الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وخمسين وتسعمائة
فيها كان ترميم عمارة البيت الشريف- زاده الله تعظيما- وأرّخ ذلك الشيخ عبد العزيز الزّمزمي فقال:
وقد أتى تاريخ ترميمه
…
(رمّم بيت الله سلطاننا)[1]
وفيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن قاضي القضاة زين الدّين عبد الرحمن الحلبي الحنفي، الشهير بابن الحنبلي [2] وهو والد الشيخ شمس الدّين بن الحنبلي المؤرّخ المشهور، وسبط قاضي القضاة أثير الدّين بن الشّحنة.
قال ولده في «درّ الحبب» : ولد بحلب سنة سبع وسبعين وثمانمائة، واشتغل بها في الصرف، والنحو، والعروض، والمنطق، على العلاء بن الدمشقي المجاور بجامع المهمندار، وعلى الفخر عثمان الكردي، والزّين بن فخر النساء، وغيرهم، وجوّد الخطّ على الشيخ أحمد [بن] أخي الفخر المذكور، وألمّ بوضع الأوفاق العديدة، وتعلق بأذيال القواعد الرّملية والفوائد الجفرية، وأجازه البرهان الرّهاوي رواية الحديث المسلسل بالأولية، بعد أن سمعه منه بشرطه، وجميع ما تجوز له وعنه روايته، ثم ذكر أنه استجيز له باستدعاء والده جماعة كثيرون من المصريين، كالمحب بن الشّحنة، والقاضي زكريا، وغيرهما، وأنه سمع على البرهان بن أبي شريف ما اختصره من رسالة القشيري، وأنه لبس الخرقة القادرية من الشيخ
[1] مجموعة في حساب الجمّل (959) .
[2]
ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 1/ 50- 61) و «الكواكب السائرة» (2/ 81) و «معجم المؤلفين» (1/ 130) .
عبد الرزاق الكيلاني الحموي. قال: ثم لبستها أنا من يده، وذكر عنه أنه رأى في المنام شخصا باديا نصفه الأعلى من ضريح وهو يقول له: إذا وقعت في شدّة فقل: يا خضير يا خضير.
وأنه كان إذا حزبه أمر قال ذلك ففرّج عنه.
وذكر من تأليفه كتابه المسمى «ثمرات البستان وزهرات الأغصان» و «السلسل الرائق المنتخب من الفائق» وكتابا انتخبه من «آداب الرئاسة» سمّاه «مصابيح أرباب الرئاسة ومفاتيح أبواب الكياسة» وغير ذلك، وأنه توفي ليلة الأحد حادي عشر ذي القعدة.
وفيها زين الدّين زكريا المصري [1] العلّامة الشافعي، حفيد شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري.
أخذ العلم عن جدّه المذكور، والبرهان بن أبي شريف، والشيخ عبد الحقّ، والكمال الطويل، ولبس خرقة التصوف من جدّه، ومن سيدي علي المرصفي، وغيرهما.
وكان جدّه يحبه محبّة عظيمة.
وكان ذكيا، فطنا، خاشعا، أفتى، ودرّس.
قال الشعراوي: سافرت معه إلى مكّة سنة سبع وأربعين وهو قاضي المحمل، فكان يقضي بالنهار ولا يملّ من الطوال بالليل، كثير الصّدقة والافتقاد لفقراء الركب.
وتوفي في شوال بالقاهرة، ودفن خارج باب النصر تجاه مقام السيدة زينب.
وفيها عثمان بن عمر الشيخ المعمّر الحلبي الشافعي، المعروف بابن شيء لله [2] .
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 145) .
[2]
ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 2/ 887- 888) و «الكواكب السائرة» (2/ 190) .
حفظ القرآن العظيم، وتفقّه على الفخري عثمان الكردي، والبرهاني فقيه اليشبكية، وحجّ، وانتفع به الطلبة.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن حسن الدمشقي [1] المعروف بابن الشيخ حسن.
كان من أهل الفضل والعلم والصلاح، وكان خطيبا بجامع الأفرم، وأخذ عن جماعة، منهم البدر الغزّي، حضر دروسه بالشامية وغيرها كثيرا.
وفيها نجم الدّين محمد بن محمد بن عبيد [2] الشيخ الفاضل الصّالح الواعظ، ابن الشيخ الصّالح المقرئ المجيد الضرير، إمام مسجد الباشورة.
توفي يوم الجمعة بعد العصر سادس عشري القعدة.
وفيها قاضي القضاة نظام الدّين أبو المكارم يحيى بن يوسف بن عبد الرحمن الحلبي التّادفي الحنبلي القادري [3] سبط الأثير بن الشّحنة، وهو عمّ ابن الحنبلي شقيق والده.
ولد سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وتفقه على أبيه [4] وبعض المصريين، وأجاز له باستدعاء من أبيه [4] وأخيه جماعة من المصريين، منهم المحبّ بن الشّحنة، والقاضي زكريا، والبرهان القلقشندي، والدّيمي، والخيضري، وغيرهم، وقرأ بمصر على المحبّ بن الشّحنة، والجمال بن شاهين سبط بن حجر جميع مجلس البطاقة سنة سبع وثمانين، ثم لما عاد والده إلى حلب متوليا قضاء الحنابلة ناب عنه فيه وسنّه دون العشرين، فلما توفي والده أوائل سنة تسعمائة استقلّ بالقضاء بعده، وبقي إلى أن انصرمت دولة الجراكسة، وكان آخر قاض حنبلي بها بحلب، ثم ذهب بعد ذلك إلى دمشق، وبقي بها مدة، ثم استوطن مصر. وولي
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 10) .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 20) .
[3]
ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 2/ 548- 554) و «الكواكب السائرة» (2/ 260) و «الأعلام» (8/ 187) .
[4]
ما بين الرقمين سقط من «آ» .
بها نيابة قضاء الحنابلة بالصالحية النجمية وغيرها، وحجّ منها وجاور، ثم عاد إلى حكمه.
وكان لطيف المعاشرة، حسن الملتقى، حلو العبارة، جميل المذاكرة، يتلو القرآن العظيم بصوت حسن ونغمة طيبة، وتوفي بالقاهرة، رحمه الله تعالى.