الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في تعامله مع الحياة، وتفاعله مع الواقع، وممارسته للإنسانية التي تسير على الأرض.
إنه في الواقع معجمُ المُثُل والقِيَم الإِسلامية الشّاملة الذي أحاط بالجزئيات الصغيرة؛ ليربي مجتمعًا، وينشىء أمّة قويّة سليمة.
أما تسمية الكتاب؛ فهي بدورها في غاية الدّقّة؛ فاليوم هو من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، والليل هو من غروب الشمس إلى طلوع ذاك الفجر، وكأن المصنف أراد التأكيد على أن كتابه يشمل وظائف ساعات اللّيل والنهار بدقّة وتفصيل، وقد صفا له ذلك -في الغالب- وحقّق ما هدف إليه رحمه الله.
2 - منهج المؤلف في الكتاب:
• سلك الإِمام ابن السُّني رحمه الله في جمعه لأحاديث الكتاب مسلك المحدثين الذين كانوا في عصره أو ممن سبقه، وبخاصة شيخه النسائي؛ فإنه صنع كتابه على منوال شيخه - رحمهما الله -.
• وقد أورد المصنف رحمه الله الأسانيد من دون إشارة إلى تعليق، أو تخريج، كما أنّه لم يتحرّ في مروياته الصِّحّة، وإنّما روى الصّحيح والحسن والضعيف والموضوع، ولعل الذي دعا المحدثين لسلوك هذا المنهج في تآليفهم أنهم ساقوا الأسانيد؛ فبرئت ذمّتهم من العهدة؛ فمن أراد أن يتحقق من صحة تلك الأحاديث؛ فالسند أمامه، وعليه نقده نقدًا علميًا؛ كما هو معروف عند أهل هذا الشأن.
• مقارنة بين كتاب المصنف وكتاب شيخه النسائي "عمل اليوم والليلة"(1):
• أسند المصنف رحمه الله من طريق شيخه النسائي أكثر من (130) حديثًا وهي موجودة في "عمل اليوم والليلة" له نصًّا، وسندًا، وقد
(1) انظر: "عمل اليوم والليلة"(107 - 109) تحقيق الدكتور فاروق حمادة.
يكون روى بعض هذه الأحاديث عن شيخه النسائي لكن ليس في "عمل اليوم والليلة" وإنما في كتاب آخر مثل: "فضائل القرآن"، و"التفسير" ونحوها.
وباقي الأحاديث حاول أن يخرجها بإسناد أعلى ومن طريق آخر، فأسند كثيرًا من الأحاديث من طريق أبي يعلى الموصليّ، وأبي عروبة الحرّاني، وغالبها موجود في "سنن النّسائي".
- كما أن أسانيد ابن السُّنِّيّ من غير طريق النّسائي هي دون أسانيد النسائي بكثير؛ فابن السُّنِّيّ يخرج بعضها من طرق لا يرتضيها النّسائي، وليست على شرطه، وهذا فارق أساسي بين الكتابين، فالأحاديث التي تفرّد بها ابن السُّنّيّ أكثرها ضعيف بل وبعضها شديد الضعف وموضوع، بخلاف كتاب النسائي؛ فإنه يندر جدًّا فيه الضعيف شديدًا والموضوع، وابن السُّني لا يَخْرُجُ في تبويب كتابه عن إطار كتاب شيخه النسائي بل يتبعه أحيانًا حذو القذة بالقذة، حتى أنّه لم يأتِ مرتبًا على منهج؛ كما فعل شيخه النسائي- رحمهما الله-.
• والمصنف رحمه الله في سياقه لفقرات موضوع الكتاب نجده يُعَنون له ويبوبه بعناوين دقيقة فيها الوعي والفهم.
ونلاحظ أن تبويبه لمواضيع الكتاب كان بطريقة منظمة مرتبة، وتأتي أحيانًا أبوابه متداخلة بعضها ببعض، ولا تنفصل بطريقة موضوعية، ويكرر أحيانًا أحاديث لكنه يضعها تحت عناوين وأبواب جديدة مستنبطًا منها دلالات أخرى، وإن كان هو في تكريره للأحايث ينوّع الأسانيد، وهذا منهج علمي معروف في عصر المؤلف رحمه الله، ولعل ذلك كلَّه استفاده من شيخه النسائي.
أيضًا أضاف المصنف رحمه الله أبوابًا قليلة زيادة على كتاب شيخه، مثل:
* باب ما جاء في الزّهرة.
* باب ما جاء في كنى النساء.
* باب ما يقول إذا احتجم.
* باب ما يقول إذا أهلّ شهر رجب.
* باب اشتهاء المريض.
* باب مسألة المريض عن حاله.
* باب تطييب نفس المريض.
* باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب.
* باب ما يقول إذا رأى سهيلًا، وغيرها.
• وأيضًا هناك أبواب في "عمل اليوم، والليلة" للنسائي لم يذكرها المصنف، مثل:
* باب ما يقول من حلف باللات والعزى.
* باب ما يقول إذا استراث الخبر.
* باب ما يؤمر به المشرك أن يقول.
* باب الكراهية في أن يقول الإنسان: نسيت آية كذا، وكذا.
* باب النهي أن يقول الرجل: اللهم ارحمني إن شئت.
* باب النهي أن يقول الرجل: اللهمّ اغفر لي إن شئت، وغيرها.
• إن الإِمام ابن السُّنّيّ لا يعلل الأحاديث مطلقًا، ولا يتكلم على الرجال من توثيق، أو تضعيف، وهذه من المميزات الهامّة لكتاب الإِمام النسائي.