الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال بعد ما يقضي الجمعة: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة؛ غفر الله له ألف ذنب، ولوالديه أربعة وعشرين ألف ذنب".
203 - باب ما يقول إذا رأى ما يحب
(ويكره)(1)
379 -
حدثني أبو أيوب سليمان بن محمَّد الخزاعي حدثنا هشام بن
ــ
379 -
إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن ماجه (2/ 1250/ 3853)، والطبراني في "الدعاء"(3/ 1595 - 1596/ 1769)، والحاكم (1/ 499)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 91/ 437)، و"الآداب"(460/ 1032)، و"الدعوات الكبير"(2/ 86/ 325)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 411/ 1 و 15/ 255/ 2) بطرق عن هشام بن خالد الأزرق به.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6/ 375 - 376/ 6663 و 7/ 109/ 6999) من طريق موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
قال شيخنا ناصرُ السُّنَّة العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(1/ 530/ 265): "وأقره الذهبي فلم يتعقبه بشيء، وفي ذلك نظر؛ لأن زهير بن محمَّد هذا -وهو التميمي الخراساني ثم الشامي- متكلم فيه؛ فقال الحافظ في "التقريب": "رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة؛ فَضُغفَ بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن زهيرًا الذي يروي عنه الشاميون آخر! وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه؛ فأكثر غلطه".
قلت: وهذا من رواية الشاميين عنه، وهو الوليد بن مسلم، ثم إن هذا كان يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في بقية رجال السند، فهذه عِلَّة أُخرى. ومن ذلك تعلم خطأ تصحيح الحاكم إياه، ومثله قول البوصيري في "الزوائد" ["مصباح الزجاجة" (1331)]:"إسناده صحيح، ورجاله ثقات".
ومثله قول النووي في "الأذكار"[(2/ 783 - بتحقيقي)]-وإن أقره شارحه ابن علان (6/ 271) -: "رواه ابن ماجه وابن السُّنِّي بإسناد جيد! ".
كل ذلك ذهول عمّا بيناه من علّة الحديث من هذا الوجه" أ. هـ.
وللحديث شواهد:
الأول: عن علي رضي الله عنه به: أخرجه البزار في "البحر الزخار"
(1) زيادة من "م".
خالد الأزرق حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمَّد عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب؛ قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات"، وإذا رأى ما يكره؛ قال:"الحمد لله على كل حال".
ــ
(2/ 166/ 533)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(68/ 146 و 90/ 195)، والبغوي في "شرح السُّبَّة"(5/ 180/ 1380) من طريق يحيى بن أبي بكير عن إسرائيل عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن عمه عبيد الله بن أبي رافع عن علي به.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع؛ مجهول الحال، لكن لا بأس به في الشواهد.
والحديث مما أغفله الهيثمي؛ فلم يذكره في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه؛ فليستدرك.
الثاني: عن عبد الله عباس رضي الله عنهما به؛ أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى والأسماء"(في 136/ 2)، والخطيب في "التاريخ"(3/ 131)، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 149) من طريق الوليد بن محمَّد البصري: ثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس مرفوعًا به.
قال شيخنا رحمه الله: "وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات، لولا أنه منقطع، الضحاك لم يلق ابن عباس، بينهما سعيد بن جبير؛ كما ذكروا، ولكنه شاهد حسن لما قبله، والله أعلم".
الثالث: عن أبي هريرة: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 157) وفي إسناده الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو متروك؛ فلا يفرح بمثله، ولا كرامة.
وله طريق آخر: أخرجه ابن خزيمة في "حديث علي بن حجر"(431/ 370)، والبغوي في "شرح السنة"(5/ 179 - 180/ 1379) عن محصن الفهري عن النبي صلى الله عليه وسلم".
ثم قال: "ورواه سليمان بن بلال عن عمرو عن محصن بن علي الفهري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
قلت؛ هذا إسناد فيه انقطاع وجهالة؛ لأن محصن الفهري لم يدرك أبا هريرة وهو مستور، ولكنه يعتبر به.
وبالجملة؛ فالحديث حسن بشواهده؛ فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
تنبيه: هذا الحديث مما توقف فيه شيخنا الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(265 - الطبعة القديمة)، و"تخريج الكلم الطيب"(139) ومع ذلك ذكره في "صحيح الجامع الصغير"(4727)، و"صحيح ابن ماجه"(3066)، و"صحيح الكلم الطيب"(113).
قلت: وهو الصواب؛ فقد حسنه رحمه الله في "الصحيحة"(265 - الطبعة الجديدة) لحديث ابن عباس رضي الله عنهما.