الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال صاحب "الأنس الجليل": الشيخ الإمام الحبْر العالم العارف بالله، ذو الكرامات الظاهرة، والعلوم والمعارف (1).
هذا مجمل أقوال بعض العلماء في الثناء عليه، ويُلْحَظُ في هذِه الأقوال عدة ملحوظات:
1 -
وصف ابن رسلان بالإمامة والعلم، وتعداد مجموعة من الفنون التي علا كعبه فيها وهي الفقه، والحديث، والتفسير.
2 -
دأبه ونشاطه، وتعبه في التحصيل والطلب، إلى أن تبوأ مكانا علِيًّا بين علماء زمانه.
3 -
الإشارة إلى أنه مع تأليفه في النثر، فقد كان له شعر ونظم.
4 -
الجمع بين التنويه بعلمه وعمله الصالح في غالب أقوال من ذكره، مع الإشارة إلى أنه كان قدوة في ذلك.
5 -
تجاوز بعضهم في الثناء عليه، كقول من قال: لم يخلّف بتلك الديار مثله. أو: إنه فريد وقته. فهذِه الأقوال في نظري خرجت مَخْرَج المبالغة، والله أعلم.
* * *
المبحث التاسع: وفاته:
أجمعت المصادر التي ترجمت له على أن وفاته كانت سنة (844 هـ)، وأن مكانها هو القدس بمسكنه بالزاوية الختنية.
لكنهم اختلفوا في اليوم والشهر الذي توفي فيه، فمن قائل أنها في شعبان، ومن قائل أنها في رمضان.
(1)"الأنس الجليل" 2/ 515.
فقد أرخ وفاته في شعبان: المقريزي (1)، ومجير الدين العليمي (2)، والداودي (3)، وغيرهم.
وأرخ وفاته في رمضان: ابن تغري بردي (4)، وكذا السخاوي (5)، وابن العماد (6).
والراجح أن وفاته في شعبان، فقد أثبت ذلك جمهور العلماء. أمّا اليوم فليس فيه كبير خلاف فبين الثاني عشر والرابع عشر قرب.
ولما تسامع الناس خبر وفاته ارْتجَّ بيت المقدس بل غالب البلاد لموته، وصُلِّي عليه بالجامع الأزهر وغيره صلاة الغائب، كذا قال السخاوي (7)، كما صُلِّي عليه بالجامع الأموي، قاله ابن قاضي شهبة. وحدَّد اليوم بالجمعة رابع رمضان. قال السخاوي: وهذا يؤيد أن موته في شعبان (8).
وقد دُفِن غرب القدس خارج البلد بمقبرة "مَامُلَّا" إلى جنب أبي عبد الله القرشي (9)، رحمه الله تعالى.
(1)"درر العقود" 2/ 291.
(2)
"الأنس الجليل" 2/ 175.
(3)
"طبقات المفسرين" 1/ 39.
(4)
في "المنهل الصافي" 1/ 288.
(5)
في "الضوء اللامع" 1/ 287.
(6)
في "شذرات الذهب" 9/ 363.
(7)
في "الضوء اللامع" 1/ 287.
(8)
"الضوء اللامع" 1/ 287.
(9)
انظر: "الضوء اللامع" 1/ 287، "الأنس الجليل" 2/ 175.