الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة
فيها توفي العلّامة عبد الله بن أحمد الفاكهي المكّي الشافعي النحوي [1] قال في «النور» : أمه أم ولد حبشية وولد سنة تسع وتسعين وثمانمائة وكان من كبار العلماء، مشاركا في جميع العلوم، وله مصنّفات مفيدة، منها «شرح الأجرومية» و «شرح على متممتها» [2] للحطّاب أجاد فيها [3] كل الإجادة، وشرح على «قطر ابن هشام» [4] في غاية الحسن، وصنّفه عام ستة عشر وتسعمائة، وعمره حينئذ ثمان عشرة سنة [5] . ولما سار إلى مصر وجد جماعة يقرؤونه وقد أشكل عليهم محلّ منه، فأجاب عن الإشكال، فلم يثقوا بالجواب لعدم علمهم بأنه مصنّفه حتّى أخبرهم أنه هو الشارح، واستشهد على ذلك من كان هناك من المكّيين و «شرح الملحة» واستنبط حدودا للنحو في نحو كراسة ثم شرحها أيضا في كراريس ولم يسبق إلى مثل ذلك.
وبالجملة فإنه لم يكن له نظير في زمانه في علم النحو، فإنه كان فيه آية من آيات الله تعالى. انتهى ملخصا وفيها عبد الله بن عمر بن عبد الله بن أحمد مخرمة اليمني الشافعي [6] .
[1] ترجمته في «النور السافر» ص (277- 278) و «الأعلام» (4/ 69) و «معجم المؤلفين» (6/ 28) .
[2]
في «آ» و «ط» : «متمميها» وما أثبته من «النور السافر» مصدر المؤلف.
[3]
في «ط» : «فيهما» .
[4]
المعروف ب «قطر الندى» .
[5]
لفظة «سنة» سقطت من «ط» .
[6]
ترجمته في «النور السافر» ص (278- 279) و «الأعلام» (4/ 110) و «معجم المؤلفين» (6/ 95) .
أخذ عن والده وعمّه العلّامة الطّيب، والقاضي عبد الله باسرومي، وكان يقول: إني استفدت من هذا الولد أكثر مما استفاد مني، وجدّ واجتهد، حتى برع، وانتصب للتدريس والفتوى، وصار عمدة يرجع إلى فتواه، وانتهت إليه رئاسة العلم والفتوى في جميع جهات اليمن، وقصد بالفتاوى من الجهات النازحة والأقاليم البعيدة، وأخذ عنه الأعلام، منهم محمد بن عبد الرحيم باجابر، وأبحاثه في كتبه وأجوبته تدلّ على قوة فطنته وغزارة مادته، وكانت تغلب عليه الحرارة حتّى على طلبته، وكان فيه على ما قيل بأو [1] مفرط، والكمال لله.
وكان ناثرا، ناظما، فصيحا، مفوها.
ومن تصانيفه كتاب ينكّت فيه على «شرح المنهاج» للهيتمي في مجلدين، و «فتاوى» في مجلد ضخم، و «المصباح لشرح [2] العدة والسلاح» و «شرح الرحبية» و «ذيل على طبقات الشافعية» للإسنوي، ورسالتان في الفلك والميقات، ورسالة في الربع المجيب، وغير ذلك.
ومن شعره:
قلت: سلام الله من مغرم
…
ما إن سلا عنكم فقالوا سلا
فقلت هل ترضون لي وقفة
…
قالوا فما تطلب قلت الكلا
ومنه:
الواو من صدغه في العطف يطمعني
…
والسّيف من لحظه يومي إلى العطب
فحينما حرت قام الهجر ينشدني
…
السّيف أصدق أنباء من الكتب [3]
ومنه:
قالت: أراك من الذكا في غاية
…
جلّت عن الإسهاب والإطناب
[1] البأو: الكبر والفخر. انظر «لسان العرب» (بأي) .
[2]
لفظة «الشرح» سقطت من «آ» .
[3]
الشطر الثاني من البيت مستعار من البيت الشهير لأبي تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب
…
في حدّه الجدّ بين الجدّ واللعب
فعلام تبدي في الأمور تغابيا
…
فأجبت: سيّد قومه المتغابي
وتوفي بعدن ليلة الاثنين لعشر مضت من رجب عن خمس وستين سنة.
وفيها السّيّد الشريف عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان العبّاسي البيروتي ثم الدمشقي الصوفي [1] .
قال في «الكواكب» : جاور بمكة نحو عشرين سنة، وكان يعتمر كل يوم مرة أو مرتين مع كبر سنه، وربما اعتمر في اليوم والليلة خمس مرات، قيل: كان يطوف في اليوم والليلة مائة أسبوع [2] ولم يزل على [2] الصوم والعبادة إلى أن توفي بمكّة ودفن بالمعلاة.
وفيها شمس الدّين محمد الطّبلني- بضم الطاء المهملة والباء الموحدة وإسكان اللام، ثم نون نسبة إلى طبلنة قرية من قرى تونس- المغربي المالكي [3] الإمام العلّامة، تلميذ الشيخ مغوش.
برع في العربية والمنطق، وشرح «مقامات الحريري» ، وحشّى «توضيح ابن هشام» .
وتوفي بطرابلس خامس عشر صفر.
وفيها المولى مصلح الدّين بن المولى محيي الدّين، المشتهر بابن المعمار الحنفي [4] الإمام العلّامة.
قال في «ذيل الشقائق» : توفي أبوه قاضيا بحلب، فوجه هو همته إلى العلوم، وقرأ على المولى محيي الدّين، الشهير بالمعلول، والشيخ محمد جوي زاده، ثم صار ملازما من المولى خير الدّين معلم السلطان سليمان، ثم تنقّل في
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 166- 167) .
[2]
ما بين الرقمين لم يرد في «ط» وكانت العبارة في «ط» على النحو التالي: «مائة أسبوع من الصوم والعبادة» .
[3]
ترجمته في «الكواكب السائرة» (2/ 77) .
[4]
ترجمته في «العقد المنظوم» ص (366- 368) و «معجم المؤلفين» (12/ 286) .
المدارس إلى أن قلّد قضاء برسا، ثم قضاء أدرنة، ثم قضاء قسطنطينية، ثم قضاء المدينة المنورة.
وكان عالما، عاملا، قليل الكبر، كثير الانشراح، محبّا للمفاكهة والمزاح، وقد علّق حواشي على «حاشية حسن جلبي على التلويح» و «حواش على الدّرر والغرر» ولم تتم، ولما انفصل عن المدينة المنورة وعاد وبلغ [1] مصر أدركته منيته في شوال. انتهى
[1] كان النص في «آ» و «ط» : «ولما انفصل عن المدينة المنورة وعاد، فلما بلغ» والتصحيح من «العقد المنظوم» مصدر المؤلف.