المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ١

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَةُ التَّحْقِيق

- ‌القسم الأول ترجمة أبي داود والمدخل إلى "سننه

- ‌الفصل الأول ترجمة الإمام أبي داود السجستاني

- ‌المبحث الأول: التعريف به

- ‌المبحث الثاني: مولده ونشأته وأسرته

- ‌المبحث الثالث: شيوخه

- ‌المبحث الرابع: تلاميذه

- ‌المبحث الخامس: رحلاته

- ‌المبحث السادس: مذهبه الفقهي

- ‌المبحث السابع: شمائله وفضائله

- ‌المبحث الثامن: ثناء العلماء عليه

- ‌المبحث التاسع: مصنفاته

- ‌المبحث العاشر: وفاته

- ‌الفصل الثاني: المدخل إلى "سنن أبي داود

- ‌المبحث الأول: التعريف بـ "السنن

- ‌المطلب الأول: اسم الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: موضوع الكتاب:

- ‌المطلب الثالث: تاريخ تصنيف "السنن

- ‌المطلب الرابع: عدد أحاديثه:

- ‌المبحث الثاني: منهج أبي داود في "السنن

- ‌المطلب الأول: شرط أبي داود في "السنن

- ‌المطلب الثاني: سكوت أبي داود عن الحديث:

- ‌المطلب الثالث: درجة أحاديث "السنن

- ‌المطلب الرابع: طبقاتُ رواة "السنن" من حيث العدالة والضبط:

- ‌المطلب الخامس: لماذا أورد أبو داود الضعيف في كتابه

- ‌المبحث الثالث: مكانة "السنن" وثناء العلماء عليه

- ‌المبحث الرابع: رواة "السنن

- ‌المطلب الأول: ذكر رواة "السنن" مع ترجمة مختصرة لهم

- ‌ترجمة اللؤلؤي:

- ‌ترجمة ابن داسه:

- ‌ترجمة ابن الأعرابي

- ‌ترجمة الرملي:

- ‌ترجمة ابن العبد:

- ‌المطلب الثاني: الاختلاف بين رواياتهم:

- ‌المبحث الخامس: أهم شروح "السنن

- ‌المبحث السادس: أشهر طبعات "السنن

- ‌القسم الثاني ترجمة ابن رسلان والمدخل إلى شرحه

- ‌الفصل الأول ترجمة الشارح الإمام ابن رسلان الرملي

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه:

- ‌المبحث الثاني: مولده وموطنه:

- ‌المبحث الثالث: نشأته وطلبه للعلم

- ‌المبحث الرابع: عقيدته:

- ‌المبحث الخامس: شيوخه:

- ‌المبحث السادس: تلاميذه

- ‌المبحث السابع: مؤلفاته:

- ‌أولًا: في القرآن وعلومه:

- ‌ثانيا: الحديث وعلومه:

- ‌ثالثًا: السيرة:

- ‌رابعًا: في الفقه:

- ‌خامسًا: أصول الفقه:

- ‌سادسًا: اللغة العربية:

- ‌سابعًا: التراجم:

- ‌ثامنًا: أخرى:

- ‌المبحث الثامن: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

- ‌المبحث التاسع: وفاته:

- ‌الفصل الثاني المدخل إلى شرح ابن رسلان لـ "سنن أبي داود

- ‌المبحث الأول: اسم الكتاب وإثبات نسبته إليه:

- ‌المبحث الثاني: المكانة العلمية للشرح:

- ‌المطلب الأول: أقوال العلماء على الشرح:

- ‌المطلب الثاني: تقويم الشرح وبيان مميزاته وما أخذ عليه:

- ‌أولًا: مميزات الشرح

- ‌ثانيًا: أهم المآخذ على الكتاب:

- ‌المطلب الثالث: المقارنة بينه وبين شروح "سنن أبي داود" التي سبقته:

- ‌المطلب الرابع: مدى استفادة المتأخرين منه:

- ‌المبحث الثالث: منهج ابن رسلان في شرحه

- ‌المطلب الأول: رواية "السنن" التي اعتمدها ابن رسلان في شرحه:

- ‌المطلب الثاني: مصادر الشارح في الكتاب ومنهجه في الاستفادة منها:

- ‌المسألة الأولى: مصادر الشارح في الكتاب:

- ‌المسألة الثانية: منهجه في الاستفادة من مصادره:

- ‌المطلب الثالث: منهجه في تقرير مسائل العقيدة:

- ‌المطلب الرابع: الصنعة الحديثية كما أشار إليها المصنف:

- ‌المطلب الخامس: الناسخ والمنسوخ:

- ‌المطلب السادس: فقه الحديث:

- ‌المطلب السابع: مباحث اللغة:

- ‌المطلب الثامن: اللطائف والفوائد التربوية:

- ‌القسم الثالث منهج التحقيق ووصف النسخ الخطية

- ‌المبحث الأول: منهج التحقيق

- ‌أولًا: نسخ المخطوط والمقابلة:

- ‌ثانيًا: تخريج الأحاديث والآثار وأقوال العلماء:

- ‌ثالثًا: الجانب الفقهي والأصولي:

- ‌رابعًا: اللغة:

- ‌المبحث الثاني: وصف النسخ الخطية

- ‌ تنبيه

- ‌وصف النسخة:

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل في اسم مؤلف الكتاب

- ‌كِتَابُ الطَّهَارَة

- ‌1 - باب التَّخَلِّي عِنْدَ قَضَاءِ الحاجَةِ

- ‌2 - باب الرَّجُلِ يَتَبَوّأُ لِبوْلِهِ

- ‌3 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذا دَخَلَ الخَلاء

- ‌4 - باب كَراهِيَةِ اسْتِقْبَالِ القِبْلَة عِنْد قَضَاءِ الحَاجَةِ

- ‌5 - باب الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ

- ‌6 - باب كيْفَ التَّكَشُّفُ عِنْدَ الحاجةِ

- ‌7 - باب كَرَاهيَةِ الكَلامِ عِنْدَ الحَاجَةِ

- ‌8 - باب أَيَرُدُّ السَّلامَ وَهُوَ يَبُولُ

- ‌9 - باب فِي الرَّجُلِ يذْكُرُ الله تَعالَى عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ

- ‌10 - باب الخاتَمِ يكُونُ فِيهِ ذِكْرُ الله يدْخُلُ بِه الخَلاءَ

- ‌11 - باب الاسْتِبْراءِ مِنَ البَوْلِ

- ‌12 - باب البَوْلِ قائِمًا

- ‌13 - باب فِي الرَّجُلِ يَبُولُ بِاللَّيْلِ في الإِناءِ ثمَّ يَضعُهُ عِنْدَهُ

- ‌14 - باب المواضِعِ التِي نهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ البَوْلِ فيها

- ‌15 - باب في البَوْلِ في المُسْتَحَمِّ

- ‌16 - باب النَّهْيِ عنِ البَوْلِ في الجُحْرِ

- ‌17 - باب ما يقُول الرَّجُلُ إِذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ

- ‌18 - باب كَراهيَة مَسِّ الذَّكَرِ بِاليمِين في الاستبْراءِ

- ‌19 - باب الاسْتِتارِ فِي الخَلاء

- ‌20 - باب ما يُنْهَى عنْهُ أنْ يُسْتَنْجَى بِهِ

- ‌21 - باب الاسْتِنْجاءِ بِالحِجارَةِ

- ‌22 - باب فِي الاسْتِبْراءِ

- ‌23 - باب فِي الاسْتِنْجاء بالماءِ

- ‌24 - بابُ الرَّجُلِ يُدَلِّكُ يَدَهُ بالأرْضِ إذا اسْتَنْجَى

- ‌25 - باب السِّواكِ

- ‌26 - باب كيْف يَسْتاكُ

- ‌27 - باب فِي الرَّجُلِ يَسْتاك بسِواكِ غَيْرِهِ

- ‌28 - باب غَسْلِ السِّواكِ

- ‌29 - باب السِّواكِ مِنَ الفِطْرَةِ

- ‌30 - باب السِّواكِ لِمنْ قامَ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌31 - باب فرْضِ الوُضُوءِ

- ‌32 - باب الرَّجُلِ يجدِّدُ الوُضوءَ مِنْ غيْرِ حَدَثٍ

- ‌33 - باب ما ينَجِّسُ الماءَ

- ‌34 - باب ما جاءَ فِي بِئْرِ بُضاعَة

- ‌35 - باب الماء لا يَجْنُبُ

- ‌36 - باب البَوْل فِي الماءِ الرّاكِدِ

- ‌37 - باب الوُضُوء بسُؤْرِ الكلْبِ

- ‌38 - باب سؤْرِ الهِرّةِ

- ‌39 - باب الوُضُوءِ بِفَضْلِ وَضوءِ المَرْأَةِ

- ‌40 - باب النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ

- ‌41 - باب الوضوء بِماءِ البَحْر

- ‌42 - باب الوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ

- ‌43 - باب أَيُصَلِّي الرَجُلُ وَهُوَ حاقِنٌ

- ‌44 - باب ما يُجْزِئُ مِنَ الماءِ فِي الوُضُوءِ

- ‌46 - باب في إسْباغِ الوُضُّوءِ

- ‌45 - باب الإِسْرافِ فِي الوضُوءِ

- ‌47 - باب الوُضُوءِ فِي آنِيَةِ الصُّفْرِ

- ‌48 - باب التَّسْمِيَةِ عَلَى الوُضُوءِ

- ‌49 - باب فِي الرَّجُلِ يدْخِل يدهُ في الإِناءِ قَبْلَ أنْ يَغْسِلَها

الفصل: ‌3 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

‌3 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذا دَخَلَ الخَلاء

4 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، حَدَّثَنا حَمَّادٌ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الوارِثِ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا دَخَلَ الخلاءَ - قالَ: عَنْ حَمّادٍ قالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ". وقالَ: عَنْ عَبْدِ الوارِثِ قالَ: "أَعُوذُ باللهِ مِنَ الخُبُثِ والخَبائِثِ"(1).

5 -

حَدَّثَنا الَحسَن بْنُ عَمْرٍو -يَعْنِي السَّدُوسِيَّ- حَدَّثَنا وَكِيْعٌ، عَنْ شعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ -هُوَ ابن صُهَيْبٍ- عَنْ أَنَسٍ بهَذا الَحدِيثِ، قالَ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ". وقالَ شُعْبَةُ: وقالَ مَرَّةً: "أَعُوذُ باللهِ". وقالَ وُهَيْبٌ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ: "فَلْيَتَعَوَّذْ باللهِ"(2).

6 -

حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنا شُعْبَة، عَنْ قَتادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنَّ هذِه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ فَإذا أَتَى أَحَدُكُمُ الخَلاءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ باللهِ مِنَ الخُبُثِ والخَبائِثِ"(3)

* * *

باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

[4]

(ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قال: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ) بن درهم أبو إسماعيل الأزدي [الأزرق أُضِرَّ، و](4) كان يحفظ حديثه كالماء. قال

(1) رواه البخاري (142، 6322)، ومسلم (375). وانظر: ما بعده.

(2)

السابق.

(3)

رواه ابن ماجة (296)، وأحمد 4/ 369، 373، والنسائي في "السنن الكبرى"(9903)، وابن خزيمة (69)، وابن حبان (1408).

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(4).

(4)

سقط من (ص)، وبياض في (س).

ص: 314

ابن مهدي: ما رأيتُ أحدًا لم يكتب (1) أحفظ منه، ولا أعلم بالسُنة منه (2)، مات سنة 179 (3).

(وَعَبْدُ الوَارِثِ) بن سَعيد التمِيمي العَنبري مولاهُم البصْرى، (عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيبٍ) البناني (4) البصْري (عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ) رضي الله عنه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللِّه صلى الله عليه وسلم[إِذَا دَخَلَ]) (5) توضحُه رواية البخاري (6) وغَيره: إذا أرَادَ أن يَدخل الخلاء"، وهذا في الأمكنة المعدة لذَلك، ويدل علَى هذا قرينة الدُخول، [ولهذا قال ابن] (7) بطال: رواية: إذا أتى (8) أعم (9) -يعني: الآتية- أعم لشمولها. (الْخَلَاءَ): ممدود هو الموضع الخالي، ثم نقل إلى موضع قضاء الحاجة.

(قَالَ) مسدّد: (عَنْ حَمَّادٍ) دون عبد الوَارث أنه (قَالَ: اللهمُ) لكن يسْتحب أن يقدم باسم الله علَى قوله: "اللهم إني أعوُذ بك"(10)، لما

(1) في (ظ، م): يكن. تحريف.

(2)

انظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/ 138).

(3)

انظر: "تهذيب الكمال"(7/ 252).

(4)

في (د، ظ، م): السامي. تحريف، وعبد العزيز بن صهيب البناني نسبة إلى سكة بنانة بالبصرة. انظر:"اللباب" لابن الأثير (1/ 178)، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/ 606).

(5)

تكررت في (ظ، م)، وزاد بعدها في (س): الخلاء.

(6)

"الأدب المفرد" للبخاري (692).

(7)

في (ص، ل): وبهذا لابن. وفي (س): وبهذا قال ابن.

(8)

رواها أحمد في "مسنده"(3/ 282)، وذكرها البخاري معلقة في "صحيحه"(142).

(9)

انظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (1/ 234).

(10)

انظر: "المجموع" للنووي 2/ 75، وقال: وهكذا صرح به إمام الحرمين والغزالي والروياني والشيخ نصر وصاحبا "العدة" و"البيان" وآخرون.

ص: 315

روى الترمذي من روَاية علي عن النبي صلى الله عليه وسلم "ستر مَا بيْن الجنّ وَعَورَات بني آدَم إذا دَخَل الكِنيف أن يقول: باسم الله"(1). لكنهُ لم يَذكر في هذا الحِديث [الاستعَاذة، وقد جَمَعَ بينهما المعمري (2)، وجَمع بينهما في هذا الحديث](3) مِن طريق عبد العزيز بن المختار، عن عبد العَزيز بن صهيب بلفظ الأمر قال:"إذا دَخَلْتُم الخلاء فقوُلوا: بِسم الله أَعُوذُ باللِّه مِنَ الخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ"(4).

قال ابن حجر: وإسْناده علَى شرْط مسلم قال: وفيه زيادَة التسمية، ولم أرها في غير هذِه الرواية (5).

(إِنِّي أَعُوذُ بِكَ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يستَعيذ إظهارًا للعُبُودية ويجَهَر بها للتعليم.

(مِن الخُبُث) بضم الخاء والبَاء الموَحدة.

قال الخطابي: لا يجوُز غَيره (6). وتعقب بأنه يجوُز إسكان الموَحدَة كما في نظائره مما جاء على هذا الوزن ككُتُب وكُتْب، قال النووي: وقدْ

(1)"سنن الترمذي"(606) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي. وصححه الألباني بمجموع طرقه في "إرواء الغليل"(50).

(2)

هو الحسن بن علي بن شبيب المعمري بفتح الميم وسكون العين وتخفيف الميم الثانية، كذا ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال"(7/ 243)، ووافقه ابن حجر في "تبصير المنتبه"(4/ 1375)، وكذا هو في كتب تراجم الرجال، وتصحفت في "فتح الباري" لابن حجر (1/ 244) إلى: العمري.

(3)

سقط من (س).

(4)

انظر: "فتح الباري" 1/ 294.

(5)

انظر: "فتح الباري" 1/ 294.

(6)

انظر: "معالم السنن" للخطابي 1/ 10.

ص: 316

صرَّح جَمَاعة مِنْ أهل هذا الفن بإسْكان البَاء منهمُ: أبوُ عبيْد القَاسم بن سَلام إمَام هذا الفنّ (1). إلا أنْ يُقال: إن ترك التخفيف (2) أولى لئلا يشتبهُ بالمصْدر مِن خَبُث يَخْبُث بضَم البَاء فيهما كَقُرب، وَالخبث جمع خبيث [ككثيب وكثب](3)(والخبَائث) جَمْع خَبيثة يُريد [ذكران الشياطين و](4) إناثهم. قالهُ ابن حبَّان (5) وغيره.

وفي رواية الترمذي: " أعُوذ بالله من الخبث [والخبيث، أو الخبث والخبائث] (6) "(7) هكذا على الشك.

[5]

(حَدَّثَنَا الحَسَنُ (8) بْنُ عَمْرٍو) السَّدُوسِي البَصْري ثقة عَابد (9).

(ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ) بْنُ صُهَيْبٍ (عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه بهذا الحَدِيثِ) و (قَالَ) فيه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ)"من الخبث والخبائث".

(1)"شرح صحيح مسلم" للنووي 4/ 71.

(2)

في (ص) التحقيق. تصحيف.

(3)

في (ص، ظ، ل، م): ككتب وكتب. تصحيف، والمثبت من (د، س).

(4)

في (ص) ذكوان النشاط من. وهو تحريف.

(5)

"صحيح ابن حبان"(4/ 254 - 255).

(6)

في (ظ، م): والخبائث أو الخبيث.

(7)

"سنن الترمذي"(5).

(8)

في (س): الحسين. تحريف.

(9)

قال المزي في "تهذيب الكمال" 6/ 286: قال ابن حبان في كتاب"الثقات": صاحب حديث متعبد. وعقب المزي قائلًا: فهذا يحتمل أن يكون السدوسي المذكور، ويحتمل أن يكون غيره. اهـ. ولم أجده في كتاب "الثقات" المطبوع، وقال ابن حجر في "التقريب" (1278): صدوق، لم يصب الأزدي في تضعيفه، وكأنه اشتبه عليه بالذي بعده.

ص: 317

(وَقَالَ شُعْبَةُ) في روايته: (وَقَالَ) عَبْدِ العَزِيزِ بن صُهيب (مرّة) أخرى: (أَعُوذُ (1) باللِّه) من الخبث والخبائث.

[6]

(ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ) البَاهلي البَصري تزوج زيادة على ألف امرأة (2).

(ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَس) بن مالك الأنصاري.

(عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم) هذِه رواية أبي داود، ورواه النسائي في "اليوم والليلة"(3) عن ابن المثنى، عن غندر وابن مهدي، عن شعبة، ورواهُ ابن مَاجه في الطهَارة (4)، عن ابن بشار (5)، عن غندر، وابن مهدي عن شعبة به (6).

قال الترمذي: في كتاب: "العِلَل"(7) ثنا محمد بن بشار (8)، ثنا محمد بن جعفر وابن مهدي، ثنا شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم (إِنَّ هذِه الحُشُوشَ) جمع حَشّ بفتح الحَاء وهو الموْضع المعدّ لقضاءِ الحاجة، وأصْلهُ من الحش وهو البستان؛ لأنهم

(1) في (س): أعوذك. خطأ.

(2)

انظر: "تهذيب الكمال" 22/ 229.

(3)

"عمل اليوم والليلة"المطبوع مع "السنن الكبرى" للنسائي (9903).

(4)

في (ظ، م): المطهاني. تحريف.

(5)

في (ص، س، ظ، م): يسار. تصحيف، والمثبت من (د، ل) ومصادر التخريج، وهو محمد بن بشار بن عثمان بندار، شيخ الأئمة الستة.

(6)

"سنن ابن ماجة"(296).

(7)

"العلل الكبير" للترمذي (3).

(8)

في (ص، س، ظ، م): يسار. تصحيف، والمثبت من (د، ل) ومصادر التخريج.

ص: 318

كانُوا كثيرًا ما يتغوطونَ في البَساتين، ومنه حديث عثمان أنه دفن في حش كوكب (1). وهو بُستان بظاهر المدينة خارج البقيع (2)، فلما اتخذوا الكنف وَجعَلوُها خلفًا عنها وأطلقوا عَلَيهَا الحَشّ مجازًا، وجوز فيه ضم الحاء.

(مُحْتَضَرَةٌ) من الحضور وهو ضد الغيبَة أي: يحضرها الجِن والشياطين، ومثله في حَديث صلاة الصُّبح؛ فإنها مشهُودة محَضُورة (3) أي: يحضرهَا ملائكة الليْل وملائكة النهار (4). فالملائكة يَحصُرون موَاضع العبَادة كحلق الذكر ومجالس العِلم (5)، ويتبعُونها (6) كما أن الشيَاطين يتبعُون (7) مَوَاضع الكفر والمعَاصِي ومَوَاضع كشف العَورَات كالحمام، وَمَوَاضع النجاسات التي لا يذكر فيها اسْم الله كبيُوُت الخلاء.

(فإذا أتى) رواية الترمذي "فإذا دَخل"(8) وأتى أعمّ؛ لشمُولها البناء والصحراء بخلاف الدُخول، فإنه يشعر بالبناء (9)(الخلاء) واحتج بظاهره جماعة منهم ابن عمر، وابن سيرين، والنخعي على جواز هذا الذكر، وجميع الأذكار في بيت الخلاء لمن دَخَلهُ ناسيًا، وحملوا اللفظ على حقيقة الدخول (10) وابتدائه دون مجاز الإرادة، وأخذوا

(1) رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 111 - 113)، والطبراني في "الكبير"(109).

(2)

في (ص): البلد. تحريف، وانظر:"النهاية" لابن الأثير (حشش).

(3)

مسلم (832) من حديث عمرو بن عبسة.

(4)

انظر: "النهاية لابن الأثير". (حضر).

(5)

البخاري (6408)، ومسلم (2689) من حديث أبي هريرة.

(6)

في (د، ظ): ويبتغونها.

(7)

في (د، ظ): يبتغون.

(8)

"العلل الكبير" للترمذي (3).

(9)

في (ص، ل): بالدخول. وفي (س): بالبنيان. والمثبت من (د، ظ، م).

(10)

في (ص): الأجور. تحريف.

ص: 319

بقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذكر الله على كل أحيانه (1). قال ابن سيد الناس في "شرح الترمذي" -وحكي الجَواز والكرَاهة عن مالك- قال: وهذا كله في الكنف المتخذة في البيُوُت لا في الصَّحراء (2) وهُو داخل في لفظة: "دَخل".

(أَعُوذُ بالله مِنَ الخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ) وروى ابن ماجة عن أبي أمامة (3) أنَّ رسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يعجز أحَدكم إذَا دَخَلَ مرفقه أنْ يقول: اللهُم إني أعُوذ بك من الرجْس النجس، الخَبيث المخبث، الشيطان الرجيم"(4) والنجس هنا بكسر النُون وإسكان الجِيم اتباع لرجس، فإذا أفردوه قالوا: نَجس بفتح النون وكسْر الجيم وفتحها. والخَبِيث: يعني: الخَبِيث في نفسه والمخبث لغَيره.

* * *

(1) رواه مسلم (373)، وأبو داود (18)، والترمذي (3384)، وابن ماجة (302).

(2)

"النفع الشذي" لابن سيد الناس (418، 419).

(3)

في (ص): أسامة. تصحيف.

(4)

"سنن ابن ماجة"(299).

ص: 320