- بفتح المثناة الفوقية، وتشديد الموحدة، ويقال الدّباسي بالدال المهملة- المالكي [2] العارف بالله تعالى، شيخ سيدي علي بن ميمون.

كان والده من أهل الثروة والنّعمة، فلم يلتفت إلى ذلك بل خرج عن ماله وبلاده، وتوجه إلى سيدي [3] أبي العبّاس أحمد بن مخلوف الشّابي- بالمعجمة والموحدة- الهدلي القيرواني والد سيدي عرفة، فخدمه، وأخذ عنه الطريق، ثم أقبل على العبادة والاشتغال والإشغال، حتّى صار شيخ ذلك القطر.

[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (1/ 309) و «الطبقات السّنية» (1/ 357) .

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 128- 129) .

[3]

في «آ» : «لسيدي» .

ص: 237

وتوفي بنفزاوة- بالنون والفاء والزاي- من معاملة الجناح الأخضر من المغرب في ذي القعدة وقد جاوز المائة.

وفيها الأمير عماد الدّين أبو الفداء إسماعيل بن الأمير ناصر الدّين محمد [1] بن الأكرم العنّابي الدمشقي [2] .

سمع شيئا من «البخاري» على البدر بن نبهان، والجمال بن المبرد، وولي إمرة التركمان. في الدولتين الجركسية والعثمانية، ونيابة القلعة في أيام خروج الغزالي على ابن عثمان، وكان في مبدأ أمره من أفقر بني الأكرم فحصّل دنيا عريضة وجهات كثيرة، وفي آخر عمره انتقل من العنابة، وعمّر له بيتا غربي المدرسة المقدمية [3] داخل دمشق، وكان عنده تودّد لطلبة العلم ومحبة لهم، واعتقاد في الصالحين، وبعض إحسان إليهم، [و] خرج مع نائب دمشق إلى قتال الدروز، فتضعّف بالبقاع، ورجع منه في شقدوف [4] إلى أن وصل إلى قرية دمر، فمات بها، وحمل إلى دمشق وهو ميت، فغسّل بمنزله الجديد وصلّي عليه بالأموي، ودفن بالعنابة صبيحة يوم الخميس حادي عشر المحرم عن نحو سبعين سنة.

وفيها الشريف بركات بن محمد [5] سلطان الحجاز والد الشريف أبي نمي.

وفيها أمين الدّين جبريل بن أحمد بن إسماعيل الكردي ثم الحلبي [6] الشافعي، الإمام العلّامة، أحد معتبري حلب ومدرّسيها.

كان له القدم الراسخ في الفقه والكتابة الحسنة المعربة على رقاع الفتاوى.

أخذ الحديث عن السيد علاء الدّين الإيجي، وأجاز له جميع ما يجوز له

[1] لفظة «محمد» سقطت من «ط» .

[2]

ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (29/ ب- 30/ آ) و «الكواكب السائرة» (1/ 161) .

[3]

تحرفت في «ط» إلى «القدمية» .

[4]

الشقدوف: صندوق خشبي ذو شقين يوضع على ظهر الجمل. انظر «معجم الألفاظ التاريخية» .

لدهمان ص (99) .

[5]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 164) و «النور السافر» ص (152) و «الأعلام» (2/ 49) .

[6]

ترجمته في «در الحبب» (1/ 1/ 454- 455) و «الكواكب السائرة» (1/ 172) .

ص: 238

وعنه روايته، وأخذ «الصحيحين» [1] عن الكمال بن الناسخ، و «صحيح مسلم» قراءة على نظام الدّين بن التادفي الحنبلي.

وكان ديّنا، خيّرا، متواضعا، مشغولا بإقراء الطلبة في الفقه، والعربية، وغيرهما.

وتوفي في هذه السنة بحلب.

وفيها خديجة بنت محمد بن حسن البابي الحلبي، المعروف بابن البيلوني [2] الشافعي، الشيخة الصالحة المتفقهة الحنفية.

أجاز لها الكمال بن الناسخ الطرابلسي وغيره رواية «صحيح البخاري» واختارت مذهب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، مع أن أباها وإخوتها شافعيون حفظا لطهارتها عن الانتقاض بما عساه يقع من مسّ الزوج لها، وحفظت فيه كتابا.

وكانت ديّنة، صيّنة، متعبدة، مقبلة على التّلاوة إلى أن توفيت في شهر رمضان.

وفيها السلطان صالح بن السلطان سيف [3] متملك بلاد بني جبر.

كان من بيت السلطنة هو وأبوه وجدّه، وهو خال السلطان مقرن، وقد وقع بينهما وقعة عظيمة تشهد لصالح بالشجاعة التي لا توصف، فإنه كرّ على مقرن وعسكره وكانوا جمّا غفيرا بنفسه، وكان خارجا لصلاة الجمعة لا أهبة معه ولا سلاح، فكسرهم، ثم كان الحرب بينهما سجالا.

وقدم دمشق في سنة سبع وعشرين وتسعمائة، فأخذ عن علمائها، وأجازه منهم الرّضي الغزّي، وولده البدر. وكان في قدمته متسترا مختفيا غير منتسب إلى سلطنة، وسمى نفسه إذ ذاك عبد الرحيم، ثم حجّ وعاد إلى بلاده.

وكان مالكي المذهب، فقيها، متبحرا في الفقه والحديث، وله مشاركة جيدة

[1] في «آ» : «الصحيح» وما جاء في «ط» موافق لما في «الكواكب السائرة» مصدر المؤلّف.

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 192) و «إعلام النبلاء» (5/ 412) و «أعلام النساء» (1/ 342) وقد تحرفت «البيلوني» فيه إلى «البتيلوني» فلتصحح.

[3]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 215) .

ص: 239

في الأصول والنحو، وكان محبا للعلماء والصلحاء، شجاعا، مقداما، عادلا في ملكه، صالحا كاسمه.

توفي ببلاده. قاله في «الكواكب» .

وفيها المولى ظهير الدّين الأردبيلي الحنفي، الشهير بقاضي زاده [1] .

قرأ في بلاد العجم على علمائها، ولما دخل السلطان سليم إلى مدينة تبريز لقتال شاه إسماعيل الصوفي [2] أخذه معه إلى بلاد الرّوم، وعيّن له كل يوم ثمانين درهما.

قال في «الشقائق» : كان عالما، كاملا، صاحب محاورة ووقار، وهيبة وفصاحة، وكانت له معرفة بالعلوم خصوصا الإنشاء والشعر، وكان يكتب الخط الحسن، وذكر العلائي أنه استمال أحمد باشا إلى اعتقاد إسماعيل شاه الصوفي [2] طلبا لاستمداده واستظهاره معه بمكاتبات وغيرها، وعزم على إظهار شعار الرّفض واعتقاد الإمامية على المنبر، حتى قال: إن مدح الصحابة على المنبر ليس بفرض ولا يخلّ بالخطبة، فقبض عليه مع أحمد باشا الوزير يوم الخميس عشري ربيع الثاني وقطعت [3] رأس صاحب الترجمة وعلّقت [4] على باب زويلة بالقاهرة.

وفيها زين الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عبد الله الكلّسي [5] الأصل الحلبي [6] المولد والدار والوفاة الحنفي العلّامة.

ولد بعد الستين وثمانمائة، واشتغل في النحو والصرف، ثم حجّ، ولازم السخاوي بمكة، وسمع من لفظه الحديث المسلسل بالأولية وغيره، وسمع عليه «البخاري» ومعظم «مسلم» وكثيرا من مؤلفاته. وأجاز له في ذي القعدة سنة ست وثمانين، وفي هذه السنة أجازت له أيضا المسندة زينب الشويكية ما سمعه عليها

[1] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (271- 272) و «الكواكب السائرة» (1/ 216) .

[2]

كذا في «آ» و «ط» و «الكواكب السائرة» مصدر المؤلّف: «الصوفي» ولعل الصواب «الصفوي» .

[3]

في «ط» : «وقطع» وما جاء في «آ» موافق لما في «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.

[4]

في «ط» : «وعلّق» وما جاء في «آ» موافق لما في «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.

[5]

في «آ» و «ط» : «الكبيسي» والتصحيح من «در الحبب» و «الكواكب السائرة» وهذا النص لم يرد في «الشقائق النعمانية» الذي بين يدي.

[6]

ترجمته في «در الحبب» (1/ 2/ 754) و «الكواكب السائرة» (1/ 224- 225) .

ص: 240

بمكة من «سنن ابن ماجة» من باب صفة الجنة والنار، إلى آخر الكتاب. وأذنت له في رواية سائر مروياتها، وأذن له الشمس البازلي بحماة بالإفتاء والتدريس، وأجاز له بعد أن وصفه بالإمام العالم العلّامة، الجامع بين المعقول والمنقول، المتبحر في الفروع والأصول، وأجاز له الكمال بن أبي شريف سنة خمس وتسعمائة أن يروي عنه سائر مؤلفاته ومروياته، ثم أجاز له الحافظ عثمان الدّيمي في سنة سبع [وتسعمائة] ، وكان قصير القامة، نحيف البدن، لطيف الجثة، حسن المفاكهة، كثير الملاطفة، له إلمام بالفارسية والتركية، واعتناء بالتنزهات، مع الدّيانة والصّيانة.

وتوفي بحلب في ذي القعدة.

وفيها محيي الدّين أبو المفاخر عبد القادر بن أحمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم الدمشقي الحنفي، المعروف بابن يونس [1] قاضي قضاة الحنفية بدمشق [ولد في الحجّة سنة خمس وخمسين وثمانمائة. وقرأ القرآن العظيم، و «مجمع البحرين» لابن السّاعاتي، وغير ذلك، واشتغل وحصّل، وأفتى ودرّس بالقصاعية، وتولى القضاء بحلب ثم بدمشق][2] سنين إلى أن عزل عنه في سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة.

وتوفي بدمشق يوم الخميس ثالث عشر ذي القعدة ودفن بباب الصغير عند ضريح سيدنا بلال.

وفيها زين الدّين عرفة بن محمد الأرموي الدمشقي [3] الشافعي، العلّامة المحقّق الفرضي الحيسوب.

كان خبيرا بعلم الفرائض والحساب، ويعرف ذلك معرفة تامة، وله فيه شهرة كلّية، وهو الذي رتّب مجموع الكلائي، وأخذ الفرائض عن الشيخ شمس الدّين

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 251- 252) .

[2]

ما بين الرقمين سقط من «ط» .

[3]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 260) و «الأعلام» (4/ 225) .

ص: 241

الشهير بابن الفقيرة، عن العلّامة شهاب الدّين بن أرسلان الرّملي، عن العلّامة شهاب الدّين بن الهائم. وأخذ عنه الفرائض شهاب الدّين الكنجي وغيره.

وتوفي يوم الأحد حادي عشري شوال.

وفيها نور الدّين علي بن خليل المرصفي [1] العارف بالله تعالى الصّوفي.

قال المناوي في «طبقات الأولياء» : كان أبوه إسكافيا يخيط النّعال، ونشأ هو تحت كنفه كذلك، فوفق للاجتماع بالشيخ مدين وهو ابن ثمان سنين، فلّقنه الذكر، ثم أخذ عن ولد أخته محمد، وأذن له في التصدر للمشيخة، وأخذ العهد على المريد في جملة من أجاز، وكانوا بضعة عشر رجلا، فلم يثبت ويشتهر منهم إلّا هو، وأخذ عنه خلق، ودانت [2] له مشايخ عصره، واختصر رسالة القشيري.

قال الشعراوي: لقنني الذكر ثلاث مرات، بين الأولى والثانية سبع عشرة سنة، وذلك أني جئت وأنا أمرد، وكنت أظن أن الطريق نقل كلام كغيرها [3]، ثم قعدت بين يديه وقلت: يا سيدي لقّني بحال فقال: اجلس متربعا وغمض عينيك واسمع مني لا إله إلا الله ثلاثا، ثم اذكر أنت ثلاثا، ففعلت فما سمعت منه إلّا المرة الأولى وغبت من العصر إلى المغرب.

وعاش حتّى انقرض جميع أقرانه، ولم يبق بمصر من يشار إليه في الطريق غيره.

ومن كلامه: أجمع أهل الطريق على أن الملتفت لغير شيخه لا يفلح، وقال: إذا ذكر المريد ربّه بشدة طويت له مقامات الطريق بسرعة، وربما قطع في ساعة ما لا يقطعه غيره في شهر.

وقال: السالك من طريق الذكر كالطائر المجد إلى حضرات القرب والسالك من غير طريقه كالصلاة والصوم كمن يزحف تارة ويسكن أخرى، مع بعد المقصد، فربما قطع عمره ولم يصل.

[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 269) و «الأعلام» (4/ 286) و «معجم المؤلفين» (7/ 88) .

[2]

في «ط» : «وأذنت» .

[3]

في «آ» : «نقل كلام غيرها» .

ص: 242

وكان الجنيد إذا دعي لفقير قال: أسأل الله أن يدلّك عليه من أقرب الطرق.

وقال: إياك والأكل من طعام الفلاحين فإنه مجرب لظلمة القلب.

وقال الشعراوي: دخل سيدي أبو العباس الحريثي يوما فجلس عندي بعد المغرب إلى أن دخل وقت العشاء، فقرأ خمس ختمات وأنا أسمع، فذكرت ذلك لسيدي علي المرصفي، فقال: يا ولدي أنا قرأت مرة حال سلوكي ثلاثمائة، وستين ختمة في اليوم والليلة، كل درجة ختمة.

وتوفي يوم الأحد حادي عشر [1] جمادى الأولى بمصر، ودفن بزاويته بقنطرة أمير حسين، ولم يخلّف بعده مثله.

وفيها نور الدّين علي بن سلطان المصري الحنفي [2] الشيخ الفاضل الناسك السالك.

كان متجرّدا، منقطعا، وله أخلاق حسنة دمثة.

توعك مدة وتوفي يوم الثلاثاء حادي عشر القعدة بمصر عن غير وارث.

وفيها محمد بن عزّ الشيخ الصّالح المجذوب [3] .

قال في «الكواكب» : كان ساكنا في الزاوية الحمراء خارج مصر، وكان يلبس ثياب الجند، ويمشي بالسّلاح والسّيف، وكان أكابر مصر يحترمونه، وللناس فيه مزيد اعتقاد.

وكان لا ينام من الليل ويستمر من العشاء إلى الفجر، تارة يضحك وتارة يبكي، حتى يرقّ له من يراه.

وكان لا يخبر بولاية أحد أو عزله [في وقت معين][4] فيخطئ أبدا [5] .

[1] في «آ» : «حادي عشري» .

[2]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 270) .

[3]

ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 57) .

[4]

ما بين الرقمين لم يرد في «ط» .

[5]

العبارة في «الكواكب السائرة» على النحو التالي: «وكان لا يخبر بولايته أحدا وعزله في وقت معين لا يخطئ أبدا» .

ص: 243

وكان مجاب الدعوة، زحمه إنسان بين القصرين فرماه على ظهره، فدعا عليه بالتوسيط [1] ، فوسّطه الباشا آخر النهار.

وكانت وفاته غريقا في الخليج بالقرّب من الزاوية الحمراء. انتهى.

وفيها جمال الدّين محمد بن عمر بن مبارك بن عبد الله الحميري الحضرمي الشافعي، الشهير ببحرق [2]- بحاء مهملة بعد الموحدة، ثم راء مفتوحة، بعدها قاف-.

قال في «النور» : ولد بحضرموت ليلة النصف من شعبان سنة [3] تسع وستين وثمانمائة، ونشأ بها، فحفظ القرآن ومعظم «الحاوي» و «منظومة البرماوي» في الفقه، والأصول، والنحو، وأخذ عن جماعة من فقهائها، ثم ارتحل إلى عدن، ولازم الإمام عبد الله بن أحمد بامخرمة [4] ، وكان غالب انتفاعه به، ثم ارتحل إلى زبيد، وأخذ عن علمائها، كالإمام جمال الدّين الصّايغ، والشريف الحسين الأهدل، وألبسه خرقة التصوف، وعادت عليه بركته، وحجّ فسمع من السّخاوي [5] ، وسلك السلوك في التصوف، وحكى عنه أنه قال: دخلت الأربعينية بزبيد فما أتممتها إلا وأنا أسمع أعضائي كلها تذكر الله تعالى.

ولزم الجدّ والاجتهاد في العلم والعمل، وأقبل على نفع الناس إقراء، وإفتاء، وتصنيفا.

وكان- رحمه الله تعالى- من محاسن الدّهر، من العلماء الراسخين والأئمة المتبحرين، له اليد الطولى في جميع العلوم.

وصنّف في أكثر الفنون.

[1] في «آ» : «بالتوسط» .

[2]

ترجمته في «النور السافر» ص (143- 152) و «الضوء اللامع» (8/ 253- 254) وعبارة «على ابنته» التي بين الحاصرتين في الترجمة مستدركة منه و «الأعلام» (6/ 315- 316) .

[3]

في «ط» : «ليلة» .

[4]

في «آ» و «ط» : «مخرمة» والصواب ما أثبته.

[5]

تحرفت في «ط» إلى «السخاوي» .

ص: 244

وبالجملة فإنه كان آية من آيات الله تعالى، وكتبه تدلّ على غزارة علمه وكثرة اطلاعه. وكان له بعدن قبول وجاه من أميرها مرجان، ثم لما مات مرجان توجه إلى الهند، ووفد على السلطان مظفّر فقرّبه، وعظّمه، وأنزله المنزلة التي تليق به.

ومن تصانيفه «الأسرار النبوية في اختصار الأذكار النووية» و «مختصر الترغيب والترهيب» للمنذري، و «الحديقة الأنيقة في شرح العروة الوثقية» و «عقد الدّر في الإيمان بالقضاء والقدر» و «العقد [1] الثمين في إبطال القول بالتقبيح والتحسين» و «الحسام المسلول على منتقصي أصحاب الرسول» و «مختصر المقاصد الحسنة» و «متعة الأسماع بأحكام السماع» مختصر من كتاب «الإمتاع» .

وشرح «المحلة» في النحو [2] وشرح «لامية ابن مالك» في الصّرف شرحا مفيدا جدا [3] ، وله غير ذلك في الحساب، والطبّ، والأدب، والفلك مما لا يحصى.

ومن شعره:

أنا في سلوة على كلّ حال

إن أتاني الحبيب أو إن أباني

اغنم الوصل إن دنا في أمان

وإذا ما نأى أعش بالأماني

قال السخاوي: وصاهر صاحبنا حمزة الناشري [على ابنته] ، وأولدها، وتولّع بالنظم. انتهى ملخصا.

وله هذا اللّغز اللطيف وشرحه نثر:

يا متقنا كلمات النحو أجمعها

حدّا ونوعا وأفرادا ومنتظمه

ما أربع كلمات وهي أحرفها

أيضا وقد جمعتها كلها كلمه

ثم قال هذا في تمثيل الوقف على هاء السكت، أي قولك:«لمه» فالكاف

[1] تحرفت في «ط» إلى «والقول» .

[2]

وهي لأبي محمد قاسم بن علي الحريري المتوفى سنة (516 هـ) . انظر «كشف الظنون» .

(2/ 1817) .

[3]

في «ط» : «جيدا» وهو خطأ.

ص: 245

في قولك: كلمه للتمثيل، واللام للجرّ، والميم أصلها ما الاستفهامية حذفت ألفها، والهاء للسكت.

وله كرامات كثيرة. وكان غاية في الكرم [1] ، كثير الإيثار.

ومما قيل فيه:

لأيّ المعاني زيدت القاف في اسمكم

وما غيرّت شيئا إذا هي تذكر

لأنّك بحر العلم والبحر شأنه

إذا زيد فيه الشيء لا يتغيّر

وتوفي- رحمه الله تعالى- بالهند، شهيدا، قيل: إن الوزراء حسدوه لحظوته عند السلطان فسموه، وذلك في ليلة العشرين من شعبان.

وفيها موسى بن الحسن الشيخ [2] الزاهد العالم العامل [3] المعروف بالمنلا موسى الكردي اللألاني- بالنون- الشافعي، نزيل حلب.

اشتغل ببلاده على جماعة، منهم المنلا محمد الخبيصي، وأخذ عن الشمس البازلي نزيل حماة، وعن المنلا إسماعيل الشّرواني أحد مريدي خوجه [4] عبيد النقشبندي، أخذ عنه بمكة «تفسير البيضاوي» وأخذ عن الشّهاب أحمد بن كلف بأنطاكية «شرح التجريد» مع حاشيته، و «متن الجغميني» في الهيئة، ثم قدم حلب، وأكبّ على المطالعة، ونسخ الكتب العلمية لنفسه، ولازم التدريس بزاوية الشيخ عبد الكريم الحافي بها، مع كثرة الصّيام، والقيام، والزّهد، والسّخاء، والصّبر على الطلبة. وممن أخذ عنه علم البلاغة ابن الحنبلي [5] .

وتوفي مطعونا بحلب في شعبان، ودفن بتربة أولاد ملوك.

[1] في «ط» : «وكان في غاية الكرم» .

[2]

ترجمته في «در الحبب» (2/ 1/ 502- 504) و «الكواكب السائرة» (1/ 308- 309) و «إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء» (5/ 410- 412) .

[3]

لفظة «العامل» سقطت من «ط» .

[4]

في «ط» : «خواجه» وهو خطأ.

[5]

وقد صرّح بذلك في «در الحبب» (2/ 1/ 503) .

ص: 246