المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - باب في ذكر البصرة - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ١٧

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌2 - باب في النَّهْي عَنِ السَّعْي في الفِتْنَةِ

- ‌3 - باب فِي كَفِّ اللِّسَانِ

- ‌4 - باب ما يُرَخَّصُ فِيهِ مِنَ البَدَاوَةِ في الفِتْنَةِ

- ‌5 - باب فِي النَّهْى عَن القِتَالِ في الفِتْنَةِ

- ‌6 - باب فِي تَعْظِيمِ قَتْلِ المُؤْمِنِ

- ‌7 - باب ما يُرْجَى فِي القَتْلِ

- ‌كتاب المهدي

- ‌1 - باب

- ‌كتاب الملاحم

- ‌1 - باب ما يُذْكَرُ فِي قَرْنِ المِئَةِ

- ‌2 - باب ما يُذْكَرُ مِنْ مَلاحِمِ الرُّومِ

- ‌3 - باب فِي أَماراتِ المَلاحِمِ

- ‌4 - باب فِي تَوَاتُرِ المَلاحِمِ

- ‌5 - باب فِي تَداعِي الأُمَمِ عَلَى الإِسْلَامِ

- ‌6 - باب فِي المَعْقِلِ مِنَ المَلَاحِمِ

- ‌7 - باب ارْتِفاعِ الفِتْنَةِ فِي المَلاحِمِ

- ‌8 - باب فِي النَّهْي عَنْ تَهْيِيجِ التُّرْكِ وَالحَبَشَةِ

- ‌9 - باب في قِتَالِ التُّرْكِ

- ‌10 - باب فِي ذِكْرِ البَصْرَةِ

- ‌11 - باب النَّهْي عَنْ تهْيِيجِ الحَبَشَةِ

- ‌12 - باب أَماراتِ السّاعَةِ

- ‌13 - باب حَسْرِ الفُراتِ عَنْ كَنْزٍ

- ‌14 - باب خُرُوجِ الدَّجّالِ

- ‌15 - باب فِي خَبَرِ الجَسّاسَةِ

- ‌16 - باب فِي خَبرِ ابن صائِدٍ

- ‌17 - باب الأَمْرِ والنَّهْي

- ‌18 - باب قيامِ السّاعَةِ

- ‌كتاب الحدود

- ‌1 - باب الحُكْمِ فِيمَنِ ارْتَدَّ

- ‌2 - باب الحُكْمِ فِيمَنْ سَبَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب ما جاءَ في المُحارِبَةِ

- ‌4 - باب في الحَدِّ يُشْفَعُ فِيهِ

- ‌5 - باب العَفْوِ عَن الحُدُودِ ما لَمْ تَبْلُغِ السُّلْطانَ

- ‌6 - باب فِي السَّتْرِ عَلَى أَهْلِ الحُدُودِ

- ‌7 - باب فِي صاحِبِ الحَدِّ يَجَيءُ فَيُقِرُّ

- ‌8 - باب فِي التَّلْقِينِ في الحَدِّ

- ‌9 - باب فِي الرَّجُلِ يَعْترِفُ بِحَدٍّ ولا يُسَمِّيهِ

- ‌10 - باب في الامْتِحانِ بِالضَّرْبِ

- ‌11 - باب ما يُقْطَعُ فِيهِ السّارِقُ

- ‌12 - باب ما لا قَطْعَ فِيهِ

- ‌13 - باب القَطْعِ في الخُلْسَةِ والخِيانَةِ

- ‌14 - باب مَنْ سَرَقَ مِنْ حِرْزٍ

- ‌15 - باب فِي القَطْعِ في العارِيَةِ إِذا جُحِدَتْ

- ‌16 - باب فِي المَجْنُونِ يَسْرِقُ أَوْ يُصِيبُ حَدًّا

- ‌17 - باب فِي الغُلامِ يُصِيبُ الحَدَّ

- ‌18 - باب السّارِق يَسْرِقُ في الغَزْوِ أَيُقْطَعُ

- ‌19 - باب فِي قَطْعِ النَّبّاشِ

- ‌20 - باب فِي السّارِق يَسْرِقُ مِرارًا

- ‌21 - باب فِي السّارقِ تُعَلَّقُ يَدُهُ في عُنُقِهِ

- ‌22 - باب بَيْع المَمْلُوكِ إِذا سَرَقَ

- ‌23 - باب في الرَّجْمِ

- ‌24 - باب رَجْمِ ماعِزِ بْن مالِكٍ

- ‌25 - باب المَرْأَةِ التي أَمَرَ النَّبي صلى الله عليه وسلم بِرَجْمِها مِنْ جُهَيْنَةَ

- ‌26 - باب فِي رَجْمِ اليَهُودِيَّيْنِ

- ‌27 - باب فِي الرَّجُلِ يَزْني بِحَرِيمِهِ

- ‌28 - باب فِي الرَّجُل يَزْني بِجارِيَةِ امْرَأَتِهِ

- ‌29 - باب فِيمَنْ عمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ

- ‌30 - باب فِيمَنْ أَتَى بَهِيمَةً

- ‌31 - باب إِذا أَقَرَّ الرَّجُلُ بالزِّنا وَلَمْ تُقِرَّ المَرْأَةُ

- ‌32 - باب فِي الرَّجُلِ يُصِيبُ مِن المَرْأَةِ دُونَ الجِماعِ فيَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهُ الإِمامُ

- ‌33 - باب فِي الأَمَةِ تَزْني وَلَمْ تُحْصَنْ

- ‌34 - باب فِي إِقامَةِ الحَدِّ عَلَى المَرِيضِ

- ‌35 - باب فِي حَدِّ القَذْفِ

- ‌36 - باب الحَدِّ في الخَمْرِ

- ‌37 - باب إِذا تَتَابَعَ في شُرْبِ الخَمْرِ

- ‌38 - باب فِي إِقامَةِ الحَدِّ في المَسْجِدِ

- ‌39 - باب فِي التَّعْزِيرِ

- ‌40 - باب في ضَرْبِ الوَجْهِ في الحَدِّ

- ‌كتاب الديات

- ‌1 - باب النَّفْسِ بالنَّفْسِ

- ‌2 - باب لا يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِجَرِيرَةِ أَخِيهِ أَوْ أَبِيهِ

- ‌3 - باب الإِمامِ يَأْمُرُ بِالعَفْوِ في الدَّمِ

- ‌4 - باب وَلِي العَمْدِ يَأْخُذُ الدِّيَةَ

- ‌5 - باب مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةِ

- ‌6 - باب فِيمَنْ سَقَى رَجُلًا سَمًّا أَوْ أَطْعَمَهُ فَماتَ، أَيُقادُ مِنْهُ

- ‌7 - باب مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ أَوْ مَثَّلَ بِهِ أَيُقادُ مِنْهُ

- ‌8 - باب القَسامَةِ

- ‌9 - باب في تَرْك القَوَدِ بِالقَسامَةِ

- ‌10 - باب يُقادُ مِنَ القاتِلِ

- ‌11 - باب أيُقادُ المُسْلِمُ بِالكافِرِ

- ‌12 - باب فِي مَنْ وَجَدَ مَعَ أَهْلِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ

- ‌13 - باب العامِلِ يُصابُ على يَدَيْهِ خَطَأ

- ‌14 - باب القَوَدِ بغَيْرِ حَدِيدٍ

- ‌15 - باب القَوَدِ مِنَ الضَّرْبَةِ وَقَصِّ الأَمِيرِ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌16 - باب عَفْوِ النِّساءِ عَنِ الدَّمِ

- ‌17 - باب مَنْ قُتِلَ في عمِّيّا بَيْن قَوْمٍ

- ‌18 - باب الدّيَةِ كَمْ هي

- ‌19 - باب دِيَةِ الخَطَإِ شِبْهِ العَمْدِ

الفصل: ‌10 - باب في ذكر البصرة

‌10 - باب فِي ذِكْرِ البَصْرَةِ

4306 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوارِثِ، حَدَّثَنِي أَبي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْن جُمْهانَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ بْنُ أَبي بَكْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "يَنْزِلُ ناسٌ مِنْ أُمَّتِي بِغَائِطٍ يُسَمُّونَهُ البَصْرَةَ عِنْدَ نَهْرٍ يُقالُ لَهُ دِجْلَةُ يَكُونُ عَلَيْهِ جِسْرٌ يَكْثُرُ أَهْلُها وَتَكُونُ مِنْ أَمْصارِ المُهاجِرِينَ". قالَ ابن يَحْيَى: قالَ أَبُو مَعْمَرٍ: "وَتَكُونُ مِنْ أَمْصارِ المُسْلِمِينَ فَإِذا كانَ في آخِرِ الزَّمانِ جاءَ بَنُو قَنْطُوراءَ عِراضُ الوُجُوهِ صِغارُ الأَعْيُنِ حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى شَطِّ النَّهْرِ فيَتَفَرَّقُ أَهْلُها ثَلاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ أَذْنابَ البَقَرِ والبَرِّيَّةِ وَهَلَكُوا وَفِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ وَكَفَرُوا وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرارِيَّهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَيُقاتِلُونَهُمْ وَهُمُ الشُّهَداءُ"(1).

4307 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُوسَى الحَنَّاط -لا أَعْلَمُهُ إِلَّا ذَكَرَهُ- عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:"يا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصارًا وَإِنَّ مِصْرًا مِنْها يُقالُ لَهُ البَصْرَةُ أَوِ البُصَيْرَةُ فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِها أَوْ دَخَلْتَها فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَها وَكِلاءَهَا وَسُوقَها وَبابَ أُمَرائِها وَعَلَيْكَ بِضَواحِيها فَإنَّهُ يَكُونُ بِها خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَرَجْفٌ وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ"(2).

4308 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ المُثَنَّى حَدَّثَنِي إِبْراهِيمُ بْن صَالِحِ بْنِ دِرْهَمٍ قالَ:

(1) رواه ابن أبي شيبة 21/ 137 (38506)، وأحمد 5/ 44.

وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(8170).

(2)

رواه أبو يعلى في "معجم شيوخه"(273)، والطبراني في "الأوسط" 6/ 167 (6095).

وصححه الألباني في "المشكاة"(5433).

ص: 118

سَمِعْتُ أَبي يَقُول انْطَلَقْنَا حَاجِّينَ فَإِذا رَجُلٌ فَقالَ لَنَا إِلَى جَنْبِكُمْ قَرْيَةٌ يُقَال لَها الأُبُلَّةُ قُلْنا نَعَمْ. قالَ مَنْ يَضْمَن لي مِنْكُمْ أَنْ يُصَلِّي لي في مَسْجِدِ العَشّارِ رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا وَيَقُولَ هذِه لأَبي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ خَلِيلي أَبا القاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مِنْ مَسْجِدِ العَشّارِ يَوْمَ القِيامَةِ شُهَداءَ لا يَقُومُ مَعَ شُهَداءِ بَدْرٍ غَيْرُهُمْ". قالَ أَبُو داوُدَ: هَذَا المَسْجِدُ مِمّا يَلي النَّهْرَ (1).

* * *

باب ذكر البصرة

[4306]

(حدثنا محمد بن يحيى بن فارس) الذهلي (ثنا عبد الصمد (2) بن عبد الوارث) التنوري الحافظ (حدثني أبي) عبد الوارث ابن عبد الصمد التنوري، أخرج له مسلم (حدثنا سعيد (3) بن جمهان) بضم الجيم وإسكان الميم، الأسلمي صدوق (ثنا مسلم بن أبي بكرة) الثقفي أخرج له مسلم في الفتن (4).

(قال: سمعت أبي) أبا بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه (يحدث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ينزل ناس من أمتي بغائط) أي: ببطن مطمئن من الأرض (يسمونه البصرة) ويقال لها: المؤتفكة؛ لأنها ائتفكت بأهلها

(1) رواه خليفة بن خياط في "تاريخه" ص 128 - 129، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 1/ 55، وابن عدي في "الكامل" 3/ 460، والبيهقي في "الشعب"(4115).

وضعفه الألباني في "المشكاة"(5434).

(2)

فوقها في (ل): ع.

(3)

فوقها في (ل): ع.

(4)

"صحيح مسلم"(2887).

ص: 119

في أول الدهر. أي: انقلبت. ويقال لها: قبة الإسلام، والبصرة: مدينة السلام بغداد؛ لأنها شط الدجلة وجسرها في وسطها وسماها بصرة؛ لأن ببغداد موضعا (1) خارج المدينة قريبًا من بابها يسمى باب البصرة، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم بغداد باسم بعضها، ويقال لها: البصيرة. ويقال لها: قبة الإسلام. وهي في الأصل الحجارة الرخوة تضرب إلى البياض، وسميت البصرة؛ لأن المسلمين لما قدموها رئي الحصا من بعيد، فقالوا: إن هذِه أرض بصرة. يعني: حصبة. وبنى البصرة عتبة بن غزوان في سنة تسع عشرة من الهجرة في خلافة عمر، قيل: إنه لم يعبد بأرضها صنم (عند نهر) بفتح الهاء (يقال له: دجلة) بكسر الدال، وهو النهر المشهور بالعراق ولا يدخلها الألف واللام؛ لأنه معرفة بخلاف الفرات.

قال أبو الفتوح الهمذاني: سميت دجلة لكثرة مائها، ومنه اشتقاق الدجال لكثرة جموعه. وقيل: المراد بالنهر نهر بغداد، فإنها شط الدجلة وجسرها في وسطها (يكون عليه جسر) عظيم تمشي عليه القوافل (يكثر أهلها) أي: أهل البصرة أول ما سكنها الناس سنة ثمان عشرة من الهجرة (وتكون من أمصار المهاجرين).

و(قال) محمد (ابن يحيى) بن فارس (قال أبو معمر) عبد اللَّه بن عمرو ابن أبي الحجاج ميسرة المقرئ، مولاهم البصري المقعد حدث عنه المصنف والبخاري، وهو روى هذا الحديث عن عبد الوهاب

(1) في (ل)، (م): موضع. والمثبت هو الصواب.

ص: 120

(وتكون) البصرة (من أمصار المسلمين) أعصرا كثيرة (فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطورا) بفتح القاف وسكون النون وضم الطاء المهملة.

قال المنذري: وهو مقصور غير ممدود كما حكاه ابن قوطية، وكانت قنطورا جارية إبراهيم الخليل عليه السلام، ولدت له أولادًا منهم الترك والصين والبصرة، وهم من ولد يافث، وهم أصناف كثيرة أصحاب حصون ومدن، منهم قوم في رؤوس الجبال والبراري، ليس لهم عمل غير الصيد، وهم يأكلون الرخم والغربان، وليس لهم دين، وملكهم يقال له: خاقان.

(عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر فيتفرق) بفتح المثناة تحت، ثم المثناة فوق وتشديد الراء (أهلها) أي: أهل بغداد من أعيانهم وعلمائهم (ثلاث فرق: فرقة) بالنصب بدل من ثلاث، ويجوز رفعها على حذف خبر مبتدأ (يأخذون أذناب البقر) يقال: أخذ في الشيء الفلاني إذا شرع فيه. والمراد أن فرقة منهم إذا لقوا العدو هربوا بأبقارهم ومواشيهم، واستاقوها أمامهم، وأخذوا حال سوقها طالبين النجاة لهم ولمواشيهم وأبقارهم من عدوهم (و) طالبين (البرية) القفراء؛ لينجوا من عدوهم، ويجوز أن يكون المراد أنهم يشتغلون بالزراعة خلف أذناب البقر، ويشتغلون عن القتال بالزراعة في البرية القفراء.

قيل: وقعت هذِه الوقعة في زمن المعتصم باللَّه ومن معه من أهل بغداد سنة ست وخمسين وستمئة، كما ذكر في الحديث.

(وفرقة يأخذون لأنفسهم) الأمان من عدوهم؛ ليسلموا من القتل

ص: 121

(وكفروا) باللَّه تعالى ودخلوا في دينهم، وفي بعض النسخ كما في رواية:"وهلكوا" بدل (كفروا) وسبب هلاكهم أنهم سلموا أنفسهم وطلبوا أمان من لا وفاء له، بل شيمتهم الغدر (وفرقة يجعلون ذراريهم) بتشديد الياء وتخفيفها، وأصلها الهمز، لكنهم لم يستعملوه إلا بغير همز (خلف ظهورهم) ويجعلون أنفسهم وقاية أزواجهم وذراريهم (ويقاتلونهم) حتى استشهدوا فقتلوا في سبيل اللَّه (وهم الشهداء) وفيه: أن من قتل في الدفع عن أولاده وأولاد أولاده المذكور والإناث فهو شهيد، وكذا من قتل في الدفع عن زوجته.

[4307]

(ثنا عبد اللَّه بن الصباح) البصري العطار، شيخ البخاري في الصلاة والبيوع والتعبير (1)(ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد) العمي (ثنا موسى) بن أبي عيسى (الحناط) بفتح الحاء المهملة وتشديد النون، واسم أبيه ميسرة، أخرج له مسلم (لا أعلمه ذكره إلا عن موسى بن أنس) بن مالك الأنصاري، قاضي البصرة، مات بعد أخيه النضر، وهو تابعي، وثقه ابن سعد وغيره، وهو قليل الحديث (2).

(عن) أبيه (أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال له: يا أنس، إن الناس يمصرون) بتشديد الصاد المكسورة، أي: يضعون أساس مصر من الأمصار ويبنونه مثل: يمدنون المدن (أمصارا) جمع مصر (وإن مصرا منها يقال له: البصرة) يدل على أنها محدثة إسلامية، كما تقدم أنها بنيت في خلافة عمر بعد وقف السواد، ولهذا دخلت في حده.

(1)"صحيح البخاري"(600) الصلاة، (7017) التعبير.

(2)

"الطبقات الكبرى" 7/ 192.

ص: 122

وأنكر الزجاج فتح الباء مع حذف الهاء، ومع إثباتها يجوز فتح الباء وكسرها، وكذا البصري في الإضافة (أو البصيرة) بالتصغير، ويقال لها: تدمر، والمؤتفكة؛ لأنها ائتفكت بأهلها في أول الدهر، قاله صاحب "المطالع"(1).

قال أبو سعد السمعاني: ويقال لها: قبة الإسلام، وخزانة العرب (2). قال ابن دريد: وتسمى الرعناء؛ لأنها تشبه برعن الجبل (3).

(فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها) بالنصب على التحذير. أي: أحذر نفسك من سباخها، فحذف الفعل، فصار الضمير المتصل منفصلًا، وهو (إياك) المعنى: يا أنس، إن الناس ينشئون أمصارًا كثيرة ويسكنون فيها، وإن مصرًا منها يقال له: البصرة. فإن اتفق نزولك فيها فاحذر سباخها وكلاءها. والسباخ جمع سبخة بإسكان الباء ككلاب جمع كلبة، والسبخة هي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر (وكلاءها) بالتشديد والمد، وهو شاطئ النهر، والموضع الذي تربط فيه السفن.

وقال المهلبي: كلاء يصرف ولا يصرف. وقال الجوهري: وناس يجعلون كلاء البصرة اسمًا (4) من كلَّ على فعلاء ولا يصرفونه. والمعنى أنه موضع تكل فيه الريح عن عملها في غير هذا الموضع. انتهى كلام الجوهري (5).

(1)"مطالع الأنوار" بتحقيقنا 1/ 587.

(2)

"الأنساب" 2/ 253.

(3)

"جمهرة اللغة" 2/ 773، "الاشتقاق"(ص 525).

(4)

في (ل، م): اسم. والجادة ما أثبتناه، وهو ما في "الصحاح" للجوهري.

(5)

"الصحاح" 5/ 1812.

ص: 123

والمعنى أنه يدفع الريح عن السفن، وقيل: سمي بذلك لأنهم يحلون سفنهم هناك. أي: يحبسونها، وروي في غير أبي داود:"وجبلها" بدل: (كلاءها) ومنه الحديث: "من مشى على الكلاء قذفناه في الماء"(1)، ومنه: سوق الكلاء بالبصرة، وهذا مثل ضربه لمن عرض بالقذف شبهة في معارضة التصريح بالماشي على شاطئ النهر، وإلقاؤه في الماء إيجاب القذف عليه وإلزامه بالحد. قال سيبويه: كلاء فعال: مثل خباز بالتشديد (2)، وعلى هذا فهو مذكر مصروف.

(و) إياك و (سوقها وأبواب أمرائها) وتحذير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنسًا من هذِه المواضع المذكورة في البصرة إشارة إلى أن تلك المواضع فيها أقوام من أهل القدر، والخسف وغيره من العذاب يكون للمكذبين بالقدر، والدليل على ما روي عنه صلى الله عليه وسلم يكون في أمته خسف ومسخ، وذلك في المكذبين بالقدر (3).

(وعليك بضواحيها) إغراء كقوله عليه السلام: "فعليه بالصوم"(4) فضواحيها مفعول به، والباء زائدة عند الأخفش، جمع ضاحية، وهي الناحية البارزة للشمس، يقال: هم ينزلون بالضواحي. أي: ظاهر البلدة، ومنه قيل: قريش بالضواحي. أي: نازلون بظاهر مكة.

(1) ذكره ابن قتيبة في "غريب الحديث" 3/ 764، وابن الجوزي في "غريب الحديث" 2/ 298، وابن الأثير في "النهاية" 4/ 194 ولم يذكر أنه حديث.

(2)

"الكتاب" 4/ 257.

(3)

رواه الترمذي (2153)، وابن ماجه (4061) من حديث ابن عمر. ورواه ابن ماجه (4062)، وأحمد 2/ 163 من حديث ابن عمرو. وانظر:"الصحيحة"(1787).

(4)

رواه البخاري (1905، 5066)، ومسلم (140) من حديث ابن مسعود.

ص: 124

وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال لأنس: "البصرة إحدى المؤتفكات فانزل في ضواحيها"(1)(فإنه يكون بها) الباء بمعنى (في) أي: يكون فيها. أي: بنفس مدينة البصرة دون ضواحيها (خسف) الخسف هاهنا هو الذهاب في الأرض كما قال تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} (2) ويحتمل أن يراد بالبصرة بغداد كما تقدم، وسماها البصرة؛ لأن في بغداد موضعًا (3) يقال له: باب البصرة، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم بغداد باسم بعضها، ويدل على ذلك ما ذكره أرطاة بن المنذر كما حكاه القرطبي، قال رجل لابن عباس وعنده حذيفة بن اليمان: أخبرني عن تفسير قوله تعالى: {حم (1) عسق (2)} فأعرض عنه حتى أعاد عليه ثلاثًا، فقال: يا (4) حذيفة، أنا أنبئك بها، نزلت في رجل من أهل بيته يقال له: عبد الإله، أو عبد اللَّه، ينزل على نهر من أنهار المشرق يبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا، فإذا أراد اللَّه زوال ملكهم وانقطاع دولتهم بعث على إحداهما نارًا ليلًا، فتصبح سوداء مظلمة، ثم يخسف اللَّه بها وبهم (5).

قيل: هذا الخسف يكون للمكذبين؛ لما روي في الحديث: "يكون في أمتي خسف ومسخ" وذلك في المكذبين بالقدر، ولم يقع بعد،

(1) ذكره الزمخشري في "الفائق" 3/ 387، وابن الجوزي في "غريب الحديث" 2/ 372، وابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" 1/ 56، 3/ 78، 4/ 359.

(2)

القصص: 81.

(3)

في (ل)، (م): موضع. والمثبت هو الصواب.

(4)

هكذا في (ل، م)، والصواب حذفها.

(5)

"الجامع لأحكام القرآن" 2/ 16، "التذكرة" ص 1171.

ص: 125

فليحذر، فذلك قوله:{حم (1) عسق} أي: عزيمة من عزائم اللَّه وفتنة وقضاء حتم. أي: حم ما هو كائن، عين عدلًا منه، سين سيكون، ق واقع في هاتين المدينتين (1).

ونظير هذا التفسير ما روى جرير بن عبد اللَّه البجلي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تبنى مدينة بين دجلة ودجيل يجتمع فيها جبابرة الأرض يجبى إليها الخزائن يخسف بها"(2). وفي رواية: "يخسف بأهلها"(3) فهي أسرع ذهابًا في الأرض من الوتد الجيد في الأرض الرخوة. وقرأ ابن عباس: (حم سق) بغير عين، وكذلك هو في مصحف عبد اللَّه بن مسعود (4)، حكاه الطبري (5)، وذكر القشيري والثعلبي (6) في تفسيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذِه الآية عرفت الكآبة في وجهه، فقيل له: ما أحزنك؟ قال: "أخبرت ببلايا تنزل بأمتي من خسف وقذف ونار تحشرهم ونار (7) تقذفهم في البحر،

(1) انظر: "جامع البيان" للطبري 11/ 127 (30607)، "تفسير القرطبي" 16/ 2.

(2)

رواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" 3/ 718 (350)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 55. وهو حديث ضعيف رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 330 (898 - 899).

(3)

رواه المحاملي في "الأمالي"(385)، والداني في "السنن" 4/ 904 (469)، والخطيب 1/ 56. وهو ضعيف أيضًا رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 331 (901).

(4)

انظر: "مختصر في شواذ القرآن"(ص 134).

(5)

"جامع البيان" 11/ 127.

(6)

"الكشف والبيان" 8/ 302.

(7)

هكذا في (ل)، (م)، وفي مصادر التخريج: ريح.

ص: 126

وآيات متتابعات بنزول عيسى، وخروج الدجال" (1).

(وقذف) القذف المراد الريح الشديدة الباردة، أو قذف الأرض للموتى بعد الدفن بالحجارة، الرمي بها من السماء كما فعل بقوم لوط، ويحتمل أن يراد بالقذف النار كما تقدم في رواية الثعلبي:"ونار (2) تقذفهم في البحر".

(ورجف) بسكون الجيم، والرجفة الزلزلة، والرجفان: الاضطراب، والتحرك أن تتحرك الأرض وترجف بأهلها، وقد وقع كثيرًا كما تقدم (وقوم يبيتون) بضم أوله وفتح ثالثه. أي: يأتيهم العذاب ليلًا والتبييت هو أن يقصد في الليل بغتة من غير أن يعلم و (يصبحون) وقد مسخوا (قردة وخنازير) قال ابن قيم الجوزية في "إغاثة اللهفان": إن المسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذِه الأمة ولا بد، وهو واقع في طائفتين علماء السوء الكاذبين على اللَّه ورسوله الذين قلبوا دين اللَّه وشرعه، فقلب اللَّه صورهم كما قلبوا دينه (3)، والمجاهرين المتهتكين بالفسق والمحارم، ومن لم يمسخ في الدنيا مسخ في قبره، أو يوم القيامة (4).

قال: وفي حديث أبي هريرة: "يمسخ قوم في هذِه الأمة في آخر

(1)"التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة"(ص 1171 - 1172)، "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 2 - 3.

(2)

هكذا في (ل، م) وفي مصادر التخريج: ريح.

(3)

في (م): دين اللَّه.

(4)

"إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" 1/ 345.

ص: 127

الزمان قردة وخنازير" قالوا: يا رسول اللَّه، أليس يشهدون أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه؟ قال: "بلى، ويصلون ويصومون ويحجون" قالوا: فما بالهم؟ قال: "اتخذوا المعازف والدفوف والقينات، فباتوا على شربهم ولهوهم، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير" وفي حديث جبير بن نفير: "ليبتلين آخر هذِه الأمة بالرجف، فإن تابوا تاب اللَّه عليهم، وإن عادوا عاد اللَّه عليهم بالرجف والقذف والمسخ".

وقال مالك بن دينار: بلغني أن ريحًا تكون في آخر الزمان وظلمة، فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم وقد مسخوا قردة وخنازير (1). ذكر هذِه الأحاديث والآثار بأسانيدها ابن أبي الدنيا في كتاب "ذم الملاهي"(2) وقد تقدم شيء من ذلك.

[4308]

(ثنا محمد بن المثنى، حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم) بفتح الهاء، وسيأتي، الباهلي البصري، فيه لين (قال: سمعت أبي) صالح ابن درهم أبا الأزهر البصري، ذكره ابن حبان في "الثقات"(3) وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث.

(يقول: انطلقنا حاجين) بتشديد الجيم المكسورة. أي: قاصدين الحج (فإذا) للمفاجأة (رجل) بالرفع مبتدأ نكرة، فإن من مسوغات الابتداء بالنكرة أن تقع بعد (إذا) الفجائية؛ لأنها من خواص الابتداء، وشاهده:

(1)"إغاثة اللهفان" 1/ 345.

(2)

"ذم الدنيا" 1/ 29، 33، 37 (8، 13، 21).

(3)

"الثقات" 4/ 376.

ص: 128

حَسِبْتُكَ فِي الوَغَى بُرْدَي (1) حُرُوبٍ

إذَا خَوَرٌ لَدَيكَ فَقُلْتُ سُحْقَا (2)

وخبر هذا النكرة الذي في الحديث محذوف تقديره: فإذا رجل جالس بين القوم.

(فقال لنا) إن (إلى جنبكم قرية يقال لها: الأبلة) بضم الهمزة والباء الموحدة وتشديد اللام المفتوحة، ثم تاء تأنيث، بلد معروفة إلى جانب البصرة، سميت باسم امرأة كانت تسكنها [يعني: تنزل فيها] (3).

قال الحازمي: هي قرب البصرة [في جانبها البحري، وهي أقدم من البصرة (4). والأبلة واحدة جنان الدنيا وهي أربعة: الأبلة، البصرة](5) وغوطة دمشق وسلعة سمرقند وشعب بواد كرمان.

وقال الأصمعي: هو اسم نبطي في الأصل، وذلك أنهم كانوا يصنعون فيها، فإذا كان الليل وضعوا أدواتهم عند امرأة يقال لها: هوبى أو لبى. فماتت المرأة، فسميت الأبلة بذلك، هكذا قال القالي في "البارع". وقال يعقوب: الأبلة الفِدرة من التمر (6).

وقال البكري: هي من طساسيج دجلة، وأصل الأبلة المتلبد من

(1) في (ل، م): من ذا.

(2)

انظر "حاشية الصبان على شرح الأشموني" 1/ 303.

(3)

ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

(4)

"الأماكن" 1/ 33.

(5)

ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

(6)

"إصلاح المنطق"(ص 127).

ص: 129

التمر، فهو إذا فعلة من قوله تعالى:{طَيْرًا أَبَابِيلَ} (1) أي: جماعات، ومثله الأفرة من أفر إذا قفز ووثب (2). ونسب إلى الأبلة جماعة من المحدثين، منهم شيبان بن فروخ الأبلي (3).

(قلنا: نعم. قال: من يضمن لي) برفع (يضمن) و (من) للاستفهام الذي للطلب والسؤال لا للشرط فهي كما يقول الفقير: من يعطيني درهما؟ (منكم أنه يصلي) ولو ركعتين (في مسجد العشار) وذكر المصنف هذا الحديث في باب البصرة يدل على أنه في أرضها، وكذا قوله:(إلى جنبكم (4) إلى قرية يقال لها: الأبلة) وهي إلى جانب البصرة. كما تقدم.

(قال) المصنف: (هذا المسجد مما يلي النهر) وهو بفتح العين المهملة وتشديد الشين المعجمة وبعد الألف راء.

(ركعتين أو أربعًا) أو أكثر من ذلك (ويقول) بالرفع عطف على (يصلي هذِه لأبي هريرة) فيه: دلالة على جواز الصلاة عن الغير وبه قال [. . . .](5) والقاعدة أن العبادات البدنية لا تصح النيابة في شيء منها كالصلوات والتسبيح والتحميد والتكبير والأذان وقراءة القرآن، وكذا القولية والقلبية كالعرفان والإيمان باللَّه تعالى، وكل ما يجب الإيمان به لا تصح النيابة فيه؛ لأن الغرض بها تعظيم الإله وليس

(1) الفيل: 3.

(2)

"معجم ما استعجم" 1/ 98.

(3)

انظر: "تهذيب الكمال" 12/ 598 (2785).

(4)

في (ل)، (م): إن جئتم. والمثبت من "سنن أبي داود" كما مر آنفًا.

(5)

بياض في (ل، م) بمقدار عشر كلمات.

ص: 130

المستنيب غيره معظما بتعظيم النائب عنه، واستثني من ذلك الحج والعمرة في حق العاجزين إما بالموت أو الهرم أو مرض لا يرجى زواله، وعلى قول الجمهور يحتمل أن يكون التقدير: مثل أجر هذِه الصلاة (1) لأبي هريرة الذي دلني على الصلاة في هذا المسجد، ورغبني فيه، ودعاني إلى فعله. لرواية مسلم وغيره:"من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص من أجورهم شيئًا"(2) لا سيما وأبو هريرة هو راوي هذا الحديث فعمل به هنا، واللَّه أعلم.

ثم قال (سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: إن اللَّه تعالى يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء) قد يؤخذ منه جواز دفن الشهداء والصالحين في رحبات المسجد، ويحتمل أن يكون المسجد جعل بعد دفنهم (لا يقوم مع شهداء) أهل (بدر غيرهم) وذكر البخاري هذا الحديث في "التاريخ الكبير" في ترجمة إبراهيم وقال: لا يتابع عليه (3). تقدم في الحديث قبله أن الفرقة الذين يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلون عنهم أنهم شهداء، وذكر في هذا الحديث زيادة فضيلتهم، وأن شهداء آخر الإسلام يحشرون مع شهداء أوله وإن كانوا دونهم في الفضيلة.

* * *

(1) ساقطة من (م).

(2)

مسلم (2674)، ويأتي برقم (4609). ورواه الترمذي (2674)، وابن ماجه (206).

(3)

"التاريخ الكبير" 1/ 293.

ص: 131