الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب فِي تَداعِي الأُمَمِ عَلَى الإِسْلَامِ
4297 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْراهِيمَ الدِّمَشْقي، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابن جابِرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ السَّلامِ، عَنْ ثَوْبانَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَداعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَداعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِها". فَقالَ قائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهَنَ". فَقالَ قائِلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ وَما الوَهَنُ؟ قالَ: "حُبُّ الدُّنْيا وَكَراهِيَةُ المَوْتِ"(1).
* * *
باب في تداعي الأمم على الإسلام
[4297]
(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو بن ميمون (الدمشقي) قاضي الأردن وفلسطين شيخ البخاري (ثنا بشر) بكسر الموحدة وسكون الشين (2) المعجمة (بن بكر) التنيسي، أخرج له البخاري (ثنا) عبد الرحمن بن يزيد (ابن جابر)(3) الأزدي الداراني (حدثني أبو عبد السلام) صالح بن رستم الهاشمي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4)(عن ثوبان) مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وليس في الكتب الستة لأبي عبد السلام غير هذا الحديث فقط.
(1) رواه أحمد 5/ 278.
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(8183).
(2)
ساقطة من (ل).
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
"الثقات" 4/ 375.
(قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يوشك الأمم) قال بعضهم: المراد بالأمم أمم الكفر يدعو بعضهم بعضًا إلى قتالكم، كما يدعى الآكلون للأكل (أن تداعى عليكم) في المجيء إليكم (كما تداعى) أصله في كلا الموضعين تتداعى بتاءين حذفت إحداهما تخفيفًا. أي: تجتمع عليكم الأمم ويدعو بعضهم بعضًا في [المجيء عليكم كما تتداعى (الأكلة) بفتح الهمزة والكاف جمع آكل بالمد (1) كذا قال بعضهم أنه](2) الرواية مثل: كملة جمع كامل، وبررة جمع بار، ولعله مطرد في جمع فاعل (إلى قصعتها) بفتح القاف، فيقال: القصعة لا تكسر، والجراب لا يفتح، والمراد أن الأمم يدعو بعضهم بعضًا إلى هذِه الأمة كما يدعو الأكلون بعضهم بعضًا إلى الأكل من القصعة الموضوعة لأكل ما فيها كما في المأدبة الجفلى.
(فقال قائل) من الحاضرين (ومن قلة) أهل الإسلام (نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم يومئذ غثاء) بضم الغين المعجمة وتخفيف المثلثة، كقوله تعالى:{غُثَاءً أَحْوَى} (3) وهو ما يبقى فوق السيل يحمله من الزبد والوسخ والبؤورات والهشيم، فشبه صلى الله عليه وسلم أراذل الناس وسقطهم بالذين يكونون في ذلك الزمان بغثاء (السيل) الذي يحمله إذا جرى مما لا ينتفع به [كما لا ينتفع](4) بأراذل ذلك الزمان
(1) بعدها في (ل) مع المد.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(3)
الأعلى: 5.
(4)
ساقطة من (م).
(ولينزعن) أي: واللَّه ليخرجن (اللَّه من صدور عدوكم المهابة) يعني الإجلال والتعظيم والخوف الذي كان في قلوب العدو (منكم) والرعب الذي كان يصدع قلوبهم (1) ويرهبها.
(وليقذفن) اللَّه تعالى (في قلوبكم الوهن) وهو الضعف. يعني: ضعف القلب والجبن عن قتال الكفار (2) والفشل (فقال قائل) من الحاضرين، يحتمل أن يكون هو القائل الأول أو غيره (وما الوهن؟ ) أي: وما سبب هذا الوهن الذي يحصل للمسلمين؟ (قال) سببه (حب الدنيا وكراهية الموت) لأن من أحب الدنيا وركن إلى مساكنها وملابسها وشهواتها كره مفارقة ذلك، وكان ذلك سبب كراهية حلول الموت بساحته، فإنه قاطع للذاته مفرق بينه وبين أحبابه، فجبن بذلك عن القتال المؤدي إلى إزهاق روحه، ومهما قلل من الدنيا واستعمل فيها الخشونة وإن عليه الموت، فأحب لقاء اللَّه.
* * *
(1) في الأصول: قلوبكم. والمثبت الصواب.
(2)
ساقطة من (م).