الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلى الله عليه وسلم من اناء واحد تختلف ايدينا فيه)) (1)
وصح: ((انه عليه الصلاة والسلام اغتسل أو توضأ من فضل ما اغتسلت فيه أم المؤمنين ميمونة من الجنابة)) (2) .
الفرع الثالث: تعارض الاتصال والانقطاع
قد يرد حديث ما بسند منقطع، ثم يرد نفس الاسناد من طريق آخر متصلا خاليا من الانقطاع؛ فتختلف لذلك أنظار المحدثين فيه: فمنهم من يرجح الرواية الموصولة، ومنهم من يرجح الرواية المنقطعة، وقد يتوقف بعضهم في ذلك.
والأكثر يعتبرون الوصل زيادة فاذا كان من ثقة قبل (3) .
لكن صنيع المحدثين يشعر بأنه: ليس لذلك ضابط بل قد تترجح الرواية المنقطعة اذا كان رواتها أكثر أو احفظ، وقد تترجح الرواية الموصولة اذا كان رواتها أكثر عددا أو اشد ضبطا وما الى غير ذلك من المرجحات (4) .
مثال ذلك:
حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر بن الخطاب، قال:((صلاة السفر وصلاة الفطر، وصلاة الأضحى، وصلاة الجمعة، ركعتان، تمام غير قصر على لسان نبيكم)) .
وقد اختلف العلماء في سماع عبد الرحمن بن أبي ليلى من عمر؛ وسبب
(1) أخرجه البخاري 1/74 رقم (261) ، ومسلم 1/176 رقم (321)
(2)
أخرجه مسلم 1/177 رقم (322) ، وابن أبي شيبة 1/33
(3)
انظر مقدمة الامام النووي في شرحه لصحيح مسلم 1/25
(4)
انظر نصب الراية 1/336 وجامع الترمذي 5/208 عقيب (2995) ، وكلام ابن المبارك عند النسائي في السنن الكبرى 1/632 عقيب (2072) وعلل ابن ابي حاتم 1/138
اختلافهم في ذلك: اختلافهم في تحديد مولده: فقد نقل بعضهم انه ولد لست سنين بقيت من خلافة عمر (1) .
بينما نقل آخرون: أنه ولد قبل ذلك، قال أبو نعيم:((ولد في خلافة الصديق او قبل ذلك، وحدث عن عمر)) (2) .
هكذا اختلف في سماعه: فالأثر منقطع على رأي من لا يثبت السماع، ومتصل على رأي من يثبت له السماع.
وقد أخرج الحديث أحمد (3) من طريق وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر، به.
وأخرجه ابن ماجه (4) ، والبيهقي (5) من طريق محمود بن بشر، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمر، به.
وهذا اسناده صحيح، وفيه زيادة كعب بن عجرة، زادها يزيد بن زياد بن أبي
(1) تاريخ بغداد 10/200، تهذيب التهذيب 6/261.
(2)
حلية الأولياء 4/353، وكذا جزم الذهبي في سير اعلام النبلاء 4/263 بنحو قول أبي نعيم
(3)
المسند 1/37، وأخرجه النسائي 3/183، والبيهقي 3/200 من طريق سفيان، به. وأخرجه ابن ماجه 1/338 رقم (1063) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/421، وأبو نعيم في الحلية 4/353 من طرق، عن زبيد، به.
(4)
السنن 1/388 رقم (1064)
(5)
السنن الكبرى 3/199.