الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - باب كَرَاهيَةِ الكَلامِ عِنْدَ الحَاجَةِ
15 -
حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنا ابن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ عِياضٍ قال: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقول: "لَا يَخْرُجُ الرَّجُلَانِ يَضْرِبانِ الغائِطَ كاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِما يَتَحَدَّثانِ؛ فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَمْقُت عَلَى ذَلِكَ".
قالَ أَبُو داوُدَ: هذا لَمْ يُسْنِدْهُ إلَّا عِكْرِمَةُ بْن عَمّارٍ (1).
* * *
باب كراهية الكلام عندَ الخلاء
[15]
(ثَنَا عُبَيدُ اللِّه) بالتصغير (بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيسَرَةَ) الجشمي (2) مولاهم القواريري أبو سعيد [البَصْري توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين من "الثقات"(3).
(قال: ثَنَا) عبد الرحمن (بْنُ مَهْدِيٍّ) بن حسان (4) بن عبد الرحمن العنبري (5)، وقيل: الأسدي مولاهم أبو سعيد] (6) اللؤلؤي الحافظ، (قال: ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ) العجلي اليمامي أبو عمار أخرج لهُ مسلم.
(1) رواه ابن ماجة (342)، وأحمد 3/ 36، والنسائي في "السنن الكبرى"(33)، وابن خزيمة (71). وقال الألباني في "صحيح الترغيب" (155): صحيح لغيره.
(2)
في (س): الخيثمي. تصحيف، والمثبت من باقي النسخ الخطية، وهو الصواب.
(3)
انظر: "الثقات" لابن حبان 8/ 405، و"تقريب التهذيب"(4354).
(4)
في (ص، ل): خباب. وفي (ظ، م): حبان. وكلاهما تحريف، وما أثبتناه من (د)، وهو الصواب، وانظر:"تقريب التهذيب"(4044).
(5)
في (ص): العبيدي. تصحيف، والمثبت من (د، ظ، ل، م)، وهو الصواب.
(6)
سقط من (س).
(عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثِيرٍ) اليمامي الطائي واسم أبي كثير صَالح بن المتوكل (1) من أهل البَصْرة سَكنَ اليَمامة وهو مولى لِطَي. (عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ) وقيل: عياض بن هلال ذكرهُ البخَاري في "الكبير" بالوجهين (2).
(قال: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ) سعد بن مالك الخدري رضي الله عنه (قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللِّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا يَخْرُج) بكسر الجيم وأصله مجزوم بلا (3) النهى لكنْ كسرت الجيم لالتقاء السَّاكنين (الرَّجُلَانِ) هذا خرج مخرج الغالب وإلا فالمرأتان والمرأة (4) والرجُل أقبح من ذلك (يَضْرِبَانِ الغَائِطَ) أي: يمشيان إلى (5) الغائط لقضاء الحَاجَة.
قال أهل اللغة: يقالُ: ضَربت الأرض إذا أتيت الخلاء، وضَربت في الأرض إذا سَافرت، يقال: ضَربَ الغَائط والخلاء والصحَراء إذا ذهبَ لقضاء الحاجة (6).
(كَاشِفَينِ) قال النووي: كذا ضبطناه في كتب الحديث وهو منصوب على الحال، قال: ووقع في كثير من نُسخ "المهذب": "كاشفان" بالألف وهو صحيح أيضًا، خبر مبتدأ (7) محذوف، أي: وهما كاشفان، والأول
(1) في (س): المتولى. تحريف، والمثبت من باقي النسخ الخطية، وانظر:"تهذيب الكمال"(6907).
(2)
"التاريخ الكبير" 7/ 21.
(3)
في (ص، س، ل): بلام. تحريف، والمثبت من (د، ظ، م).
(4)
سقط من (س).
(5)
في (ص): أي. تحريف، والمثبت من باقي النسخ الخطية.
(6)
انظر: "تاج العروس"(ضرب).
(7)
في (ص، س، ل): المبتدأ. خطأ، والمثبت من (د، ظ، م)، و "المجموع".
أصوب (1).
(عَنْ عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ) أي: عورة كل منهما ظاهرة، وينظر كل منهما إلى عورة صَاحبه وهما يتحَدثان، فيه النَهي عن الكلام في الخلاء؛ لأن الملكين الموكلين ينعزلان عنه عند دخُوله الخلاء، فإذا تكلم أحوجهما أن يعودا إليه للكتابة فيلعنانه؛ ولهذا جاء (فَإِنَّ اللهعز وجل يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ) أي: يبغض وقيل هو ابتداء الغضَب (2).
قال أصحابنا: ويُستثنى من ذلك مواضع الضرورة فإن رأى ضريرًا يقع في بئر أو رأى حية أو غيرها مِنَ الأفاعي، أو (3) الجوارح يقصد إنسانًا أو غيره من المحترمات فلا كراهة في الكلام في هذِه الموَاضِع بل يجب في أكثرها. فإن قيل لا دلالة في الحَدِيث [المذكور لما ذكر؛ لأن الذم المذكور لمن جمع كل الأوصَاف المذكورة في الحديث](4) قلنا ما كان بعض مُوجبات المقت فلا شك في كراهته. والله أعلم (5).
(قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يُسْنِدْهُ إلا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارِ) من حديث أهل المدينَة، وعكرمة احتج به مُسلم في "صحيحه" كما تقدم، وضعف بعض الحفاظ حديث عكرمة هذا عن يحيى بن أبي كثير، وقد استشهد به البخاري عن ابن أبي كثير.
(1) انظر: "المجموع" 2/ 88.
(2)
كذا في الأصول الخطية، وفي كتب اللغة والشروح: قيل: هو أشد البغض.
(3)
في (ظ، م): أو.
(4)
سقط من (س).
(5)
انظر: "المجموع" 2/ 88.