الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس: مذهبه الفقهي
معظم الذين ترجموا للإمام أبي داود ذكروه في الطبقة الأولى من أصحاب الإمام أحمد كابي إسحاق الشيرازي والقاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفراء، وعدَّه الحافظ الذهبي من نجباء أصحابه (1).
وبذلك جزم المحدِّثُ الشيغ محمد أنور الكشميري، والشيخُ محمد زكريا الكاندهلوي (2).
وعدّه أبو عاصم العبَّادي وابن باطيش في الشافعية، وتبعهما تاج الدين ابن السُّبكي، وشايعهم على ذلك طاش كُبرى زاده وصِدّيق حسن خان القِنَّوجي، وفيه نظر، فقد قال الداوودي: ولم يذكروا لذلك دليلًا (3).
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الستة وآخرين: هل كانوا مجتهدين لم يُقلدوا أحدًا، أم كانوا مقلدين؟ فأجابهم بقوله: أما البخاريُّ وأبو داود فإمامانِ في الفقه مِن أهلِ الاجتهاد، وأما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم، فهم على مذهب أهل الحديث، ليسوا مقلدين لواحدٍ بعينه من العلماء، ولا هُمْ مِن الأئمة المجتهدين على الإطلاق، بل هم يميلون إلى قول أئمة الحديث
(1) الشيرازي في "طبقات الفقهاء" ص 171، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" 1/ 159 - 162، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 13/ 215.
(2)
الكشميري في شرحه على البخاري المسمى "فيض الباري" 1/ 58، والكاندهلوي في مقدمة كتابه "لامع الدراري على جامع البخاري" ص 60.
(3)
ابن السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" 2/ 293، وطاش كبرى زاده في "مفتاح السعادة" 2/ 284، والداودي فى "طبقات المفسرين" 1/ 207، وصديق حسن خان في "أبجد العلوم" 3/ 127.