الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وثمانين وتسعمائة
فيها- كما قال في «النّور» [1]- مات السلطان حيدرة بن حنش صاحب أحور [2] .
وفيها درويش باشا بن رستم باشا الرّومي [3] هو ابن أخت محمد باشا [4] الوزير.
تولى إيالة دمشق، وعمّر بها الجامع خارج باب الجابية لصيق المغيربية، وعمّر الحمّام داخل المدينة بالقرب من الجامع الأموي، ويعرف الآن بحمّام القيشاني، وعمّر القيسارية، والسوق، والقهوة، ووقف ذلك فيما وقفه على جامعه، وشرط تدريسه للشيخ إسماعيل النابلسي، وكان خصيصا به، وعمّر الجسر على نهر بردى عند عين القصّارين بالمرجة [5] ومات ببلاده قرمان، وحمل تابوته إلى دمشق فدفن بها.
وفيها نور الدّين علي بن صبر اليافعي الشافعي [6] . قاله في «النور» كان فقيها، صالحا، قانتا، ذا كرامات. انتهى
[1] انظر «النور السافر» ص (363) .
[2]
أحور: مخلاف في اليمن. انظر «معجم البلدان» (1/ 118) و «مراصد الاطلاع» (1/ 39) .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 150- 152) .
[4]
في «ط» : «محمد محمد باشا» وما جاء في «آ» موافق لما في «الكواكب السائرة» مصدر المؤلّف.
[5]
عين القصّارين تقع الآن تحت مدرسة التجهيز الأولى. انظر «غوطة دمشق» لكرد علي ص (175) .
[6]
ترجمته في «النور السافر» ص (363) .
وفيها عمر بن عبد الله بن عمر باعلوى الهندوان [1] .
قال في «النور» : اشتهر بذلك لقوة كانت في بدنه ودينه تشبيها بالحديد الهندوان.
وكان وليا، صالحا، شريفا.
ومن كراماته أنه أخبر أخي السيد عبد الله عن شيء يقع من شخص بعينه فكان كما قال بعد موته بيسير [2] .
وتوفي بتريم.
وفيها محمد بن أحمد بن عبد الله، المعروف بماميّة الرّومي [3] الشاعر المشهور.
أصله من الرّوم، وقدم دمشق في حال صغره، فلما التحى صار ينكجريا [4] بخمسة عثمانية، وحجّ في زمرة الينكجرية سنة ستين وتسعمائة، وكان في تلك الحال يميل إلى الأدب، ونظم الشعر، ثم عزل عن الينكجرية، وصحب الشيخ أبا الفتح المالكي وعليه تخرّج بالأدب.
قال في «الكواكب» : وقرأ على الشيخ شهاب الدّين الأخ في «الجرومية» وكان قبل قراءته في النحو جمع لنفسه «ديوانا» كله ملحون، فلما ألمّ بالنحو أصلح ما أمكن إصلاحه وأعرض عن الباقي. وتولى آخرا [5] الترجمة بمحكمة الصالحية، ثم بالكبرى، وعزل منها ثم أعيد إليها في [6] زمن جوي زاده، ثم عزل، ثم ولى ترجمة القسمة فأثرى.
[1] ترجمته في «النور السافر» ص (362- 363) .
[2]
أقول: هذا من المبالغات في الكرامات، فإنه لا يعلم الغيب إلّا الله تعالى. (ع) .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 50- 51) .
[4]
جاء في «معجم الألفاظ التاريخية» للعلّامة الشيخ محمد أحمد دهمان رحمه الله ما نصه:
[5]
في «آ» و «ط» : «آخر» والتصحيح من «الكواكب السائرة» مصدر المؤلّف.
[6]
لفظة «في» سقطت من «ط» .
وكان إليه المنتهى بالزّجل، والموّال، والموشحات، وقال فيه أستاذه أبو الفتح:
ظهرت لماميّة الأديب فضيلة
…
في الشّعر قد رجحت بكلّ علوم
لا تعجبوا من حسن رونق نظمه
…
هذا إمام الشّعر ابن الرّومي
وجمع لنفسه «ديوانا» وجعل تاريخ جمعه قوله: وَأْتُوا الْبُيُوتَ من أَبْوابِها 2: 189 [البقرة: 189] ، وذلك سنة إحدى وسبعين وتسعمائة. وله التواريخ التي لا نظير لها، كقوله في تاريخ عرس:
هنّئتم بعرسكم
…
والسّعد قد خوّلكم
وقد أتى تأريخه [1]
…
نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ 2: 223 [2]
ولقد أحسن في قوله:
قل لقوم ضلّوا عن الرّشد لمّا
…
أظهروا منهم اعتقادا خبيثا
كيف تنبي عن القديم عقول
…
لا يكادون يفقهون حديثا
وتوفي في ذي الحجّة من هذه السنة أو في محرّم التي بعدها، ودفن بباب الفراديس بالقرب من قبري: ابن مليك، وأبي الفتح المالكي.
وفيها محمد باشا الوزير [3] وزير السلطان سليمان ثم السلطان سليم ثم السلطان مراد وقف الطاحون خارج باب الفراديس وغيرها على المقرئة وتوفي شهيدا بالقسطنطينية.
[1] أي في حساب الجمّل كما أشار المؤلّف بعد ذلك.
[2]
وهو استعارة من قوله تعالى: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ 2: 223 (البقرة: 223) .
ومجموعها في حساب الجمل (969) .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 78) .