الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - باب النَّهْيِ عنِ البَوْلِ في الجُحْرِ
29 -
حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْن عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنا مُعاذ بْنُ هِشامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُبالَ في الجُحْرِ.
قالَ: قالُوا لِقَتادَةَ: ما يُكْرَهُ مِنَ البَوْلِ في الجُحْرِ؟ قالَ: كانَ يُقالُ إِنَّها مَساكِنُ الجِنِّ (1).
* * *
باب النَّهْيِ عَنِ البَوْلِ في الجُحْرِ
[29]
(ثَنَا عُبَيْدُ الله بالتصغير ابن عُمَرَ بْنِ مَيسَرَةَ) القواريري الحافظ حَدث بمائة ألف حَديث روى لهُ الشيخان، قال:(ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ) ابن [أبي](2) عبد الله الدستوائي البَصْري، قال:(حَدَّثَنِي أَبِي) قال علي بن المديني: سمعتُ مُعَاذ بن هشام يقول: سَمِعَ أبي من قَتَادَةَ عشرة آلاف حديث، وقال أيضًا: سمعته يقول -وقيل لهُ: ما عندَك- قال: عندي عشرة آلاف حديث فأنكرنا عليه، فلما جئنا إلى البصرة أخرج إلينا من الكتُب؟ نحوًا مما قال (3).
(عن قتادة، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَرْجِسَ) بفتح السِّين المهملة وكسر الجيم وآخره سين أخرى لا ينصَرف، المخزومي حليف لهم، صَحَابي لهُ
(1) رواه النسائي 1/ 33، وأحمد 5/ 82.
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(7).
(2)
سقط من الأصول الخطية، وما أثبتناه من "التاريخ الكبير" 7/ 366، و"الجرح والتعديل"(1133)، "الثقات" لابن حبان 9/ 176.
(3)
انظر: "تهذيب الكمال" 28/ 142.
أحاديث، ذكرهُ ابن حبَّان في التابعين مِنَ "الثقات"(1) مزني (2) بَصري.
(أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُبَالَ) بضم أوله (في الجُحْرِ) بضم الجيم (وإسكان الحاء)(3) رواهُ الحاكم، وقال: صَحيح على شَرط الشيخين، لكن قيل: إن قتادة لم يسمع من عبد الله بن سرجس، حكاهُ حرب عن أحمد (4)، وأثبت سَماعه منه علي بن المديني، وصَححه ابن خزيمة وابن السكن (5). فيه دليل على كراهة البَوْل في الجحر وهو الثقب المستَدير، وألحق به ما في معناه من الشق المسُتطيل والسّرب. قاله ابن الصَّلاح. قال الثعالبي في "فقه (6) اللغَة": لا يقال: شق إلا إذا (7) كانَ له منفذ، وإلا فهو سرب (8).
(1) كذا في "تهذيب الكمال" 15/ 14، وقد ذكر ابن حبان في "الثقات" 5/ 23 عبد الله بن سرجس يروي عن أبي هريرة في التابعين، وذكر ابن حبان في "الثقات" 3/ 230 في الصحابة عبد الله بن سرجس المزني له صحبة، وهو هذا الذي عندنا في الحديث، فما عند ابن حبان اثنان، وكذا عند البخاري في "التاريخ الكبير" هما اثنان.
(2)
في (ص، س، ل): مدني. تصحيف، والمثبت من "الثقات"، و"تهذيب الكمال"(3294).
(3)
في (س): والله كان كما. تحريف.
(4)
انظر: "مسائل حرب" 3/ 1268.
(5)
انظر: "التلخيص الحبير" 1/ 187، وقد أثبت سماعه الإِمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" رواية ابنه عبد الله (4300، 5264).
(6)
في (ص، ل): شرح. وفي (د، ظ، م): سر. وكلاهما خطأ، والمثبت من (س).
(7)
سقط من (ص، ل).
(8)
"فقه اللغة وسر العربية" 1/ 34، وفيه: لا يقال نفق. وليس (شق) كما قال ابن رسلان.
فهذِه الكراهة متفق عليها وهي كراهَة تنزيه (1).
(قال) هشام بن عبد الله (قَالُوا لقتادة (2): مَا يُكْرَهُ) بضم أوَّله مَبني لما لم يُسَم فاعِله (مِنَ البَوْلِ في الجُحْرِ) بضَم الجيم، (قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّهَا مَسَاكِنُ الجِنِّ) وفي "صَحيح الحاكم" عن عَون، عن محمد أن سَعد بن عبَادَة أتى سبَاطة قوم فبال قائمًا فخر ميتًا فقالت الجن- نَحنُ قتلنا سيد الخزرج سَعد بن عبَادة وأصَبناه بسَهمين فلم تخط فؤاده (3).
ثم روى عَن قتادة قال: قام سَعد بن عبَادة ليَبُول ثم رَجَعَ فقال: إني أجد في ظهري شيئًا. ثم لمْ يلبث أن ماتَ، فقالت الجنّ [البيت (4). وفي](5)"الشامل" وغيره أن سبب موته أنه بال في جحر.
* * *
(1) انظر: "المجموع" 2/ 86.
(2)
في (ص، ل): لعباده. تصحيف، والمثبت من (ل، س، ظ، م).
(3)
في (س): جواده. تحريف، والمثبت من باقي النسخ الخطية، و"المستدرك".
(4)
"مستدرك الحاكم" 3/ 253.
(5)
في (ص): لأبي. وفي (س): إلا في. وفي (ل): لا في. وكلهم تحريف، والمثبت من (د، ظ، م).