الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وثلاثين وتسعمائة
فيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر البقاعي [1] الحنبلي ثم الشافعي، العارف بالله تعالى.
ولد في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وثمانمائة، وقرأ على البدر الغزّي في الأصول، والعربية، وغير ذلك، وقرأ عليه «البخاري» كاملا في ستة أيام أولها يوم السبت حادي عشري شهر رمضان سنة ثلاثين وتسعمائة، و «صحيح مسلم» كاملا في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين في خمسة أيام متفرقة في عشرين يوما، وقرأ عليه نصف «الشفا» الأول وغير ذلك، وترجمه البدر بأنه كان من الأولياء الذين لا يعلمون بأنفسهم.
وتوفي شهيدا بالبطن يوم الثلاثاء حادي عشر شعبان.
وفيها المولى برهان الدّين إبراهيم الحسيب النّسيب [2] أحد موالي الرّوم الحنفي.
كان والده من سادات العجم.
رحل إلى الرّوم، وتوطن قرية من قرى أماسية يقال لها قريكجه، وكان من أكابر أولياء الله تعالى، وله كرامات وخوارق، منها أنه كفّ بصره في آخر عمره، فكشف ولده السيد إبراهيم المذكور رأسه بين يديه يوما، فقال له: يا ولدي لا تكشف رأسك ربما يضرّك الهواء البارد، فقال له ولده: كيف رأيتني وأنت بهذه الحالة، قال: سألت الله أن يريني وجهك، فمكنني من ذلك، فصادف نظري
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 75) .
[2]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (185- 187) و «الكواكب السائرة» (2/ 83- 84) .
انكشاف رأسك، ونشأ ولده المذكور في حجره بعفّة وصيانة، ورحل في طلب العلم إلى مدينة بروسا، فقرأ على الشيخ سنان الدّين، ثم اتصل بخدمة المولى حسن السّاموني، ثم رغب في خدمة المولى خواجه زاده، ثم ولي التدريس حتّى صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيد كل يوم بمائة عثماني على وجه التقاعد، ولما جلس السلطان سليم على سرير الملك اشترى له دارا في جوار أبي أيوب الأنصاري [1] والآن هي وقف وقفها السيد إبراهيم على من يكون مدرّسا بمدرسة أبي أيوب، وكان مجرّدا لم يتزوج في عمره بعد أن أبرم عليه والده في التزوج، وكان منقطعا عن الناس للعلم والعبادة، زاهدا، ورعا، يستوي عنده الذهب والمدر، ذا عفّة، ونزاهة، وحسن سمت، وأدب، واجتهاد، ما رؤي إلا جاثيا على ركبتيه، ولم يضطجع أبدا مع كبر سنّه.
وكان طويل القامة، كبير اللحية، حسن الشيبة، يتلألأ وجه نورا، متواضعا، خاشعا، يرحم الصغير ويجلّ الكبير، ويكثر الصدقة. وكفّ في آخر عمره ثم عولج فأبصر ببعض بصره.
وتوفي في هذه السنة ودفن عند جامع أبي أيوب الأنصاري، رحمه الله تعالى.
وفيها المولى جلال الدّين الرّومي الحنفي الفاضل [2] خدم المولى محمد بن الحاج حسن، ثم صار مدرّسا بمدرسة المولى المذكور بالقسطنطينية، ثم صار قاضيا بعدة من البلاد، ثم تقاعد بخمسة وثلاثين عثمانيا، وصرف جميع أوقاته في العلم والعبادة.
وكان محقّقا مدقّقا، ذا شيبة نيّرة، بقية من الصالحين.
وفيها داود بن سليمان القصيري [3] الشافعي الفقيه البارع، أخو الشيخ عبده [4] .
[1] أي في جوار جامعه باستانبول.
[2]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (279- 280) و «الكواكب السائرة» (2/ 133) .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 142) .
[4]
في «آ» و «ط» و «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف: «أخو الشيخ عبدو» والصواب في كتابة اللفظة ما أثبته.
وأخذ الفقه عن جماعة وبرع فيه [1] .
وفيها عبد الرزاق التّرابي المصري [2] الشيخ الصّالح الورع الزّاهد.
أخذ الطريق عن سيدي على النّبتيتي، وسيدي أحمد التّرابي، والشيخ نجا النّبتيتي، وكان على قدم عظيم من الزّاهد والورع، وأقبل الناس عليه بالاعتقاد بعد موت شيخه الشيخ نجا، وله رسالة، في الطريق، ونظم لطيف.
انتقل من الرّيف إلى مصر، وأقام بها مدة، ثم انتقل إلى الجيزة [3] فأقام بها إلى أن مات.
ومن كراماته أنه طلع مرة إلى الأمير خير بك والي مصر في شفاعة فلم يقبلها وأغلظ على [4] الشيخ فخرجت له تلك الليلة جمرة ومات منها بعد سبعة أيام.
وفيها الشيخ عبيد الدّنجاوي ثم البلقيني المصري [5] العارف بالله تعالى، أحد أصحاب الشيخ محمد الكواكبي [6] الحلبي.
دخل مصر من قبل الشام في زمن السلطان قايتباي.
وكان يعتقده أشد الاعتقاد، وكانت وظيفته خدمة شيخه المذكور، حتّى كان في كاهله أثر من حمل الماء وغيره على ظهره، وكان مشغولا بالخدمة، لا يحضر مع أصحاب شيخه أورادهم قطّ، فلما حضرت شيخه الوفاة تطاول ذو الهيئات للإذن فلم يلتفت إلى أحد منهم، وقال: هاتوا عبيد فأذن له بحضرتهم فحسدوه، وكادوا يقتلونه، فسافر إلى مصر ودخلها مجذوبا عريان ليس عليه سوى سراويل وطرطور، وكلاهما من جلد، ثم ذهب إلى الصعيد، وأقام بها مدة، ثم سكن بلقين، وعمّر
[1] لفظة «فيه» سقطت من «آ» .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 167- 168) .
[3]
تحرفت اللفظة في «آ» إلى الجزيرة.
[4]
تحرفت اللفظة في «آ» إلى «عليه» .
[5]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 189- 190) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (2/ 146- 147) .
[6]
تحرفنت في «ط» إلى «الكوكبي» .
بها زاوية، وأقبل الناس عليه من سائر الآفاق، ونزل السلطان إلى زيارته، ثم سكن في [1] مصر في الزاوية الحلاوية عمرها له الغوري، وكان ينزل هو وولده إلى زيارته، ثم ترك لباس الجلد وصار يلبس الملابس الفاخرة كملابس الملوك، وكان له سبعة نقباء لقضاء حوائج الناس عند السلطان فمن دونه، وكان لا تردّ له كلمة ولا شفاعة، وكان لا يردّ سائلا قطّ، ومن سأله درهما أعطاه ما يساوي خمسين دينارا أو ما يقرب منها.
وتوفي في جمادى الأولى.
وفيها قاضي القضاة نجم الدّين محمد بن شيخ مشايخ الإسلام تقي الدّين أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف بن قاضي عجلون [2] الشافعي الإمام العلّامة.
ولد بدمشق سابع عشر شوال سنة أربع وسبعين وثمانمائة، واشتغل على والده، ودرّس عنه نيابة بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر، وولي خطابة جامع يلبغا، وفوض إليه قاضي القضاة شهاب الدّين بن الفرفور نيابة الحكم يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى سنة أربع وتسعمائة، ولما رحل [3] مع أبيه إلى القاهرة- في حادثة محبّ الدّين ناظر الجيوش- ولّاه الغوري قضاء القضاة بالشام استقلالا، وذلك في سنة أربع عشرة، واعتقل بقلعة دمشق في جامعها عشية الخميس تاسع عشري جمادى الآخرة سنة خمس عشرة، ثم عزل في ثاني [ذي] القعدة منها، وأعيد القاضي ولي الدّين بن الفرفور.
وتوفي القاضي نجم الدّين ليلة الثلاثاء عاشر ربيع الثاني ودفن عند والده بتربة باب الصغير.
وفيها شمس الدّين محمد بن علي بن أحمد بن سالم الجناجي- بجيمين
[1] لفظة «في» سقطت من «آ» .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (8/ 161) و «متعة الأذهان» الورقة (74/ ب) و «الكواكب السائرة» (2/ 21) .
[3]
كذا في «آ» : «رحل» وفي «ط» : «رجع» وفي «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف: «دخل» .
الأولى مضمومة، بينهما نون خفيفة، نسبة لجناج قرية بين البحرارية وسنهور من الغربية [1]- ثم القاهري الأزهري المكّي المالكي، وربما عرف بمكّة بابن وحشي.
ولد سنة ستين وثمانمائة تقريبا، وحفظ القرآن [العظيم، ونحو النصف الأول من مختصر الشيخ خليل، ومن «ألفية النحو» . واشتغل في الفقه][2] والعربية على السّنهوري وغيره، وقرأ على الدّيمي «البخاري» وسمع على الكمال بن أبي شريف في «مسلم» وعلى الشاوي في «البخاري» بحضرة الخيضري. كذا ذكره السخاوي.
قال وحجّ غير مرة، ولقيني في سنة سبع وتسعين بمكّة، فقرأ عليّ «الموطأ» ونحو النصف من «الشفا» بسماع باقيه، ولازمني في غير ذلك سماعا وتفهما. انتهى باختصار.
وتوفي بمكة المشرّفة في ربيع الثاني ودفن بالمعلاة.
وفيها القاضي رضي الدّين أبو الفضل محمد بن رضي الدّين محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن بدري بن عثمان بن جابر بن ثعلب بن ضوي بن شدّاد بن عاد بن مفرّج بن لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب بن جحيش بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب [3] . كذا ساق نسبه حفيده النجم في «الكواكب» وقال: الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، المحقّق المدقّق العمدة العلّامة الحجّة الفهّامة الغزّي الأصل الدمشقي المولد والمنشأ والوفاة، العامري القرشي الشافعي، جدّي لأبي.
ولد في صبيحة اليوم العاشر من ذي القعدة سنة اثنتين وستين وثمانمائة، وتوفي والده شيخ الإسلام [رضي الدّين أبو البركات، وسنّه إذ ذاك دون السنتين، وأسند وصايته إلى شيخ الإسلام][4] زين الدّين خطاب بن عمر بن مهنّا الغزاوي
[1] وقال ابن الجيعان: جناج قرية من أعمال الغربية في مصر. انظر «التحفة السنية» ص (175) .
[2]
ما بين القوسين سقط من «آ» .
[3]
ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (93/ آ- 93/ ب) و «الكواكب السائرة» (2/ 3- 6) و «الأعلام» (7/ 56) .
[4]
ما بين القوسين سقط من «ط» .
الشافعي شيخ الشافعية بدمشق، فربّاه أحسن تربية، إلى أن ترعرع، وطلب العلم بنفسه، مشمّرا عن ساق الاجتهاد، مؤثرا لطريقة التصوف ومنعزلا عن الناس في زاوية جدّه لأمّه سيدي الشيخ أحمد الأقباعي بعين اللؤلؤة خارج دمشق، إلى أن برع في علمي الشريعة والحقيقة، ولازم الشيخ خطاب مدة حياته، وتفقّه عليه وانتفع به ثم تزوج ابنته بالتماس منه، ولزم أيضا الشيخ محبّ الدّين محمد البصروي، فأخذ عنه الفقه والحديث والأصول والعروض، ثم لزم الشيخ برهان الدّين الزرعي، وأخذ عنه الحديث وغيره، وولده الشيخ شهاب الدّين أحمد، وأخذ عنه المعقولات، والمعاني، والبيان، والعربية، وتفقّه أيضا بالبدر بن قاضي شهبة، والشيخ شمس الدّين محمد بن حامد الصّفدي، وغيرهم.
وكان- رحمه الله تعالى- ممن قطع عمره في العلم طلبا وإفادة وجمعا وتصنيفا.
أفتى ودرّس، وولي القضاء نيابة عن قريبه القطب الخيضري وسنّه إذ ذاك دون العشرين سنة، ثم عن الشّهاب بن الفرفور، ثم عن ولده القاضي ولي الدّين بعد أن تنزه عن الحكم، ثم ألزم به من قبل السلطان سليم خان، وباشر مدة ولايته القضاء بعفّة، ونزاهة، وطهارة يد ولسان، وقيام في الحقّ، لا يحابي أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم، وهو آخر قضاة العدل.
وممن أخذ عنه ولده شيخ الإسلام بدر الدّين، وأبو الحسن البكري، وأمين الدّين بن النجّار المصري، والسيد عبد الرحيم العبّاسي، والبدر العلائي، وغيرهم.
ومن مؤلفاته «الدرر اللوامع نظم جمع الجوامع» في الأصول، و «ألفية في التصوف» سمّاها «الجوهر الفريد في أدب الصوفي والمريد» و «ألفية» في اللغة نظم فيها «فصيح ثعلب» و «ألفية» في علم الهيئة. و «ألفية» في علم الطب، و «منظومة» في علم الخطّ. ونظم رسالة السيد الشريف في علمي المنطق والجدل، ووضع على نظمه شرحا نفيسا، وألف «مختصرا» في علمي المعاني
والبيان، سمّاه ب «الإفصاح عن لب الفوائد والتلخيص والمصباح» [1] ، ووضع عليه شرحا حافلا، وشرح «أرجوزة البارزي» في المعاني والبيان، و «شرح عقيدة جمع الجوامع» و «نظم عقائد الغزالي» وعقائد لبعض الحنفية، و «نخبة الفكر» لابن حجر في علم الحديث، و «قلائد العقيان في مورثات الفقر والنسيان» للشيخ إبراهيم النّاجي، وألّف كتاب «الملاحة في علم الفلاحة» وغير ذلك.
ومن شعره:
ما كان بكر علومي قطّ يخطبها
…
إلا ذوو جدّة بالفضل أكفاء
وغضّ منه ذوو جهل [2] معاندة [3]
…
والجاهلون لأهل العلم أعداء
وتوفي في شوال عن ثلاث وسبعين سنة، ودفن بمقبرة الشيخ رسلان. انتهى باختصار.
وفيها شمس الدّين أبو البركات محمد بن العلّامة شمس الدّين محمد بن حسن البابي الأصل الحلبي، الشهير كأبيه بابن البيلوني [4] وبإمام السفاحية.
سمع بقراءة أبيه على الكمال بن الناسخ من أول «صحيح البخاري» إلى تفسير سورة مريم، وسمع على الزين بن الشّماع «الشمائل للترمذي» وأجازا له، وقرأ على العلاء الموصلي في «شرح الألفية» لابن عقيل، ودرّس بالحجازية. وكان له حظوة عند قاضي حلب عبيد الله سبط ابن الفناري، وكان له حركة وسعي في تحصيل الدنيا، فعرض له شيخه ابن الشّمّاع في ذلك، فذكر أنه إنما يطلب الدنيا للاكتفاء عن الحاجة إلى الناس، والاستعانة على الاشتغال بالعلم، والتوسعة على المحتاجين في وجوه البرّ.
وتوفي بمنبج وهو دون الأربعين، ودفن وراء ضريح سيدي عقيل المنبجي.
[1] في «ط» : «والمفتاح» وهو خطأ، وانظر «كشف الظنون» (1/ 132- 133) .
[2]
لفظة «جهل» سقطت من «آ» .
[3]
تحرفت في «ط» إلى «معازرة» .
[4]
ترجمته في «در الحبب» (2/ 1/ 365- 366) و «الكواكب السائرة» (2/ 8) .
وفيها شهاب الدّين محمد الحلبي [1] المصري [2] الإمام العالم.
توفي في أوائل هذه السنة.
وفيها محيي الدّين محمد، الشهير بابن قوطاس المولى الفاضل الرّومي الحنفي [3] .
كان أبوه من بلاد العجم، ودخل الرّوم، وصار قاضيا ببعض بلادها، واشتغل ابنه هذا على جماعة، منهم المولى ابن المؤيد، والمولى محمد بن الحاج حسن، ثم ولي التداريس حتّى درّس بإسحاقية إسكوب، ثم بمدرسة محمود باشا بالقسطنطينية.
وتوفي وهو مدرّس بها.
وكان فاضلا محقّقا مجتهدا في العبادة ملازما تلاوة القرآن طارحا للتكلّف، رحمه الله تعالى.
وفيها شمس الدّين محمد الحصني السيد الحسيب النّسيب، قريب شيخ الإسلام تقي الدّين الحصني [4] .
رحل إلى القاهرة وأقام بها مدة، وتوفي بها.
وكان إماما علّامة، صالحا، رحمه الله تعالى.
وفيها محمود بن مصطفى بن موسى بن طليان القصيري الأصل الحلبي المولد الحنفي المشهور بابن طليان [5] .
ولي خطابة الجامع الكبير بحلب في أوائل الدولة العثمانية، وكان فقيها جيدا يصدع بالحقّ ولا يخاف في الله لومة لائم، لكن كان عنده حدّة، وحجّ في آخر عمره.
[1] تحرفت اللفظة في «ط» إلى «الحليبي» .
[2]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 68) .
[3]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (278- 279) .
[4]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 68) .
[5]
ترجمته في «در الحبب» (2/ 1/ 443- 444) و «الكواكب السائرة» (2/ 248) و «إعلام النبلاء» (5/ 438) وفي بعض المصادر: «ابن طيلان» .
وتوفي في شهر رمضان.
وفيها المولى مصلح الدّين مصطفى بن خليل [1] والد صاحب «الشقائق النعمانية» .
ولد ببلدة طاش كبري سنة خمس وخمسين وثمانمائة، وهي السنة التي فتحت فيها قسطنطينية، وقرأ على والده، ثم على خاله المولى التكشاري، ثم على المولى درويش بن المولى خضر شاه المدرّس بسلطانية بروسا، ثم على المولى بهاء الدّين المدرّس بإحدى الثمانية، ثم على المولى ابن مغنيسا [2] ، ثم على المولى قاضي زاده، ثم على المولى علاء الدّين العربي، ثم على المولى خواجه زاده، ثم درّس بالأسدية ببروسا، ثم بالمدرسة البيضاء بأنقرة، ثم بالسيفية بها، ثم بإسحاقية إسكوب، ثم بحلبية أدرنة، ثم صار معلّما للسلطان سليم خان، ثم أعطي تدريس السلطانية ببروسا، ثم إحدى الثمانية، ثم صار قاضيا بحلب، ثم استعفى من القضاء، وعرض وصية والده له في ذلك على السلطان.
وكان عالما، زاهدا، عابدا متأدبا، مشتغلا بنفسه، معرضا عن الدنيا، وله رسائل وحواش على نبذ من «شرح المفتاح» ورسالة في الفرائض، وغير ذلك، رحمه الله تعالى.
[1] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (231- 233) و «الكواكب السائرة» (2/ 251) .
[2]
تحرفت في «آ» إلى «ابن مغيثا» وفي «ط» إلى «ابن مغيسا» والتصحيح من مصدري الترجمة.