الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وعشرين وتسعمائة
فيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن قاسم بن محمد، الشهير بابن الكيّال [1] الدمشقي الشافعي الفاضل المحدّث.
توفي يوم الثلاثاء حادي عشر صفر، ودفن بمقبرة باب الصغير. قاله في «الكواكب» .
وفيها شهاب الدّين أحمد بن علي بن إبراهيم [2] الباعوني [3] الأصل من قرية باعونة بالموصل الحلبي المولد والدار والوفاة الشاعر، المعروف بابن الصوّاف، والمعروف أبوه بالصّغير- بالتصغير-.
كان أديبا شاعرا، ذكره جار الله بن فهد في رحلته إلى حلب سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، وذكره في «معجم الشعراء» الذين [4] سمع منهم الشعر.
وأنشد له [5] :
روحي الفداء لذي لحاظ قد غدت
…
بسوادها البيض الصّحاح مراضا
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 109) ، و «متعة الأذهان» (ق 26) .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (2/ 257) ، و «در الحبب» (1/ 1/ 141) ، و «الكواكب السائرة» (1/ 139) .
[3]
في «در الحبب» : (الباغوزي الأصل- من باغوزا: قرية من قرى الموصل
…
المعروف بابن الصّوّا) .
[4]
في «أ» : (الذي) وهو خطأ.
[5]
البيتان في «الكواكب» (1/ 139) ، و «در الحبب» (1/ 144) .
كالغصن قدّا والنّسيم لطافة
…
والياسمين ترافة [1] وبياضا
وله قصيدة التزم فيها واوين أول كل بيت وآخره مطلعها [2] :
وواد به [3] الغيد الحسان قد استووا
…
وورد ظباء الحيّ في ظلّه ثووا
توفي بالحريق في داره بحلب.
وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر الشهير بابن بريّ الخالديّ البابي الحلبي ثم الدمشقي [4] الحنفي الصّوفي.
ولد في ثالث صفر سنة أربعين وثمانمائة، وكان من أعيان الناس الصلحاء.
وتوفي بدمشق يوم الأحد سادس عشر [5] رجب ودفن بمقبرة الحمرية.
وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن جماعة المقدسي الشافعي [6] العلّامة شيخ الصّلاحية بالقدس الشريف.
توفي بالقدس في هذه السنة، وصلّي عليه وعلى الشيخ عبد القادر الدشطوطي غائبة بجامع بني أمية بدمشق يوم الجمعة ثاني عشر رمضان. قاله في «الكواكب» .
وفيها الشيخ زين الدّين عبد القادر بن محمد الشيخ الصالح المعمّر المعتقد المجرّد العفيف العارف بالله تعالى الدّشطوطي [7] كذا ضبطه العلائي، وضبطه السخاوي في «الضوء» الطشطوطي- بطاءات مهملات بينهما شين معجمة وواو، نسبة إلى دشطوط من قرى الصعيد-.
[1] في «ط» : «براقة» وفي «الكواكب» : (تراقة) وكلاهما تحريف، وما أثبته عن «در الحبب» . وترف النبات تروى «لسان العرب» (ترف) .
[2]
البيت في «در الحبب» (1/ 1/ 141) ، وفي «الكواكب» (1/ 139) .
[3]
في «أ» : (فيه) ولا يستوي بها الوزن.
[4]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 128) .
[5]
في «أ» : «عشري» وليست اللفظتان في «الكواكب» .
[6]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 232) .
[7]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 246- 250) ، وفي «الضوء اللامع» (4/ 300- 301) .
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» : هو المعروف بالكرامات المشهورة بخوارق الآيات البينات والكشف العام والقبول التام عند الملوك فمن سواهم من الأعلام ذوو الصّفات التي اشتهرت والعجائب التي بهرت عند ما ظهرت.
كان ضريرا وعمّر جوامع بمصر وقرارها، ووقف الناس عليها [1] أوقافا كثيرة، ومن كلامه أوصيك بعدم الالتفات لغير الله تعالى في شيء من أمر الدّارين، فإن جميع الأمور لا تبرز إلّا بأمره فارجع فيها لمن قدرها.
وقال: إذا استحكمت هيبة الله في قلب عبد أخذ عن إدراك التكليف، وقامت به حالة حالت بينه وبين الحركة والصّلاة، وصار عليه كل بلاء أهون من صلاة ركعتين.
وقال في بعض الكتب المنزلة يقول الله: «يا عبدي لو سقت لك ذخائر الكونين فنظرت بقلبك إليها طرفة عين فأنت مشغول عنّا لا بنا» .
وكان صاحيا لكنه حافيا مكشوف الرأس، عليه جبّة حمراء، وكان لقبه بين الأولياء صاحب مصر. توقف النيل ثم هبط أيام الوفاء ثلاثة أذرع فخاض في البحر وقال: اطلع بإذن الله فطلع فورا، فاقتتل الناس عليه يتبركون به، وحجّ ماشيا حافيا طاويا، فلما وصل باب السلام وضع خدّه على العتبة فما أفاق، إلّا بعد ثلاث، وكان يرى مع الدليل تارة ومع السّاقة أخرى ويخفي ويظهر، وكان قايتباي إذا زاره يمرّغ وجهه على أقدامه. وقال: طلبت من الله مقام الحضور بين يديه فتجلى لي من حضرته أمر ذابت منه مفاصلي، وصرت أطلب طلوع روحي فما أجاب، فتوسلت بالمصطفى صلى الله عليه وسلم فرحمني وأسدل عليّ الحجاب. ولما عمّر القبة التي دفن بها بزاويته صار يقول للشيخ جلال الدّين البكري: أسرع فالوقت قرب، وقال له:
لا تجعل لأحد من الشهود والقضاة وظيفة في زاويتي إنما جعلت وقفها [2] لمكشفي الركب من كل مقيم ووارد. انتهى
وبالجملة فمناقبه كثيرة.
وترجمه الحافظ السيوطي بالولاية، وألّف بسببه تأليفا في تطور الولي ذكر في أوله أن سبب تأليفه أن رجلين من أصحاب الشيخ المذكور حلف كل واحد منهما أن الشيخ عبد القادر بات عنده ليلة كذا، فرفع إليه سؤال في حكم المسألة. قال:
فأرسلت إلى الشيخ عبد القادر وذكرت له القصة، فقال: لو قال أربعة إني بتّ عندهم لصدقوا.
قال السيوطي: فأجبت بأنه لا يحنث واحد منهما، ثم حمل ذلك على تطور الولي وهو جزء لطيف حافل نقل فيه كلام فحول العلماء، كابن السبكي، والقونوي، وابن أبي المنصور، وعبد الغفّار القوصي، واليافعي رضي الله تعالى عنهم وعنه.
وفيها قوام الدّين أبو يزيد [1] محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن نصر [2] بن عمر بن هلال الحبيشي الأصل الحلبي الشافعي العلّامة.
قال في «الكواكب» : كان عالما فاضلا مناظرا، له حدة في المناظرة، وذكاء مفرط، وحفظ عجيب، حفظ «الشاطبية» وعرضها بحلب سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة، وسافر مع أبيه إلى بيت المقدس فعرض أماكن منها، ومن «الرائية» على إمام الأقصى عبد الكريم بن أبي الوفا، ثم جاور بمكة سنين، واشتغل بها، وسمع مع أبيه على الحافظ السخاوي، ثم عاد من مكة إلى حلب، واشتغل على عالمها البدر السّيوفي، فقرأ عليه «الإرشاد» لابن المقري، وسمع بقراءته الشيخ زين الدّين بن الشمّاع، ودرّس بجامع حلب ووعظ به، وكان يأتي في وعظه بنوادر الفوائد. وسرد مرّة النّسب النّبوي طردا وعكسا، ثم أعرض عن ذلك وصار صوفيا بسطاميا كأبيه يلف المئزر ويرخي له عذبة رعاية للسّنّة، وكانت وفاته في حياة أبيه في شوال بحلب. انتهى
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (7/ 191- 193) ، و «در الحبب» (1/ 2/ 155- 157) ، و «الكواكب السائرة» (1/ 27) .
[2]
في «أ» : «مضر» وكذا هي في «در الحبب» .