الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب فِي كَفِّ اللِّسَانِ
4264 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بْن شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي ابن وَهْبٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قالَ: قالَ خَالِدُ بْنُ أَبي عِمْرانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ البَيْلَمَانِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"سَتَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْياءُ مَنْ أَشْرَفَ لَها اسْتَشْرَفَتْ لَهُ وَإِشْرافُ اللِّسانِ فِيها كَوُقُوعِ السَّيْفِ"(1).
4265 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن زَيْدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طاوُسٍ عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: زِيادٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّها سَتَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ العَرَبَ قَتْلاها في النَّارِ، اللِّسانُ فِيها أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ". قالَ أَبُو داوُدَ: رَواهُ الثَّوْري، عَنْ لَيْثٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ الأَعْجَمِ (2).
4266 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن عِيسَى بْنِ الطَّبّاعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن عَبْدِ القُدُّوسِ قالَ: زِيادٌ سِيمِينْ كُوشْ.
* * *
باب في كف اللسان
[4264]
(ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث) الفهمي، شيخ مسلم (عن) عبد اللَّه (ابن وهب، حدثني الليث) بن سعد (عن يحيى بن سعيد)
(1) رواه الطبراني في "الأوسط" 8/ 308 (8717). وقوله: "من أشرف لها استشرفت له" رواه البخاري (3601)، ومسلم (2886) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود".
(2)
رواه الترمذي (2178)، وابن ماجه (3967)، وأحمد 2/ 211.
وضعفه الألباني في "الضعيفة"(3229).
ابن قيس الأنصاري (قال: قال خالد بن أبي عمران) التونسي قاضي إفريقية، أخرج له مسلم (عن عبد الرحمن بن البيلماني) بفتح الموحدة وسكون التحتانية ثم لام، مولى عمر، مدني نزل حران، قال أبو حاتم: لين الحديث (1). ذكره ابن حبان في "الثقات"(2).
(عن عبد الرحمن بن هرمز) الأعرج (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ستكون فتنة) هذِه (كان) التامة، أي: ستحدث فتنة (صماء بكماء عمياء) أراد أنها لا تسمع ولا تنطق ولا تبصر، فهي لذهاب حواسها لا تدرك شيئًا ولا تقلع ولا ترتفع، وقيل: شبهها لاختلاطها. وقيل: البريء فيها والسقيم بالأصم الأخرس الأعمى الذي لا يهتدي إلى شيء، فهو يخبط خبط عشواء. وقيل: هي كالحية الصماء التي لا تقبل لسعتها الرقي، ولا يستطيع أحد أن يأمر فيها بمعروف أو ينهى عن المنكر، بل إن تكلم بحق آذاه الناس وقالوا: ما صلح أن يتكلم إلا أنت! .
(من أشرف) بسكون الشين المعجمة (لها استشرفت له) أي: من تطلع لها وقرب منها تطلعت تلك الفتنة له، وجرته إلى نفسها وأوقعته في مهالكها (وإشراف اللسان فيها) يعني: إطالة اللسان بالكلام فيها (كوقوع السيف) في المحاربة به.
[4265]
(ثنا محمد بن عبيد) مصغر، وهو ابن حساب بكسر الحاء وتخفيف السين المهملة، الغبري بضم المعجمة وتخفيف الموحدة،
(1)"الجرح والتعديل" 5/ 216 (1018).
(2)
"الثقات" 5/ 91.
البصري، أخرج له مسلم (ثنا حماد بن زيد، ثنا ليث) بن أبي سليم القرشي مولاهم الكوفي، قال شيخنا ابن حجر: صدوق (1).
(عن طاوس) القراء، ابن كيسان (عن رجل يقال له: زياد) بن سليم العبدي، مولاهم، عرف بالأعجم لشاعر، قال ابن حجر: مقبول (2). (عن عبد اللَّه بن عمر (3) رضي الله عنهما: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون (4) فتنة تستنظف العرب) هو بالظاء المعجمة، من يستنظف، قال ابن الأثير في "النهاية" في باب النون والظاء المعجمة: تستنظف العرب أي: تستوعبهم هلاكًا، يقال: استنظفت للشيء إذا أخذته كله. ومنه: استنظفت ما عنده واستغنيت عنه (5).
وعجبت من القرطبي في "التذكرة"؛ حيث ذكرها بالطاء المهملة وفسرها وقال: لم أقف فيه على شيء لغيري (6). ولعله لم يكن عنده "النهاية"، أو راجعها في الطاء المهملة ولم يراجع الظاء المعجمة، وقال عقب الحديث: قوله: (تستنطف) أي: ترمي، مأخوذ من نطف الماء أي: قطر، والنطفة: الماء الصافي قل أو كثر، أي: إن هذِه الفتنة تقطر قتلاها في النار، أي: ترميهم فيها؛ لاقتتالهم على الدنيا،
(1)"تقريب التهذيب"(5685).
(2)
"تقريب التهذيب"(2081).
(3)
كذا في الأصول، والصواب: عمرو. وهو ما في "سنن أبي داود".
(4)
ساقطة من (م).
(5)
"النهاية" 5/ 79.
(6)
"التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة"(ص 1131).
واتباع الشيطان والهوى.
(وقتلاها) بدل من (العرب)، هذا المعنى الذي ظهر لي. انتهى كلامه (1). ومعنى قوله: قتلاها بدل. أي: قتلاها في محل النصب من العرب الذي هو مفعول (تستنظف)، وهو بدل اشتمال، ويجوز أن يكون (قتلاها) مبتدأ، و (في النار) الخبر (اللسان) يعني الكذب باللسان (فيها) أي: أتته في الفتنة عند أئمة الجور، ونقل الأخبار التي يتولد منها الفساد في الأرض (أشد) ضررًا (من وقع السيف) في القتال، فربما يحصل بالكلمة من اللسان من النهب والقتل والخلاف (2) والمفاسد العظيمة ما لا يحصل من الضرر بالسيف، وينشأ من اللسان أكثر مما ينشأ من السيف؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة:"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب"(3).
(قال) المصنف (رواه) سفيان (الثوري عن ليث) بن أبي سليم (عن طاوس، عن) زياد (الأعجم) قال المنذري والقرطبي: وحكي أيضًا أنه زياد سيمين كوش (4). ومعناه: أذن الفضة؛ لأن سيمين هو الفضة، وكوش: الأذن.
وقال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل -يعني: البخاري-
(1) السابق.
(2)
في (م): والجدال.
(3)
البخاري (6477، 6478)، مسلم (2988).
(4)
"مختصر السنن" 6/ 148.
يقول: لا يعرف لزياد بن سيمين كوش عن عبد اللَّه بن عمر غير هذا الحديث الواحد (1)، وروي مرفوعًا.
ولفظ ابن ماجه: "إياكم والفتن، فإن اللسان فيها مثل وقع السيف"(2).
[4266]
(ثنا محمد بن عيسى الطباع، قال: حدثنا عبد اللَّه بن عبد القدوس قال: زياد سيمين كوش) بكسر المهملة، قال المنذري: سيمين هي الفضة، وكوش هي الأذن.
* * *
(1)"سنن الترمذي" عقب حديث (2178).
(2)
"سنن ابن ماجه"(3968). وضعف إسناده البوصيري في "المصباح" 4/ 176، وقال الألباني في "الضعيفة" (2479): ضعيف جدًّا.