الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب لا يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِجَرِيرَةِ أَخِيهِ أَوْ أَبِيهِ
4495 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن يُونُسَ، حَدَّثَنا عُبَيْد اللَّهِ -يَعْني: ابن إِيادٍ- حَدَّثَنا إِيادٌ، عَنْ أَبي رِمْثَةَ قالَ: انْطَلَقْت مَعَ أَبي نَحْوَ النَّبي صلى الله عليه وسلم ثُمَّ إِنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لأَبي: "ابْنُكَ هذا؟ ". قالَ: إي وَرَبِّ الكَعْبَةِ. قالَ: "حَقًّا؟ ". قالَ: أَشْهَدُ بِهِ. قالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضاحِكًا مِنْ ثَبْتِ شَبَهي في أَبي وَمِنْ حَلْفِ أَبي عَلَيَّ. ثُمَّ قالَ: "أَما إِنَّهُ لا يَجْني عَلَيْكَ وَلا تَجْني عَلَيْهِ".
وَقَرَأَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (1).
* * *
باب لا يؤخذ أحد بجريرة أخيه أو أبيه
[4495]
(ثنا أحمد بن) عبد اللَّه بن (يونس) اليربوعي الحافظ شيخ الشيخين (قال: ثنا عبيد اللَّه) بالتصغير (ابن إياد) بن لقيط السدوسي، متفق عليه (ثنا إياد، عن أبي رمثة) بكسر الراء، وسكون الميم، وبالثاء المثلثة، واسمه رفاعة بن يثربي بفتح الياء تحتها نقطتان، وسكون الثاء المثلثة، وبالراء، والباء الموحدة، التيمي، من تيم الرباب بكسر الراء، وتخفيف الباء الموحدة الأولى.
(1) رواه النسائي 8/ 472، وأحمد 2/ 226، 227، والدارمي 3/ 1542 - 1543 (2433، 2434)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 2/ 366 (1140)، والطبراني 22/ 279، 281 (714، 720، 724)، والبيهقي 8/ 27، 345 من طرق عن إياد بن لقيط العجلي، به.
وصححه ابن حبان 13/ 337 (5995)، والحاكم 2/ 426، وابن الملقن في "البدر المنير" 8/ 472، والألباني في "الإرواء" 7/ 333، وفي "الصحيحة"(749).
(قال: انطلقت مع أبي) اليثربي (نحو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال لأبي: أبنك هذا؟ ) بهمزة الاستفهام المفتوحة، وحذفت همزة الوصل التي في (ابنك)؛ لأن القاعدة أن همزة الاستفهام إذا دخلت على همزة الوصل (1) المكسورة حذفت همزة الوصل (2)، استغناء بهمزة الاستفهام، نحو:(أبنك هذا؟ ) وكقوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)} (3) وفي رواية النسائي: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي فقال: "من هذا معك؟ " قال: ابني (4).
(قال: إي ورب الكعبة) فيه: جواز الحلف من غير استحلاف [(قال: حقًّا؟ ) مصدر مؤكد لغيره، والتقدير: أتحقه حقًّا، وقولنا موكد لغيره. لأن الجملة قبله تصلح](5) للحقيقة ولغيرها؛ لأن قوله قبله (6): "إي ورب الكعبة" هو ابني، يحتمل أن يريد ابني حقيقة، ويحتمل أن يريد المجاز، على معنى أنه عندي في المحبة والشفقة عليه بمنزلة ابني، فلهذا قال بعده:"حقًّا" ليدفع المجاز قبله، فعلى هذا صار حقًّا مؤكدًا لما قبله، ودافعًا للمجاز فيه.
(قال: أشهد به. فتبسم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضاحكًا) حال مؤكدة للعامل؛
(1) في النسختين: الاستفهام. وهو خطأ.
(2)
في (ل): الأصل.
(3)
الصافات: 153.
(4)
"سنن النسائي" 8/ 53.
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(6)
ساقطة من (م).
لأنها دلت على معنى العامل فيها وهو الضمير في (تبسم) وخالفته لفظًا وإن كان معناهما واحدًا (1)؛ فإن التبسم هو الضحك، قال الزجاج: أكثر ضحك الأولياء التبسم (2). فقوله: "ضاحكًا"، أي: متبسمًا، وقالت عائشة: ما رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضاحكًا، حتى أرى لهواته، إنما كان يتبسم (3). وكان تبسمه صلى الله عليه وسلم تعجبًا.
(من ثبت) بفتح المثلثة، وإسكان الموحدة، أي: من ثبوت (شبهي في أبي ومن حلف أبي) أنني ابنه وهو لا يستحلفه (عليَّ) أني ابنه (ثم قال: أما إنه) بكسر الهمزة (لا يجني عليك) أي: لا تؤاخذ بجنايته (ولا تجني عليه) أي: ولا أنت تؤاخذ بجنايته، وإنما يؤاخذ كل أحد بجناية نفسه، ويدل على هذا ما بعده.
(ثم قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}) أي: لا تؤاخذ نفس آثمة بإثم أخرى، يعني: لا يؤخذ أحد بذنب أحد، ولا يؤاخذ أحد بجريرة أخيه ولا أمه ولا أبيه، كما كثر وقوعه في ظلمة أهل هذا الزمان، إذا جنى أحد جناية وهرب يطالب به أبوه وأخوه (4) وعمه وذووه.
* * *
(1) في (ل)، (م): واحد. والجادة ما أثبتاه.
(2)
"معاني القرآن وإعرابه" 4/ 112.
(3)
رواه البخاري (6092)، ومسلم (899/ 16).
(4)
ساقطة من (م).