الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
…
الحديث)) رواه البخاري (1) والبقرة مثل البعير؛ فان كلا منهما يطلق عليه بدنة في اللغة (2)
وذهب بعضهم الى أن البعير عن عشرة والبقرة عن سبعة. وهذا رواية عن سعيد بن المسيب (3) وحجته حديث ابن عباس، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فحضر الأضحى، فاشتركنا في البقر سبعة وفي الجزور عشرة (4) .
وذهب الجمهور الى أن كلا منهما يجزيء عن سبعة.
وبه قال أبو حنيفة، ومالك، وأحمد (5) .
وحجتهم حديث جابر السابق باللفظ المحفوظ، ويرجح هذا أنه آخر فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال مالك: لا يشترك في الدم الواحد، فالبعير كالشاة لا تجزيء الا عن واحد (6) . وما سبق حجة عليه.
نموذج للشذوذ في السند والمتن: وأثر ذلك في اختلاف الفقهاء
حديث: حيان بن عبيد الله، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1) الفتح 9/494
(2)
فقه الامام سعيد 2/306
(3)
الشرح الكبير 3/539.
(4)
اخرجه أحمد 1/275، وابن ماجه 2/1047 رقم (3131)، والترمذي 3/248 رقم (905) وقال:((حسن غريب))
(5)
المحلى 7/151، 152، المجموع 7/184، الشرح الكبير 3/538، الهداية 1/110
(6)
المحلى 7/151 و 152، الأشراف للبغدادي 1/246.
((بين كل أذانين صلاة الا المغرب)) أخرجه البزار (1) ، والدارقطني (2)
قال البزار: ((لا نعلم أحدا يرويه الا بريدة ولا رواه الا حيان وهو بصري مشهور)) .
أقول: هذا الحديث شاذ متنا وسندا والشذوذ جاء من قبل حيان بن عبيد الله (3) لتفرده بهذا الاسناد والمتن مع الزيادة كما نص عليه البزار.
قال الحافظ ابن حجر: ((وأما رواية حيان - وهو بفتح المهملة والتحتانية - فشاذة؛ لأنه وان كان صدوقا عند البزار وغيره لكنه خالف الحفاظ من أصحاب عبد الله بن بريدة في اسناد الحديث ومتنه)) (4) .
وقد بين لنا الشذوذ الامام البيهقي -رحمه الله تعالى- اذ قال: ((أخطأ فيه حيان بن عبيد الله في الاسناد والمتن جميعا، أما السند: فأخرجاه في الصحيح عن سعيد الجريري وكهمس عن عبد الله بن بريدة، عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بين كل أذانين صلاة، قال في الثالثة: لمن شاء، وأما المتن فكيف يكون صحيحا وفي رواية ابن المبارك عن كهمس في هذا الحديث قال: وكان ابن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين، وفي رواية حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا قبل المغرب ركعتين، وقال في الثالثة: لمن شاء)) (5) .
(1) كشف الاستار 1/334 رقم (693)
(2)
السنن 1/264
(3)
ترجمته في الميزان 1/623 الترجمة (2388)
(4)
فتح الباري 2/108.
(5)
نقله عنه شارح الدارقطني 1/264