الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد اشتهرت رواية ابن داسه في بلاد الأندلس من طريق أبي محمد عبد الله بن محمد الزيات، وبِقلة من طريق أبي حفص عمر بن عبد الملك الخولاني (1).
وأما في المشرق فقد راجت سلفًا من طريق أبي علي الحسين بن محمد الروذباري الفقيه كما هي عند البيهقي، والمحب الطبري، وبقلة من طريق أبي محمد بشار السابوري عنه (2).
فطريق ابن داسه يرويه أهل الأندلس عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن الزيات، وهو قرطبي رحل إلى المشرق رحلتين دخل فيهما العراق، ولقي ابن داسه بالبصرة وروى عنه، وأجاز بعد عودته أهلَ الأندلس، منهم الإمام المشهور ابن عبد البر الذي ملأ كتابه "التمهيد" بالرواية من هذا الطريق، وقد توفي أبو محمد الزيات سنة (390 هـ).
وللأندلسيين رواية عنه أيضا من طريق أبي حفص عمر بن عبد الملك الخولاني وهو أندلسي قرطبي أيضا دخل العراق وسمع بالبصرة من ابن داسه "السنن"، ثم قدم الأندلس فحدث، وتوفي سنة (356 هـ).
ترجمة ابن الأعرابي
هو الإمام القدوة الحافظ أحمد بن محمد بن زياد البصري، المعروف بابن الأعرابي، شيخ الحرم.
حمل "السنن" عن أبي داود، وسمع: عباس بن محمد الدوري، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وخرَّج لمشايخه معجمًا.
(1) انظر: "فهرست ابن عطية"(ص 80، 82)، "الغنية"(ص 38).
(2)
انظر: "ملء العيبة" 5/ 239، "التحبير في المعجم الكبير" 1/ 538.
روى عنه: أبو بكر ابن المقرئ، وأبو عبد الله بن منده، ومحمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، توفي سنة (341 هـ).
ويعد هذا العلم كسابقيه ممن أخذوا "السنن" عن الإمام أبي داود، وبعد وفاة هذا الأخير تبوأ ابن الأعرابي مكة رعاها الله تعالى وألقى فيها عصى التسيار، وعاش بها مفيدًا ومربيًا، وتوفي بها، ولما كانت مكة -حرسها الله تعالى- موئلا للقاصدين حاجين وزائرين، ويتفيأ ظلالها المجاورون، فقد تكاثر الطلبة على ابن الأعرابي، ووجدت أن روايته لـ"السنن" قد بلغت ستة طرق هي:
1 -
أحمد بن سعيد بن حزم أبو عمر الصدفي.
2 -
إبراهيم بن علي التمار أبو إسحاق.
3 -
أحمد بن عون الله أبو جعفر.
4 -
أحمد بن إبراهيم أبو بكر المروزي، ثم المكي.
5 -
عمر بن عبد الملك أبو حفص الخولاني.
6 -
عبد الرحمن بن عمر بن النحاس أبو محمد.
ومثل سابقتها، فقد أشتهرت هذِه الرواية أيضا بالأندلس، وكانت لهم عناية بها لدخولها مبكرا إلى ذلك الإقليم، وربما كان لاستيطان ابن الأعرابي الحرم المكي وسهولة الوصول إليه سبب في ذلك أيضا، والله أعلم.
وعلى كل فقد رواها أهل الأندلس عن ثلاثة من الأئمة سمعوا من ابن الأعرابي وشافهوه هم:
1 -
أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي القرطبي رحل إلى مكة، وسمع من: أبي سعيد بن الأعرابي، وأبي جعفر العقيلي، وأبي بكر ابن