الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سقوط رجل في الاسناد أسقطه المدلس ويكون هذا الساقط ضعيفا كما في تدليس الاسناد أو يكنيه بكنية غير الكنية التي اشتهر بها. أو يسمى من اشتهر بكنيته. أو يكني من اشتهر باسمه، أو يصفه بصفة غير الصفة التي اشتهر بها مما يوهم أنه رجل آخر وهذا هو تدليس الشيوخ. (1)
ثامنا: الانقطاع في السند أو الطعن في أحد رجال الأسناد عدالة أو ضبطا:
وهذا حسب ما ذكرت سابقا: من أن المراد هنا المعنى العام للعلة فهي لذلك تشمل القادح: الظاهر منه والخفي.
تاسعا: التفرد:
والتفرد بحد ذاته ليس علة في الخبر، وانما يكون أحيانا سببا من أسباب العلة، اذا لم يكن الراوي مبرزا في الحفظ، فالتفرد قد يلقي الضوء على وجود العلة وسوف يأتي لذلك مزيد بيان ان شاء الله تعالى.
المبحث الرابع: أقسام العلة باعتبار محلها وقدحها
العلة تكون أحيانا في الأسناد، وتكون أحيانا في المتن، فاذا وقعت العلة في الأسناد: فاما تقدح في السند فقط أو فيه وفي المتن أو لا تقدح مطلقا. وهكذا اذا وقعت العلة في المتن، فعلى هذا يكون للعلة خمسة أقسام (2) نشير اليها فيما يأتي:
(1) وفي تهذيب التهذيب 7/225 (ان عطية العوفي كان يأتي الكلبي ويسأله عن التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد) . وأنظر علوم الحديث ص291 ، واختصار علوم الحديث ص209.
(2)
النكت 2/747 ، توضيح الأفكار 2/31-32 ، مقدمة علل الدارقطني 1/39 ، مقدمة البحر الزخار 1/19.
1-
تقع العلة في الأسناد ولا تقدح مطلقا
مثاله: - ما رواه المدلس بالعنعنة، فهذا يوجب التوقف عن قبوله، فاذا وجد من طريق آخر قد صرح فيها بالسماع تبين أن العلة غير قادحة. (1)
2-
تقع العلة في الأسناد وتقدح فيه دون المتن
مثاله: - ما رواه يعلى بن عبيد الطنافسي، عن الثوري، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:((البيعان بالخيار)) (2) فغلط يعلى في قوله: عمرو بن دينار، انما هو عبد الله بن دينار كما رواه الأئمة المتقنون من أصحاب سفيان الثوري مثل: الفضل بن دكين، ومحمد بن يوسف الفريابي، ومخلد بن يزيد، وغيرهم (3) .
3-
تقع العلة في الأسناد وتقدح فيه وفي المتن معا
وذلك كأن يوجد في الحديث ارسال أو وقف، أو ابدال راو ضعيف براو ثقة.
مثال ذلك: - ما وقع لأبي أسامة - حماد بن أسامة الكوفي، وهو ثقة (4) - في روايته عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر - وهو من ثقات الشاميين (5) -قدم عبد الرحمن الكوفة فكتب عنه أهلها، ولم يسمع منه أبو أسامة، ثم قدم بعد ذلك الكوفة
(1) النكت 2/747 ، مقدمة علل الدارقطني 1/40 ، مقدمة البحر الزخار 1/19.
(2)
أنظر تفصيل الروايات والطرق في جامع الأصول 1/574 حديث (407) ، وتلخيص الحبير 3/20 ، ومسند أبي يعلى 10/192-193، واتحاف المهرة 8/528 حديث (9890) ، والمسند الجامع 10/439 حديث (7730) .
(3)
علوم الحديث للحاكم 82-83 ، وتدريب الراوي 1/254 ، مقدمة علل الدارقطني 1/40 ، مقدمة البحر الزخار 1/19.
(4)
تقريب التهذيب 1/195.
(5)
تقريب التهذيب 1/502.
عبد الرحمن بن يزيد بن تميم - وهو من ضعفاء الشاميين (1) - فسمع منه أبو أسامة، وسأله عن اسمه فقال: عبد الرحمن بن يزيد، فظن أبو أسامة أنه ابن جابر فصار يحدث عنه وينسبه من قبل نفسه فيقول:
حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فوقعت المناكير في رواية أبي أسامة عن ابن جابر، ولم يفطن الا أهل النقد فميزوا ذلك ونصوا عليه كالبخاري، وأبي حاتم، وغير واحد (2) .
4-
تقع العلة في المتن ولا تقدح فيه ولا في الأسناد
مثاله: - كل ما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين اذا أمكن الجمع رد الجميع الى معنى واحد فان القدح ينتفي عنهما (3) .
5-
تقع العلة في المتن وتقدح فيه دون الأسناد
مثاله: - ما انفرد مسلم (4) باخراجه في حديث أنس رضي الله عنه من اللفظ المصرح بنفي قراءة ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ، فعلل قوم رواية اللفظ المذكور لما رأوا الأكثرين انما قالوا فيه:((فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين)) من غير تعرض لذكر البسملة وهو الذي اتفق البخاري (5) ومسلم (6) على اخراجه، ورأوا أن من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له ففهم من قوله: ((كانوا يستفتحون
(1) تقريب التهذيب 1/502.
(2)
النكت 2/748 ، توضيح الأفكار 2/32 ، مقدمة العلل 1/41 ، مقدمة البحر الزخار 1/19.
(3)
النكت 2/748 ، توضيح الأفكار 2/32 ، مقدمة العلل 1/41 / مقدمة البحر الزخار 1/19.
(4)
الجامع الصحيح 2/12 رقم (399) كتاب الصلاة ، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة.
(5)
صحيح البخاري 1/189 رقم (743) كتاب الصلاة ، باب ما يقول بعد التكبير.
(6)
صحيح مسلم 2/12 رقم (399) كتاب الصلاة ، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة.