الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب فِي المَعْقِلِ مِنَ المَلَاحِمِ
4298 -
حَدَّثَنَا هِشامٌ بْنُ عَمّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْطَاةَ قالَ: سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبي الدَّرْداءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنَّ فُسْطاطَ المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بِالغُوطَةِ إِلَى جانِبِ مَدِينَةٍ يُقالُ لَها دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدائِنِ الشّامِ"(1).
4299 -
قالَ أَبُو داوُدَ: حُدِّثْتُ، عَنِ ابن وَهْبٍ، قالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْن حَازِم، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ المُسْلِمُونَ أَنْ يُحاصَرُوا إِلَى المَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسالِحِهِمْ سَلاحُ"(2).
4300 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري قالَ: وَسَلاحُ قرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ (3).
* * *
باب كراهية المعقل (4)
المعقل: الحصن، واحدة معاقل، وفي حديث ظبيان أن ملوك حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها (5). أي: ملكوا ما يتحصنون به من
(1) رواه أحمد 5/ 197.
وصححه الألباني في "المشكاة"(6281).
(2)
سبق برقم (4250).
وصححه الألباني في "المشكاة"(5427).
(3)
سبق برقم (4251).
قال الألباني في "صحيح سنن أبي داود": صحيح الإسناد مقطوع.
(4)
بعدها في (ل)، (م): نسخة: في المعقل.
(5)
رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 552 - 554.
المخاوف، وهي الحصون.
[4298]
(ثنا هشام بن عمار) السلمي الدمشقي، شيخ البخاري (ثنا يحيى بن حمزة) بفتح الحاء المهملة والزاي الحضرمي، قاضي دمشق (ثنا) عبد الرحمن بن يزيد (ابن جابر) الأزدي (حدثني زيد بن أرطاة) الفزاري، ثقة (قال: سمعت جبير بن نفير يحدث عن أبي الدرداء) عويمر رضي الله عنه.
(أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إن فسطاط) بضم الفاء (المسلمين) أصل الفسطاط الخيمة الكبيرة، والمراد به هنا معقل المسلمين، كما بوب عليه المصنف. أي: ملجؤهم وحصنهم الذي يتحصنون به من الفتن دمشق.
وقد جاء مبينًا في رواية أبي بكر ابن أبي شيبة: "معقل المسلمين من الملاحم"(1).
(يوم الملحمة) دمشق، ومعقلهم من الدجال بيت المقدس، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور [(بالغوطة) قال في "النهاية": الغوطة اسم البساتين والمياه التي حول دمشق، وهي غوطتها (2)] (3).
(إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق) بفتح الميم، وهي عربية أو معربة؟ قولان: قال أبو عبيد البكري في "معجم البلدان": سميت بدماشق بن نمروذ بن كنعان، فإنه هو الذي بناها، وكان آمن بإبراهيم
(1)"المصنف" 4/ 224 (19440)، 6/ 413 (32455) عن أبي الزاهر.
(2)
"النهاية" 3/ 396.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
-عليه السلام وصار معه، وكان أبوه نمروذ دفعه إليه لما رأى له من الآيات (1). وهذا يدل على أنها معربة. وقيل: هي من قول العرب: ناقة دمشق اللحم. إذا كانت خفيفة. والمرأة السريعة في العمل الخفيفة، ويقال: دمشق الضرب دمشقة: إذا ضرب ضربًا خفيفًا سريعًا.
وهذا الحديث يدل على فضيلة دمشق وعلى فضيلة سكناها في آخر الزمان، وأنها حصن من الفتن، ومن فضائلها أنه دخلها عشرة آلاف عين رأت النبي صلى الله عليه وسلم كما أفاده ابن عساكر في "تاريخه"(2).
ومن فضائلها ما شهد به قوله (من خير مدائن الشأم) بهمزة ساكنة مثل رأس، وتجوز مخففة بحذفها، وفيه لغة أخرى بمد الهمزة، وعن ابن الكلبي: سمي بذلك لأن قومًا من بني كنعان بن حام شاموا إليها. وقيل: سميت شامًا بسام بن نوح، واسمه بالسريانية شام، وحد الشام طولًا من العريش إلى الفرات، وجزم ابن حبان في "صحيحه" بأن أول الشام بالس، ولآخره العريش. وأما عرضه فمن جبل طيء من نحو القبلة إلى بحر الروم.
ونقل النووي في القطعة التي على "سنن أبي داود"(3) أن باب الكعبة مستقبل مطلع (4) الشمس، فمن استقبله كان اليمن على يمينه والشام على شماله، فسمي بذلك، ودخله نبينا صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، ودخله بعدها مرتين
(1)"معجم ما استعجم" 2/ 556.
(2)
"تاريخ دمشق" 1/ 327.
(3)
"الإيجاز في شرح سنن أبي داود السجستاني"(ص 83).
(4)
ساقطة من (م).
إحداهما ليلة الإسراء والثانية في غزوة تبوك (1).
[4299]
(قال: ) المصنف (حدثت) مبني لما لم يسم فاعله (عن) عبد اللَّه (ابن وهب قال: حدثني جرير) بفتح الجيم، وهو ابن حازم، رأى جنازة أبي الطفيل (عن عبد اللَّه بن عمر) بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. قال ابن عدي: لا بأس به صدوق (2).
(عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يوشك المسلمون أن يحاصروا) بفتح الصاد (إلى المدينة) وينضمون إليها، ولا يستطيعون الخروج إلى حصن غيرها (حتى يكون أبعد مسالحهم) جمع مسلح أو مسلحة، وهو كالثغر والمرقب، يكون فيه أقوام يرقبون العدو؛ لئلا يطرقهم على غفلة، سموا بذلك؛ لأنهم يكونون ذوي سلاح كما تقدم. وتقدم أن سلاح بكسر السين موضع قريب من خيبر.
[4300]
(حدثنا أحمد بن صالح) المصري (عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري قال) و (سلاح) موضع (قريب من خيبر) فليراجع.
* * *
(1) كذا قال المصنف في نقله عن النووي كما في النسختين اللتين بين أيدينا (ل، م) وفيه إشكالات أولها أنه إذا كان باب الكعبة مستقبل مطلع الشمس كان مستقبله اليمن على شماله والشام على يمينه، ثم كيف يدخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة في غزوة تبوك، وتبوك كانت قبل الروم. وقد وجدت بعض كلام النووي في القطعة التي له على أبي داود ونصه، وقيل: لأن باب الكعبة مشتمل فسمي كذلك شامًا. وقيل: إن البيت لما كان اليمن عن يمينه والشام عن شماله فسميت بذلك. انتهى. قلت: فلعل المصنف قرأ (مشتمل)(مستقبل) فأضاف إليها مطلع الشمس.
(2)
"الكامل في ضعفاء الرجال" 5/ 237.