المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إسناد النسخة "ه - عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب «عمل اليوم والليلة» لابن السني - جـ ١

[سليم الهلالي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌ترجمة المصنف رحمه الله

- ‌ اسمه ونسبه ونسبته:

- ‌ ولادته ونشأته ورحلاته:

- ‌ شيوخه

- ‌ تلاميذه:

- ‌ ثناء العلماء عليه:

- ‌ مصنفاته:

- ‌ وفاته:

- ‌ مصادر ترجمته:

- ‌التعريف بكتاب "عمل اليوم والليلة

- ‌1 - مادّة الكتاب وموضوعه

- ‌2 - منهج المؤلف في الكتاب:

- ‌إثبات نسبة الكتاب

- ‌منهج التحقيق والتخريج

- ‌أولًا - تحقيق النّصّ:

- ‌1 - النّسخة الألمانيّة:

- ‌2 - النّسخة الهنديّة:

- ‌3 - النسخة المطبوعة:

- ‌ثانيًا - ترقيم الآيات القرآنية:

- ‌ثالثًا - تخريج الأحاديث:

- ‌رابعًا - صنعت فهارس علميّة كشّافة تعين طالب العلم في الوصول إلى غايته بيسر وسهولة، وهي

- ‌أسانيد الكتاب

- ‌إسناد النسخة "ل

- ‌إسناد النسخة "ه

- ‌2 - باب ما يقول إذا استيقظ من منامه

- ‌3 - باب ما يقول إذا لبس ثوبه

- ‌5 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء

- ‌6 - باب التسمية عند دخول الخلاء

- ‌7 - باب التسمية عند الجلوس على الخلاء

- ‌8 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء

- ‌9 - باب التّسمية على الوضوء

- ‌10 - باب كيف التّسمية على الوضوء

- ‌11 - باب ما يقول بين ظهراني وضوئه

- ‌12 - باب ما يقول إذا فرغ من وضوئه

- ‌13 - باب ما يقول إذا أصبح

- ‌14 - باب ثواب من قال ذلك

- ‌15 - باب ما يقول صبيحة يوم الجمعة

- ‌16 - باب ما يقول إذا خرج إلى الصّلاة

- ‌17 - باب ما يقول إذا دخل المسجد

- ‌18 - باب ما يقول إذا سمع الأذان

- ‌19 - باب ما يقول إذا قال المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح

- ‌20 - باب الصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند الأذان

- ‌21 - باب كيف الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌22 - باب كيف مسألة الوسيلة

- ‌23 - باب الدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌24 - باب ما يقول بعد ركعتي الفجر

- ‌25 - باب ما يقول إذا أقيمت الصّلاة

- ‌26 - باب ما يقول إذا انتهى إلى الصف

- ‌27 - باب ما يقول إذا قام إلى الصّلاة

- ‌29 - باب ما يقول إذا سلّم من الصّلاة

- ‌30 - باب ما يقول في دبر صلاة الصبح

- ‌31 - باب فضل الذكر بعد صلاة الفجر

- ‌32 - باب ما يقول إذا طلعت الشمس

- ‌35 - باب ما يقول إذا سمع رجلًا ينشد الشعر في المسجد

- ‌37 - باب ما يقول إذا قام على باب المسجد

- ‌38 - باب ما يقول إذا خرج من المسجد

- ‌39 - باب ما يقول إذا دخل بيته

- ‌40 - باب تسليم الرّجل على أهله إذا دخل بيته

- ‌41 - باب فضل من دخل بيته بسلام

- ‌42 - باب ثواب من دخل بيته بسلام

- ‌43 - باب ما يقول إذا نظر في المرآة

- ‌44 - باب ما يقول إذا طنت أذنه

- ‌45 - باب ما يقول إذا احتجم

- ‌46 - باب ما يقول إذا خدرت رجله

- ‌47 - باب ما يفعل من لم يكن له مرآة

- ‌48 - باب التسمية إذا دهن

- ‌49 - باب ما يقول إذا خرج من بيته

- ‌50 - باب ذكر الله عز وجل في الطريق

- ‌51 - باب قراءة قل هو الله أحد في الطريق إذا مشى

- ‌52 - باب ما يقول إذا نهج إلى السوق

- ‌53 - باب ما يقول إذا دخل السوق

- ‌54 - باب ما يقول إذا قيل له: كيف أصبحت

- ‌55 - باب قول الرجل للرجل: مرحبًا

- ‌56 - باب ما يقول الرجل للرجل إذا ناداه

- ‌57 - باب جواب من نادى أخاه بالجفاء

- ‌58 - باب الحمد والاستغفار من رجلين إذا التقيا

- ‌59 - باب الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا التقيا

- ‌60 - باب تبسم الرجل في وجه أخيه إذا لقيه

- ‌61 - باب كيف يسأل الرجل أخاه عن حاله

- ‌62 - باب إعلام الرجل أخاه أنه يحبه

- ‌63 - باب ما يقول الرّجل لأخيه إذا قال له: إني أحبك

- ‌65 - باب ما يقول الرجل لأخيه إذا عرض عليه ماله

- ‌66 - باب كيف يدعو الرجل لأخيه

- ‌67 - باب ما يقول الرجل لأخيه إذا رآه يضحك

- ‌68 - باب ما يقول إذا أخذ بيد أخيه ثم فارقه

- ‌69 - باب ما يقول إذا رأى من أخيه ما يعجبه

- ‌70 - باب ما يقول إذا رأى من نفسه وماله ما يعجبه

- ‌71 - باب ما يقول إذا رأى شيئًا فخاف أن يعينه

- ‌72 - باب سلام الرجل على أخيه إذا لقيه

- ‌73 - باب ما يجب على الرجل من رد السلام

- ‌74 - باب التغليظ في ترك ردِّ السلام

- ‌75 - باب فضل البادىء بالسلام

- ‌76 - باب ثواب البادي بالسّلام

- ‌77 - باب من بدأ بالكلام قبل السّلام

- ‌78 - باب الفضل في إفشاء السلام

- ‌79 - باب كيف إفشاء السلام

- ‌80 - باب سلام الراكب على الماشي

- ‌81 - باب سلام الماشي على القاعد

- ‌82 - باب سلام المار على القائم

- ‌83 - باب سلام الماشيين إذا التقيا

- ‌84 - باب سلام المار على القاعد

- ‌85 - باب سلام القليل على الكثير

- ‌86 - باب سلام الصغير على الكبير

- ‌87 - باب سلام الواحد من الجماعة على الجماعة

- ‌88 - باب سلام الرجال على النساء

- ‌89 - باب السّلام على الصّبيان

- ‌90 - باب كيف السلام على الصبيان

- ‌91 - باب السلام على الخدم والصبيان والجواري

- ‌92 - باب السّلام على المشركين إذا كانوا مع المسلمين في المجلس

- ‌93 - باب ثواب السلام

- ‌94 - باب صفة السّلام

- ‌95 - باب ردّ الواحد من الجماعة يجزى عن جميعهم

- ‌96 - باب منتهي ردّ السّلام

- ‌97 - باب النّهي أن يقول الرجل: عليكم السّلام ابتداء

- ‌98 - باب كيف يرسل السلام إلى أخيه

- ‌99 - باب كيف يرد السّلام إلى من بلغه السّلام

- ‌100 - باب النّهي أن يبدأ المشركين بالسّلام

- ‌101 - باب كيف يردّ السّلام على أهل الكتاب إذا سُلِّم عليه

- ‌102 - باب النهي أن يزيد أهل الكتاب على: وعليكم

- ‌103 - باب كراهية أن تبدًا النّساء الرّجال بالسّلام

- ‌104 - باب تسليم الرجل على أخيه إذا فرق بينهما الشجر ثم التقيا

- ‌106 - باب متى يُشَمَّت العاطس

- ‌107 - باب كم مرة يُشَمَّت العاطس

- ‌108 - باب تشميت العاطس ثلاثًا

- ‌110 - باب الرخصة في التشميت بعد ثلاث

- ‌111 - باب ما يقول الرجل إذا عطس

- ‌113 - باب كيف يردّ على من شمّته

- ‌114 - باب كيف يردّ على من لم يحسن التشميت

- ‌116 - باب ما يقول إذا عطس في الصلاة

- ‌117 - باب كراهية العطسة الشديدة

- ‌118 - باب غضّ الصّوت بالعطاس

- ‌119 - باب ما يقول إذا تثاوب

- ‌120 - باب كراهية رفع الصوت بالتثاؤب

- ‌121 - باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوبًا

- ‌122 - باب ما يقول إذا استجد ثوبًا

- ‌123 - باب ما يقول إذا خلع ثوبًا لغسل أو نوم

- ‌124 - باب ما يقول لمن صنع إليه معروفًا

- ‌125 - باب ما يقول لمن يهدي إليه هدية

- ‌126 - باب ما يقول لمن يستقرض منه قرضًا

- ‌127 - باب ما يرد المهدي إذا دعى له

- ‌128 - باب ما يقول إذا أتي بباكورة الفاكهة

- ‌129 - باب ما يقول لمن أماط عنه الأذى

- ‌130 - باب ما يقول إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة

- ‌131 - باب ما يقول إذا قضي له حاجة

- ‌132 - باب الشرك

- ‌133 - باب ما يقول إذا أراد أن يحدث بحديث فنسيه

- ‌134 - باب ما يقول لمن بشره ببشارة

- ‌135 - باب ما يقول للذمي إذا قضى له حاجة

- ‌136 - باب ما يقول إذا سمع ما يعجبه وتفاءل (إليه)

- ‌137 - باب ما يقول إذا تطير من شيء

- ‌138 - باب ما يقول إذا رأى الحريق

- ‌139 - باب ما يقول إذا هبت الريح

- ‌140 - باب ما يقول إذا هبت الشمال

- ‌141 - باب ما يقول إذا رأى غبارًا في السماء أو ريحًا

- ‌142 - باب ما يقول إذا رأى سحابًا مقبلًا

- ‌143 - باب ما يقول إذا سمع الرعد والصواعق

- ‌144 - باب ما يقول إذا رأى المطر

- ‌145 - باب ما يقول إذا رفع رأسه إلى السماء

- ‌146 - باب ما يقول إذا كان يوم شديد الحرّ أو شديد البرد

- ‌147 - باب ما يقول إذا أصبح كسلان

- ‌148 - باب ما يقول إذا رأى مبتلًا

- ‌149 - باب ما يقول إذا رأى من فضل عليه في الدِّين والدُّنيا

- ‌151 - باب ما يقول إذا سمع أصوات الديكة

- ‌152 - باب ما يقول إذا سمع صياح الديك ليلًا

- ‌153 - باب ما يقول إذا نهق الحمار

- ‌154 - باب ما يقول إذا دخل الحَمَّام

- ‌155 - باب ما يقول إذا اعتذر إلى أخيه

- ‌156 - باب ما يقول المعتذر إليه من الجواب

- ‌157 - باب مخاطبة الرجل أخاه بطيب الكلام

- ‌158 - باب مخاطبة النّاس بطيب الكلام

- ‌159 - باب لين الكلام للعبد

- ‌160 - باب مخاطبة الخادم بالبنوّة

- ‌161 - باب مخاطبة الرجل ربيبته بالبنوّة

- ‌162 - كيف معاتبة الرّجل أخاه

- ‌163 - باب مداراة النّاس

- ‌164 - باب ترك مواجهة الإنسان بما يكره

- ‌165 - باب التعريض بالشيء

- ‌166 - باب إباحة ذكر ما يكره

- ‌167 - باب الإفصاح بالمكروه إذا احتيج إليه

- ‌168 - باب كيف المدح

- ‌169 - باب ما يقول إذا خاف قومًا

- ‌170 - باب ما يقول إذا نظر إلى عدوه

- ‌171 - باب ما يقول إذا راعه شيء

- ‌172 - باب ما يقول إذا وقع في ورطة

- ‌174 - باب ما يقول إذا أهمه أمر

- ‌175 - باب ما يقول إذا أصابه همّ أو حزن

- ‌176 - باب ما يقول إذا نزل به كرب أو شِدّة

- ‌177 - باب ما يقول إذا خاف سلطانًا

- ‌178 - باب ما يقول إذا خاف سلطانًا أو شيطانًا أو سَبُعًا

- ‌179 - باب ما يقول إذا خاف السباع

- ‌180 - باب ما يقول إذا غلبه أمر

- ‌181 - باب ما يقول إذا عسرت عليه معيشته

- ‌182 - باب ما يقول إذا استصعب عليه أمر

- ‌183 - باب ما يقول إذا انقطع شِسْعُهُ

- ‌184 - باب ما يقول إذا ذكر نعم الله عز وجل

- ‌185 - باب ما يقول لدفع الآفات

- ‌186 - باب ما يقول إذا قيل له: غفر الله لك

- ‌187 - باب ما يقول إذا أذنب ذنبًا

- ‌188 - باب ما يقول من أذنب ذنبًا بعد ذنب

- ‌189 - باب الاستغفار من الذنوب

- ‌190 - باب ما يقول من ابتلي بذرب لسانه

- ‌191 - باب الإكثار من الاستغفار

- ‌192 - باب ثواب الاستغفار والاستكثار منه

- ‌193 - باب كم يستغفر في اليوم

- ‌195 - باب الاستغفار في اليوم سبعين مرة

- ‌196 - باب الاستغفار ثلاثًا

- ‌197 - باب الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار

- ‌198 - باب كيف الاستغفار

- ‌199 - باب سيِّد الاستغفار

- ‌200 - باب الاستغفار يوم الجمعة

- ‌201 - باب ما يقول إذا دخل المسجد يوم الجمعة

- ‌202 - باب ما يقول بعد صلاة الجمعة

- ‌203 - باب ما يقول إذا رأى ما يحب

- ‌204 - باب الإكثار من الصلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة

- ‌206 - باب التغليظ في ترك الصّلاة على

- ‌207 - باب كيف الصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌208 - باب المخاطبة بالأخوة

- ‌209 - باب المخاطبة بالسؤدد للرؤساء

- ‌210 - باب كراهية ذلك على التكبر

- ‌211 - باب إباحة ذلك على الإضافة

- ‌212 - باب مخاطبة الصبيان بالبنوة

- ‌213 - باب كيف مخاطبة العبد مولاه

- ‌214 - باب من لا يجوز أن يخاطب بالسؤدد

- ‌215 - باب المخاطبة بالكنية لمن غلبت عليه

- ‌216 - باب الرخصة في ذلك؛ يعني: في تصغير الاسم

- ‌217 - باب الوعيد في أن يدعى الرجل بغير اسمه

- ‌219 - باب كراهية الألقاب

- ‌220 - باب الألقاب الجائزة

- ‌221 - باب كيف يدعو الرجل بمن لا يعرف اسمه

- ‌222 - باب تسمية الرجل بلباسه

- ‌223 - باب تسمية الرجل بما يشبه عمله

- ‌224 - باب تسمية الأعمى بصيرًا

- ‌225 - باب الكنية بالألوان

- ‌226 - باب الكنية بالأسباب

- ‌227 - باب الكنية بالأبقال

- ‌228 - باب الكنيه بالأفعال

- ‌229 - باب تكنية من لم يولد له بعد

- ‌230 - باب تكنية الأطفال

- ‌232 - باب ترخيم الأسماء

- ‌233 - باب ترخيم الكنى

- ‌234 - باب نسبة الرجل بما قد شهر به من آبائه

- ‌235 - باب انتساب الرجل إلى جده

- ‌236 - باب نسبة الرجل إلى من اشتهر به من أمهاته

- ‌237 - باب ما جاء في كنى النساء

- ‌238 - باب ممازحة الرجل إخوانه

- ‌239 - باب ممازحة الصبيان

- ‌240 - باب كيف ممازحة الصبيان

- ‌242 - باب ما يلقن الصبي إذا أفصح بالكلام

- ‌244 - باب ما يقول لولده إذا زوجه

- ‌245 - باب ما يجب على الرجل إذا جلس بفناء داره

- ‌246 - باب ما يجب عليه من نصرة أخيه إذا ذكر عنده

- ‌247 - باب ثواب من نصر أخاه

- ‌248 - باب ما يجب عليه من إسماع الأصمّ

- ‌249 - باب ما يقول إذا ذكر الله عز وجل

- ‌251 - باب ما يقول إذا سمع من يدعو بدعاء الجاهلية

- ‌252 - باب ما يقول إذا ختم سورة البقرة

- ‌253 - باب ما يقول إذا قرأ: (شهد الله)

- ‌254 - باب ما يقول إذا أتى على آخر لا أقسم والمرسلات والتين

- ‌255 - باب ثواب من قرأ خمسين آية في اليوم والليلة

- ‌256 - باب ثواب من قرأ مائة آية في اليوم

- ‌257 - باب تفدية الرجل أخاه

- ‌258 - باب التفدية بالأبوين

- ‌259 - باب التفدية بالوجه

- ‌260 - باب التفدية بالأموال والأولاد

- ‌261 - باب من يرد على من يفديه

الفصل: ‌إسناد النسخة "ه

‌أسانيد الكتاب

‌إسناد النسخة "ل

":

بسم الله الرحمن الرحيم ربّ، تمّم يا كريم

الحمد لله رب العالمين، ونسأله أن يصلّي على محمَّد عبده ورسوله.

أخبرنا الشيخ الإِمام الحافظ ناصر السّنّة أبي عبد الله سفيان بن أبي الفضل الخرقي عليه -وأنا أسمع- في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ الإِمام العارف أبو محمَّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الدّونيّ رحمه الله قدم علينا بأصبهان بقراءتي عليه في خانقاه ممنا بال في يوم الأحد الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وتسعين وأربعمائة قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إسحاق الدينوري فيما قرأت عليه.

‌إسناد النسخة "ه

ـ":

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الشيخ الإِمام العالم بقية السلف طراز الخلف ملحق الأحفاد بالأجداد فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي قراءة عليه -وأنا أسمع- في سنة تسع وثمانين وستمائة قيل له: أخبرك الإِمام تاج الدين

ص: 31

أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه -وأنت تسمع- في سنة اثنتين وستمائة؛ فأقرّ به قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن سعد الخير بن محمَّد بن سهل الأنصاري قراءة عليه -وأنا أسمع- في سنة أربعين وخمسمائة قال: أخبرنا الشيخ الإِمام شيخ الشيوخ أبو محمَّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الدوني بها قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار الدينوري قال: أخبرنا الشيخ الإِمام أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إسحاق السني الحافظ الدينوري قال - رحمه الله تعالى-.

ص: 32

1 -

باب (في)(1) حفظ اللِّسان واشتغاله (2) بذكر الله -تعالى-

1 -

أخبرنا أبو خليفة (الفضل بن الحباب الجمحي)(3)(قال)(4): حدثنا مسدد (بن مسرهد)(5)(قال)(4): حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أظنه رفعه؛ فقال (6): "إذا أصبح ابن آدم؛ فإنّ الأعضاء تكفر اللّسان، وتقول: اتّق الله

ــ

1 -

إسناده حسن؛ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"(4/ 309)، والبغوي في "شرح السنة"(14/ 315 - 316/ 4126) من طريقين عن مُسدَّد به.

وأخرجه الترمذي (4/ 605 - 606/ 2407)، وأحمد (3/ 95 - 96)، وعبد بن حميد في "المسند"(2/ 101/ 977 منتخب) -، والطيالسي في "مسنده"(2209) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 243/ 4945) -، وابن أبي الدنيا في "الورع"(91)، و"الصمت وآداب اللسان"(12)، وابن خزيمة؛ كما في "صحيح الجامع الصغير"(351) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(33/ 431) -، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(2/ 330/ 392)، وأبو يعلى في "المسند"(2/ 403 - 404/ 1185)، والحسين المروزي في "زوائد الزهد"(358/ 1012)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 309)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 243/ 4945)، وقوّام السنة

(1) زيادة من "ل".

(2)

في "ل": "وإشغاله".

(3)

غير موجودة في "ل".

(4)

زيادة من "ل".

(5)

غير موجودة في "ل" و"هـ".

(6)

في "ل" و"هـ": "قال".

ص: 33

فينا؛ فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا".

2 -

حدثني محمَّد بن عبيد الله (1) بن الفضل (2) قال (3): حدثنا

ــ

الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 338/ 1719)، والخطّابي في "غريب الحديث"(2/ 442) بطرق عن حماد بن زيد به.

هكذا رواه محمَّد بن موسى الحَرشي، وعفان بن مسلم، ومسدد بن مسرهد، وسليمان بن حرب، والطيالسي، وبشر بن السري، ومحمد بن الفضل السدوسي، وعمران بن موسى القزاز، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، وسهل بن محمود، وصالح بن عبد الله عن حماد بن زيد به.

وخالفهم أبو أسامة وأبو كامل؛ فروياه عن حماد بن زيد به موقوفًا: أخرجه هناد في "الزهد"(2/ 532 - 533/ 1097) -وعنه الترمذي (4/ 606) -، وأحمد في "الزهد"(ص 243 - 244).

قال الترمذي: "وهذا أصح من حديث محمَّد بن موسى"؛ يعني: المرفوع.

قلت: فيه نظر؛ لأن الذين رووا الحديث مرفوعًا أكثر، وأوثق ممن رواه موقوفًا، ومعهم زيادة يجب قبولها؛ فالحكم لهم بلا شك.

ثم قال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن زيد، وقد رواه غير واحد عن حماد بن زيد، ولم يرفعوه".

قلت: وهذا لا يضر؛ كما تقدم بيانه، فالحديث كونه مرفوعًا أصح بلا ريب، لكن مداره على أبي الصهباء الكوفي، روى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن حبان، وهو من أتباع التابعين؛ فمثل حديثه لا ينحط عن مرتبة الحسن إن شاء الله، وقد حسنه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع"(351)، و"صحيح سنن الترمذي"(1962).

وقال أبو نعيم: "غريب من حديث أبي سعيد؛ تفرد به حماد عن أبي الصهباء".

قلت: وهو ثقة ثبت؛ فلا يضر تفرده، والله أعلم.

(تنبيه): ذكرت في كتابي "بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين"(3/ 17/ 1521): أن الحافظ أبا زُرعة الرازي وثق أبا الصهباء راوي هذا الحديث، وأن أبا الصهباء اسمه صهيب مولى ابن عباس، وهذا سبق قلم مني؛ لأن أبا الصهباء راوي حديثنا هذا كوفي، وذاك الذي وثقه أبو زرعة واسمه صهيب بصري، وهما مختلفان؛ فاقتضى التنبيه.

2 -

إسناده ضعيف، (والحديث صحيح بطرقه وشواهده): أخرجه البخاري في

(1) في "م" و"هـ": "عبد الله".

(2)

في "ل": "الفضيل".

(3)

غير موجودة في "هـ" و"م".

ص: 34

محمود بن خالد (قال)(1): حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان عن أبيه عن

ــ

"خلق أفعال العباد"(281)، وابن حبان في "صحيحه"(3/ 99 - 100/ 818 - إحسان)، والفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار"(1/ 92)، والطبراني في "مسند الشاميين"(4/ 347/ 3521)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 393/ 516) بطرق عن الوليد بن مسلم به.

قلت: إسناده ضعيف؛ لأن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند؛ لكنه توبع.

فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 123/ 192) عن أبي زُرْعة الدمشقي عن يحيى بن عمرو بن عمارة عن عبد الرحمن به.

قلت: وهذه متابعة قويّة من يحيى بن عمرو -وهو ثقة- للوليد بن مسلم.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 90/ 212)، و"مسند الشاميين"(1/ 122 - 123/ 191)، و"الدعاء"(3/ 1628 - 1629/ 1852) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(1/ 92) - من طريق عاصم بن علي عن عبد الرحمن به.

قلت: وعاصم صدوق يخطئ وَيُصِرُّ؛ فمدار الحديث على عبد الرحمن بن ثوبان -والسند إليه صحيح- وهو صدوق؛ فالحديث حسن.

قال الحافظ: "هذا حديث حسن".

وله شاهد من حديث عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها؛ فأخبرني بشيء أتشبث به، ولا تكثر عليّ؛ فأنسى، قال:"لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله -تعالى-".

أخرجه الترمذي (5/ 458/ 3375)، والنسائي في "الكبرى"؛ كما في "نتائج الأفكار"(1/ 90)، وابن ماجه (2/ 1246/ 3793)، وعبد الله بن المبارك في "الزهد"(2/ 700/ 879)، و"المسند"(26 - 27/ 44)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 301 / 9502 و 13/ 457/ 16904)، وأحمد في "المسند"(4/ 188 و 190)، و"الزهد"(ص 45)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3/ 51/ 1356 و 1357)، والبغوي في "مسند علي بن الجعد"(2/ 1180/ 3556)، والطبراني في "الكبير"(3/ 399 / 2546 و 2547)، و"الأوسط"(2/ 374/ 2268)، و"مسند الشاميين"(3/ 104 - 105/ 1883 و 168/ 2008 و 398/ 2544 و 399/ 2545)، و"الدعاء"(3/ 163/ 1854 و 1855)، والشجري في "الأمالي"(1/ 255)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 81)، وابن أبي الدنيا في "العمر والشيب"(45 - 46/ 1) - ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 162 - 163/ 1352)، وابن الجوزي في

(1) زيادة من "ل".

ص: 35

مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: آخر كلمة فارقت (عليها)(1) رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الأعمال إلى الله عز وجل؟ قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل".

3 -

حدثني الحسين بن عبد الله القطان (قال)(2): حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان، ومحمود بن خالد قالا: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن (الدمشقي)(3)(قال)(4): حدثنا أبو خالد يزيد بن يحيى القرشي قال (5)

ــ

"مشيخته"(ص 178 - 179) -، وأبو بكر بن المقرىء في "معجمه"(31 - 32/ 2)، والحاكم (1/ 495)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(1/ 9/ 9)، و"شعب الإيمان"(1/ 393 / 515)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 111 - 112)، وابن حجر في "نتائج الأفكار"(1/ 91 - 92) بطرق عن عمرو بن قيس عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه.

قال الترمذي: "حسن غريب".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.

وحسنه الحافظ ابن حجر رحمه الله، وشيخنا أسد السنة محدث العصر الإِمام الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(1836).

3 -

إسناده ضعيف؛ أخرجه الفسوي في "المعرفة والتأريخ "(2/ 312 - 313) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 392 / 513) - عن محمود بن خالد به.

وأخرجه الفريابي في "الذكر" - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 392/ 512)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 177/ 1383) -، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 79/ 182) بطرق عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي به.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ لأن مداره على يزيد بن يحيى القرشي؛ قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح والتعديل"(9/ 297/ 1164): "ليس بقوي الحديث"، ووثقه ابن حبان (9/ 271).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 74): "ورجاله ثقات، وفي شيخ الطبراني محمَّد بن إبراهيم الصوري خلاف".

قلت: قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 209): "لا يحضرني فيه جرح

(1) و (2) زيادة من "ل".

(3)

زيادة من "هـ" و"م".

(4)

و (5) زيادة من "ل".

ص: 36

حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس يتحسّر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها".

4 -

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أكثروا ذكر الله -تعالى- حتى يقال (1): مجنون".

ــ

ولا عدالة "، وقد وثقه ابن حبان (9/ 144)، وكان محدثًا مشهورًا غاليًا في التشيع؛ كما في "تاريخ الإِسلام" حوادث (271 - 280)(ص 429).

وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها بنحوه: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(8/ 175/ 8316)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 362)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 392/ 511).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 80): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عمرو بن الحصين العقيلي، وهو متروك".

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف.

4 -

إسناده ضعيف؛ أخرجه أحمد (3/ 68)، والطبراني في "الدعاء"(3/ 1631 - 1632/ 1859)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 980)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(1/ 190/ 155)، وابن حبان في "صحيحه"(3/ 99/ 817 - إحسان)، والحاكم (1/ 499) - وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير"(1/ 17/ 21)، و"شعب الإيمان"(1/ 397/ 526) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 29/ 2)، والواحدي في "الوسيط"(3/ 230/ 2)، والثعلبي في "التفسير"(3/ 117 - 118)، وجعفر الفريابي في "الذكر" - ومن طريقه الذهبي في "الميزان"(2/ 25) - بطرق عن ابن وهب به.

وأخرجه أحمد (3/ 71)، وعبد بن حميد في "مسنده"(2/ 83/ 923 - منتخب)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 521/ 1376)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين"(2/ 196 - 197) عن الحسن بن موسى الأشيب، والوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن دراج به.

قال الحاكم: "هذه صحيفة للمصريين صحيحة الإسناد، وأبو الهيثم سليمان بن عتبة العتواري من ثقات أهل مصر".

(1) في حاشية "م": "يقولوا".

ص: 37

5 -

أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: حدثنا محمَّد بن يزيد بن خنيس المكي قال: دخلنا على سفيان الثوري؛ نعوده في (1) مرض كان به، فدخل علينا سعيد بن حسان المخزومي، فقال له سفيان (الثوري) (2): الحديث الذي حدثتني (به)(3) عن أمِّ صالح اردده عليّ، قال: فقال سعيد: نعم (الحديث الذي)(4) حدثتني به أمُّ صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلام ابن آدم كله (5) عليه لا له؛ إلا أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر الله -تعالى-".

ــ

وتعقبه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(2/ 9/ 517) وضعف الحديث.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 75): "وفيه دراج ضعفه جمع، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات".

قلت: وهو كما قالا.

5 -

إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 56 / 7132) بسنده سواء.

وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"(110/ 10) من طريق المصنف به.

وأخرجه الترمذي (4/ 608/ 2412)، والنسائي في "جزء فيه مجلسان من إملاءه"(15)، وابن ماجه (2/ 1315/ 3974)، وعبد بن حميد في "مسنده"(1552 - منتخب)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 261 - 262)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 30 - 31)، وأبو يعلى في "مسنده"(13/ 58 / 7134)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1/ 197 - 198/ 348)، وبحشل في "تاريخ واسط"(ص 245 - 246)، وأبو بكر الشافعي البزاز في "الغيلانيات"(240/ 658) - ومن طريقه ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم"(1/ 567)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 321)، والمزي في "تهذيب الكمال"(35/ 368) -، والحاكم (1/ 512 - 513) - وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ رقم 4954) -، وقوّام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2347)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 321 و 433 - 434)، والبيهقي في "شعب

(1) في هامش "م": "من".

(2)

: (4) زيادة من "م" و"هـ".

(5)

في هامش "م": "كل كلام ابن آدم".

ص: 38

6 -

أخبرني عبد الله بن محمَّد بن إسحاق المروزي (ببغداد)(1) قال: أخبرنا الحسن (2) بن المتوكل قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسب كلامه من عمله، قلّ كلامه إلا فيما يعنيه".

7 -

أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا موسى بن محمَّد بن حيان (ح)(3) وأخبرني أبو أحمد الصيرفي قال: حدثنا محمَّد بن إشكاب قالا (4): حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث (قال)(5): حدثنا عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر اطلع على أبي بكر رضي الله عنهما، وهو يمد لسانه- فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إن هذا

ــ

الإيمان" (1/ 392 - 393/ 514 و 4 / رقم 4954)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (52/ 14)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 201 - 202/ 484)، وأبو ذر الهروي في "جزء من فوائد حديثه" (111/ 16)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 202/ 305) وغيرهم بطرق عن محمَّد بن يزيد بن خنيس به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".

قلت: إسناده ضعيف؛ لأن أم صالح مجهولة لا تعرف، ومحمد بن يزيد بن خنيس مقبول، ولم يتابع.

والحديث ضعفه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "ضعيف الجامع الصغير"(4288).

6 -

إسناده ضعيف جدًا؛ لم أجده عند غير المصنف، وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" لابن السني، ورمز له بالضعف.

وقال شيخنا الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(7/ 91/ 3089): "ضعيف جدًا".

7 -

صحيح؛ سوى المرفوع منه - أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1/ 17/ 5) بسنده سواء.

(1) غير موجودة في "ل".

(2)

هكذا في "الأصول"، وفي "الضعيفة" لشيخنا رحمه الله" (7/ 91):"الحسين"، وعليه فالحكم على الحديث يختلف.

(3)

في "ل": "قال".

(4)

في "هـ" و"م": "قال".

(5)

زيادة من "ل".

ص: 39

أوردني الموارد؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب (1) اللسان".

ــ

وأخرجه الدارقطني في "العلل"(1/ 162)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل"(1/ 240/ 1)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 244 / 4947) بطرق عن موسى به.

وأخرجه ابن المقرىء في "معجمه"(245/ 823)، وأبو نعيم الأصبهاني في "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور"(61/ 25) من طريق الحر بن إشكاب عن أبيه به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(13)، و"الورع"(92) - ومن طريقه الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل"(1/ 240/ 2) -، والدارقطني في "العلل"(1/ 162)، وأبو بكر بن النقور في "الفوائد الحسان"(49/ 13)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل"(1/ 241 / 3) من طريق عبد الرحمن بن زبان الطّائي عن عبد الصمد بن عبد الوارث به.

قلت: هكذا رواه عبد الصمد بن عبد الوارث -وهو صدوق- عن الدراورديِّ به مرفوعًا.

وخالفه: عُبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري؛ فرواه عن الدراورديِّ عن زيد بن أسلم به دون المرفوع.

وعبيد الله هذا؛ ثقة ثبت، أوثق بكثير من عبد الصمد بن عبد الوارث؛ فروايته أصح، على أن عبيدَ الله بن عمر لم يتفرد به؛ فقد تابعه عبد الله بن عمران العابدي عن الدراوردي به دون المرفوع:

أخرجه الدارقطنيُّ في "العلل"(1/ 162)، و"الأفراد"(ق 11/ ب- ق 12/ أ)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل"(1/ 246 / 10).

وعبد الله بن عمران العابدي؛ صدوق مُعَمَّر، كما في "التقريب".

ولذلك قال الدارقطني رحمه الله في "العلل"(1/ 160) -عن رواية عبد الصمد-: "ووَهِمَ فيه على الدراوردي، والصواب عنه عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر اطّلع على أبي بكر -وهو آخذ بلسانه- فقال: "هذا أوردني الموارد" أ. هـ.

والمرفوع من الحديث: إنما رواه الدراورديُّ عن زيد بن أسلم: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: (فذكره) مرسلًا؛ -وهو الصحيح-.

أخرجه الدارقطنيُّ في "العلل"(1/ 162)، و"الأفراد"(ق 12/ أ)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل"(1/ 246).

ولذلك قال ابن صاعد: "هكذا قال عبد الصمد؛ فأدرج الحديث المسند في الحديث الموقوف، وقد فصّله لنا عبد الله بن عمران العابدي".

قلت: وهو الذي صوَّبه الحافظ الدارقطني في "العلل"(1/ 160 و 162).

وقال الخطيب في "الفصل للوصل"(1/ 242): "أما المسند المذكور في هذا

(1) في هامش "ل": "قال: ذرب اللسان: إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال".

ص: 40

وقال ابن إشكاب: إلا وهو يشكو إلى الله عز وجل اللّسان على حدته.

ــ

الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنما يرويه الدراورديُّ، عن زيد بن أسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلًا لا ذكر فيه لأبي بكر، ولا لعمر، ولا لأسلم، وأما الموقوف؛ فهو كما ساقه عبد الصمد من أول حديثه إلى آخر قول أبي بكر:"هذا أوردنى الموارد"، وكذلك رواه مالك بن أنس عن زيد بن أسلم لم يذكر المسند" أ. هـ.

قلت: يشير الخطيب رحمه الله أن جماعة تابعوا الدراورديَّ -في أصح الروايتين عنه- عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر به، ولم يذكروا المرفوع، وهم:

1 -

مالك بن أنس: أخرجه في "الموطأ"(2/ 988 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 165 - 166/ 2078 - رواية أبي مصعب الزهري) - ومن طريقه ابن وهب في "الجامع في الحديث"(1/ 423/ 308 و 2/ 520/ 412)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"(1/ 33)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل"(1/ 242 - 243/ 4).

2 -

هشام بن سعد: أخرجه البلاذري في "أنساب الأشراف"(ص 46 - ط. دار المؤتمن)، والخطيب في "الفصل للوصل"(1/ 244/ 8)، وأبو عبيد في "غريب الحديث"- ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل"(1/ 245/ 9).

3 -

محمَّد بن عجلان: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(9/ 66/ 6551)، و"الأدب"(245/ 222) - وعنه ابن أبي عاصم في "الزهد"(18) - عن أبي خالد الأحمر عنه به.

4 -

أسامة بن زيد الليثي: أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(22) - ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"(9/ 17) - عن محمَّد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي عنه به.

قال الدارقطني في "العلل"(1/ 160 - 161): "ورواه هشام بن سعد ومحمد بن عجلان وغيرهما عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر دخل على أبي بكر نحو قول الدراورديّ ولم يذكر المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا ولا مسندًا".

ثم قال: "والصحيح من ذلك ما قاله ابن عجلان وهشام بن سعد ومن تابعهما".

وقال ابن النقور: "واختلف عن زيد؛ فرواه هشام بن سعد، ومحمد بن عجلان، وداود بن قيس، وعبد الله بن عمر العمري كرواية عبد العزيز التي رويناها عنه" ثم ذكر بعض وجوه الاختلاف ثم قال: "والصحيح من ذلك رواية عبد العزيز بن محمَّد بن أبي عبيد الدراوردي ومن تابعه عن زيد، عن أبيه، عن عمر، عن أبي بكر؛ كما أوردناه، والله أعلم".

قلت: هو كما قالا - رحمهما الله-.

لكن شيخنا الألباني رحمه الله فهم من كلام أبي بكر ابن النقور غير ما ذكرت ودللت عليه؛ فقال رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 71/ 535): "فالحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري؛ فإن الدراوردي ثقة، وإن كان من أفراد مسلم؛ فقد تابعه الجماعة الذين ذكرهم ابن النقور؛ فالحديث عن زيد بن أسلم صحيح مشهور".

ص: 41