الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وأربعين وتسعمائة
فيها توفي شهاب الدّين أحمد بن محمد بن أبي بكر، الشهير بابن المؤيد [1] ، أحد العدول بدمشق بل عين الموقّعين بالشام.
قال في «الكواكب» : كان من أخصاء شيخ الإسلام الوالد وأعيان طلبته، مولده سنة ثمان وستين وثمانمائة، وتوفي مستهل [ذي] القعدة. انتهى وفيها شهاب الدّين أحمد بن يونس المصري الحنفي، المعروف بابن الشّلبي [2] الإمام العالم العلّامة الأحد المحقّق المدقّق الفهّامة.
كان عالما كريم النّفس، كثير الصدقة، له اعتقاد في الصالحين والمجاذيب، ذا حياء وحلم وعفو، وكان رفيقا لمفتي دمشق القطب بن سلطان في الطلب على قاضي القضاة شرف الدّين بن الشّحنة، والبرهان الطّرابلسي ثم المصري في الفقه، وعلى الشيخ خالد الأزهري في النحو.
وتوفي بالقاهرة ودفن خارج باب النصر وله من العمر بضع وستون سنة.
وفيها الطّيب بن عفيف الدّين عبد الله بن أحمد [بن] مخرمة اليمني العدني الشافعي [3] الإمام العلّامة المحدّث.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 100) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 115) .
[3]
ترجمته في «النور السافر» ص (226- 228) و «هدية العارفين» (1/ 433) ولفظة «ابن» زيادة منه، و «الأعلام» (4/ 94) واسمه فيه «عبد الله الطيب بن عبد الله بن أحمد مخرمة» وانظر تعليق العلّامة الزركلي على الترجمة فهو مفيد نافع.
قال في «النور» : ولد بعدن ليلة الأحد ثاني عشر ربيع الثاني سنة سبعين وثمانمائة، وأخذ عن والده، وعن الفقيه محمد بن أحمد فضل، وانتفع به كثيرا ولازمه، وكذلك أخذ عن محمد بن حسين القمّاط، وأحمد بن عمر المزجد وغيرهم، وتفنّن في العلوم، وبرع، وتصدّر للفتوى والأشغال، وكان من أصحّ الناس ذهنا، وأذكاهم قريحة، وأقربهم فهما، وأحسنهم تدريسا، حتى يذكر أنه لم ير مثله في حسن التدريس وحلّ المشكلات في الفقه، وصار في آخره عمدة الفتوى بعدن، وكان يقول: إني أقرئ أربعة عشر علما.
وولي القضاء بعدن.
ومن مؤلفاته: «شرح صحيح مسلم» و «أسماء رجال مسلم» و «تاريخ» مطول مرتّب على الطبقات والسنين [1] ابتدأ به من أول الهجرة، وكتاب في النسبة [2] إلى البلدان [3] مفيد جدا.
وتوفي بعدن في سادس المحرم، ودفن في قبر جدّه لأمّه القاضي العلّامة محمد بن مسعود أبي شكيل بوصية، ودفن [4] في قبة الشيخ جوهر.
وفيها زين الدّين عبد القادر بن الشيخ شمس الدّين محمد القويضي [5] الدمشقي الصّالحي [6] الحنفي الطبيب الحاذق.
أخذ الطب عن الرئيس خشمش الصالحي، وكان أستاذا في الطب، يذهب
[1] في «ط» : «والسنن» وهو خطأ. وقد سمّاه «قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر» ويقع في مجلد ضخم. انظر «هدية العارفين» (1/ 433) .
[2]
في «آ» : «في مشتبه النسبة» .
[3]
اطلعت على مصورة له منذ سنوات في دار المأمون للتراث بدمشق، وهو كتاب عظيم الفائدة جدير بالتحقيق والنشر، وقد انتقلت مصورته المذكورة الآن إلى خزانة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي عن طريق الشراء.
[4]
في «آ» : «وذلك» مكان «ودفن» .
[5]
في «آ» : «القريضي» وما جاء في «ط» موافق لما في «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.
[6]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 172- 173) .
إلى الفقراء في منازلهم ويعالجهم ويفاقرهم [1] ، وربما لم يأخذ شيئا، وقد يعطي الدواء من عنده أو يركّبه من كيسه.
وكان في آخره يتلو القرآن في ذهابه وإيّابه من الصالحية إلى دمشق.
وكان ساكنا بالصالحية بالقرب من الجامع الجديد.
وكان حسن المحاضرة، جميل المذاكرة، وله شعر وسط.
وتوفي ثامن عشر جمادي الأولى بالصالحية ودفن تجاه تربة السّبكيين وتأسف الناس عليه.
وفيها الشيخ علي، المعروف بالذويب [2] ، الصالح المكاشف.
أقام بمصر نحو عشرين سنة، ثم نزل إلى الرّيف، وظهرت له كرامات وخوارق.
أخذ عن الشيخ محمد العدل الطناخي وغيره.
وكان ملاميا يلبس تارة لباس الحمّالين وتارة لباس التّراسين.
ولما مات وجدوا في داره نحو ثمانين ألف دينار، مع أنه كان متجردا من الدنيا.
قال الشعراوي: اجتمعت به مرة واحدة عقب منام رأيته، وذلك أني سمعت قائلا يقول لي في المنام: الشيخ علي الذويب قطب الشرقية، ولم أكن أسمع به أبدا، فسألت الناس عنه فقالوا لي: هذا رجل من أولياء الله تعالى.
قال [3] : وكان يمشي كثيرا على الماء، فإذا أبصره أحد اختفى.
وكان يرى كل سنة بعرفة، ويختفي من الناس إذا عرفوه. انتهى وفيها زين الدّين عمر التنائي [4] المالكي، الشيخ العلّامة المصري.
[1] في «آ» : «ويفارقم» وهو تحريف.
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 219) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (2/ 136) .
[3]
القائل الشعراوي ويقال له الشعراني أيضا.
[4]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 229) .
توفي بها في هذه السنة. قاله في «الكواكب» .
وفيها- تقريبا- سراج الدّين عمر العبادي المصري الشافعي [1] الإمام العلّامة المعلّم بالبرقوقية من الصحراء خارج القاهرة.
كان على قدم عظيم في العبادة، والزهد، والورع، والعلم، وضبط النّفس، وكانت نقول مذهب الشافعي نصب عينيه، وشرح «قواعد الزركشي» في مجلدين أخذ عن سميّه وبلديّه السّراج العبادي الكبير، وعن الشمس الجوجري، ويحيى المناوي، وغيرهم، وأجازوه، وكان مجاب الدعوة. ولما حجّ وزار رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحت له الحجرة الشريفة والناس نيام من غير فاتح، فدخلها وزار ثم خرج فعادت الأقفال كما كانت، رحمه الله تعالى.
وفيها شمس الدّين محمد بن أحمد بن أحمد بن الشّويكي الصّالحي الحنبلي [2] العلّامة.
كان إماما، فقيها، أفتى مدة ثم امتنع من الإفتاء في الدولة الرّومية.
وكان إماما بالحاجبية، وكان أستاذا في الفرائض والحساب، وله يد في غير ذلك.
توفي يوم الاثنين عاشر المحرم، ودفن بالروضة إلى جانب قبر العلّامة علاء الدّين المرداوي.
وفيها المولى محيي الدّين محمد بن إدريس الحنفي، الشهير بمعلول أفندي [3] أحد موالي الرّوم.
تنقل في المدارس والمناصب إلى أن ولي قضاء مصر، وكان سيّدا، شريفا، فاضلا.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 229) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 26) و «النعت الأكمل» ص (110- 112) و «السحب الوابلة» ص (363) .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 27) .
وفيها نجم الدّين محمد بن علي بن النّعيل الغزّي [1] الشافعي الإمام العالم العامل.
توفي بالقدس، رحمه الله تعالى.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الدلجي العثماني الشافعي [2] الإمام العلّامة.
ولد سنة ستين وثمانمائة بدلجة، وحفظ القرآن العظيم بها، ثم دخل القاهرة، فقرأ «التنبيه» وغيره على علمائها، ثم رحل إلى دمشق وأقام بها نحو ثلاثين سنة، وأخذ عن البرهان البقاعي، والحافظ برهان الدّين النّاجي، والقطب الخيضري، والقاضي ناصر الدّين بن زريق الحنبلي، والإمام المحدّث شمس الدّين السّخاوي، وسافر إلى بلاد الرّوم، واجتمع بسلطانها أبي يزيد، وحجّ من بلاد الشام، ثم عاد إلى القاهرة، وكتب شرحا على «الخزرجية» وشرحا على «الأربعين النواوية» وشرحا على «الشفا» للقاضي عياض، وشرحا على «المنفرجة» واختصر «المنهاج» و «المقاصد» وسمّاه «مقاصد المقاصد» وشرحه، وأخذ عنه جماعة، منهم النّجم الغيطي قال: سمعت عليه كثيرا وأجاز لنا.
وتوفي بالقاهرة، رحمه الله تعالى.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمد التّونسي [3] المالكي، الملقّب بمغوش- بمعجمتين- الإمام المحقّق المدقّق العلّامة.
اشتغل على علماء المغرب، وسمع «الصحيحين» و «الموطأ» و «الترمذي» و «الشفا» . وقرأ البعض على الإمام العلّامة أبي العباس أحمد الأندلسي، المعروف بالمشا، وسمع على غيره، وفضل في بلاده، وبرع وتميّز، وولي قضاء عسكر تونس، ثم قدم من طريق البحر إلى القسطنطينية في دولة السلطان سليمان،
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 48) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 6- 7) .
[3]
ترجمته في «در الحبب» (2/ 1/ 212- 217) و «الشقائق النعمانية» ص (269- 270) و «الكواكب السائرة» (2/ 15- 16) و «الأعلام» (7/ 57) .
فعظّمه وأكرم مثواه، ورتّب له علوفة حسنة، وشاع فضله بين أكابرها، وأخذ عنه جماعة من أعيانها، حتى قاضيا العسكر إذ ذاك، ولم يزل بها معظّما مبجّلا، ينشر الفوائد وينثر الفرائد، وأملى بها أمالي على «شرح الشاطبية» للجعبري، ثم استأذن من السلطان في الرحلة إلى مصر واعتذر بعدم صبره على شتاء الرّوم وشدة بردها، فأذن له وأمر له أن يستوفي ما عين له من خزينتها، فتوجه إليها من طريق البر سنة أربع وأربعين، فدخل حلب فانتدب للقراءة عليه والأخذ عنه جماعة من أهلها، منهم ابن الحنبلي، ثم دخل طرابلس، ثم دمشق، وانتفع به أهلها، وشهدوا له بالعلم خصوصا في التفسير، والعربية، والمنطق، والكلام، والعروض، والقراآت، والمعاني، والبيان، وقرأ عليه العلاء بن عماد الدّين الشافعي في أوائل «تفسير البيضاوي» فأفاد وأجاد، حتى أذهل العقول، وقرأ عليه القاضي معروف رسالة الوجود للسيد الشريف، وبعض «شرح آداب البحث» للمسعودي، وقرأ عليه الشّهاب الطّيبي في القراآت، وأجازه إجازة حافلة، ثم سافر من دمشق في يوم الاثنين سادس عشر جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين، وألّف تلميذه الشيخ شهاب الدّين الطّيبي مؤلفا في تاريخ سفره بالكسور العددية، سماه ب «الكسر المرشوش في تاريخ سفر الشيخ مغوش» .
وقال ابن الحنبلي في ترجمته: كان عالما، علّامة، متقنا، متفنّنا، ذا إدراك عجيب واستحضار غريب، حتى أنه كان في قوته أنه يقرئ مثل العضد المرة بعد المرة من غير مطالعة.
قال: وكان دأبه الاستلقاء على القفاء ولو حالة التدريس وعدم النهوض لمن ورد عليه من الأكابر، كل ذلك لما كان عنده من حبّ الرفاهية والراحة والانبساط والشهامة.
انتهى وكان يطالع من حفظه كلما أراد من العلوم، ولم يكن عنده كتاب ولا ورقة أصلا. وكان يحفظ «شرح التلخيص» مع حواشيه و «شرح الطوالع» و «شرح المواقف» و «شرح المطالع» كما قاله في «الشقائق» .
وبالجملة فإنه كان من أعاجيب الدنيا.
وتوفي في العشر الأواخر من شعبان بالقاهرة، ودفن بجوار الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وكتب على قبره:
ألا يا مالك العلماء يا من
…
به في الأرض أثمر كل مغرس
لئن أوحشت تونس بعد بعد
…
فأنت بمصر ملك الحسن تونس
وفيها شمس الدّين محمد الدّمنهوري المصري [1] المالكي الشيخ العلّامة.
توفي بمصر في أواخر ربيع الثاني.
وفيها محيي الدّين يحيى بن إبراهيم بن قاسم بن الكيّال [2] الإمام المحدّث.
سمع على والده في «مسند الإمام أحمد» وباشر في الجامع الأموي. وكان له فيه قراءة حديث، وكان عنده حشمة، وأجازه البدر الغزّي.
وتوفي يوم الاثنين سلخ القعدة.
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 72) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 58) .