المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌183 - باب ما يقول إذا انقطع شسعه - عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب «عمل اليوم والليلة» لابن السني - جـ ١

[سليم الهلالي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌ترجمة المصنف رحمه الله

- ‌ اسمه ونسبه ونسبته:

- ‌ ولادته ونشأته ورحلاته:

- ‌ شيوخه

- ‌ تلاميذه:

- ‌ ثناء العلماء عليه:

- ‌ مصنفاته:

- ‌ وفاته:

- ‌ مصادر ترجمته:

- ‌التعريف بكتاب "عمل اليوم والليلة

- ‌1 - مادّة الكتاب وموضوعه

- ‌2 - منهج المؤلف في الكتاب:

- ‌إثبات نسبة الكتاب

- ‌منهج التحقيق والتخريج

- ‌أولًا - تحقيق النّصّ:

- ‌1 - النّسخة الألمانيّة:

- ‌2 - النّسخة الهنديّة:

- ‌3 - النسخة المطبوعة:

- ‌ثانيًا - ترقيم الآيات القرآنية:

- ‌ثالثًا - تخريج الأحاديث:

- ‌رابعًا - صنعت فهارس علميّة كشّافة تعين طالب العلم في الوصول إلى غايته بيسر وسهولة، وهي

- ‌أسانيد الكتاب

- ‌إسناد النسخة "ل

- ‌إسناد النسخة "ه

- ‌2 - باب ما يقول إذا استيقظ من منامه

- ‌3 - باب ما يقول إذا لبس ثوبه

- ‌5 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء

- ‌6 - باب التسمية عند دخول الخلاء

- ‌7 - باب التسمية عند الجلوس على الخلاء

- ‌8 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء

- ‌9 - باب التّسمية على الوضوء

- ‌10 - باب كيف التّسمية على الوضوء

- ‌11 - باب ما يقول بين ظهراني وضوئه

- ‌12 - باب ما يقول إذا فرغ من وضوئه

- ‌13 - باب ما يقول إذا أصبح

- ‌14 - باب ثواب من قال ذلك

- ‌15 - باب ما يقول صبيحة يوم الجمعة

- ‌16 - باب ما يقول إذا خرج إلى الصّلاة

- ‌17 - باب ما يقول إذا دخل المسجد

- ‌18 - باب ما يقول إذا سمع الأذان

- ‌19 - باب ما يقول إذا قال المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح

- ‌20 - باب الصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند الأذان

- ‌21 - باب كيف الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌22 - باب كيف مسألة الوسيلة

- ‌23 - باب الدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌24 - باب ما يقول بعد ركعتي الفجر

- ‌25 - باب ما يقول إذا أقيمت الصّلاة

- ‌26 - باب ما يقول إذا انتهى إلى الصف

- ‌27 - باب ما يقول إذا قام إلى الصّلاة

- ‌29 - باب ما يقول إذا سلّم من الصّلاة

- ‌30 - باب ما يقول في دبر صلاة الصبح

- ‌31 - باب فضل الذكر بعد صلاة الفجر

- ‌32 - باب ما يقول إذا طلعت الشمس

- ‌35 - باب ما يقول إذا سمع رجلًا ينشد الشعر في المسجد

- ‌37 - باب ما يقول إذا قام على باب المسجد

- ‌38 - باب ما يقول إذا خرج من المسجد

- ‌39 - باب ما يقول إذا دخل بيته

- ‌40 - باب تسليم الرّجل على أهله إذا دخل بيته

- ‌41 - باب فضل من دخل بيته بسلام

- ‌42 - باب ثواب من دخل بيته بسلام

- ‌43 - باب ما يقول إذا نظر في المرآة

- ‌44 - باب ما يقول إذا طنت أذنه

- ‌45 - باب ما يقول إذا احتجم

- ‌46 - باب ما يقول إذا خدرت رجله

- ‌47 - باب ما يفعل من لم يكن له مرآة

- ‌48 - باب التسمية إذا دهن

- ‌49 - باب ما يقول إذا خرج من بيته

- ‌50 - باب ذكر الله عز وجل في الطريق

- ‌51 - باب قراءة قل هو الله أحد في الطريق إذا مشى

- ‌52 - باب ما يقول إذا نهج إلى السوق

- ‌53 - باب ما يقول إذا دخل السوق

- ‌54 - باب ما يقول إذا قيل له: كيف أصبحت

- ‌55 - باب قول الرجل للرجل: مرحبًا

- ‌56 - باب ما يقول الرجل للرجل إذا ناداه

- ‌57 - باب جواب من نادى أخاه بالجفاء

- ‌58 - باب الحمد والاستغفار من رجلين إذا التقيا

- ‌59 - باب الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا التقيا

- ‌60 - باب تبسم الرجل في وجه أخيه إذا لقيه

- ‌61 - باب كيف يسأل الرجل أخاه عن حاله

- ‌62 - باب إعلام الرجل أخاه أنه يحبه

- ‌63 - باب ما يقول الرّجل لأخيه إذا قال له: إني أحبك

- ‌65 - باب ما يقول الرجل لأخيه إذا عرض عليه ماله

- ‌66 - باب كيف يدعو الرجل لأخيه

- ‌67 - باب ما يقول الرجل لأخيه إذا رآه يضحك

- ‌68 - باب ما يقول إذا أخذ بيد أخيه ثم فارقه

- ‌69 - باب ما يقول إذا رأى من أخيه ما يعجبه

- ‌70 - باب ما يقول إذا رأى من نفسه وماله ما يعجبه

- ‌71 - باب ما يقول إذا رأى شيئًا فخاف أن يعينه

- ‌72 - باب سلام الرجل على أخيه إذا لقيه

- ‌73 - باب ما يجب على الرجل من رد السلام

- ‌74 - باب التغليظ في ترك ردِّ السلام

- ‌75 - باب فضل البادىء بالسلام

- ‌76 - باب ثواب البادي بالسّلام

- ‌77 - باب من بدأ بالكلام قبل السّلام

- ‌78 - باب الفضل في إفشاء السلام

- ‌79 - باب كيف إفشاء السلام

- ‌80 - باب سلام الراكب على الماشي

- ‌81 - باب سلام الماشي على القاعد

- ‌82 - باب سلام المار على القائم

- ‌83 - باب سلام الماشيين إذا التقيا

- ‌84 - باب سلام المار على القاعد

- ‌85 - باب سلام القليل على الكثير

- ‌86 - باب سلام الصغير على الكبير

- ‌87 - باب سلام الواحد من الجماعة على الجماعة

- ‌88 - باب سلام الرجال على النساء

- ‌89 - باب السّلام على الصّبيان

- ‌90 - باب كيف السلام على الصبيان

- ‌91 - باب السلام على الخدم والصبيان والجواري

- ‌92 - باب السّلام على المشركين إذا كانوا مع المسلمين في المجلس

- ‌93 - باب ثواب السلام

- ‌94 - باب صفة السّلام

- ‌95 - باب ردّ الواحد من الجماعة يجزى عن جميعهم

- ‌96 - باب منتهي ردّ السّلام

- ‌97 - باب النّهي أن يقول الرجل: عليكم السّلام ابتداء

- ‌98 - باب كيف يرسل السلام إلى أخيه

- ‌99 - باب كيف يرد السّلام إلى من بلغه السّلام

- ‌100 - باب النّهي أن يبدأ المشركين بالسّلام

- ‌101 - باب كيف يردّ السّلام على أهل الكتاب إذا سُلِّم عليه

- ‌102 - باب النهي أن يزيد أهل الكتاب على: وعليكم

- ‌103 - باب كراهية أن تبدًا النّساء الرّجال بالسّلام

- ‌104 - باب تسليم الرجل على أخيه إذا فرق بينهما الشجر ثم التقيا

- ‌106 - باب متى يُشَمَّت العاطس

- ‌107 - باب كم مرة يُشَمَّت العاطس

- ‌108 - باب تشميت العاطس ثلاثًا

- ‌110 - باب الرخصة في التشميت بعد ثلاث

- ‌111 - باب ما يقول الرجل إذا عطس

- ‌113 - باب كيف يردّ على من شمّته

- ‌114 - باب كيف يردّ على من لم يحسن التشميت

- ‌116 - باب ما يقول إذا عطس في الصلاة

- ‌117 - باب كراهية العطسة الشديدة

- ‌118 - باب غضّ الصّوت بالعطاس

- ‌119 - باب ما يقول إذا تثاوب

- ‌120 - باب كراهية رفع الصوت بالتثاؤب

- ‌121 - باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوبًا

- ‌122 - باب ما يقول إذا استجد ثوبًا

- ‌123 - باب ما يقول إذا خلع ثوبًا لغسل أو نوم

- ‌124 - باب ما يقول لمن صنع إليه معروفًا

- ‌125 - باب ما يقول لمن يهدي إليه هدية

- ‌126 - باب ما يقول لمن يستقرض منه قرضًا

- ‌127 - باب ما يرد المهدي إذا دعى له

- ‌128 - باب ما يقول إذا أتي بباكورة الفاكهة

- ‌129 - باب ما يقول لمن أماط عنه الأذى

- ‌130 - باب ما يقول إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة

- ‌131 - باب ما يقول إذا قضي له حاجة

- ‌132 - باب الشرك

- ‌133 - باب ما يقول إذا أراد أن يحدث بحديث فنسيه

- ‌134 - باب ما يقول لمن بشره ببشارة

- ‌135 - باب ما يقول للذمي إذا قضى له حاجة

- ‌136 - باب ما يقول إذا سمع ما يعجبه وتفاءل (إليه)

- ‌137 - باب ما يقول إذا تطير من شيء

- ‌138 - باب ما يقول إذا رأى الحريق

- ‌139 - باب ما يقول إذا هبت الريح

- ‌140 - باب ما يقول إذا هبت الشمال

- ‌141 - باب ما يقول إذا رأى غبارًا في السماء أو ريحًا

- ‌142 - باب ما يقول إذا رأى سحابًا مقبلًا

- ‌143 - باب ما يقول إذا سمع الرعد والصواعق

- ‌144 - باب ما يقول إذا رأى المطر

- ‌145 - باب ما يقول إذا رفع رأسه إلى السماء

- ‌146 - باب ما يقول إذا كان يوم شديد الحرّ أو شديد البرد

- ‌147 - باب ما يقول إذا أصبح كسلان

- ‌148 - باب ما يقول إذا رأى مبتلًا

- ‌149 - باب ما يقول إذا رأى من فضل عليه في الدِّين والدُّنيا

- ‌151 - باب ما يقول إذا سمع أصوات الديكة

- ‌152 - باب ما يقول إذا سمع صياح الديك ليلًا

- ‌153 - باب ما يقول إذا نهق الحمار

- ‌154 - باب ما يقول إذا دخل الحَمَّام

- ‌155 - باب ما يقول إذا اعتذر إلى أخيه

- ‌156 - باب ما يقول المعتذر إليه من الجواب

- ‌157 - باب مخاطبة الرجل أخاه بطيب الكلام

- ‌158 - باب مخاطبة النّاس بطيب الكلام

- ‌159 - باب لين الكلام للعبد

- ‌160 - باب مخاطبة الخادم بالبنوّة

- ‌161 - باب مخاطبة الرجل ربيبته بالبنوّة

- ‌162 - كيف معاتبة الرّجل أخاه

- ‌163 - باب مداراة النّاس

- ‌164 - باب ترك مواجهة الإنسان بما يكره

- ‌165 - باب التعريض بالشيء

- ‌166 - باب إباحة ذكر ما يكره

- ‌167 - باب الإفصاح بالمكروه إذا احتيج إليه

- ‌168 - باب كيف المدح

- ‌169 - باب ما يقول إذا خاف قومًا

- ‌170 - باب ما يقول إذا نظر إلى عدوه

- ‌171 - باب ما يقول إذا راعه شيء

- ‌172 - باب ما يقول إذا وقع في ورطة

- ‌174 - باب ما يقول إذا أهمه أمر

- ‌175 - باب ما يقول إذا أصابه همّ أو حزن

- ‌176 - باب ما يقول إذا نزل به كرب أو شِدّة

- ‌177 - باب ما يقول إذا خاف سلطانًا

- ‌178 - باب ما يقول إذا خاف سلطانًا أو شيطانًا أو سَبُعًا

- ‌179 - باب ما يقول إذا خاف السباع

- ‌180 - باب ما يقول إذا غلبه أمر

- ‌181 - باب ما يقول إذا عسرت عليه معيشته

- ‌182 - باب ما يقول إذا استصعب عليه أمر

- ‌183 - باب ما يقول إذا انقطع شِسْعُهُ

- ‌184 - باب ما يقول إذا ذكر نعم الله عز وجل

- ‌185 - باب ما يقول لدفع الآفات

- ‌186 - باب ما يقول إذا قيل له: غفر الله لك

- ‌187 - باب ما يقول إذا أذنب ذنبًا

- ‌188 - باب ما يقول من أذنب ذنبًا بعد ذنب

- ‌189 - باب الاستغفار من الذنوب

- ‌190 - باب ما يقول من ابتلي بذرب لسانه

- ‌191 - باب الإكثار من الاستغفار

- ‌192 - باب ثواب الاستغفار والاستكثار منه

- ‌193 - باب كم يستغفر في اليوم

- ‌195 - باب الاستغفار في اليوم سبعين مرة

- ‌196 - باب الاستغفار ثلاثًا

- ‌197 - باب الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار

- ‌198 - باب كيف الاستغفار

- ‌199 - باب سيِّد الاستغفار

- ‌200 - باب الاستغفار يوم الجمعة

- ‌201 - باب ما يقول إذا دخل المسجد يوم الجمعة

- ‌202 - باب ما يقول بعد صلاة الجمعة

- ‌203 - باب ما يقول إذا رأى ما يحب

- ‌204 - باب الإكثار من الصلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة

- ‌206 - باب التغليظ في ترك الصّلاة على

- ‌207 - باب كيف الصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌208 - باب المخاطبة بالأخوة

- ‌209 - باب المخاطبة بالسؤدد للرؤساء

- ‌210 - باب كراهية ذلك على التكبر

- ‌211 - باب إباحة ذلك على الإضافة

- ‌212 - باب مخاطبة الصبيان بالبنوة

- ‌213 - باب كيف مخاطبة العبد مولاه

- ‌214 - باب من لا يجوز أن يخاطب بالسؤدد

- ‌215 - باب المخاطبة بالكنية لمن غلبت عليه

- ‌216 - باب الرخصة في ذلك؛ يعني: في تصغير الاسم

- ‌217 - باب الوعيد في أن يدعى الرجل بغير اسمه

- ‌219 - باب كراهية الألقاب

- ‌220 - باب الألقاب الجائزة

- ‌221 - باب كيف يدعو الرجل بمن لا يعرف اسمه

- ‌222 - باب تسمية الرجل بلباسه

- ‌223 - باب تسمية الرجل بما يشبه عمله

- ‌224 - باب تسمية الأعمى بصيرًا

- ‌225 - باب الكنية بالألوان

- ‌226 - باب الكنية بالأسباب

- ‌227 - باب الكنية بالأبقال

- ‌228 - باب الكنيه بالأفعال

- ‌229 - باب تكنية من لم يولد له بعد

- ‌230 - باب تكنية الأطفال

- ‌232 - باب ترخيم الأسماء

- ‌233 - باب ترخيم الكنى

- ‌234 - باب نسبة الرجل بما قد شهر به من آبائه

- ‌235 - باب انتساب الرجل إلى جده

- ‌236 - باب نسبة الرجل إلى من اشتهر به من أمهاته

- ‌237 - باب ما جاء في كنى النساء

- ‌238 - باب ممازحة الرجل إخوانه

- ‌239 - باب ممازحة الصبيان

- ‌240 - باب كيف ممازحة الصبيان

- ‌242 - باب ما يلقن الصبي إذا أفصح بالكلام

- ‌244 - باب ما يقول لولده إذا زوجه

- ‌245 - باب ما يجب على الرجل إذا جلس بفناء داره

- ‌246 - باب ما يجب عليه من نصرة أخيه إذا ذكر عنده

- ‌247 - باب ثواب من نصر أخاه

- ‌248 - باب ما يجب عليه من إسماع الأصمّ

- ‌249 - باب ما يقول إذا ذكر الله عز وجل

- ‌251 - باب ما يقول إذا سمع من يدعو بدعاء الجاهلية

- ‌252 - باب ما يقول إذا ختم سورة البقرة

- ‌253 - باب ما يقول إذا قرأ: (شهد الله)

- ‌254 - باب ما يقول إذا أتى على آخر لا أقسم والمرسلات والتين

- ‌255 - باب ثواب من قرأ خمسين آية في اليوم والليلة

- ‌256 - باب ثواب من قرأ مائة آية في اليوم

- ‌257 - باب تفدية الرجل أخاه

- ‌258 - باب التفدية بالأبوين

- ‌259 - باب التفدية بالوجه

- ‌260 - باب التفدية بالأموال والأولاد

- ‌261 - باب من يرد على من يفديه

الفصل: ‌183 - باب ما يقول إذا انقطع شسعه

غيلان قال؛ حدثنا أبو داود الطيالسي قال؛ حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس (بن مالك رضي الله عنه (1) -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهمّ، لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحَزَنَ إن شئت سهلًا".

‌183 - باب ما يقول إذا انقطع شِسْعُهُ

353 -

أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد (بن مسرهد قال:)(1) حدثنا

ــ

وخالفهمِ عبدُ الله بن مسلمة القعنبي؛ فرواه عن حماد بن سلمة عن ثابت به مرسلًا، لم يذكر أنسًا: أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 194)، والمحاملي في "الدعاء"(141/ 46)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(1/ 171 - 172/ 234). ورواية الجماعة الذين وصلوا الحديث أصح وأقوى؛ لأنهم جمع وهم ثقات وقد زادوا الرفع، والزيادة مقبولة من ثقة واحد فكيف بأربعة؛ وعليه؛ لنا أن نقول: إن الحديث صح موصولًا ومرسلًا، وإن كان الموصول أصح بلا ريب.

وقد خالف هذا الحافظ أبو حاتم الرازي؛ فقد نقل عنه ابنه في "العلل" قوله: "وهذا -يعني: الموصول- خطأ!! حدثناه القعنبي عن حماد عن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل ولم يذكر أنسًا". ثم قال؛ "هو عن حماد عن ثابت عن النبي مرسل".

قلت: وليس كما قال رحمه الله، لما بيناه آنفًا.

353 -

إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2661)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7/ 117/ 9693) من طريق هشيم بن بشير به.

وأخرجه مسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(6/ 473/ 6223/ 1 و 2)، و"المطالب العالية"(4/ 17/ 3374/ 2 و 3)، وهنّاد السَّرُّي في "الزهد"(1/ 424/246)، والبزار في "مسنده"(4/ 30/ 3120 - كشف)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 183)، وابن حبان في "المجروحين"(3/ 122) بطرق عن يحيى بن عبيد الله به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان:

الأولى: يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب. متروك الحديث؛ كما في "التقريب".

الثانية: أبوه عبيد الله؛ مجهول، كما في "التقريب".

قال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "مشكاة المصابيح"(1/ 551 / 1760): "ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 183) وفيه عمر بن عطاء، وهو ابن دراز؛

(1) زيادة من "م" و"هـ".

ص: 404

هشيم عن يحيى بن عبيد الله (1) عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه

ــ

ضعيف؛ عن يحيى بن عبيد الله المدني؛ وهو متروك، عن أبيه؛ وهو مجهول " أ. هـ.

وهذا أحسن من قوله رحمه الله في "الكلم الطيب"(ص 81): "حديث حسن، أخرجه ابن السني بإسناد ضعيف، ولكن له عنده شاهد مرسل" أ. هـ.

فهذا يُوهم أن إسناد ابن السني ليس شديد الضعف، وليس الأمر كذلك كما تقدم.

وقال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية"(4/ 28): "حديث غريب؛ في سنده من ضعف" أ. هـ.

وقال السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 380): "بسند ضعيف".

أما الهيثمي، فقال في "مجمع الزوائد" (2/ 331):"رواه البزار، وفيه بكر بن خنيس؛ وهو ضعيف".

قلت: وكلامه هذا عليه مؤاخذات:

الأولى: أن بكرًا لم يتفرد به، بل تابعه هشيم عند المصنف، وحفص بن غياث عند مسدد في "مسنده"، ويعلي بن عبيد عند هناد في "الزهد"، وغيرهم وهؤلاء كلهم ثقات.

الثانية: أن بكرًا ليس بضعيف مطلقًا؛ بل فيه كلام كثير والذي تطمئن إليه النفس فيه، قول الحافظ في "التقريب":"صدوق له أغلاط"؛ فحديثه حسن -إن شاء الله- ما لم يخالف.

الثالثة: إعلاله الحديث بالأدنى، مع وجود من هو أشد ضعفًا من بكر، وهو يحيى بن عبيد الله ووالده.

تنبيهان:

الأول: سقط من مطبوع "الكامل" لابن عدي من سند الحديث: "عن أبيه"؛ فليصحح، وقد نقله الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" عن ابن عدي بسنده سواء وفيه:"عن أبيه".

الثاني: سبق لي وأن ضعفت هذا الحديث في "صحيح كتاب الأذكار وضعيفه" للإمام النووي (1/ 347) بعلتين غير هاتين اللتين ذكرتهما آنفًا؛ فقلت: "إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: يحيى بن عبد الله - وابن عبيد الله بن أبي مليكة؛ لين الحديث.

الثانية: هشيم بن بشير؛ مدلس وقد عنعن" أ. هـ.

قلت: وهذا وهم وغفلة مني؛ لأمرين:

(1) في "م" و"هـ": "عبد الله"، وهو خطأ، والصواب المثبت؛ وهو الموافق لمصادر التخريج، وكتب الرجال.

ص: 405

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليسترجع أحدكم في كل شيء حتى في شِسع نعله؛ فإنّها من المصائب".

ــ

الأول: أن يحيى بن عبيد الله راوي هذا الحديث ليس وابن أبي مليكة، كما ظننت بل هو ابن عبد الله بن موهب المتروك؛ وأبوه مجهول.

وسبب الوقوع في هذا الخطأ أن اسم يحيى وقع في "المطبوع" هكذا: "يحيى بن عبد الله" وهو خطأ، والصواب بالتصغير ابن عبيد الله، وكذا هو في "المخطوط"(ق 48)؛ فليصحح.

الثاني: أن هشيمًا صرح بالتحديث عند البيهقي في "الشعب" والسند إليه صحيح، ثم هو لم يتفرد به بل تابعه ثقتان: هما حفص بن غياث، ويعلي بن عبيدة فليصحح أيضًا.

وهذا كلُه مما يؤكد أن طالب العلم ينبغي أن لا يتوقف عن التحقيق، وأن يتراجع عن الخطأ إلى الصواب متى ظهر له، فكلنا يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نبهني على بعض ما تقدم أحد أصحابنا -جزاه الله خيرًا-.

وهذا كله من خصائص المنهج السلفي دون غيره، وقد ربَّانا على ذلك شيخنا الإِمام الألباني رحمه الله فلله الحمد والمنة، على الإِسلام والسنة.

وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع شسع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنّا لله وانا إليه راجعون"، فقال له رجل: هذا الشسع؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها مصيبة".

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 132/ 7600)، و"مسند الشاميين"(4/ 321 / 3435)، وسمَّويه في "فوائده"؛ كما في "الدر المنثور"(1/ 380) -.

قلت: إسناده موضوع؛ فيه العلاء بن كثير، كذبوه.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 331): "وفيه العلاء بن كثير؛ وهو متروك".

وقال الحافظ ابن حجر، كما في "الفتوحات الربّانية" (4/ 29):"هذا حديث غريب، وسنده ضعيف".

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 203 - 204 - 7824) من طريق عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة بنحوه.

قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ فيه علتان:

الأولى: علي بن يزيد الألهاني؛ متروك الحديث.

الثانية: عبيد الله بن زحر؛ ضعيف.

والحديث ضعّفه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 331).

وبالجملة، فالحديث ضعيف لا يصح، ولا يتقوى بمجموع طرقه؛ نظرًا للضعف الشديد فيها.

وقد صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفًا: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(9/ 109/ 6702)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(216)، وهنّاد السَّري

ص: 406

354 -

أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة قال: حدثنا زيد بن واقد عن بشر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني قال: بينما (1) النّبي صلى الله عليه وسلم يمشي هو وأصحابه إذا انقطع شسعه؛ فقال: "إنّا لله وإنا إليه راجعون". قالوا: أو مصيبة هذه؟ قال: "نعم، كل شيء ساء المؤمن؛ فهو (2) مصيبة".

ــ

في "الزهد"(1/ 245/ 423)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7/ 117/ 9694)، وابن سعد وابن المنذر وعبد بن حميد، كما في "الفتوحات الربانية"(4/ 29)، و"الدر المنثور"(1/ 380) وسنده حسن لغيره.

وله طريق أخرى عند ابن أبي شيبة في "المصنف"(9/ 109/ 6703) من طريق أخرى عن عمر.

قلت. وسندها صالح.

وبالجملة؛ فالحديث بمجموعهما صحيح -إن شاء الله-، وصححه الحافظ ابن حجر، والله أعلم.

354 -

إسناده صحيح مرسل، أخرجه هشام بن عمار وهو في "فوائده"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 28): حدثنا صدقة بن خالد: حدثنا زيد بن واقد عن بشر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني بنحوه مرسلًا.

قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد.

وقال الحافظ: "ورجال إسناده من رواة الصحيح".

(تنبيه): سبق مني تضعيف هذا المرسل في تحقيقي لكتاب "الأذكار" للإمام النووي (1/ 347) بصدقة، وظننت أنه ابن عمرو الغساني المجهول، وإنما هو صدقة بن خالد الثقة، لأمرين:

الأول: أنهم ذكروا هشامًا بن عمار فيمن روى عن صدقة بن خالد، ولم يذكروه في الرواة عن صدقة بن عمرو الغساني.

وأيضًا: فإنهم ذكروا زيد بن واقد في شيوخ صدقة بن خالد، ولم يذكروه في شيوخ صدقة بن عمرو الغساني.

الثاني: أن الحافظ ابن حجر رحمه الله نصَّ أن رجال الحديث من رواة الصحيح، وهو كذلك بالنسبة لصدقة بن خالدة فإنه من رجال البخاري، أما صدقة بن عمرو؛ فإنه ليس من رجال "الصحيحين" ألبتة؛ فليصحح.

(1) في "ل": "بينا".

(2)

في "ل": "فهي".

ص: 407

355 -

أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا قطن بن نُسَيْر قال: حدثنا

ــ

355 -

ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 130/ 3403) -وعنه ابن حبان في "صحيحه"(3/ 148/ 866 و 177/ 894 و 895 - إحسان)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(5/ 9 - 10/ 1611) - بسنده سواء.

وأخرجه الترمذي (10/ 72 /3682 - تحفة الأحوذي)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 797/ 25)، و"المعجم "الأوسط" (5/ 373/ 5595)، والمخلِّص في "الفوائد المنتقاة" (ج 13/ق 248 ب)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2076)، وأبو طالب العشاري في "جزء فيه ثلاث وثلاثون حديثًا من حديث أبي القاسم البغوي" (33/ 7)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 289)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (3/ 54 و 4/ 161)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 9 - 10/ 1610 و 1611 و 1612)، والمزي في "تهذيب الكمال" (23/ 620) بطرق عن قطن بن نسير به.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ رجاله ثقات رجال مسلم، غير قطن بن نسير وهو وإن أخرج له مسلم في "صحيحه" إلا أنه متكلم فيه؛ فقد ضعفه أبو زرعة، وقال ابن عدي:"يسرق الحديث ويوصله"، ووثقه ابن حبان، ولخصه الحافظ في "التقريب":"صدوق يخطئ"، وقد أخطأ في هذا الحديث؛ فقد خالفه ثقتان هما: صالح بن عبد الله الباهلي الترمذي، وعبيد الله بن عمر القواريري؛ فروياه عن جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ولم يذكروا فيه أنسًا، وهو الصواب، أخرجه الترمذي (10/ 73/ 3683 - تحفة)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2076).

قال الترمذي: "هذا حديث غريب، ورواه غير واحد عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، ولم يذكروا فيه: عن أنس" أ. هـ.

وقد ذكر ابنُ عدي بعد روايته للحديث ما نصه: "فقال رجل للقواريري: إنَّ لي شيخًا يحدث به عن جعفر عن ثابت عن أنس؛ فقال القواريري: باطل. وهذا كما قال" أ. هـ.

قال شيخنا رحمه الله في "الضعيفة"(3/ 537): "يعني: أن وصله باطل، وأن الصحيح إرساله".

وقال الحافظ الضياء المقدسي عقبه: "وقد ذكره علي بن المديني من مناكير جعفر بن سليمان، قلت: ولا أعلم رفعه إلا قطن بن نسير!! ".

قال شيخنا أَسدُ السُّنة العلامة الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(3/ 538): "وهو مختلف فيه، روى له مسلم في "صحيحه" حديثًا واحدًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وضعّفه أبو زرعة، وقال ابن عدي: "يسرق الحديث ويوصّله".

وقال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 138): "سُئل أبو زُرعة عنه؟ فرأيته يحمل عليه. ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أُنكر عليه".

ص: 408

جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: قال

ــ

قلت (الألباني): فالحديث من مناكيره، لا من مناكير شيخه جعفر، فما قاله ابن المديني فيه نظر. هذا وقد كنت حسنت الحديث فيما علقته على "المشكاة"(رقم 2251 - 2252) وكانت تعليقات سريعة لضيق الوقت، فلم يُتح لي -يومئذ- مثل هذا التوسع في التتبع والتخريج الذي يعين على التحقيق والكشف عن أخطاء الرواة، وأقوال الأئمة فيهم وفي أحاديثهم المنكرة منها. والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي وعمدي، وكل ذلك عندي" أ. هـ كلامه رحمه الله.

وقد توبع قطن بن نسير! تابعه سيار بن حاتم: ثنا جعفر بن سليمان به: أخرجه البزار في "مسنده"(4/ 37/ 3135 - "كشف الأستار"): حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني: ثنا سيار به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 150): "ورجاله رجال الصحيح، غير سيار بن حاتم؛ وهو ثقة! ".

ونقله عنه هذا المُناويُ في "فيض القدير"(5/ 354) وأقره.

قال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(3/ 538 - 539): "وفي ذلك كله نظر، فإن سيارًا هذا حاله مثل حال قطن تمامًا، وقد أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: "قال القواريري: كان معي في الدكان، لم يكن له عقل، قيل: أتهمه؟ قال: لا، وقال غيره: صدوق سليم الباطن".

فهو من الضعفاء الذين لا يحفظون، فيقعون في الخطأ، ولا يتعمدونه. ثم هو من الرواة عن جعفر بن سليمان شيخ قطن في هذا الحديث" أ. هـ.

وقال الحافظ ابن حجر في "زوائده"(ص 305): "وإسناده حسن".

قال شيخنا رحمه الله (3/ 539): "وفيما قاله نظر من وجهين:

الأول: مخالفته للذين أرسلوه، منهم صالح بن عبد الله -وهو الباهلي الترمذي، والقواريري، واسمه عبيد الله بن عمر- وكلاهما ثقة.

والآخر: أن سيارًا فيه ضعف، كما تقدم عن القواريري، وقد أشار إلى ذلك الحافظ نفسه بقوله فيه في "التقريب":"صدوق له أوهام".

فمن كان مثله في الوهم لا يرجح وصلُه على إرسال من أرسله من الثقات؛ كما لا يخفى على عارف بعلم مصطلح الحديث، بل لو قيل فيه: إنه لا يحتج به مطلقًا ولو لم يخالف لم يكن بعيدًا عن الصواب. وإلى ذلك يشير كلام الحافظ في مقدمة كتابه المذكور في فصل (المراتب).

لا يقال: قد تابعه قطن بن نسير؛ كما تقدم؛ لأننا نقول: قد عرفت من قول ابن عدي المتقدم فيه: إنه يسرق الحديث ويوصله، فمن الممكن أن يكون سرقه من سيار هذا. والله سبحانه وتعالى أعلم". أ. هـ كلامه بطوله رحمه الله.

ص: 409