الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب ما يُرَخَّصُ فِيهِ مِنَ البَدَاوَةِ في الفِتْنَةِ
4267 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مالِ المُسْلِمِ غَنَمًا يَتْبَعُ بِها شَعَفَ الجِبَالِ وَمَواقِعَ القَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ"(1).
* * *
[باب](2) ما يرخص فيه من البداوة
[4267]
(ثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (عن مالك، عن عبد الرحمن ابن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن [أبي] (3) صعصعة) الأنصاري المازني، أخرج له البخاري في الإيمان (4) والصلاة (5)[والتوحيد (6) (عن أبيه) عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، أخرج له البخاري في الإيمان](7) والزكاة.
(عن أبي سعيد) سعد بن مالك (الخدري رضي الله عنه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يوشك) أي: يسرع ويقرب (أن يكون خير مال المسلم غنما) فيه فضيلة
(1) رواه البخاري (19).
(2)
ساقطة من (ل، م) والمثبت من "السنن".
(3)
ساقطة من (ل، م)، والمثبت من مصادر التخريج.
(4)
"صحيح البخاري"(19).
(5)
"صحيح البخاري"(659).
(6)
"صحيح البخاري"(7374).
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
اقتناء الغنم وبركة مخالطتها، وأنها خير الأموال، لا سيما أيام الفتنة؛ فإنه خير ما ارتحل صاحبها [. . .](1) إلى جهة قصده مع ما يستعين به مما فيها من المنافع كاللبن والسمن والصوف واللحم، وغير ذلك من المنافع، مما قد اجتمع في اللبن من كونه يغني عن المأكول والمشروب، وتتصل له هذِه المنافع مع ارتحاله إلى الصحاري ورؤوس الجبال؛ ليرعاها وينتفع بها، وفيه التصريح بأن أفضل الأموال التي تقتنى في آخر الزمان الغنم، ويدخل فيه البياض والسواد، ويحتمل أن يكون الإبل والبقر في معناها.
(يتبع بها) أي: معها، فالباء بمعنى مع، كقوله: اذهب بسلام. أي: مع سلامة (شعف) بفتح الشين المعجمة والعين المهملة وبالفاء، جمع شعفة بالتحريك، وهي رأس الجبل، وشعفة كل شيء أعلاه، وهذا هو المشهور في الرواية، ورواه بعضهم بضم الشين وآخره باء موحدة، أي: أطرافها ونواحيها وما انفرج منها، والشعبة ما انفرج بين الجبلين.
(الجبال ومواقع القطر) في الأراضي السهلة، ومواقع جمع موقع، وهو موضع وقوع المطر، وفيه الحث على السكنى في المواضع المخصبة والارتحال عن المواضع المجدبة، وعلى طلب السكن في مواضع الرخص وترك بلاد الغلاء والقحط، وأن مع الرخص في الأسعار يطيب عيش المؤمن.
(يفر بدينه من الفتن) فيه الحث على الفرار من الفتن حيث كانت؛
(1) كلمة غير مقروءة في (ل) وساقطة من (م).
ليسلم للمسلم دينه، وفيه الحث على العزلة والتغرب عن الأوطان، فإنه أسلم للدين، وفيه علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم في إخباره عما يكون في آخر الزمان ويوجد، كما أخبر به، وفيه إرشاد أمته في حياته وبعد وفاته، وهذا من النصح للرعية.
* * *