الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26 - باب كيْف يَسْتاكُ
49 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمان بْن داوُدَ العَتَكِيُّ قالا: حَدَّثَنا حَمّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ -قالَ مُسَدَّدٌ-: قالَ: أَتَيْنا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ، فَرَأَيْتُهُ يَسْتاكُ عَلَى لِسانِهِ (1).
قالَ أَبُو داوُدَ: وقالَ سُلَيمانُ: قالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسْتاكُ، وَقَدْ وَضَعَ السِّواكَ عَلَى طَرَفِ لِسانِهِ، وَهوَ يَقُول:"أَهْ أَهْ". يَعْنِي يَتَهَوَّعُ.
قالَ أَبُو داوُدَ: قالَ مُسَدَّدٌ: فَكانَ حَدِيثًا طَوِيلًا اخْتَصَرْتُهُ.
* * *
باب كيف يستاك
[49]
(ثَنَا مُسَدَّدٌ وَسُلَيمَانُ بْنُ دَاوُدَ)(2) أبو الربيع البَصري (الْعَتَكِيُّ) نسبة إلى عتيك حي من العرب (قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيلَانَ) بفتح الغين المعجمة (بْنِ جَرِيرٍ) بفتح الجيم المعْولي بفتح الميم وسكون العَين، مَات 129، (عَنْ أَبِي بُرْدَةَ) عَامِر بن أبي مُوسى الأشعري، (عَنْ أَبِيهِ) أبي موسى [عبد الله بن قيس، كان أبو بردة على قضاء الكوفة، فعزله الحجاج وولَّى أخاه أبا بكر بن أبي موسى](3)(قَالَ مُسَدَّدٌ: ) دون سُليمان (أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم) زاد مُسلم في الأيمان عن أبي موسى الأشعري قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في رهْط من الأشعَريين (4)
(1) رواه البخاري (244)، ومسلم (254).
(2)
زاد في (ظ، م) هنا: بن حماد بن سعيد المهري. وقد ذكرت في (د) وضرب عليها الناسخ، وهو خطأ.
(3)
سقط من (ص).
(4)
"صحيح مسلم"(1649)(7).
(نَسْتَحْمِلُهُ) أي: نطلبُ منه ما يحملنا من الإبل ويحمل أثقالنا [وفي رواية](1) لمسلِمٍ: أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله لهم الحُمْلَانَ [إذ هم](2) معه في جيش العسرة، وهي غزوة تبوك فقلتُ: يا رسول الله، إنَّ أصحَابي أرسلوني إليك لتحملهُم، فقال:"والله لا أحملكم على شيء". ووافقته وهو غَضبَان ولا أشعر، فَرجعت حزينًا من مَنع رسُول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مخافة أن يكون قد وجد في نفسه عليَّ، فرجعتُ إلى أصحابي وأخبرتهم الذي قال (3) رسُول الله صلى الله عليه وسلم (4).
(فَرَأَيْتُهُ يَسْتَاكُ عَلَى لِسَانِهِ) فيه أن السِّواك من باب: التنظيف والتطيب لا من باب: إزالة القاذورات لكونه صلى الله عليه وسلم لم (5) يختف (6) به، ولو كان من باب: القاذورات لاختفى به كما اختفى بغيره، ولهذا بوَّبوا عليه بابُ: استيَاك الإمام بحَضرة رعيته، ويُستفاد من الحَديث مشروعيَّةُ السواك على اللسَان، وأنه لا يختص بالأسنان بل يمرُّ به على سقف حلقه أيضًا إمرارًا خفيفًا.
ورواية (7) الخَطيب وَقَالَ: (قال سُلَيمَانُ) بن داود في روايته (8)(قال)
(1) تكررت في (ص).
(2)
في (ص، ل): وادهم. وفي (س): واوهم. وكلاهما تحريف.
(3)
زاد في (د، ظ، م): لي.
(4)
"صحيح مسلم"(1649)(8).
(5)
سقط من: (م).
(6)
في (ص): يخبر. وفي (س): يحر. تحريف.
(7)
وفي (ص، ل): ورواه. والمثبت من (د).
(8)
في (ظ، م): قال أبو داود وقال سليمان بن داود في روايته ورواية الخطيب، وقال.
أبو مُوسى الأشعري (دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسْتَاكُ وَقَدْ وَضَعَ السِّوَاكَ عَلَى طَرَفِ) بفتح الرَّاء (لِسَانِهِ) كذا رواية مُسلم (1)، والمراد طرفه الداخل كما عند أحمد: يستن إلى فوق (2) ولهذا قال بعده: كأنه يتهوع، ويُستفاد منه أن السِّواك على اللسَان يكون طولًا، وعند أحمد قال الراوي: كانه يستن طولًا (3)، وأما الاستنان (4) فالأحب أن يكون عرضًا.
(وَهُوَ يَقُولُ: أُهْ أُهْ) ضَبَطَه النووي بضَم الهمزة (5). قال ابن حجر: رواية أبي داود بكسر الهمزة ثم هاء، وللجوزقي بخاء مُعجمة بدل الهاء، قال: والرواية المشهُورة رواية البخاري: "أُعْ أُعْ"(6) بضَم الهمزة وسُكون العَين المهملة.
وأشار ابن التين (7) إلى رواية فيه بفتح الهمزة، ورواية النسَائي وابن خزيمة عن أحمد بن عبدة، عن حَماد:"عأ عأ"(8) بتقديم العَين على الهمزة، وكذا أخرجهُ البيهقي من طريق إسماعيل القاضي (9)، عن
(1)"صحيح مسلم"(254)(45).
(2)
"مسند أحمد" 4/ 417.
(3)
"مسند أحمد" 4/ 417.
(4)
في (د، س، ظ، م) الأسنان.
(5)
"الإيجاز في شرح سنن أبي داود" للنووي (ص 168).
(6)
"صحيح البخاري"(244).
(7)
في (ص، س) أنس. تحريف، والمثبت من "الفتح".
(8)
"سنن النسائي" 1/ 9، و"صحيح ابن خزيمة"(141).
(9)
في (ص، د، س، ل): البياضي. وفي (م): الشامي. وكلاهما تحريف، والمثبت من "سنن البيهقي" 1/ 35، و"الفتح"، وهو إسماعيل بن إسحاق القاضي.
عارم (1) وهو أبو النعمان شيخ البخاري فيه. انتهى (2).
والذي رأيته في النسخ بضم (3) الهمزة وسكون الهاء، وفي بَعضها بكسر الهمزة، وإنما اختلفت الروايات لتقارب مخارج هذِه الأحرف، وكلها ترجع إلى حكاية صَوته إذ جعَل السّواك على طرف لسَانه، واعلم أنَّ حكاية الأصوات كلها مبنيَّةً؛ لأنه ليست عاملة في غيرها ولا معمولة فأشبهت (4) الحروف المهملة (يَعْنِي) كأنه (يَتَهَوَّعُ) أي: يتقيأ أي له صوت كصوت التقيؤ على سبيل المبالغة.
قال الفاكهي: مذهبنا كراهة (5) الاستياك في المسجد خشية أن يخرج من فيه دم ونحوه مما ينزه المسجد عنه.
(قَالَ مُسَدَّدٌ: كَانَ حَدِيثَا طَوِيلًا اخْتَصَرْتُهُ) ورواية الخطيب حديثًا طويلًا اختصره، وتقدم غالب الحَديث من رواية مسلم.
* * *
(1) في الأصول الخطية: عاصم. تحريف، والمثبت من "سنن البيهقي"، و "الفتح"، وهو محمد بن الفضل السدوسي.
(2)
انظر: "الفتح" 1/ 424.
(3)
في (ظ، م): بفتح.
(4)
في (ص): فاشتهر. تصحيف، والمثبت من (د، س، ظ، ل، م).
(5)
في (ظ، م): كراهية.