الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
14 - باب المواضِعِ التِي نهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ البَوْلِ فيها
25 -
حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْن سَعِيدٍ، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ العَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"اتَّقُوا اللَاّعِنَيْنِ". قالُوا: وَما اللاعَّنانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ"(1).
26 -
حَدَّثَنا إِسْحاق بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ وَعُمَرُ بْنُ الخطَّابِ أَبُو حَفْصٍ -وَحَدِيثُهُ أَتَمُّ- أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الَحكَمِ حَدَّثَهُمْ قالَ: أَخْبَرَنا نافِعٌ بْن يَزِيدَ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَنَّ أَبا سَعِيدٍ الِحمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللْهِ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا المَلاعِنَ الثَّلاثَةَ: البَرازَ في المَوارِدِ، وَقارِعَةِ الطَّرِيقِ، والظِّلِّ"(2).
* * *
باب المواضع التي نهي عن البول فيها
[25]
(ثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سعيد البلخي)(3) أبو رجاء، قال:(ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ) المدني. (عَنِ العَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أبي شبل (4) مولى الحرقة أخرج له مُسلم والأربعة.
(1) رواه مسلم (269).
(2)
رواه ابن ماجه (328)، والطبراني 20/ 123، والحاكم 1/ 167، والبيهقي 1/ 97.
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(146)، قال: حسن لغيره.
(3)
سقط من (ص، س، ل)، وفي (ظ): البجلي، تصحيف، والمثبت من (د، م)، وهو قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي، أبو رجاء البلخي. انظر:"تهذيب الكمال"(4852).
(4)
في (ص، ل): سيد. تحريف، وبياض في (س)، والمثبت من (د، ظ، م)، وهو العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أبو شبل المدني. انظر:"تهذيب الكمال"(4577).
(عَنْ أَبِيهِ) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني أخرج لهُ مُسلم والأربعة.
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: اتَّقُوا) أي: احذروا واجتنبوا (اللَاّعِنَيْنِ) بفتح نُون التثنية أي: الأمرين اللذين هما سببا اللعنة؛ لأن من فعلهما لعنه الناس غالبًا في العَادة، فلما صارا سببًا للَّعْن أضيف الفعْل إليهما؛ فنهي عنهما كما نهي عن سبّ الآلهة التي يعبدها الكُفار، مع أن سبها طاعة، لكن لما صَار سبّها سببًا لسبّ الله؛ نهي عن ذلك، كما قال تعالى:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (1) وسمّي الفعل الذي هو سَبَب اللعنة لاعنًا؛ لأنه إذا حصلت اللعنة بسببه صار كأنهُ هو اللاعن، وقيل: اللاعن بمعنى الملعُون، كما قيل: سر كاتم أي: مَكتُوم، فيكونُ التقديرُ اتقوا الأمرين الملعُون فاعلهما (قَالُوا: وَمَا اللَاّعِنَانِ يَا رَسُولَ الله؟ ) فيه أن من سَمعَ شيئًا (2) أمر به ولا يفهمه أن يسأل عنه، كما قال تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (3)(قَالَ: الذِي يَتَخَلَّى) أي: يتغوَط (في طَرِيقِ النَّاسِ) أي: في الموضع الذي يمرُ به الناس.
وزاد ابن منده في روايته: فقال: "في طريق الناس ومجالسهم"، ثم قال: إسناده صَحيح.
فظاهر كلام الأصحاب أن ذلك مكروه كراهَة تنزيه لا تحريم، وينبغي أن يكُون محرمًا للأحَاديث الواردة فيه بالنَهْي، ولما فيه من إيذاء
(1) الأنعام: 108.
(2)
في (ص): سبًا. تصحيف، والمثبت من باقي النسخ الخطية.
(3)
النحل: 43.
المُسلمين، وفي كلام الخطابي وغَيره إشارة إلى تحريمه (1)، لكن صَرح صَاحِب "العدة" أنهُ مِنَ الصَّغائر، نقلهُ عَنهُ في "الروضة" (2) تبعًا للرافعي في كتاب: الشهَادات (3)، وأقراهُ (أو) الذي يتخلى في (ظِلِّهِمْ) أي: ظل المُسلمين، والمراد به الظل الذي يجلسْ فيه الناس للتحدُّث، سواء كانَ ظِلّ جدار أو شجرة أو نحوهما، أما الظل الذي لا يجلس فيه الناس ولا يتحدَّثون فيجوزُ التغوط فيه إذا لم يكن تحت شجرة مُثمرة؛ لئلا تتنجس الثمرة فتفسُد أو تعافها الأنفس، والشمس إذا طلعَت في الشتاء في موضع فهو كمواضع الظل في الصَّيف.
[26]
(ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ) البلوي (4) التميمي (الرَّمْلِيُّ) روى له [أبو داود](5)، (وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ) السجستاني (6) الحَافظ نزيل الأهوَاز (أَبُو حَفْصٍ) تفرد عنهُ المُصنف (وَحَدِيثُهُ أَتَمُّ) من حديث إسحاق.
(أَنَّ سَعِيدَ ابْنَ) أبي مريم بن (الْحَكَمِ) بن محمد مولى بني جمح المصْري الحَافظ.
(1)"معالم السنن" للخطابي المطبوع مع "مختصر سنن أبي داود" 1/ 30.
(2)
"روضة الطالبين" للنووي 11/ 224.
(3)
"الشرح الكبير" للرافعي 13/ 8.
(4)
في الأصول الخطية: العدوي التميمي. وهو خطأ من المصنف، وإنما هو إسحاق بن إبراهيم بن سويد البلوي، روى عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وروى عنه أبو داود، كما في ترجمته في "تهذيب الكمال" 2/ 365 - 366.
(5)
في الأصول الخطية: الشيخان. وهو خطأ من المصنف، والصواب ما أثبتناه كما في ترجمته في "تهذيب الكمال".
(6)
في (ص، س، ل): السختياني. تصحيف، والمثبت من "تهذيب الكمال"(4226).
(حدثهم (1) قَالَ: أنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ) الكلاعي، أخرج له مُسلم، ثقة توفي سنة 168.
قال: (ثنا حَيوَةُ بْنُ شُرَيْح، أَن أَبَا سَعِيدٍ الحِمْيَرِيَّ) ذكرهُ ابن عبد البر فيمن لم يُذكر له اسم سِوَى كنيته، روى له ابن مَاجَه أيضًا، وهو لَمْ يدرك مُعَاذًا، ولا يُعرف بِغَير هذا الإسناد، قالهُ ابن القطان (2) لكن الحديث صحَّحَهُ ابن السّكن والحَاكم (3) ورَواهُ أحمد لكن في سَنده ابن لهيعَة (4).
(حدثه عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: اتقُوا المَلَاعِنَ) أي: مواضع اللعن؛ جمع ملعنة: كمجزرة (5) ومقبرة موضع الجزر (6) والقبر والملعَنة بفتح الميم والعَين موضع لعن الناس لما يُؤذيهم به (7) مِن التنجيس؛ لأن من رأى بَوله أو غائطه في هذِه الموَاضِع قال: لعن الله من فعل هذا (الثَّلاثة) وفي بعض الروايات: "الملاعن الثلاث".
(الْبَرَازَ) بفتح البَاء، أصلهُ الفضَاء الواسع، ثم كنوا به عن قضاء الحَاجة، كما كنوّا به (8) عن الخلاء (في المَوَارِدِ) قال في "النهاية": الموارد المجَاري والطرق إلى الماء واحدها مورد بفتح الميم وكسر
(1) في (ص): جد لهم. تحريف.
(2)
"بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (692).
(3)
"مستدرك الحاكم" 1/ 167.
(4)
"مسند أحمد" 1/ 299.
(5)
في (ص، ل): كمجذرة، تصحيف.
(6)
في (ص، ل): الحذر. تصحيف، والمثبت من (د، س، ظ، م).
(7)
سقط من (ص، س، ل)، والمثبت من (د، ظ، م).
(8)
من (د)، وفي باقي (النسخ الخطية): بها.
الراء (1) وهو مفعلِ من الورود يُقال: وردت الماء أرده ورودًا (2). إذا بلغتهُ [ووافيته للشرب](3) منه، وقد يحصُل الدخول وقد لا يحصُل، وما قرب من الماء النهي عنهُ أشد.
(وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ) أعلاه سمي بذلك لأن المارين عليه يقرعونَهُ بنعالهم وأرجلهم، مِن قولهم: قرعتُ البَاب إذا نقرت (4) عليه.
(وَالظِّلِّ) أي: مَوَاضع الظل الذي يستظله الناس ويتخذونه مقيلًا وينزلونه، قالوا: فليس كُل ظل يمنع قضاء الحاجة تحته، فقد قعد النبي صلى الله عليه وسلم لحاجَته تحت حائش (5) النخل كما ثبتَ في "صَحيح مُسلم"(6) وللحائش (7) ظل بلا شك، وهذا الأدب وهو اتقاء الملاعن الثلاث متفق عليه، وظاهر كلام الأصحاب أنه مَكرُوه كراهة تنزيه، قال النووي: وينبغي أن يكون محرمًا لهذِه الأحاديث (8).
(1) في (د): بفتح الراء. وفي (ظ، م): بكسر الراء. والمثبت من (ص، س، ل).
(2)
"النهاية" لابن الأثير (ورد).
(3)
في (ص): ودانيته بالثرب. وفي (س، ل): ودانيته للشرب. وكلاهما تصحيف، والمثبت من (د، ظ، م).
(4)
في (ص): قعدت. وفي (ظ، م): تعدت. وكلاهما تحريف، وبياض في (س)، والمثبت من (د، ل).
(5)
في "الأصول": جالس. وفي (س): حابس. وكلاهما تصحيف، والمثبت من (د، ظ، ل، م).
(6)
"صحيح مسلم"(342)(79).
(7)
في (ص): وللجالس. وفي (س): وللحابس. والمثبت من (د، ظ، ل، م).
(8)
"المجموع" للنووي 2/ 87.