الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
224 - باب تسمية الأعمى بصيرًا
403 -
أخبرنا العباس بن علي النسائي حدثنا الحسن (1) بن منصور
ــ
403 -
شاذ سندًا، (وهو صحيح)؛ أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(7/ 431) من طريق أبي بكر الشافعي عن العباس بن علي النسائي به.
قلت: هكذا رواه العباس بن علي النسائي -وهو ثقة-، وخالفه محمد بن مخلد -وهو ثقة حافظ-؛ فرواه عن الحسن بن منصور الشطوي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله - فجعله من مسند جابر!؛ أخرجه الخطيب (7/ 431).
وتابع محمدًا بن مخلد على هذه الرواية حسين بن علي الجعفي عن سفيان به:
أخرجه البزار في "مسنده"(2/ 389/ 1919 - "كشف الأستار")، وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 689/ 1391)، والسِّلَفىُّ في "الطيوريّات"(ج10/ق 166/ب- نسخة مكتبة المسجد النبوي)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 200)، و"شعب الإيمان"(6/ 537/ 9196) بطرق عن حسين به.
قال البزار: "لا نعلم أحدًا وصل هذا الحديث إلا الجُعفي
…
".
قلت: تابعه الحسن بن منصور الشطوي عن الخطيب، لكن اختلف على الحسن بن منصور فيه؛ فمحمد بن مخلد رواه عنه فجعله من مسند جابر، والعباس بن علي النسائي رواه عنه فجعله من مسند جبير بن مطعم.
وقد تابع محمدًا بن مخلد حسين الجعفي وكلاهما ثقتان.
لكن تابع العباس بن علي النسائي ثلاثة رواةٍ وجعلوه من مسند جبير بن مطعم: فأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(11/ 145/ 4356)، والبزار في "مسنده"(2/ 389/ 1920 - كشف)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 124/ 1534)، و"المعجم الأوسط"(4/ 217/ 4020)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 2096/ 5271)، والسلفي في "الطيوريات"(ج10/ق 166/ب)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 200)، و"شعب الإيمان"(6/ 536/ 9194) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي والصلت بن محمد ومحمد بن يونس الجمال ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه به موصولًا.
قلت: فهؤلاء الثلاثة تابعوا العباس على روايته لكن قالوا: "عن محمد بن جبير" بدلًا من: "عن نافع بن جبير".
(1) في "ل" و"م": "الحسين"، وما أثبته هو الصواب.
الشطوي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن
ــ
وقد خفيت هذه المتابعة على شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 54)؛ فإنه قال: "فإن قيل: فهلَاّ رجحت رواية إبراهيم بن بشار التي أسندها عن جبير بن مطعم؟.
أقول: كنت أفعل ذلك لو أن الذي تابعه -وهو محمد بن يونس الجمال- كان ثقة، أما وهو ضعيف؛ كما في "التقريب" فتبقى روايته مرجوحة لتجردها عن المتابع القوي!! ".
قلت: بل تابعهما الصلت بن محمد -وهو صدوق؛ كما في التقريب- من شيوخ البخاري فلو وقف شيخنا رحمه الله على هذه المتابعة القويَّة لكان له كلام آخر وعليه؛ فالذي أراه أصحُّ بين هاتين الروايتين رواية من رواه وجعله من مسند جبير بن مطعم؛ لأنهم أكثر وأوثق. والله أعلم.
فالذي رواه من مسند جابر هو حسين بن علي الجُعفي، والذي رواه من مسند جبير ثلاثة: الرمادي والجمّال والصلت بن محمد، مع صرف النظر عن رواية الشطوي، لأنه اختلف عليه فيه، مع التنبيه أن شيخنا رحمه الله لم يتعرض لرواية ابن السني ومن معه ممن رواه عن الشطوي، وجعله من مسند جبير.
فلو أخذنا بهذا الاعتبار لرجحنا رواية هؤلاء؛ لأنهم جمع، وأوثق من حسين وحده، بخلاف ما رجّحه شيخنا رحمه الله.
لقد روى هؤلاء الثلاثة الحديث موصولًا، ولكن رواه خمسة عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن جبير به مرسلًا: أخرجه عبد الله بن وهب في "جامعه"(1/ 354/ 248)، والسلفي في "الطيوريات"(ج 10/ ق 166/ أ، وأ- ب)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 536 - 537/ 9195)، والبزار في "مسنده"(2/ 389/ 1921 - كشف).
والذين رووه عن سفيان هم: (عبدُ الله بنُ وهب، وأحمد بن عبدة، وابن أبي عمر العدني، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الجبار بن العلاء).
قال البزار بعد روايته لحديث جابر السابق: "لا نعلم أحدًا وصل هذا الحديث إلا الجعفي، وأحسبه أخطأ فيه؛ لأن الحفاظ إنما يروونه عن ابن عيينة، عن عمرو عن محمد بن جبير مرسلًا".
وقال يحيى بن صاعد؛ كما في "الطيوريات": "وقوله: "عن جابر بن عبد الله" وَهمٌ والصحيح عن محمد بن جبير بن مطعم".
وقال الخطيب البغدادي: "والمحفوظ عن محمد بن جبير فقط".
وقال البيهقي: "والصواب رواية ابن أبي عمر"؛ يعني: مرسلًا.
وقال في "الكبرى": "كذا أتى به موصولًا -يعني: محمد بن يونس الجمال-